محمد المهدي السقال
الحوار المتمدن-العدد: 2197 - 2008 / 2 / 20 - 11:44
المحور:
الادب والفن
الانـعـكاس
******
أصر هذه المرة على كشف وجهه للمرآة مستقصيا تفاصيل باهتة ،
كان الطقس يؤذن بيوم مطير،
اكتشف حجم الذبول في خلفية الانعكاس و قداستحال بريق الوهم إلى سراب دامس ،
جحظ عينيه متحسسا زوايا مظلمة ،
تأفف ، ثم أخفى وجهه عن وجهه .
***
ما قبل الانـعـكاس
**********
ناء بحمل ظل أتعبه سراب الجسد ،
لم يجد سبيلا للبوح بصمته الجارح غير تمني سلخ جلده للتجدد ،
بينما العيون تترصده كاتمة أنفاسه بمحاضر التواطؤ على الخديعة ،
قال في رسالته الأخيرة :
حلمت بالتوبة مرهونة بسقوط التمثال ،
لعل انكساره يخلص الجني المحاصر بطقوس الولاء،
لكن الانتظار طال ،
فلا التمثال تحطم ولا الجني تحرر.
تسمّعَ خارج الغرفة نباح كلاب ،
يقترب الخطو جاثما على صدره ،
استدرك أنه يعيش نفس الوهم ،
ألقى بالقلم بعيدا ثم مزق الورقة ، مسرعا نحو المرآة .
**
ما بعد الانـعـكاس
**********
استيقظ مفزوعا من حلم وصفه لزوجته بالكابوس اختصارا،
لحظت تمنعه في الاسترسال كعادته ،
كان يستسيغ تفسيرها لرؤاه بالقلب ،
قالت هامسة : أرى وجهك أصفر.
ثم نصحته بمواجهة سحنته في المرآة ،
تملكه الخجل من خدش كبريائه ثانية،
فاعتذر بما يغطيها من ضباب يحجب الصورة ،
ليتها كانت تدرك ما قاساه من انعكاس الأمس ،
تأبط معطفه و خرج ،
تحكي أن آخر ما قاله منسحبا :
هذه المرة ، لا تنتظريني ، ربما لن أعود .
#محمد_المهدي_السقال (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟