محمد المهدي السقال
الحوار المتمدن-العدد: 2095 - 2007 / 11 / 10 - 10:57
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لن أذهب بعيدا في عرض مضمون القولة التي أتبناها و أعتبر نفسي رهنا لها إلى إشعار آخر ، رغم عدم تمكني من ترجمتها إلا في الخربشات التي أنسجها عبر السرد خاصة .
لو قرأت معي الجملة من اليسار إلى اليمين ،مع ما تستدعيه من استبدال لاستقامة الدلالة المراد توضيحها ، فإنك ستخلص إلى البنية العميقة التي تتأسس عليها الدلالة ، ارتباطا بالواقع و ما يتناسل فيه من أسباب النزول . أنا موجود إذن أنا لا أفكر .
بين الوجود وعدمه ، وبين التفكير ونفيه ، يتمحور مكون الأنا / الذات ، بكل حمولتها الذهنية المتعددة الأبعاد في الزمان و المكان ، و الأنا / الذات المركبة من الوعي واللاوعي ، ليست حاضرة بالفعل إلا من خلال الغياب بالقوة، ذلك أن القبول بالتواطؤ على النفي من أجل الوجود ، بما يستتبعه ذلك من إلغاء التفكير ، يؤطر القولة ويحكم سياقها ، بحيث يتحقق واقعا إثبات الوجود بنفي التفكير .
يمكن التمثيل على ذلك بالكائن السياسي في التركيبة الذهنية ، أليس النزوع نحو إثبات التفكير بما يحتمله من تبعات مدخلا لنفي الوجود ؟ أليس القبول بنفي التفكير مدخلا لإثبات الوجود ؟
لكن يبقى السؤال الجوهري : عن أي تفكير مراد بالنفي نتحدث لإثبات الوجود ؟ بل عن أي وجود مراد بإثبات الوجود نتحدث لنفي التفكير ؟
أما بعد ، فأنا لا أفكر إذن أنا موجود ، ليست إلا خلاصة تجربة في حيز زمكاني ، وبالتالي ليست بالضرورة منطقا يمكن أن ينسحب على المعقول ، مادامت شروط التجربة في سياقها الموضوعي ، لا تنتج المعنى إلا ضمن اللامعقول / العبثي .
#محمد_المهدي_السقال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟