أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد المهدي السقال - المسألة الأمازيغة /من الأصل إلى القضية















المزيد.....

المسألة الأمازيغة /من الأصل إلى القضية


محمد المهدي السقال

الحوار المتمدن-العدد: 1831 - 2007 / 2 / 19 - 03:21
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


*بلا د * تامــزغـة * , أرض تـمـتـد في جغـرافـيـتـها إلى أعــمـاق أفــريقـــيا جـنـوبا , بـيـنــما تـنـفـتـح عـلى الـبـحريــن الأطــلـسي والـمتــوســط شــرقــا وغــربـــا , بحـمـولـتـهـما الـتـاريـخـيــة.
ارتــبــط تــاريـخـها الحـضـاري بـنـشــاط سـاكــنـتـها , كـمجــتـمـــع إنـسـاني مـتـكامـــل الـبـنـيـان , لـغــويــا واجـتـماعـــيـا ,عــلى أسـاس الإحـساس بالــوحـدة في الأصـل , ضمـــن الامـتـداد الــزمـكـاني , كـخـصوصـيـة ذاتـيــة تـطــبـع الـهــويــة و الـكيــنـونـة , وتـشكــــل الـوعــي الجـمعي بالـوجـود الـفـاعـــل , ضمــن الـنســيــج الإنساني .
فـي البـدء كانــت الأرض , وكـان الإنسان , ثـم كـانــت اللــــغـة , فـكانـت الــوحــدة الـجغــــرافـيــة قاعــدة الانـتـمـاء , والـولاء للجــماعــة , فــي نــواتـها الأولـــى , وخـلـفـيــة الـشـعــور بالـقــرابـــة في الـدم , باعـتـبـــارها مـحــرك تــاريـخ تـلـك الجــمــاعــة .
لـكـن في الـبــدء أيضا , كـان التـطـور حـتـمـيــا ,إذ احــتـاج الــناس إلى مـعــرفـة ذاتــهــم , وحـجــم قـدرتـهـم عــلى الـفـعـل في الـكــون , غـيـر أنـهــم ركــزوا عــلى كـشـف العــالـم في دواخـلـهــم , للانطــلاق في الـتـفـــتـح عــلى المـحـيــط الخـارجي من حــولهــم .
لــيـست اللغـــــة الأمـازيغـــيـــة لغـــــة مـقـدسـة بمعـنــى التــقديــــس السمــاوي, فـما نطــقـها قـوم ادعـوا تـنـزيـل أصـــواتـها أو كـلـماتــها أو بلاغـتــها , بـمـعــــزل عـن تــربة الأرض وأحــــوال المــنـاخ وتــفــاعـــل الحــاجـات إلى الــتــواصل , لكنــها اكـتـسبـــت قـــوة وجـودها من تـجـارب المـعـايـشـة مع مـخـتـلـف تــحــولات واقـعــها في الـــزمان والـمكـــان , فـــأصـبـحت بــذلــك الـــرابطة الأولى بـيــن الـنـاس ,تـجـســد أنـمــاط تـفــكــيــرهــم وتـعـبــر عــما يـعــتــمــل فــي أعــماقـــهـم , مـن خلال تـفـاعـلاتـهـــم مـع محيــطــهم , سـواء في اتـجاه ذواتــهــم أو في اتـجاه عــلائــقــهـم بالـعـالـم من حـولـهـم .
كانــت الـــكلمــة أرقــى أدوات التـواصــل الذهــنــي , بعـــد تـحـقــق الانـدمــاج عـبـر أدوات الاتـصـال الــماديـــة , مـن الـتــراب إلى الــماء والـنـار , فانـصــهــرت المعـرفــــة بـها , و غـدت تــنـمـو رمـزيــتــها فـي الــوجــدان , لـتـأخــــذ أشــكـالا تـعـبـيـريــة مـن صمــيــم الكـيــنـونـة الـذاتــيـة , في اتــجــاه بــلـورة ماهـيـة الهــويـــة الأمــازيـغــــيــــة .

يــصــد ق هــذا التـحـليـــل عــلى أكــثـــر من نمــوذج إنساني للـتـجـمعــات البــشــريــة , ذات العــراقـــة في الــوجـود الـفـاعـل على الأرض , ولعـــل هـذا ما يمـيــــز خـصوصــية الــقــومــيــات التي ظــلت حاضــرة عــلى امتــداد التــاريخ
الإنـسـاني , ذلــك أنـها حـمـلت منـذ بدايــة تكــويـنــها بـذرة الاسـتمــراريــة في الـوجــود , ومهما أتـــت عليـها من ظــروف , لـتــنـال من شـخـصيـتـها بالاحـتـواء , ومـا يمــكــن أن يـؤول إليه من محـــو أو إقـصاء , فإنـها تـبـقــى محـــافـظــة عـلى الأصـل في ذلــك الـوجود , لتـــعـود بعـــد حين , قــد يطــــول أو يقــــصر , للانــبــعــاث مـن جــديــد .
غـيـر أن إلا يــمان بالبعـــث الأمــازيغــي , لا يجــب أن يحجــب عن العــيـن حـقـيـــقــة الـتـحــول واحـتـمالات آفـــاقـــه, أو يـــدفـع إلى انغـــلاقــيـــة انعـــزالـية , تـرفض الآخـر, وتجهـــز عـلى الـذات بـسيـاجــات شائـكــة , تـمنــع الرؤيــا للــمــتغــيــرات من حـولـها , يطــرح هـذا الكــلام ضــمـن سيــاق الجـــدل الـذي يــدور حـول أساليـب إعـادة الاعــتــبـار, بـيـن داع إلى العـــودة المـطــلقـــة, وداع إلى الانـفتـــاح اللامـشـروط عـلى العــصــر, و إذا كـان لكــلٍّ , ما يكــفــي من الحـجـج للاقـتـنـاع بتـفـسيــراتـه وتـبـريــراتــه , فان ثـمة خلا فــا تحــصَّـل مـن تعــقُّـد الاختــلاف .
وأصبـح بالفعــل يهــدد الـتــوافـق حـــول صيـغـة الــمــشروع المجتمــعي الأمــازيــغــي , ضـمـن رؤيـة شمـولـيـة أكـثـر اسـتـعـدادا للانـفـتـاح .
لــقـد تدخـلــت عـوامــل تحـكـمــها العــصـبــيــة غـيـر المـمـنـهـجـة , إما مــن موقــع الإحساس الـذاتي بالغـبــن , ومـا راكـمـه من ممارســات سلبـيـة , وإما تحـت تأثـيـر الرغــبــة المــوضوعــية في التــحـلـل مـن هـيـمنـة التـوجـيـه , بعـد
ظهــور بـوادر إمـكـانـيـة التـصريـح بالــرأي والتعـبــيــر عن الاختــيــار, وهـو ما يعــني احـتـمــال التـعــرض للإغـراءات أو الضغـوطات , بـطـرق مـتــوازية مع الـنـزوع الطبـيــعي نحـو تحقـيـــق الانبــعــاث الأمازيغــي .
وما يـخــشــاه الإنسان الأمــازيغـي الأصـل , هو أن تكــون الإيـديـولوجـيـة بـبـعـدها السيـاسي الضـيــق , رافـــدا للتـــفكـيــر في سبـــل التـمـنـيـع ضـد استــمـرار التـهمـيــش و مكـنــنـة نــزع الهــــويــــة , ليــس رفـضا لـتـدخــل
السيـــاسي في التـحلـيـل , ولكــن خــوفـا من الوقـوع في الأسطــوري , كــذاكــرة مـرجـعـيـة في الـتعــاطــي مع الواقــعـــي , وهو أمــر يـسـعــى إليه خـصــوم الحــركـة الأمــازيغــيــة , للـنـزوع بـهــا نحــو الانـفــلات و المزايدات .
*

أحـيانا يميل الإنسان إلى التفكير بطريقة تخالف حتى أبسط أدوات الترابط المنطقي, كما هو متعارف عليه إنسانيا , وذلك في اتجاه الوصول إلى حقيقة نسبية يقبل بها , ومن ثم يقنع نفسه بنتائجها على أساس ما يمكن أن يتوفر لديه من مسوغات عقلنتها .

وجهة نظر

أعتقد أن محاولة البحث في الجذور , بالرغم من أهميتها التاريخية , يمكن أن تؤول إلى اختلافات غير قابلة علميا للتدقيق بشكل مقنع , وأستحضر باستمرار موضوع اللغة العربية , حين يطرح بحث أصولها القديمة , خارج مشرحة التاريخ اللغوي العام , لأن زوايا النظر ومرجعياتها تظل متحكمة في توجيه البحث .
ولك أن تتصور ما يمكن أن يقع من اختلاف حول جذور اللغة العربية , يمكن أن يصل أحيانا حد التصادم للأسف .



#محمد_المهدي_السقال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراف
- ملحق حول :ممارسة النقابات للإضراب تعبر عن دكتاتورية عدوانية ...
- - أفول الليل -يوميات من سنوات الرصاص
- حكاية وزير مرتعب
- لعنة - بن لادن
- العرافة
- فراغ من زجاج
- الإضراب
- المسألة الأمازيغية العد العكسي
- حكايتي مع السيد المفتش
- رقصة الكلاب
- قراءة في عنوان مقالة* ممارسة النقابات للإضراب تعبر عن دكتاتو ...
- مشروع تركيب إيقاعي من الطويل والبسيط
- رائحة المرأة و الشيطان
- العار
- عبث اللحاق
- من مزامير داوود الأولى في بغداد


المزيد.....




- صورة سيلفي لوزير مغربي مع أردوغان تثير انتقادات وردود فعل في ...
- سيارة همر -مسروقة- في دمشق تظهر ضمن سيارات الأمن السوري... ك ...
- -فضيحة الصندل-.. برادا تعترف باستلهام تصميمها من الصندل الهن ...
- مقتل 18 فتاة في -حادث المنوفية- يهز مصر وسط مطالب بإقالة وزي ...
- مئات الملايين والمليارات: حفلات زفاف باهظة الثمن في القرن ال ...
- ترامب: أنا -لا أعرض شيئا على إيران ولا أتحدث معهم-
- مشروع مغربي طموح يربط دول الساحل الإفريقي بالمحيط الأطلسي
- توتر الوضع الأمني في الشرق الأوسط : كيف يؤثر على خطة لبنان ل ...
- بعد شهر من الغياب.. العثور على جثة الطفلة مروة يشعل الغضب في ...
- حل مئات الأحزاب الأفريقية.. خطوة نحو التنظيم أم عودة لحقبة ا ...


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد المهدي السقال - المسألة الأمازيغة /من الأصل إلى القضية