أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد المهدي السقال - قراءة في عنوان مقالة* ممارسة النقابات للإضراب تعبر عن دكتاتورية عدوانية و ظلامية *















المزيد.....

قراءة في عنوان مقالة* ممارسة النقابات للإضراب تعبر عن دكتاتورية عدوانية و ظلامية *


محمد المهدي السقال

الحوار المتمدن-العدد: 1710 - 2006 / 10 / 21 - 07:28
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


للأستاذ محمد المعزوز الباحث في الأنتربولوجيا السياسية
موقف شخصي أم استنتاج علمي !!!؟؟

ملاحظة العنوان :

لست أدري فيما إذا كان الأستاذ المعزوز, قد أنجز بحثا أكاديميا حول النقابات من موقع تخصصه كباحث في الأنتربولوجيا السياسية , حتى يمكن الاستـئـناس بـمسـتـنـتجـاتـه في التعاطي مع الشأن النقابي ...

ولست أعرف للأستاذ الباحث , حضورا على الساحة الفكرية , كطرف ينظر لأطروحات يعـتـقـدها أو يـقـتـنع بفاعـليتها في إعادة بناء الحياة المعرفية والفكرية , ذات الصلة بالموضوع التربوي ....

بل لم أعرف للأستاذ توجها يذكر به في السجال الثقافي والسياسي , في خضم السؤال عن المشروع المجتمعي , سواء قبل أو بعد إرهاصات التحول نحو ما يسمى بالمجتمع الديمقراطي الحداثي ....

لكنني أعرف الأستاذ محمد المهزوز- عفوا- المعزوز, مسؤولا عن تسيير الإدارة التربوية والتعليمية , في إطار التنفيذ الوظيفي لأدوات أجرأة ميثاق التربية والتكوين , باعتباره نائبا عن الإدارة الوصية ....

وليس غريبا أن يكون الأستاذ مهتما بموضوع الإضرابات في الوسط التعليمي , بحكم معايشته للظاهرة و انشغاله بأسبابها وتبعاتها , ضمن التفكير في تجاوز ما يمكن أن يكون عائقا في وجه تمرير ما هو ملزم بتطبيقه ...

لكن الغريب , أن يشهر مقولاته حول مجال بالغ التعقيد , إن لم يكن عميق الحساسية , بالنظر لتأثيراته على مسار التبادل التواصلي , بين مختلف الفرقاء المعنيين بحيثيات فعل الإضراب ,لأن ممارسة النقابات للإضراب , أكبر من أن تحجـم في مفردات , أبعد ما تكون عن الحقل التربوي والتعليمي , خاصة إذا كانت تصدر عن أستاذ باحث في الأنتربولوجيا السياسية ... يفترض فيه أن يكون مهتما بحفريات الظواهر وتوصيفاتها العينية , قبل تولي إصدار أحكام قيمة , محكومة بالظرفي والذاتي .

كم تمنيت لو أنه عالج قضايا وظواهر في الحياة التعليمية بنيابته من موقع تخصصه , فربما أفاد واستفاد , وربما ساهم بالبحث الميداني , في حل كثير من المشكلات التي يعرفها الإقليم الغربي , ضمن سياق الاختلالات التي يعانيها التطبيق على أرض الواقع ....

و كم كنت أتمنى , لو أن الباحث في الأنتربولوجيا السياسية , يسمح لنفسه بالظهور في الناس , من خلال موقعه المهني تصريحا , كنائب لوزير التربية الوطنية , بعد استئذان السلطة الوصية عليه طبعا , لأن ما صدر عنه الباحث في تأليف خطابه , ليس بحثا ميدانيا , تتوفر فيه أبسط الشروط العلمية قبل الأكاديمية , بقدر ما هو موقف أملته ظروف المعاينة و المعايشة لمسارات احتجاجية في الوسط التعليمي بنيابته الإقليمية , يدل على ذلك , الطابع الانفعالي في تركيب العبارات , والميل إلى استباق إصدار أحكام تعميمية , تأخذ لبوس الاستنتاج العلمي تحت غطاء الصفة .

أما بعد :

فلست هنا بصدد التعليق على أطروحات المقالة , لأني أتركها لذوي الاختصاص , كي يفندوا ما بها من تخريجات انتربولوجية , إن لم تكن تقليعات إعلامية , وقد لا يجد المبتدئ في المجال النقابي , مهما كانت حساسيته , صعوبة في الرد عليه بأمثلة من الواقع المعيش , تنفي ما ذهب إليه من ادعاء , بأن * ممارسة النقابات للإضراب , تعبر عن دكتاتورية عدوانية و ظلامية * , خاصة إذا تم إدراج كتابة المقال الموجز من غير تكثيف , ضمن سياق التعبيرات الظرفية (النص في الاصل استجواب صحفي مع الدكتور) , عن مواقف الخطاب المضاد , من الفعل النقابي على الساحة التعليمية , وهي في مجملها تؤسس لثقافة نقابية رسمية , يمكن من خلالها احتواء ما تبقى من شرارة الحضور النقابي الفاعل وطنيا , تحت أغطية شتى , منها البحث الانتربولوجي السياسي , والبحث منها براء .

وما سأقوم به , ليس أكثر من وقفة متأنية مع العنوان , من خلال تحليل مكوناته على أساس الخلفية المعجمية , وما تحيل عليه من إيحاءات , نربطها عادة بالتأسيس لفرضية القراءة , في التعامل مع النصوص في الصف التعليمي.

لكن لماذا هذا التعامل بالذات ؟ مع مقال :

* ممارسة النقابات للإضراب تعبر عن دكتاتورية عدوانية ظلامية *

بعد قراءة ما كتبه الأستاذ محمد المهزوز – عفوا – المعزوز , وجدت أن صاحبه قد استنفد القول المراد بالنص , في جملة العنوان الطويل , بألفاظ لا تربط بينها وحدة الدلالة , ناهيك عن أن تكون مرتبطة بالمضمون الذي راهن الكاتب على الإقناع به , لأن الحقول الدلالية التي ترتبط بها كل كلمة في العنوان , متنافرة من حيث مجال الاشتغال , بل يمكن الذهاب إلى أن الرابط بينها , لا يقوم إلا على الـتـمـحـل والقـسـر, باعتبار التباعد والخرق الذي يرفضه حتى المجاز, بين الإضراب والدكتاتورية مثلا... لأن الأمر لا يعدو أن يكون ضربا من الوجهين : إما أن استعمال الألفاظ عائد على الحقيقة بما هو متواضع عليه في الأصل اللغوي , والاحتكام في الفصل بين مدلولاتها إلى المعاجم بالضرورة لرفع الإبهام , و إما أن استعمال الألفاظ عائد على المجاز, وهو استعمال اللفظ في غير ما وضع له في الأصل لعلاقة غير المشابهة , لأنه ينتقل إلى الاستعارة على التشبيه , وكلاهما محكومان في التعريف بالقرينة المانعة لفظا أو معنى .

ووجدت بعد القراءة الأولى أيضا , أن الموضوع المعالج في مقالة الأستاذ الباحث الأنتربولوجي في السياسة , قد أغـمـط حقه عرضا وتناولا وتحليلا , حين تم الاكتفاء فيه بالتلويح والتلميح , على طريقة : إياك أعني واسمعي يا جارة .... فلا عمق في التفكير ولا بعد في الدلالة , بل لا مقاربة تتوسل بالمنهج في الطرح والتحليل , وبدا لي جليا أن المقالة ستذهب أدراج الرياح , لأن المعنيين بالخطاب النقابي وحتى السياسي , لن يجدوا فيها رؤية جديدة أو بديلة , تغني الحوار و ترتفع به عن الذاتي المـنـاسـبـتـي , مما سيجعلها في النهاية عرضة للتلف والضياع , مثلما ما يحدث لبعض الكتابات التي يكون الداعي إليها تسرع ينتهي إلى التسطيح , إن لم يكن لغاية في نفس يعقوب ....

ثم كان السؤال عن مرجعية مفردات العنوان : * ممارسة النقابات للإضراب تعبر عن دكتاتورية عدوانية ظلامية * , قبل التساؤل حول خلفية تركيبه اللغوي , في الذهن تفكيرا و رؤية , في اتجاه تكويـن الانطباع في النفس والعقل , بأن صاحب المقالة للأسف , لم يكلف نفسه عناء التقصي في المبنى اللغوي , بعدما لم يكلف نفسه عناء التحري في المعنى المستهدف بالإبلاغ .

وقد كانت العودة للمعاجم اللغوية و التاريخية ضرورية , للتحليل والتعليق , غير أن ضيق حيز النشر , لا يبدو مسعفا لتقديم الجرد المطول بالمصادر المستأنس بها كالقاموس ولسان العرب والخصائص والعين وتاج العروس والمصباح وغيرها , لذا سيتم الاقتصار على التنبيه و الإشارة إليها ضمن السياق .

الممارسة , ما يصدر من فعل عن الإنسان على سبيل الاتصال في الزمان والمكان , إما على سبيل القيام بالموكول إليه , وإما استجابة لرغبة ذاتية تنزع إليها النفس عن هوى أو اقتناع .... والممارسة من * مرس* بزيادة الألف للمفاعـلة ...... والممارسة إفرادا , على الوحدة والاتفاق, تلغي التنوع والتعدد فيها , كأنها واحدة في كل مجال .

جاء في القاموس المحيط للفيروز أبادي : مارسه ... عالجه و الممارسة .... المعالجة , و المـرس بكسر الراء , الشديد الذي مارس الأمور وجربها.

لقد أضيفت الممارسة في العنوان للنقابات على أساس صدورها عنها بالفعل , بعد افتراض تحقق المعالجة والتجريب , مما يستدعي ضرورة التعريف بالمضاف إليه (النقابات) , وهي جمع للمؤنث السالم على القياس فيما مفرده على وزن فعالة (نقابة) من فعل نقب ... وكل المعاجم على مذهب الاتفاق , حول دلالة اللفظ اتصالا بالعلم والمعرفة والعقل والمشورة , قال سيبويه : النقابة بالكسر الاسم وبالفتح المصدر, وفي لسان العرب وفي القاموس المحيط : و نقب على القوم نقابة بالكسر فهو نقيب أي عريف و المنقب بالكسر والتخفيف , الرجل العالم بالأشياء الكثير البحث عنها

وعند الحربي في غريبه : والنقيبة النفس والعقل والمشورة ونفاذ الرأي ....وعند غيرهم إجماعا بالمتواتر في اللغة والاصطلاح : النقيب الأمير على القوم , وقد نقب نقابة , ونقب قومه ينقب نقابة , إذا كان نقيبا ,والنقيب شاهد القوم والنقيب العريف وهو شاهد القوم وضمينهم.

معنى ذلك , أن المضاف إلى الممارسة بالفعل من النقابة مفردا وجمعا ,لا يفترض فيه بالدلالة اللغوية, إلا أن يكون عن معرفة أصلها العقل وسبيلها المشورة , عدا أن يكون النقيب فيها شاهد القوم وضمينهم... وينفي ذلك , ما ذهب إليه الأستاذ من ربط ممارسة النقابات بالدكتاتورية والعدوانية والظلامية , إلا أن يكون قد ربط بين المتنافر على الدلالة الواقعية بالخبر والمعاينة , وهو ما يمكن الوقوف عنده لاحقا , بعد الاستمرار في تحليل مكونات العنوان , قبل التسرع في الحكم على النية والقصد من التركيب اللغوي , بعد الخروج بمدلولاته عن الأصل في الاستعمال.

غير أن المعنى بإضافة الممارسة للنقابات , لا يستقيم بغير إسناد المصدر الذي ينوب عن الفعل , إلى ما يقع عليه مفعولا , وهو الإضراب.

الإضراب مصدر فعل *ضرب* مزيدا بالهمز , ليس من أجل التعدية باللازم ,لأنه لا يستقيم دلالة بغير المفعول بمختلف أنواعه , وإنما للانتقال بالحدث من مستواه المادي المرتبط بأداة خارجية , إلى الفعل المعنوي المرتبط في الإنجاز بالذهن على التغليب , إذ أنه في ثلاثيه متعلق بما يتم به تحقق الفعل الواقع على المفعول بوسيلة ما , فحين نقول : ضرب الشرطة المعتصمين , لا بد أن تكون هناك أداة لتحقق دلالة الفعل, كالعصي مثلا , بينما ينتقل نفس الفعل مزيدا , إلى الانجاز على أساس قدرة الاستعداد في النفس داخليا ...... لذلك دل المزيد بالهمز على الفعل المعنوي من قبيل : أضرب فلان عن هذا الأمر إضرابا , كف عنه , و أضرب عنه أي أعرض . والمضرب : المقيم في البيت , وأضرب الرجل في البيت : أقام . ومصدره على الإفعال قياسا , مفيد لنفس المعنى العائد على حركة أو حدث في النفس

و العقل: يقول الشاعر:

لَمَّا وَثِقْتُ بـأَنَّ مـالَكَ مالِـي أَصْبَحْتُ عن طَلَبِ المَعِيشةِ مُضْرِباً



والجملة السابقة : ( ممارسة النقابات للإضراب ) مبتدأ بحاجة إلى متعلق يتمم المعنى بالخبر , و يحدد طبيعة الممارسة الواقعة على الإضراب مفعولا به للمصدر , لأن حرف الجر زائد , على تقدير/ ممارسة النقابات الإضراب فتحا....

هذا المبتدأ الجملة الاسمية , لا تحيل دلالات مكوناته اللغوية مفردة ومجتمعة , على ما يخالف العقل في الفعل والمصدر, فالممارسة المعالجة , والرجل المرس بكسر الراء , الشديد الذي مارس الأمور وجربها..... والنقابة من نقب فتحا على المصدرية, ترتبط بفاعلها الدال على الرجل العالم بالأشياء الكثير البحث عنها ... , و النقيب شاهد القوم والنقيب العريف وهو شاهد القوم وضمينهم ...

أما الإضراب بمعنى الترك والكف والإعراض , فلا يكون إلا مما ير فضه العقل ويأباه .

غير أن البحث عن الخبر في العنوان , سيصرف القارئ عن كل معنى تؤول إليه مفردات المبتدأ , ليصلها بالجملة الفعلية على التحقيق والخبر : ( تعبر عن دكتاتورية عدوانية ظلامية ) .

أما * تعبر* بصيغة مضارع فعل * عبر* بالزيادة تشديدا , لتدل على صدور الفعل عن إرادة لها تجسيدها بما وسع الإنسان من اقتدار , فإنها تقبل التجاور مع السابق على الاشتراك الذهنـي , لأن المصادر المؤلفة للجملة الاسمية الأولى , تحيل على أفعال الذات في النفس , بما يتناسب مع تجاوز الاعتلال إلى العلاج ممارسة , والارتباط بالعلم و التجربة نقابة , والتعلق بالإعراض والامتناع إضرابا .

والزيادة بالتضعيف في فعل * عبر* , ليست زيادة لحاجة التعدي إلى المفعولية , لأن الفعل في ثلاثيه يقع على مفعول بالضرورة , إنما تدل على تخصص الفعل بما يتصل بالذهن والتفكير, ولعله بذلك , أوثق صلة بما يعن في النفس شعورا أو لاشعورا , كما يدل على ذلك, ارتباط المصدر* التعبير*بالرؤى والأحلام وما تؤول إليه من تأويلات وتفسيرات....وليس غريبا أن يتحول *عبر* , من الفعل المتعدي مجردا, إلى اللازم مزيدا , فلا يحتاج إلى ما يقع عليه فعل الفاعل مفعولا إلا بحرف الجر الزائد , ليؤول التعبير في النهاية إلى ما يتصل بالنفس على السجية والأصل في الطبع ...

والجملة الفعلية بالمضارع الدال على الحال والاستقبال , وفاعلها العائد إضمارا على الممارسة , خـبـر للجملة الاسمية الأولى , (ممارسة النقابات للإضراب تعبر) , سواء قدرنا التأويل على المصدر( تعبير) أو على اسم الفاعل (معبرة) تأنيثا.... والإخبار بحمولة ما يكون مادة للتعبير, من قبيل ممارسة النقابات للإضراب , ليس بالضرورة مما يصدق حمله على التحقيق , لأن الجملة الخبرية في النحو كما في البلاغة , تبقى محتملة للتصديق والتكذيب , بمعنى أن المتعلق الذي يقع عليه الفاعل لاحقا في الجملة , ( عن دكتاتورية عدوانية و ظلامية ) , لا يمكن أن يحمل إلا على التأرجح بالتخصيص دون الإطلاق على التعميم , أما إذا حاول القارئ الربط بين إفادة تلك الألفاظ لغويا , وما تفيده مدلولات الكلمات في جملة المبتدأ , فإنه سيجد في التركيب دفعا لقيد التناظر في العبارة , لأن ما تحيل عليه ( دكتاتورية عدوانية و ظلامية ) , من عنف وجبروت وطغيان على سبيل الإضرار بالآخر بغير حق , مخالف لما تحيل عليه (ممارسة النقابات للإضراب) , من فعل دال على الموقف الصادر عن استواء في الفكر والوجدان , بل سيجد القارئ نفسه مطالبا بالبحث عن علة الربط بينهما في العنوان , متسائلا عن كليته المؤسسة على التناقض مبنى ومعنى , وقد لا يخرج السؤال عن المصدر في الإخبار بأن : * ممارسة النقابات للإضراب تعبر عن دكتاتورية عدوانية و ظلامية *, عن أحد الافتراضين , فإما أن يكون القول على التصريح بما أوصل إليه البحث والتقصي بالعلم والاختبار, و إما أن يكون القول على التلميح بما ترسب في النفس من فيض الانفعال والضيق بالعجز عن الفهم و التفهم , ناهيك عن الاقتدار على التحكم فيما تأخذه ممارسة الإضراب , من أبعاد الإعراض والكف , وتبعات الامتناع , بما هو رفض يهدد هيبة الممتنع عنه نصبا , قبل أن يزعزع سلطتـه ....

من هذين الافتراضين , تناسل التساؤل الملحق بالعنوان في هذا المقال , حول المصدر في حكم القيمة المخبر به على التحقيق بأن :* ممارسة النقابات للإضراب تعبر عن دكتاتورية عدوانية و ظلامية * , هـل هـو موقف شخصي أم استنتاج علمي ؟

فإن كان المصدر رؤيـة الذات وعيا و وجدانا , فلن يكون مطبوعا بأكثر من الانفعال دفاعا بـرد الفعل على السلب , والوعي قد يكون زائفا تحكمه بلاوعي آليات التوهم صناعة , للاحتماء مما يكون هجوما بقوة الواقع , على ما لا يوجد إلا في الوهم قناعة ... لذلك , فالموقف الشخصي مصدرا , يثير الشفقة على صاحبه , كما تـثـيـر رقصة الحبل خوفا على الراقص فوقه , علما بأن عدم وقوع السقوط في الحال , لا يلغي إمكانيته في الاستقبال , وتزداد هوة الشفقة غورا , حين يكون القائل ممن يصفه أهله , بالكاتب الباحث في الانتربولوجيا السياسية , لأن ما انتهى إليه علمه , مناقض بالقلب لكل ما شهد به الفكر والواقع .. وإلا كيف يمكن القبول بأن * ممارسة النقابات للإضراب تعبر عن دكتاتورية عدوانية و ظلامية * ؟!

أما إذا كان مصدر الكاتب استنتاجا علميا , أوصله إليه البحث والاستقصاء , فقد كـان من المفروض أن يكون مادة للتداول بلغة الفكر والعقل , لغة واصفة بما تستدعيه من ملاحظة وتحليل, وما تتطلبه من تجرد وموضوعية سندهـمـا الاحتجاج بالعرض والمقارنة , على قاعدة انتربولوجية * كلود ليفي شتراوس* , والحالة مع كاتب المقال غير ذلك , لأنه لم يبرر حكمه بما يشفع له تسرعه , بل لم يستند فيما ذهب إليه , لا إلى معرفة بالحقل الذي انتسب إليه , ولا إلى معايشة للظاهرة التي تناولها ... وهو بذلك , يثير إلى جانب الشفقة عليه , رغبة في تجاوز منطوقه المبني على التغـليط , تناسبا مع ركوب موجة العولمة , إن لم يكن في الأصل مبنيا على الغلط في التحصيل والخلل في التكوين .

هل يجب تذكير الكاتب الانتربولوجي , بأن الخلوص إلى أن * ممارسة النقابات للإضراب تعبر عن دكتاتورية عدوانية و ظلامية * إنما هو من قبيل الباطل الذي أريد به النيل من حق ؟!

هل يجب التذكير على سبيل الاستئناس , بأن مثل هذه التعبيرات , إنما تصدر عن منطق الخطاب المضاد من حقل السياسة , لتطبيقها على حقل الاجتماع ؟!

أما بعد , فكم كان سيكون جميلا , لو أن باحثنا في الانتربولوجيا السياسية , الأستاذ محمد المعزوز, كفى نفسه شر القتال بغير سلاح , فـكـفانا بلية الإيهام بديلا عن الواقع , لأن ما خبرته الجماعة بالمكابدة من أجل انتزاع حقوقها , وهي ضمن الحلقة الضعـيـفة , ينفي أن تكون * ممارسة النقابات للإضراب تعبر عن دكتاتورية عدوانية و ظلامية * كما جاء في المقال موضوع القراءة ...

ومن يدري , بعد تمرير مثل هذا الخطاب , أن يطلع علينا صاحبنا ذات صباح , بمقال يكون عنوانه:

* ممارسة المثقفين في تصديهم للإيهام بالواقع , تعبر عن استلاب وجودي أسطوري *

القنيطرة20/02/2006

************************

(1) الأحداث المغربية / العدد :2562 / 5 فبراير 2006

ممارسة النقابات للإضراب تعبر عن دكتاتورية عدوانية و ظلامية

محمد المعزوز الباحث في الانتربولوجيا السياسية

(2) بعثت به إلى نفس الصفحة التي نشرت الحوار , لكنها لم تنشره بعد أكثر من شهرين



#محمد_المهدي_السقال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع تركيب إيقاعي من الطويل والبسيط
- رائحة المرأة و الشيطان
- العار
- عبث اللحاق
- من مزامير داوود الأولى في بغداد


المزيد.....




- “بزيادة 100.000 دينار فوري مصرف الرافدين“ وزارة المالية العر ...
- “1000 درهم زيادة على راتبك“ موعد تطبيق الزيادة في الأجور 202 ...
- “وزارة المالية العراقية رواتب المتقاعدين“ موعد صرف رواتب الم ...
- القبض زاد اعرف كام؟..المالية العراقية تعلن سلم رواتب الموظفي ...
- المرصد العمّالي يطالب بتعزيز آليات الرقابة على السلامة والصح ...
- توزيع رواتب المتقاعدين بزيادة 100 ألف دينار بعد ساعات 2024!. ...
- سجل ياعم انت الكسبان.. التسجيل في منحة العمالة الغير منتظمة ...
- شاهد: فرق الإطفاء تستمر في إخماد حريق اندلع بمأوى للمشردين ف ...
- خمسة أيام!! إجازة شم النسيم للقطاع الخاص والحكومي 2024 .. مد ...
- الأول من أيار رمز المواجهة بين الطبقة العاملة ورأس المال


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد المهدي السقال - قراءة في عنوان مقالة* ممارسة النقابات للإضراب تعبر عن دكتاتورية عدوانية و ظلامية *