أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - صادق إطيمش - من فمك أدينك يا أوردغان















المزيد.....

من فمك أدينك يا أوردغان


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 2191 - 2008 / 2 / 14 - 12:00
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


ألزيارة التي قام بها رئيس وزراء تركيا إلى ألمانيا في ألأيام الماضية لم يكن الهدف ألأساسي منها مؤاساة عوائل ضحايا الحريق الذي حصل في أحدى العمارات التي تسكن فيها بعض العوائل التركية التي قدمت تسعة ضحايا بسبب هذا الحادث ألأليم الذي حدث في مدينة لودفيجهافن والذي لم تُعرف أسبابه بعد حيث أن التحقيقات مستمرة في هذا ألأمر , بل للدعاية السياسية لحكومته وإجراءاتها القمعية والرجعية التي تمارسها هذه السلطة الشوفينية كاستمرار للسياسة التي دأبت عليها الحكومات السابقة , خاصة إذا ما تعلق ألأمر بالحريات القومية للشعوب الأخرى في الدولة التركية التي مارست سياسة القمع القومي منذ أن تسلط العثمانيون باسم الدين على رقاب الشعوب التي سلختها هذه الدولة حتى العظم طيلة قرون تسلطها ولم تتوقف عنها حتى بعد أن إنهار الكيان العثماني , حيث لم تتوقف الدولة التركية الجديدة عن ممارسة سياستها الشوفينية هذه حتى في تاريخها الحديث الذي تحاول إضفاء صفة الحداثة عليه . وما الممارسات العنصرية التي مارستها الحكومات التي تعاقبت على الحكم في الدولة التركية الجديدة والتي تمارسها اليوم ضد الشعب الكوردي على أراضي كوردستان إلا واحدآ من ألأمثلة الصارخة على ذلك.
لقد وقف أردوغان خطيبآ في مدينة كولون ألألمانية ليحث الجالية التركية في ألمانيا على الحفاظ على هويتها القومية وإلى رفض الإجراءات التي تقوم بها الحكومة ألألمانية لتسهيل إندماج الجالية التركية في المجتمع ألألماني واصفآ هذه الإجراءات بإنها جريمة ضد ألإنسانية . لنحاول إلقاء نظرة سريعة على هذه ألإجراءات ومقارنتها بالإجراءات التي تمارسها الحكومات التركية ضد الشعب الكوردي لنشير في نهاية المطاف إلى المجرم الحقيقي بحق ألإنسانية .
لا أريد هنا تحليل السياسة ألألمانية المتعلقة بالأجانب القاطنين في ألمانيا بشكل دائمي او شبه دائمي, خاصة بالنسبة للجاليات العمالية , فهذا حديث ذو شجون , حيث رافقت هذه السياسة الكثير من ألأخطاء والنواقص والهفوات التي أدت إلى الوضع الذي هي عليه الآن والذي بدأت تشعر به الحكومة الألمانية في السنين ألأخيرة وتعمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه , وعلى هذا ألأساس جاءت ألإجراءات الأخيرة التي إتخذتها الحكومة ألألمانية لتسهيل ما تريد تحقيقه من خلق إمكانيات أكثر أمام ألأجانب القاطنين بشكل دائمي في ألمانيا للإنداج في المجتمع الألماني . إن الدعوة للإندماج ووضع الخطط الكفيلة بتسهيله ومن ثم تحقيقه بشكل مُرضي لم تتضمن أية إجراءات تدعو المعنيين من ألأجانب , ألأتراك وغيرهم من الجنسيات ألأخرى , إلى التخلي عن هويتهم القومية او ترك تراثهم الثقافي والذوبان في المجتمع ألألماني. لم تكن هناك أية دعوة من هذا القبيل بتاتآ , ولو كان ألأمر كذلك لكانت منظمات المجتمع المدني وكافة القوى المؤمنة بحقوق ألإنسان في المجتمع ألألماني أول المتصدين لهكذا إجراءات . لقد تضمنت ألإجراءات الجديدة التي لا يزال معظمها في طور الإقتراحات والمناقشات مع الجاليات المعنية ,وخاصة مع ممثلي الجالية التركية باعتبارها أكبر جالية أجنبية في ألمانيا , على عدد من ألطروحات المرجو من وراء تحقيقها خلق جو من السلام والتآلف ألإجتماعي في الدولة ألألمانية وللوقوف بوجه التيار النازي الجديد الذي كشر عن أنيابه الفاشية بعد الوحدة ألألمانية , حيث شكل ألأجانب القاطنين في ألمانيا , وخاصة في القسم الشرقي منها , أكثر ضحاياه . إن اول هذه الطروحات هي تلك التي تدعو الجاليات وممثليها بالعمل سوية سواءً في طرح ألأفكار المؤدية إلى تحقيق السلام الإجتماعي أو في طريقة تنفيذها . أي مشاركة الجاليات نفسها في عملية التغيير الجديد , إنطلاقآ من أن تحقيق هذا الهدف لا يتم عبلر شارع ذو ممر واحد , كما يجري التعبير عن ذلك أحيانآ . أما ألاطروحة ألأخرى فهي التي تتعلق بأيجاد السبل الكفيلة لتسهيل حياة الأجانب في المجتمع ألألماني سواءً من خلال فرص إيجاد العمل أو من خلال الإختلاط اليومي والتعايش الثقافي بين الثقافات المختلفة , حيث ان ذلك لا يمكن أن يتم بشكل مُرضي دون تعلم أللغة السائدة في البلد وهي أللغة ألألمانية . لقد دعت الحكومة ألألمانية كافة ألأجانب إلى ألإهتمام بتعلم أللغة ألألمانية ووضعت الخطط والبرامج المؤدية إلى تحقيق ذلك , دون ان يكون هناك أي إجراء يعرقل إستمرارية الأجنبي على ممارسة لغته أو تراثه أو تقاليده . لقد أوضحت كافة البيانات المتعلقة بهذا ألإجراء هدف ذلك والمتعلقة بتسهيل مشاركة ألأجانب في الحياة الإقتصادية والثقافية والإجتماعية في المجتمع ألألماني والذي لا يمكن أن يتم دون تعلم لغة هذا المجتمع بشكل جيد. وكما اسلفنا فإن هذه الإجراءات التي لم يزل معظمها في طور الإقتراحات يجري العمل على إعدادها وبالتالي تنفيذها مع الجاليت نفسها وعن طريق الحوار المباشر بين ممثليها وممثلي الحكومة ألألمانية .
فأين هذه السياسة التي يرفضها السيد أردوغان زاعمآ إنها تدعو إلى إذابة القومية التركية في المجتمع الألماني من سياسة الشوفينية التركية التي عملت ولا زات تعمل على التنكر للحقوق القومية للشعوب والقوميات التي قذفت بها سياسة المحاصصات الدولية بعد إنهيار الدولة العثمانية في أتون النار العنصرية للحكومات التركية المتعاقبة والتي نشاهدها ونعيشها اليوم على أبشع صورها ضد الشعب الكوردي وتطلعاته القومية ؟ فحينما يدعو السيد أردوغان الجالية التركية في ألمانيا إلى الحفاظ على هويتها القومية وجعل أللغة التركية في ألمانيا لغتها ألأولى , فإنه يمارس في البلد الذي يقف على قمة السلطة فيه سياسة تتنكر للقومية الكوردية ولغتها ولتراثها وتاريخها الذي يمتد في جذور التاريخ بأعماق لم تدركها السياسة العنصرية التركية . فالكورد من وجهة نظر هذه السياسة كانوا إلى عهد قريب أتراك الجبل الذين لا يحق لهم ألإنتماء القومي بكل ممارساته الثقافية والإجتماعية والتاريخية , ولم يكن التخلي الشكلي عن هذه التسمية قد تبلور عن قناعة فكرية أو صحوة سياسية , بل جاء نتيجة لضغوطات دولية أرادت العنصرية التركية أن تستجيب لها لتحقيق هدف معين يتعلق ببناء علاقتها المستقبلية بالإتحاد ألأوربي . لقد عملت السياسة العنصرية التركية وبشكل متعمد على إذابة الشعب الكوردي من خلال منع لغته وتقزيم تراثه والتنكر لحقوقه القومية والسياسية , هذه الإجراءات التي يتهم فيها السيد أروغان اليوم الحكومة ألألمانية بها وهو يعلم تمامآ أنها ليست كما تطرحها تصوراته المريضة التي يمارسها هو فعلآ ضد الشعب الكوردي في كوردستان . لقد وصف السيد أردوغان سياسة إذابة قومية في قومية أخرى بأنها جريمة ضد ألإنسانية , وما ذلك إلا تحقيقآ لأركان الجرائم التي تمارسها العنصرية التركية ضد القومية الكوردية والقوميات ألأخرى , والإعتراف سيد ألأدلة .



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم الثامن من شباط تلاحق البعثفاشية وأعوانها
- هل تجاوز اليسار العراقي دور المخاض...؟ ألشعب ينتظر الوليد ال ...
- هزيمة علماء الشيعة أمام جهلتها
- محنة الدين في فقهاء السلاطين القسم الثالث
- محنة الدين في فقهاء السلاطين القسم الثاني
- يا مراجعنا العظام....هل قتل النساء حلال أم حرام...؟
- محنة الدين في فقهاء السلاطين
- من خزين الفكر الجاهلي...وأد البنات بالأمس....وقتل النساء الي ...
- العثمانيون الجدد يمارسون سياسة التتريك المقبورة
- أكاذيب الشوفينية التركية
- عودة إلى حوار حول العلم العراقي
- رهائن حزب العمال الكوردستاني في سوق المقايضة
- ألنواب والنصاب
- يا مناصري الشعوب المُضطهَدة......تحركوا , فقد شكاكم المهد وا ...
- الحوار المتمدن كميدان للتجمع الديمقراطي العراقي
- ألقومية الكوردية والأصوات النشاز
- إلى التضامن ألأممي مع الشعب الكوردي
- مأزق العنصرية التركية
- كاتب وكتاب 22
- كاتب وكتاب 12


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - صادق إطيمش - من فمك أدينك يا أوردغان