أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صادق إطيمش - ألقومية الكوردية والأصوات النشاز















المزيد.....

ألقومية الكوردية والأصوات النشاز


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 2099 - 2007 / 11 / 14 - 10:53
المحور: القضية الكردية
    


مع إشتداد حدة النقاشات حول التحشدات العسكرية التركية وتهديدها باجتياح أراضي كوردستان الجنوبية, يشتد أيضآ أرتفاع بعض ألأصوات النشاز التي تناوئ حركة التحرر القومي الكوردية , والتي تبحث عن ألأسباب والمبررات التي تريد من وراءها ألإستهجان بهذه الحركة والتطاول عليها من خلال تطاولها على تاريخ الشعب الكوردي وعلى وجوده القومي . والظاهر أن هذه الأصوات النشاز التي تأتي من حملة الفكر العنصري المعادي لكل الشعوب وليس للشعب الكوردي فقط , لا تريد أن تتعض بمسيرة التاريخ التي أزاحت كثيرآ من ألأنظمة والعروش التي سلكت نفس هذا السلوك العنصري تجاه الشعوب والقوميات المضطَهَدَة , إلا أن إرادة الشعوب كانت هي العليا في نهاية المطاف .

ألأصوات التي علت في الفترة ألأخيرة صبّت حقدها على التوجه التحرري في كفاح الشعب الكوردي على جميع ربوع كوردستان , لاغية الهوية القومية لهذا الشعب ومتنكرة لوجوده القومي تاريخيآ . ولعل جهل هذه الأصوات بالتاريخ , إضافة إلى حقدها الشوفيني , اعمى بصيرتها وأبصارها عن وجود الشعب الكوردي وعن تاريخ القومية الكوردية , وعن النضال الذي خاضه الشعب الكوردي وما قدم فيه من تضحيات جسام في سبيل قضية التحرر التي يخوضها اليوم أيضآ وعلى كافة المستويات على جميع ربوع كوردستان .

هذه محاولة متواضعة وبسيطة الهدف منها المساهمة بإسكات هذه ألأصوات العنصرية الحاقدة على الشعب الكوردي علّها تراجع بعض أفكارها السوداء وتتخلى عنها إنصياعآ لإرادة التاريخ .

سأتناول في هذه المحاولة أحد الكتب القيمة التي تناولت القضية الكوردية وتاريخ الشعب الكوردي وقوميته . إنه كتاب " ألكرد والمسألة الكردية " لمؤلفه الدكتور شاكر خصباك , والصادر عن منشورات الثقافة الجديدة لسنة 1959 . وسأركز في هذا المجال على الجانب التاريخي للقومية الكوردية سعيآ وراء تقديم ألأدلة التاريخية على الوجود القومي للشعب الكوردي الذي يحاول البعض أن يُشكك به .

يتطرق الباحث الدكتور شاكر خصباك إلى أصل الكورد وينسبهم إلى المجموعة الآرية , كما يتفق على ذلك أغلب الباحثين . ثم يعرج على المناطق الأولى لتواجد الشعب الكوردي ويناقش النظريات التي تربطهم بشعب " كوتو " وهم ألأقوام الذين عاشوا في مملكة " كوتيام " الواقعة على الضفة اليسرى من نهر دجلة , بين نهر الزاب الصغير ونهر ديالى . والنظرية ألأخرى التي تربط الأكراد بالكرتيين وهم قوم كانوا يعيشون في غربي بحيرة فان . ويشير الباحث إلى ما جاء به المؤرخ نولدكه من أن ألكرتيين كانوا قد تفرقوا بصورة واسعة في بلاد إيران وميديا وبقية المناطق التي يقطنها ألأكراد في الوقت الحاضر. كما يتطرق إلى بعض ألأبحاث التي أرجعت تطوركلمة كرد من أللفظ الآشوري لكلمة " كوتو " أو " كورتو " . أما أول شكل لكلمة كرد شبيهآ باللفظ الحالي ومنطبقآ على الشعب نفسه , فيربطه الكاتب بكلمة " كاردوخي " التي ذكرها زنفون في مذكراته عن تقهقر العشرة آلاف عام 401 قبل الميلاد . أما كلمة كرد فيقول الباحث بأنها ظهرت في الكتابات الفارسية لأول مرة في كتاب مدوَّن باللغة البهلوية , فقد ذكر أرتاخشير بابكان مؤسس الدولة الساسانية عام 226 ميلادية إسم " ماكي " ملك " ألكردان " من بين أعداءه . ومن المحتمل أن يكون الكتّاب العرب كالمسعودي والطبري قد نقلوا الكلمة عن الفارسية إلى العربية .

أما فيما يتعلق بأصل العنصر الكوردي فيذكر الباحث النظريات التي تبحث في هذا الموضوع والتي تستند إلى ثلاثة أسس : 1. تقاليد الشعب الكردي ومميزاته ألإجتماعية , 2. ألدلائل أللغوية ( الفلولوجية ) , 3. مميزات اللغة الكردية والدلائل التاريخية .

أما تقاليد الشعب الكوردي ومميزاته ألإجتماعية فهي أساس نظرية مار . ويعتقد مار أن ألأكراد هم السكان ألأصليين لجبال آسيا الصغرى , وإنهم لم يفدوا من أي مكان آخر . فعادات ألأكراد ألإجتماعية شبيهة بعادات العناصر السابقة لهم . أما النظرية القائمة على براهين فلولوجية فيؤيدها نولدكه وهارتمام . وتربط هذه النظرية ألأكراد بالكرتيين , وهي تحاول البرهان على أن كلمة " كيرتي " قد تطورت إلى كلمة " كاردا " ثم إلى كلمة " كاردوخي " التي ذكرها للمرة ألأولى القائد اليوناني زنفون . وبما أن الكردوخيين الذين يُعتبرون بإجماع ألآراء ألأكراد الحاليين , وبما أن المرجح أن الكاردوخيين من أصل هندي ــ آري , فلابد أن يكون الكورد ألحاليين إذن من نفس ألأصل . والواقع أن هذه النظرية لا تستند إلى البراهين أللغوية فحسب , بل إلى المشابهة في منطقة السكنى وفي العادات بين الكرتيين والكاردوخيين . والكرتيين قوم رعاة , وطبيعة حياتهم تدفعهم إلى ألإنتشار في مناطق واسعة جريآ وراء الكلأ . وبهذا يمكن تفسير إنتشارهم في مناطق غربي جبال طوروس وأن يتوغلوا حتى الحدود السورية . أما النظرية الثالثة فيؤيدها مينورسكي , وهي تقوم على معلومات لغوية وتاريخية.ويعتقد مينورسكي أن ألأكراد ينحدرون عن أصل آري , إلا أنهم قد إمتزجوا بعناصر أخرى . وهذه النظرية تشترك في الواقع مع نظرية نولدكه في وجوه كثيرة وهي ذات أسس تاريخية ولغوية في آن واحد .
يبدو للباحث أن النظريات التي التي ترجع أصل ألأكراد إلى المجموعة ألآرية هي الراجحة , كما أن المعلومات الجديدة تكشف بإستمرار عن دلائل مؤيدة لها . ويزعم بعض الكتاب أن الموجة الآرية ألأولى التي حملت الكرد إلى مناطقهم الحالية , آتية بهم من أواسط آسيا , قد حدثت حوالي 2000 قبل الميلاد . ثم يشير الباحث إلى أن الدراسات ألأنثروبولوجية التي قام بها ( فيلد ) برهنت على أن ثمة فروق إحصائية واضحة بين أكراد العراق وسكان ألأهوار العرب والأوستن من سكان ألقوقاز. ومن جهة أخرى فإن أوصاف ألأكراد الشماليين القاطنين في تركيا وفي شمال غربي إيران التي سجلها الكتاب والرحالة تكشف عن مميزات آرية واضحة كالرأس الطويل والقامة الطويلة وعناصر الشُقرة كالشعر الأشقر والعيون الزرق . أما أكراد كردستان الجنوبي فيمتازون ببشرة داكنة وشعر داكن , وبأغلبية ساحقة من العيون البنية , وبقامة متوسطة الطول ورأس أقرب إلى ألإستدارة . لكن هذا التفاوت في الصفات الجنسية بين أكراد الشمال واكراد الجنوب , لا يعني أن ألأكراد يتألفون من عناصر شتى, فهو تفاوت بسيط ناتج عن تأثرهم بالعناصر المجاورة , وقد برهنت مقاييس ( فيلد ) للأكراد من مختلف أنحاء كردستان العراقي أن ألأكراد ينتمون إلى جنس واحد .
أما فيما يتعلق بمناطق تواجد الشعب الكردي , كردستان , فيشير الباحث شاكر خصباك إلى ان مركز كردستان الجغرافي قد تعرض إلى تفسيرات عديدة . وبما أن التعبير العنصري لكلمة كردستان يعني بصورة عامة البلاد التي يسكنها الكرد, إلا أن الحدود الجغرافية لهذا الإصطلاح لم تتفق دائمآ والناحية العنصرية . ولعل أقدم المصادر التي ظهر فيها إصطلاح كردستان هي المصادر اليونانية . فقد سمى الكتاب اليونانيون والرومانيون كردستان بإسم كوردونس أو كوردياي , وسماه السريانيون بإسم كاردو . وكان المقصود بهذه الأسماء البلاد التي يسكنها الكاردوخيين , وهي تقع في الجبال بين ديار بكر ونصيبين وزاخو , وإن لم تكن حدودها واضحة تمامآ . أما كلمة كردستان كاصطلاح جغرافي فيبدو أنها ظهرت لأول مرة في القرن الثاني عشر الميلادي في عهد السلاجقة . فقد فصل السلطان سنجار عن القسم العربي من إقليم الجبال ووضعه تحت حكم قريبه سليمان شاه. وكانت هذه الولاية الجديدة تشتمل على ألأراضي الممتدة بين أذربيجان ولورستان ( سنه , دياناوار , همدان, كرمنشاه , ألخ ) بالإضافة إلى المناطق الواقعة غرب جبال زاكروس كشهرزور وكويسنجق . ولقد إستعمل المؤرخون العرب فيما بعد هذا ألإصطلاح الجغرافي , وكان أول ظهوره في كتاب ( نزهت القلوب ــ هكذا وردت في النص) لمؤلفه المستوفي القزويني الذي كُتب عام 740 هجرية . ويبدو أن هذا ألإصطلاح قد عُمم فيما بعد حتى شمل جميع ألإمارات ألإقطاعية الكردية في تركيا وإيران . وقد حدد كتاب ( ألشرفنامة ) لمؤلفه ألأمير شرف خان البدليسي ( والذي كُتب عام 1568 بطلب من الشاه عباس الثاني ) بلاد كردستان بالحدود التالية: ( إن حدود كردستان تبدأ عند شواطئ بحر هرمز ( أو الخليج الفارسي المجاور للبحر الهندي ) ممتدة في خط مستقيم حتى ولاية ميلاطية ( وهي مدينو في ولاية خربوط في كردستان التركي ) ( ونريش ) ( مدينو في شمال حلب ) , وتمتد شمال هذا الخط فتشمل ولاية فارس والعراق العجمي وأذربيجان وأرمينيا الصغرى والكبرى " أي ولاية أدنه ــ كليكيا وأريفان " ) , وفي عهود تالية أصبحت ولاية كردستان في تركيا مشتملة على ألوية ديار بكر وموش ودرسيم . ويستنتج ألأستاذ مينورسكي بعد مناقشة التطولر التاريخي لإصطلاح كردستان بأنه ( مهما كان المعنى الجغرافي لإصطلاح " كردستان " فإن الثابت أنه لا يدل على ألإنتشار الحقيقي للأكراد. وإن كلمة " كردستان " بمعناها الشائع تعني ألأراضي التي يسكنها الكرد . ومع ان إستنتاج مينورسكي صحيح فيما يتعلق بتطور إصطلاح كردستان , إلا ان ذلك لا يعني أن كردستان بلاد غير ذات حدود طبيعية وجنسية . والواقع أن كردستان الحقيقية هي إصطلاح جغرافي وعنصري في آن واحد . وقد عيَّن كتاب كثيرون حدودها , ولعل أوضح تحديد هو ذلك الذي ذكره أدموندز على الوجه التالي : ( تتبع الحدود في الشمال الخط الممتد في أريفان وأرضروم وأذربيجان , ثم تمتد في قوس خلال ماراش ( أو ماراس ) نحو حلب , وتمتد غربآ مع سفوح الجبال حتى نهر دجلة , ثم تتجه شرقي مجرى النهر, ثم تسير إلى الشمال قليلآ من جبال حمرين حتى الحدود العراقية ألإيرانية قرب مندلي . أما في بلاد إيران , أي في الجهة الشرقية , فتمتد حدود ألأكراد في إتجاه جنوبي شرقي , مبتدأة بأريفان , ومشتملة على مناطق ماكو وجزء من كوي وربزايا ( أورمية ) وماهاباد ( سوج بولاق) وساكيز وسنة إلى كرمنشاه , ويكون الطريق الممتد من كرمنشاه إلى كاريند ثم إلى مندلي حدآ فاصلآ بين ألأكراد الحقيقيين وبين أقربائهم أللور واللاك الذين يُعتبَرون أحيانآ من الكرد ) . فإذا ما إعتبرنا أللور أكرادآ , كما تُبرهن على ذلك كثير من الدلائل التاريخية واللغوية , فإن حدود كردستان تمتد حتى الخليج الفارسي على إمتداد جبال زاكروس . وهكذا يتبين لنا أن كردستان كإصطلاح جغرافي هي بلاد جبلية , وحينما تبدأ السهول , كما أشار نيكتين , يختفي ألأكراد تاركين المكان للعرب أو الترك أو ألإيرانيين أو ألأرمن .

ثم يتطرق الباحث شاكر خصباك إلى التطور التاريخي للمسألة الكردية فيقول : لابد أن نلقي نظرة سريعة على تاريخ الأكراد لكي نفهم طبيعة المسألة الكردية . ولعل وقوع ألأكراد تحت السيطرة الأجنبية يرجع إلى القرن الخامس قبل الميلاد حينما إستطاع سيروس أن يدمر عام 550 ق.م. المملكة المسماة ( ميديا ) والتي يعتبرها المؤرخون الوطن ألأصلي للأكراد .وهكذا أصبحت بلاد ألأكراد تحت حكم ألأمبراطورية ألأخمينية . ثم إنتقلت إلى الحكم اليوناني حينما إستطاع ألإسكندر ألأكبر القضاء على الإمبراطورية الأخمينية عام 330 ق.م. وفي خلال القرنين الثاني والأول قبل الميلاد إستطاع ألأرمن أن يسيطروا على البلاد الكردية , إلى أن إنتقلت السيطرة من أيديهم إلى أيدي الرومان حيث دامت حتى القرن الثالث الميلادي . ومن ثم حكمت الإمبراطورية الساسانية كردستان حتى الفتح ألإسلامي عام 640 ميلادية ( 18 هجرية ) . ويشير الباحث إلى أن ألأكراد إستطاعوا أن يحكموا دويلات إسلامية واسعة وأشهرها الدويلات ألأيوبية التي أسسها صلاح الدين ألأيوبي عام 1171 ميلادية. ثم يتطرق الكاتب إلى ضعف الدويلات الكردية منذ بداية القرن الخامس عشر , حيث ساد في بلاد كردستان نظام إقطاعي شجعته الدولتان المتنافستان إيران وتركيا . ثم يتطرق الباحث إلى ما عانى منه الشعب الكردي ومنطقة كردستان عمومآ من النزاعات القائمة بين تركيا وإيران ومحاولة كل منهما ضم أراضي كردستان إلى أراضيه ومن ثم التحكم بهذه ألأراضي وأهلها .إلا أن هذه المحاولات كانت تُجابه دومآ بمقاومة الشعب الكوردي لها , فكانت الثورات التي قادها عبد الرحمن باشا بابان عام 1806 وأحمد باشا بابان عام 1812 وأحمد باشا الراوندوزي عام 1840 . وفي عام 1880 شبت ثورة كردية أخرى في منطقة شمدينان بزعامة الشيخ عبيد ألله الذي كان يتمتع بنفوذ واسع فس منطقته . وثورة بدليس الكردية التي قامت ضد الحكومة العثمانية عام 1913. إلا أن جميع هذه الثورات باءت بالفشل . ويستمر الباحث في شرح سياسة الحكومات التي أخضعت الشعب الكردي لسيطرتها مستفيدة من التطورات الدولية , خاصة تلك التي تبلورت بعد الحربين العالميتين , والثورات التي قام بها الشعب الكردي لتحقيق المشروع القومي الكردي والحقوق القومية للشعب الكردي على جميع أراضي كردستان . ولا نريد في هذا المجال ألتطرق إلى هذه الثورات , حيث أن ألهدف ألأساسي من هذا البحث هو التطرق إلى الحقائق التاريخية العلمية التي تشير إلى الوجود القومي للشعب الكردي ولأرض كردستان منذ آلاف السنين , هذه الحقائق التي ربما يجهلها البعض أو يتجاهلها حينما يتعامل مع حق الشعب الكوردي في تحقيق ما يصبو إليه من حقوق قومية . وقد أوردنا هذا الكتاب كنموذج لما كُتب حول الكورد والقضية الكوردية . ومن يرغب ألزيادة في المعلومات والتأكد مما ورد فيما إختصرناه أعلاه وتثبيت أسماء ومؤلفات المؤرخين الذين تناولهم هذا البحث , فما عليه إلا قراءة هذا الكتاب القيم والتأكد شخصيآ من المعلومات الواردة فيه قبل أن يتطاول على الشعب الكوردي وقضيته القومية وتاريخه الموغل في القِدم وقبل أن يُصار إلى إنكار ذلك جملة وتفصيلآ دون علم ودراية .

وكما قلنا أعلاه فإن كثيرآ من المؤرخين ألآخرين تناولوا الشعب الكوردي وتاريخه والتطور التاريخي الذي مرت به القومية الكوردية . ومن أبرز هؤلاء المؤرخين هو ألألماني كارل بروكلمان في كتابه القيم : تاريخ الشعوب الإسلامية , حيث تم التطرق فيه إلى الكورد والقومية الكوردية وتاريخهما في مواقع كثيرة من هذا الكتاب . ومن جملة ما يشير إليه بهذا الصدد مثلآ حينما بنى الفاطميون مدينة القاهرة قسموها إلى حارات لكل من الروم والأرمن والبربر والأكراد والأتراك . كما يشير في مواقع أخرى تجنيد الدولة العثمانية للأكراد في الجيوش التي إستخدمتها للمحافظة على مقاطعاتها . ولم يفت بروكلمان ألإشارة إلى الثورات القديمة والحديثة التي قام بها الشعب الكوردي دفاعآ عن حقوقه القومية وتحقيقآ لمبدأ حق ألأمم في تقرير مصيرها . ولابد لمن يريد ألإستزادة في هذه المعلومات من قراءة هذا المؤَلَف القيم المحتوى , ليطلع على تاريخ هذا الشعب قبل التنكر له .

كما نرغب بالإشارة إلى المؤلفات الأخرى التي كتبها الكتاب والباحثون والمؤرخون العرب والأجانب الآخرون حول الكورد وكوردستان والقضية الكوردية والتي لا يسعنا الوقت هنا للإستشهاد بها , إلا أنها تنحو نفس المنحى الذي سلكه كل من ألباحث الدكتور شاكر خصباك والمؤرخ كارل بروكلمان فيما يتعلق بالكورد وكوردستان والقومية الكوردية , ونخص بالذكر على سبيل المثال لا الحصر كتاب الباحث رشيد الخيون المعنون : ألأديان والمذاهب بالعراق , وكتاب الباحث ألألماني فولفكانك كُنتر لَرش ( بالألمانية ) المعنون : الهلال والصليب ونجمة داوود . ومصادر أخرى كثيرة يستطيع التعرف عليها من يريد فعلآ ألإلمام بهذا الموضوع قبل إطلاق ألأحكام التي تفتقد إلى العلمية والموضوعية.
أرجو أن تساهم هذه الملاحظات على توضيح الحقائق لمن يريدون النيل من الشعب الكوردي وقضيته العادلة , خاصة في هذه الظروف التي يجابه بها الشوفينية التركية من جهة , والخطر الذي تمر به تجربته الواعدة في كوردستان الجنوبية من جهة أخرى . إن هذه التجربة تمر الآن بمنعطف خطير لابد من إجتيازه بنجاح . وإن ذلك لن يتم إذا ما لم يلتحم نضال الشعب الكوردي بنضال الشعوب الأخرى , خاصة في تلك الدول التي تنتشر عليها كوردستان , والقوى التقدمية المؤمنة إيمانآ مبدئيآ لا يتزعزع بتحقيق ألأهداف القومية للشعب الكوردي, والشعوب الأخرى في كل مكان لجعل نضال الشعب الكوردي نضالآ أمميآ يجعل من القضية الكوردية حديث الشارع السياسي في العالم أجمع , كما كان ألأمر مع الثورة الفيتنامية في أوائل السبعينات , فاضحآ السياسات الشوفينية التي تمارسها الحكومات التركية والعربية والفارسية ضد الشعب الكوردي وتطلعاته القومية , التي يجب أن تتمثل فيها القيادة التقدمية الواعية البعيدة عن التعصب العشائري والتطرف الديني . لقد أصبح لضغط الرأي العام العالمي اليوم , ومن خلال منظماته المختلفة , وزنآ لا يُستهان به . وإنها لفرصة يجب إغتنامها ليتبنى الرأي العام العالمي القضية الكوردية العادلة .



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى التضامن ألأممي مع الشعب الكوردي
- مأزق العنصرية التركية
- كاتب وكتاب 22
- كاتب وكتاب 12
- وا حرّ قلباه....ياوطني6
- واحرّ قلباه ...يا وطني 5
- وا حرّ قلباه.....يا وطني 2
- وا حرّ قلباه.....يا وطني 3
- ألمراة في ألكتب المقدسة للأسلام والمسيحية واليهودية
- المرأة في الكتب المقدسة 2
- الدين والدولة وجدل ألإختيار 1
- الدين والدولة وجدل ألإختيار 2
- الإسلام السياسي: مشروع أثبت فشله


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صادق إطيمش - ألقومية الكوردية والأصوات النشاز