أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - وا حرّ قلباه....ياوطني6















المزيد.....

وا حرّ قلباه....ياوطني6


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 2071 - 2007 / 10 / 17 - 12:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ومع ذلك فإنها تدور.........
هذه الصرخة التي أطلقها غاليلو والتي أراد بها ألإجهار بحركة ألأرض كحقيقة علمية لا ريب فيها نختتم فيها هذه السلسلة من المقالات حول الوطن الجريح , العراق , كما بدأناها بصرخة الندب التي أطلقها المتنبي . صرخة غاليلوهذه التي أراد بها إثبات حقيقة تنكرت لها كنيسة القرون الوسطى في أوربا , نطلقها اليوم لإثبات حقيقة تحاول أن تتنكر لها مؤسسات ألإسلام السياسي في العراق الذي أثخنته هذه المؤسسات جراحآ تسير به نحو الدمار , كتلك الجراح التي أنكرها أعداء العِلم الذين قادوا غاليلو نحو الموت .

هذه الحقيقة التي بدت تلوح على أفق الشارع العراقي تتجلى بعدة مظاهر لا يتجاهلها إلا أولئك ألذين في قلوبهم مرض من الصُم والبكم والعمي ألذين يحكمون ولا يفقهون . ألظاهرة ألأولى تفرض نفسها عبر ألشارع العراقي ألذي بدأ يتململ من ألأحزاب الدينية وقادتها الذين تسلطوا مع زبانيتهم على كراسي الحكم الذي إقتطعوه لهم ولذوي القربى ألذين هم أولى بالمعروف , في عرفهم , من يتامى وأرامل المقابر الجامعية الذين لا زالوا يفترشون ألأرض ويلتحفون السماء ويعيشون على فتات ما يتصدق به عليهم بعض مَن لم يكن له ناقة في النضال الوطني ولا جمل , فأصبح اليوم من ذوي المال والعقار والشوكة والسطوة التي أنعمت بها عليه قرابة رئيس حزب ديني أو إنتماء إلى مليشيا حزب ديني أو وساطة سمسار حزب ديني . إن هذا الرفض الشعبي للأحزاب الدينية والذي يبدوا واضحآ ضمن الأحاديث التي يتناولها الناس في جلساتهم العامة والخاصة يفتش عن بديل حقيقي لهذه الزعامات الفارغة التي إستغلت طيبة الناس وعلاقتهم الفطرية بدينهم وإخلاصهم إلى قيم هذا الدين , هذه القيم النبيلة التي إستباحها واستغلها أبشع إستغلال جميع المدعين بها اليوم في تجمعات وأحزاب الإسلام السياسي في ألحكومة أو البرلمان , في الجهاز ألإداري للدولة أو في سوق المقاولات , في المؤسسات الحكومية أو في الهياكل الوهمية لمؤسسات وشركات أهلية . ألبديل الذي يفتش عنه الشارع العراقي أليوم لم يتبلور لحد ألآن على شكل حركة سياسية أو تجمع جماهيري منظم يمكن ان يعكس رأي هذا الشارع بكل أطيافه وألوانه بعيدآ عن التمزق الطائفي المقيت والتوجه القومي الشوفيني الذي يعكسه ألإسلام السياسي ومن يسير على خطاه على الساحة السياسية العراقية الفعلية في الوقت الحاضر. إنها دعوة صريحة وواضحة يطرحها الشارع العراقي على القوى الوطنية والتقدمية بأن تعمل ومنذ الآن على إلعمل على إيجاد البديل أو البدائل التي ينبغي لها أن تفرض نفسها في الإنتخابات القادمة التي يجب الإستعداد لها بالتوعية الإنتخابية لهذه البدائل والعمل على ضمان نزاهتها وشفافيتها عبر سبل تطبيقها والتي يجب أن تخضع لثوابت في الرقابة والتنظيم أشد من الإنتخابات الماضية التي أثقلت شفافيتها الخروقات التي رافقتها والتي لم يجر تصحيحها جميعآ بالرغم من ألإعتراضات الرسمية الكثيرة التي قدمتها بعض الأحزاب المشاركة فيها. إن الرأي المطروح حول ألإشراك الفعلي الأكثر تأثيرآ لمراقبي ألأمم المتحدة في ألإنتخابات القادمة ربما سيكون أحد العوامل الفعالة العاملة على تحقيق نزاهة الإنتخابات العراقية القادمة وضمان مسيرتها بالشكل الديمقراطي الصحيح . كما أن التفكير الجدي بالسبل التي تضمن تحقيق مثل هذه الإنتخابات يشكل عاملآ هامآ ايضآ لضمان نزاهتها وإشراف المراقبين الدوليين عليها إشرافآ حقيقيآ ومجديآ , حيث يناقش البعض فكرة إجراء الإنتخابات القادمة على مراحل بحيث يُخصص لكل محافظة يومآ خاصآ بها لضمان الرقابة الدولية بشكل جيد ولتحقيق النزاهة والدقة .
أما الظاهرة الثانية التي قد ترتبط بالظاهرة التي سبقتها فهي إنتشار حالة الندم التي يشعر بها الكثير من المواطنين الذين ساهموا في الإنتخابات الماضية التي أوصلت ألأحزاب الحاكمة اليوم إلى تولي مسؤولية الحكم . ويرافق حالة الندم هذه توجهان يعبر عنهما المواطنون كرد فعل على ما يجري الآن على الساحة السياسية الفعلية من إستهجان لحقوق المواطنين والتلاعب بمقدراتهم من خلال سرقة ألأموال العامة وانتشار الفساد ألإداري ضمن مؤسسات حكومية يسيطر عليها أولئك الذين يتبجحون بالتزامهم بالمبادئ الدينية . ألإتجاه ألأول الذي لا يرى أي جدوى في الإنتخابات القادمة ولا يريد ألإشتراك بها . إن مثل هذا التوجه يصب فعلآ في مجرى الفكر الظلامي المتخلف الذي يعمل على تحشيد الكم للفوز في الإنتخابات, كما جرى في ألإنتخابات السابقة إذ أن النوعية لا مكان لها في قاموسه , ولا يضيره إن تخلف هذا أو ذاك عنها , بل بالعكس فإن التخلف عن ألإنتخابات سيكون مساعدآ له على تحشيد هذا الكم الذي لا ينظر إلى نوعية وبرنامج وأهداف مَن ينتخب , بل , وهذا وارد جدآ في بلد لا تزال القيم الديمقراطية فيه غير عميقة الجذور, أن يصار إلى إستغلال الوضع الإقتصادي والفكري لبعض المواطنين والذي خلفه الحكم المقبور وأزاد عليه الحكم المنظورلإنجاح عملية تحشيد الكم لا النوع للإنتخابات . إن حملة التوعية ألإنتخابية يجب أن تعمل على إنتشال مثل هؤلاء المواطنين من هذه ألأفكار التي لا تصب في تحقيق الأهداف الوطنية بكل تأكيد. أما التوجه ألآخر الذي لا يريد أن يُلدغ من جُحر مرتين فيسعى إلى التهيؤ للإنتخابات بحق ويدعو إلى المساهمة بها. إلا أن مشكلة هذا التوجه اليوم هي البديل الذي لم يتبلور بعد على شكل كتلة إنتخابة تجري الدعوة والدعاية لها والتعريف بها منذ الآن . وهذه هي إحدى المهمات الوطنية الآنية المطروحة الآن على القوى العراقية الوطنية التقدمية العلمانية بأن تُقدم هذا البديل للمواطن العراقي.
أما الظاهرة الأخرى التي تفرض نفسها عبر وعلى الشارع العراقي أيضآ فهي تلك الحركة التي تتسم بها بعض مناطق العراق والتي توعِد بقفزة نوعية تستند على الفكر الثقافي والعمل الجماهيري ألإبداعي الهادف . تتبلور في بعض مناطق العراق حركات وتجمعات لا حكومية تعمل على إنتشال الوطن وأهله من أوحال الصراع الطائفي والإقتتال الهمجي الذي إتنعش في السنين ألتي تلت سقوط البعثفاشية , فأصبح صراعآ دمويآ أُريد به وسم وجه الشارع العراقي ليبدو وكأنه ذلك الوجه الذي لا مفر منه في المستقبل , حيث يتم تقاسم الغنائم وتوزيع جسد الضحية بين الوحوش التي تنتظر الفريسة هذه التي سيقولون عنها بأنها كانت تُسمى العراق يومآ ما . إن تجمعات المجتمع المدني المتمثلة بمنتديات الحوار المتمدن أو المنتديات الثقافية والأدبية والفنية , أو منتديات حوار ألأديان والتي تحاول نشر مفاهيمها الثقافية ألإبداعية عبر مجلات أو نشرات محلية بسيطة الشكل عميقة المحتوى , إن مثل هذه التنظيمات تُبشر حقيقة بأمل واعد وإن القائمين عليها من ألأدباء والفنانين والشعراء والمثقفين لم يتأثروا باختلاف توجهاتهم الفكرية وانتماءاتهم المذهبية بحيث تقف عائقآ أمام إبداعاتهم المشتركة ومساهماتهم الكثيرة في خلق ألأجواء التي تسير بالمواطن نحو استرجاع الهوية الوطنية العراقية التي مزقتها طائفية أحزاب ألإسلام السياسي بكل مذاهبه . إن مثل هذا النشاط الذي يبعث على ألأمل في النهوض من هذه الكبوة ربما سيشكل النواة ألأولى للبديل أو البدائل التي يفكر بها المواطن اليوم . لذلك فإن وحدة وتكاتف قوى الخيروالعلم والثقافة هذه أصبح اليوم يشكل ضرورة قصوى لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها لتقف بوجه التوجهات الظلامية التي ينشرها الجهلة المتخلفون ليضيفوا إلى ما أغرقت به البعثفاشية المقبورة الشعب والوطن من أفكار شوفينية لأربعة عقود من تسلطها الأسود .
وانطلاقآ من هذا ألأمل الواعد بالنهوض بعد الكبوة وبالنور بعد ألظلام وبالعلم بعد الجهل وبالإنفتاح الفكري والديني بعد التعصب الشوفيني والتقوقع الطائفي وبالسير مع ركب القرن الحادي والعشرين بدل التخلف عن البشرية والوقوف عند القرون الأولى من تاريخها. إنطلاقآ من هذا كله ومن غيره الكثير نقول أن المآسي التي يمر بها الوطن اليوم ستؤول إلى الزوال حتمآ طالما أن الزمن يسير نحو ألأمام دائمآ رغم تنكر البعض لهذه المسيرة أو حتى إنكاره لها وطالما تدور ألأرض رغم من أنكروا حركتها وليس هناك من يستطيع إيقاف عجلة الكون ومسيرتها ألأبدية .




#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واحرّ قلباه ...يا وطني 5
- وا حرّ قلباه.....يا وطني 2
- وا حرّ قلباه.....يا وطني 3
- ألمراة في ألكتب المقدسة للأسلام والمسيحية واليهودية
- المرأة في الكتب المقدسة 2
- الدين والدولة وجدل ألإختيار 1
- الدين والدولة وجدل ألإختيار 2
- الإسلام السياسي: مشروع أثبت فشله


المزيد.....




- صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة ...
- مقتل صحفيين فلسطينيين خلال تغطيتهما المواجهات في خان يونس
- إسرائيل تعتبر محادثات صفقة الرهائن -الفرصة الأخيرة- قبل الغز ...
- مقتل نجمة التيك توك العراقية -أم فهد- بالرصاص في بغداد
- قصف روسي أوكراني متبادل على مواقع للطاقة يوقع إصابات مؤثرة
- الشرطة الألمانية تفض بالقوة اعتصاما لمتضامنين مع سكان غزة
- ما الاستثمارات التي يريد طلاب أميركا من جامعاتهم سحبها؟
- بعثة أممية تدين الهجوم الدموي على حقل غاز بكردستان العراق
- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - وا حرّ قلباه....ياوطني6