أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق إطيمش - وا حرّ قلباه.....يا وطني 3















المزيد.....

وا حرّ قلباه.....يا وطني 3


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 2069 - 2007 / 10 / 15 - 12:21
المحور: الادب والفن
    


ثقافتان في العراق الجديد .....بالية بائدة ورائدة واعدة
ألآمال التي كانت تداعب نفوس أهلنا في الوطن بعد سقوط البعثفاشية المقيته كثيرة ومتشعبة شملت مختلف مفاصل الحياة التي كان يعاني منها المواطن العراقي والتي ظلّ ينتظر تغييرها نحو الأحسن على يد حكومة وطنية حقآ تنظر نحو الشعب أولآ وأخيرآ وتعمل من أجله وفي سبيله ليس غير, بعد أن كان الإهتمام تحت سياط تنظيم العفالقة ألأوباش بحفنة من ألأقارب والمتنفذين في هذا التنظيم ألذي حوله الجرذ المقبور إلى عصابات إرهابية تجوب الشوارع وتقتحم البيوت على عوائلها لتقتل مَن تقتل وتعتقل وتغيب مَن تشاء , فلا عدالة تُرتجى ولا نزاهة تشفع ولا مواهب تُنقذ من مخالب وحوش البعثفاشية . وكما تعرض ألإقتصاد الوطني والعلاقات ألإجتماعية والتعليم في كافة مراحله وكل ما يتعلق بالحياة ألإنسانية الطبيعية إلى ألإهمال والتدميروالتهميش والإبتذال , تعرضت الثقافة العراقية ألأصيلة وروادها ألأحرار إلى الملاحقة والتزوير والإبتزاز والتشرد والتهجير, من خلال سياسة ديكتاتورية جعلت من الجريمة سبيلها لخلو الجو الثقافي لها ولأفكارها المتخلفة ولأطروحاتها الشوفينية , فتحقق لها بعض ما أرادت فعلآ حين سادت ثقافة إنهاء الآخر التي بلورتها ألأفكار النازية العنصرية على الساحة الثقافية العراقية ممثلة بالتعصب القومي العروبي المتخلف والتبجح الفارغ والعنجهيات البدائية وكل التوجهات الفكرية التي لم تكن تعرف للحوار سبيلآ ولا لتبادل الرأي والتعلم من ألآخرين منهجآ , شعارها ذلك القول البالي : ألصدر أو القبر , الذي جعل وطننا العراق يتصدر التخلف والعزلة والتأخر بمراحل تاريخية بعيدآ عن ركب البشرية في قرنها الحادي والعشرين . ألآمال التي داعبت أهل العراق بنهاية التقوقع الفكري والتخلف الثقافي بنهاية عقود الظلام ألأربعة التي كست تاريخ العراق الحديث , لم تتحقق تمامآ , وا حرّ قلباه , بزوال هذه الغيمة الدكتاتورية السوداء من سماء الوطن , إذ ظل بعض ظلامها يفتش له عن مخابئ تقيه من التشتت وتنقذه من الزوال الأبدي بعد أن إنفجر البركان الثقافي العراقي في التاسع من نيسان من عام 2003 ليعبر عن مكنون هذا الشعب وليفتح السبل أمام ينابيعه التي تدفقت داخل وخارج الوطن لتكتسح قذارات أربعة عقود تراكمت على صدور بنات وأبناء هذا الشعب الذي أسس لثقافة العالم والذي حمل مشعل العلم والحضارة ألأولى . لقد عادت الثقافة العراقية ألأصيلة بعد التاسع من نيسان لتضيئ ظلام الركود الثقافي الذي ساد العقود الأربعة الماضية وخرجت إلى الشارع العراقي تلك الكنوز ألفكرية التي غيبها النظام الدكتاتوري . إلا ان هذا الظهور لم يكن خاليآ من الشوائب التي خلفها الفكر الشوفيني الرجعي ألأسود الذي عمل , وبنجاح مع ألأسف الشديد , على إستغلال التهاون في سرعة الحساب وتحديد العقاب لما جناه هذا الفكر بحق الشعب والوطن, فوطأ ألشارع العراقي ليشيع الثقافة البالية إلى جانب الثقافة الرائدة .
شارع الثقافة العراقية ألأصيلة , شارع المتنبي , يقدم لنا صورة يكاد يتكامل فيها هذا المسار المزدوج الذي عكسه الحال السائد الآن في سوق الثقافة العريق هذا . فإلى جانب الخزين الثقافي من الكتب والمجلات التي تمتلئ بها المكتبات القديمة والحديثة , والكتب المعروضة على الشارع بكل ما تحويه من أفكار, وأصحاب المكتبات ذوي الباع الطويل والمساهمة الفعالة في نشر الثقافة العراقية ,حيث أوجد البعض منهم أنجع الطرق وأسهلها لإيصال ما يتيسر من الكتب إلى المواطنين ذوي الدخول المحدودة وذلك من خلال مزاد الجمعة للكتب , هذا النوع من التعامل مع الكتاب الذي لم تعرفه سوق الكتب العربية من قبل , ورواد السوق الذين يعكسون وجه الثقافة الشعبية الحقة بما يدخرونه لشراء كتاب أو إقتناء مجلة , والقُراء الذين لم يسعفهم الدهر على إقتناء الكتاب فاكتفوا بتصفحه على قارعة شارع هذه المدرسة الشعبية , إلى جانب هذا وذاك كله لا يستطيع المرء ان يتجاهل الصورة التي خلفتها ثقافة العنف التي نشرها الإرهاب ألأسود في بعض مرابع هذا السوق العريق . فالجانب المجاور والمقابل لملتقى ألمثقفين في مقهى الشابندر مغطى بالسواد الذي نشرته الثقافة السوداء , ثقافة أعداء الثقافة الحقة, ثقافة ألأحفاد الفكريين لهولاكو , ثقافة مقلدي فقهاء الإرهاب , ثقافة قتلة الشعب العراقي الذين طعنوا هذا الشعب طعنة سيظل يعاني منها رغم صبره العظيم وجَلَده الكبير على تحملها والخروج منها كما خرج من مجازر من سبقوهم من ألأوباش , شعب قوي الشكيمة يرفع هامة الوطن عاليآ .
عصابات ثقافة الظلام هذه لا يقتصر نشر ظلامها على معاقل الثقافة العراقية ألأصيلة وحسب , بل تحاول أن تنال من رموز الثقافة ألأخرى إضافة إلى رمزها ألأساسي المتمثل بالكتاب . لقد أشعلت ثقافة التخلف هذه حربآ شعواء على الفن والفنانين ونتاجاتهم التي عكست وبلورت القابليات العراقية الفذة التي حاز ألكثير منها على تقدير واهتمام شعوب أخرى كثيرة. الفن العراقي ألأصيل في الرسم والغناء والموسيقى والنحت والتمثيل وجميع مفاصله ألأخرى يشكل صفحات مشرقة مضيئة في تاريخ العراق القديم والحديث, صفحات يفخر بها الوطن وبمبدعيها. عصابات ثقافة الظلام والتخلف تنشر الأفكار السوداء بعد أن تلبسها الجبة والعمامة المنقوشة بفتاوى شيوخ ألإرهاب القابعين داخل الوطن وخارجه , الداعية إلى تحريم الفن وتطبيق حدود شريعتهم,التي طالما يربطونها بمبادئ الدين ألإسلامي الحنيف البريئ منها ومنهم , على من يخالفهم الرأي ومن يضع الفن والأعمال الفنية في عداد الثقافة الرائدة التي تفخر الشعوب وتسعى إلى رعايتها والإهتمام بها وتطويرها نحو ألأفضل دومآ .
الثقافة البالية المتخلفة التي تطل بأذيالها على الشارع العراقي اليوم تحاول أن تقف بوجه المد الثقافي الثوري التحرري الذي يسعى لتعويض ما فقده المواطن العراقي طيلة سنين القهرالبعثفاشي والتسلط الدكتاتوري البغيض. فثقافة ألإنفتاح على هذا الكون الواسع الرحب الداعية إلى تلاقح الثقافات وتنافس النتاجات الفكرية للوصول إلى ألأحسن وإلى ما ينفع الناس ويعينهم على تحقيق مبدأ وخلقناكم شعوبآ وقبائل لتعارفوا , لا لتباغضوا أو لتقاتلوا , هذه الثقافة ألإنسانية تقاتلها ثقافة الجهل والتخلف التي لم تعرف من التراث الذي تتبجح به دومآ سوى قشوره التي يبست وتجاوزها الزمن, أما لب وجوهر التراث الفكري والثقافي الفلسفي فلا تفقه منه شيئآ بتاتآ. الثقافة البالية المتخلفة هذه ليس لديها ما تواجه به ثقافة الفكر المتحرر الساعي لتعايش ألإنسان مع أخيه ألإنسان لا لإستغلاله أو إستعباده إلا اللجوء إلى نصوص تفسرها حسب ما يوحي بها إليها عقلها المتحجر أو ما يخرج بها عليها شيوخها الإنتهازيون الذين يعيشون على فتات موائد تجار البشر من ذوي الكروش والعروش .
إن ثقافة كهذه ديدنها إنهاء من لا يسير على نهجها , منطقها الوحيد هو منطق القوة لأنها لا تملك شيئآ يُذكر من قوة المنطق , إن ثقافة كهذه زائلة لا محالة , فالتاريخ لا ينظر إلى الوراء وثقافة الوراء هذه لا مكان لها بين صفحات القرن الحادي والعشرين .




#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألمراة في ألكتب المقدسة للأسلام والمسيحية واليهودية
- المرأة في الكتب المقدسة 2
- الدين والدولة وجدل ألإختيار 1
- الدين والدولة وجدل ألإختيار 2
- الإسلام السياسي: مشروع أثبت فشله


المزيد.....




- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق إطيمش - وا حرّ قلباه.....يا وطني 3