أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صادق إطيمش - إلى التضامن ألأممي مع الشعب الكوردي















المزيد.....


إلى التضامن ألأممي مع الشعب الكوردي


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 2095 - 2007 / 11 / 10 - 11:30
المحور: القضية الكردية
    


لم تنكر القوى القومية الشوفينية المتخلفة الفكرعربية كانت أم فارسية أم تركية عداءها السافر للشعب الكوردي الذي أجبرته ملابسات المحاصصات الدولية في القرن الماضي أن يعيش على أرض كوردستان الممزقة التي وضعتها السياسة الدولية تحت ألتسلط ألإداري والتوجه السياسي لما سُمي آنذاك بالحكومات الوطنية التي حلت محل التسلط العثماني ألأهوج . فلم تكن هذه الحكومات أقل تخلفآ وأبعد نظرآ وأكثر تفهمآ من حكم سلاطين آل عثمان فيما يتعلق بموقفها من الشعب الكوردي وتطلعه العادل لتحقيق طموحاته القومية والعيش على أراضيه ضمن دولة كوردستان التي حالت دون وجودها أساليب السياسة الدولية , فجعلت من الشعب الكوردي أكبر شعب على وجه الكرة الأرضية لا دولة له , أراضيه مقطعة ألأوصال بين دول إستحوذت على توجيه سياستها , وبمرور الزمن , قوى توصف بالوطنية زورآ ونفاقآ , إذ إنها لم تتوان يومآ ما عن إضطهاد وقتل وتشريد بنات وأبناء القوميات ألأخرى التي كان من المفروض أن يُعامَل منتسبوها كمواطنين لهذه الهياكل ألإدارية التي ضمت الكورد أيضآ إلى مكوناتها السياسية والإجتماعية الجديدة .
لقد كان من أول ألإجراءات التي إتخذتها هذه الحكومات ضد الشعب الكوردي القاطن على أراضيها هو ألإنكار القومي والإلغاء الثقافي والتنكر التاريخي لكل ما يتصل بالوجود القومي الكوردي . فاعتبر القوميون الشوفينيون من العرب , ألكورد عربآ لأنهم يسكنون على أراض عربية أو أنهم من أصول عربية , كما أشار إلى ذلك المؤرخ العربي المسعودي وحتى بعض ألكورد أيضآ الذين أرجعوا أصول الشعب ألكوردي إلى ربيعة بن نزار بن معاد , وعلى هذا النهج المتنكر للقومية الكوردية سار ألأتراك والفرس أيضآ , فمسح هؤلاء الشوفينيون بجرة قلم تاريخ وثقافة وتقاليد شعب تمتد جذوره لأعماق ألاف السنين من التاريخ البشري وهذا ما تؤكده كافة ألأبحاث العلمية الرصينة على ألأصعدة ألإجتماعية واللغوية والتاريخية ( للمزيد من المعلومات في هذا المجال يمكن مراجعة كتاب : الكرد والمسألة الكردية , للدكتور شاكر خصباك , من منشورات الثقافة الجديدة , 1959, والذي سنتناوله في بحث قادم )
ففي العراق الملكي والجمهوري تعرض الشعب الكوردي وحركته القومية إلى القتل والإبادة الجماعية التي لم يكن يبررها أي منطق أو تؤيدها أية حجة مما كان يتمشدق به أعداء هذا الشعب الذين برهنوا على أنهم أعداء الشعب العراقي برمته أيضآ . إن ألإستثناء الوحيد الذي يمكن إعتبارالحرب به على الشعب الكوردي خارج هذا العداء الشوفيني , حيث تحكمت فيها الظروف السياسية السائدة آنذاك , هي فترة الحرب في كوردستان 1961 وحتى 1963 والتي توقفت لفترة بعد ألإنقلاب البعثفاشي ألأسود في شباط 1963 . لقد بدأت هذه الحرب في عهد الزعيم الوطني الطيب الذكر عبد الكريم قاسم عندما بدأت قيادة ثورة الرابع عشر من تموز من تقديم التنازل تلو التنازل لقوى الردة التي وقفت بوجه ثورة تموز منذ أيامها ألأولى . وبعد مرور ثلاث سنوات على ثورة الجيش والشعب التي قلبت الموازين المحلية والإقليمية والعالمية لصالح حركة التحرر الوطني والقومي لشعوب المنطقة , أثمرت تنازلات قائد الثورة الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم لصالح قوى الردة والظلام عن نفاذ هذه القوى إلى أجهزة الدولة الحساسة بعد أن أُبعدت عنها القوى الموالية للثورة والعاملة على تحقيق أهدافها الوطنية التحررية . لقد خلق هذا الإصطفاف الجديد داخل الحكم الوطني التكتلات السياسية والعسكرية التي دأبت منذ البداية على العمل على كسر شوكة الثورة الوطنية والوقوف بوجه إنتشال الوطن من مآسي التخلف والقهر والإضطهاد . فكان نجاح قوى أعداء الثورة الذي بدأت به بخلق الجفوة بين الثورة وحلفائها على الساحة العراقية العربية من جهة وبينها وبين الشعب الكوردي الذي هب مساندآ للثورة ومؤيدآ لها منذ ساعاتها ألأولى من جهة أخرى . لقد أدى ذلك كله إلى الهجوم العسكري على كوردستان حيث تكبد الشعب العراقي آلآف الضحايا من بناته وأبناءه . ولم تكن القوى الرجعية العربية التي إخترقت ثورة تموز السبب الوحيد لهذه الحرب في فترة الحكم الوطني آنذاك , بل هناك القوى الرجعية داخل الحركة القومية الكوردية التي لم ترق لها الإنجازات الوطنية التي حققتها الثورة أو أنها لم تصب في مجرى تصوراتها فعملت على التأليب عليها بكل الوسائل المتاحة لها آنذاك بما فيها الوسائل العسكرية . لقد كشفت تلك القوى عن توجهها هذا بمساندتها لمجرمي إنقلاب شباط ببرقية " تعانقت الثورتان " السيئة الصيت التي تلقتها قيادة ألإنقلاب البعثفاشي ألأسود في صبيحة الثامن من شباط ممن عملوا , جنبآ إلى جنب مع الشوفينية العربية , على تأجيج الإقتتال بين أبناء الوطن الواحد . لقد وقف الشعب العراقي برمته ضد هذه الحرب وعبر من خلال المظاهرات التي خرجت من زاخو إلى الفاو تصدح بالشعار الذي تَردََدَ صداه في كل أرجاء الوطن مطالبآ بالسلم في كوردستان ومن خلال المذكرات والإحتجاجات التي إمتلأت بها الصحف الوطنية الديمقراطية والتي حملت عشرات ألآلاف من تواقيع العمال والفلاحين والكسبة والمثقفين والطلبة . فإذا ما إستثنينا هذه الفترة من العدوان على الشعب الكوردي في العراق نستطيع التأكيد على الخلفية الشوفينية والرجعية العربية التي رافقت الإعتداءات المتكررة على ألشعب الكوردي بالعراق والتي حاولت بها ألإنقضاض على هذا الشعب والحيلولة دونه ودون التمتع بحقوقه القومية والثقافية على أراضيه , أراضي كوردستان . لقد وصلت هذه الحروب الإجرامية على الشعب الكوردي المناضل قمتها في الهجمات العسكرية المتكررة التي شنتها حكومة البعثفاشية والتي تمثلت بأبشع صورها الهمجية في حرب ألأنفال السيئة الصيت .

وعلى غرار قرينتها البعثفاشية العراقية تصرفت البعثفاشية السورية في تعاملها مع الشعب الكوردي على أراضي كوردستان, ولا عجب في ذلك ما دام المنهل الشوفيني المتخلف هو نفس ذاك المنهل العفلقي , حيث جردت الكورد الذين وقعوا تحت حكم هذا النظام من كافة حقوق المواطنة التي تقرها دساتير هذا الحكم نفسه . فبالإضافة إلى إجراءات القمع والملاحقة والحرمان من ممارسة أبسط الحقوق القومية والثقافية والسياسية للشعب الكوردي في سوريا , لجأت السلطة البعثفاشية في هذا البلد إلى تجريد المواطنين الكورد من هوياتهم التي تؤيد إنتماءهم الرسمي إلى هذه الدولة, الأمر الذي تنص عليه وتطبقه كافة الدول المتحضرة في العالم حيث يُمنح من سكن البلد لأجيال كثيرة متعاقبة الإنتماء الرسمي لهذا البلد الذي يجب أن يعتبره ضمن مواطنيه وذلك من خلال حصوله , وبشكل رسمي , على الوثائق الرسمية الخاصة بذلك , ناهيك عن ولادته وولادة آباءه وأجداده فيه . إلا أن ألأمور لا تسير على هذا المنهج المتعارف عليه عالميآ في بلد تحكمه عصابات شوفينية رجعيه متخلفة كعصابات البعث . لقد جرد الحكم البعثفاشي السوري المواطينين الكورد من هوياتهم الوطنية وجعلهم في عداد ما أطلقوا عليه , مكتوم القيد ,تلك التسمية الرسمية التي تداولوها محليآ ولم يخجلوا من تداولها عالميآ مضيفين عليها ما يثبت همجيتهم وتخلفهم أكثر فأكثر عبارة : لم يُعثر له على قيد في سجلات العرب السوريين , لذلك أُدرج في سجلات ألأجانب . ألكوردي في سوريا وفي عرف الشوفينية العربية البعثيه أجنبي على أرضه , على أرض كوردستان, التي عاش عليها هو وأجداده لآلاف السنين. ولم يخفِ المسؤولون البعثيون في سوريا تمسكهم بهذا النهج الذي يعتبرونه ضمن الإجراءات التي لا تسمح للشعب الكوردي مستقبلآ بالمطالبة بحقوق أكثر قد تصل إلى مطالبته بحقوقه القومية والسياسية والثقافية , وكأن مثل هذه المطالب التي تعتبر من بديهيات القرن الحادي والعشرين في عالم اليوم قد جاء بها الكورد من عالم آخر لا صلة أو علاقة له بالقوانين والمواثيق الدولية التي تنص على إحترام حقوق الإنسان في هذه المجالات كافة وعلى إحترام حق الأمم في تقرير مصيرها أيضآ .
أما في تركيا فإن المآسي التي عانى ولا يزال يعاني منها الشعب الكوردي على أراضي كوردستان لم تكن أقل من تلك التي عانى منها من لدن الشوفينية العربية . إذ تنكرت الشوفينية التركية حتى لوجود شعب إسمه الشعب الكوردي فأطلقت على سكنة منطقة كوردستان الواقعة ضمن حدودها الجغرافية التي رسمتها لها سياسة المصالح الدولية بعد إنهيار الكيان العثماني المتعفن صفة أتراك الجبل جريآ على سياسة الدولة العثمانية بتتريك القوميات الواقعة تحت نفوذها السياسي . وإن تراجعت السياسة الرسمية التركية بعض الشيئ عن هذا الغباء السياسي والثقافي والتاريخي فأنها لم تقم بذلك بسبب نزول قناعة من السماء على القادة السياسيين والعسكريين ألأتراك , بل بسبب الضغوط التي مارستها عليها سياسة ألإتحاد الأوربي الذي تجاهد تركيا بالإنضمام إليه وإن ذلك لن يتم ما لم تلتزم السياسة التركية الرسمية بكافة المواثيق الدولية التي تقر الحقوق السياسية والقومية والثقافية لمواطني البلد المنتسب لهذا الإتحاد مهما إختلفت أصولهم وتعددت مذاهبهم وتنوعت أفكارهم . ولم يشكل هذا التراجع الجزئي عن السياسة القمعية تجاه الشعب الكوردي مؤشرآ واضحآ لسياسة تأخذ توجهآ آخرآ في تعاملها مع هذا الشعب المُضطَهد في جميع مجالات الحياة , بل إستمرت سياسة القمع والملاحقة والإبادة التي حظيت من جانب آخر من دول حلف ألأطلسي التي إنجرّت وراء الدعاية التركية التي سوقت هذه السياسة القمعية ضد الشعب الكوردي بإعتبارها تصب في خدمة ألأمن الوطني لعضو من أعضاء هذا الحلف الذي يحرص أشد الحرص على تقديم مصالحه العسكرية على ألمصالح ألأخرى حتى وإن كان ذلك يتناقض ومواثيق حقوق الأنسان التي وقعت عليها دول هذا الحلف , وشواهد السياسة الدولية على ذلك كثيرة جدآ. وعلى هذا ألأساس وضعت دول هذا الحلف حزب العمال الكوردستاني , المناضل في سبيل تحقيق الحقوق القومية للشعب الكوردي , على قائمة المنظمات ألإرهابية فأعطت بذلك الضوء الأخضر للساسة والعسكريين الأتراك لملاحقة هذا الحزب وقمعه ليس عسكريآ وحسب , بل وسياسيآ أيضآ بحيث إنقضّت على كثير من المنظمات والشخصيات السياسية التي ألصقت بها تهمة التعاطف مع الحزب كمبرر لألغائها أو الحد من نشاطها .ومما يؤسف له حقآ أن هذه السياسة الشوفينية من جانب الحكومات التركية المختلفة ضد الشعب الكوردي والتي تعاقبت على الحكم منذ تأسيس الدولة التركية الحديثة بعد الحرب العالمية ألأولى ولحد ألآن قد حظيت بهذا الشكل أو ذاك بتأييد شريحة واسعة من الشعب التركي , إذ قلما إنبرت المنظمات والأحزاب التركية حتى المعارضة منها للحكم للوقوف بوجه هذه السياسة الرعناء , هذا إذا ما تجاوزنا بعض المواقف التي إتخذها اليسار التركي وبعض منظماته وشخوصه السياسية العاملة على الساحة ولو بتحفظ شديد .

أما الشوفينية الفارسية فلم تختلف عن مثيلتيها العربية والتركية في عداءها للشعب الكوردي الذي يعيش على أراضي كوردستان الواقعة تحت ألإدارة السياسية للدولة ألإيرانية . فعمليات القمع والإبادة والملاحقة التي كانت تعاني منها الشعوب الإيرانية أثناء تسلط عصابات السافاك الشاهنشاهية لم تنته بتسلط الملالي في دولة ولاية الفقيه . فكما جرى مسبقآ ويجري الآن قمع حركة التحرر العربي في ألأحواز والتنكر للوجود القومي والحقوق السياسية والثقافية للشعب العربي هناك تسير وتستمر على نفس الوتيرة إجراءات قمع التحرك السياسي والتوجه الثقافي للشعب الكوردي على أراضي كردستان الخاضعة للإدارة السياسية لدولة ولاية الفقيه.

إستنادآ إلى ما تقدم وبعد التغيير العاصف الذي أطاح بالحكم البعثفاشي بالعراق وبعد أن أوجد الشعب الكوردي في جزء من وطنه كوردستان أجواء الحرية الحقيقية وممارسته لحقوقه السياسية والقومية حتى بعد التناحر الذي ترك الآلاف من الضحايا البشرية وكثيرآ من الخسائر المادية وضياعآ لوقت التطور الميداني في كل المجالات تتبلور الحقائق التالية : 1. إن نضال الشعب الكوردي يصب في مجرى التحرر القومي الرامي إلى إثبات وجود القومية الكوردية التي عملت ولا زالت القوى الشوفينية المتحكمة سياسيآ وإداريآ بأراضي وشعب كوردستان تعمل لحد الآن على إنكار هذا الوجود القومي أو التقليل من شأنه بحيث لا يشكل مكونات شعب له ما يميزه عن الشعوب التي يتعايش معها جغرافيآ , لا قوميآ فقط , بل وفي كل ما يتعلق بهذا الوجود القومي تاريخيآ وثقافيآ وسياسيآ . كما تحاول هذه القوى الشوفينية إستنادآ إلى هذا ألإنكار التنكر لما يترتب على هذا الوجود القومي من حقوق تقرها القوانين الدولية القاضية بحق ألأمم والشعوب في تقرير مصيرها بنفسها وبناء كياناتها ودولها المستقلة على أراضيها في الوقت الذي تراه مناسبآ لذلك وحسب معطيات السياسة الدولية التي لها ألأثر الفعال في تحقيق مثل هذا ألأمر . ألعرب والأتراك والفرس ليسوا بحاجة اليوم إلى مثل هذا النضال الذي خاضه العرب على وجه الخصوص أثناء السيطرة العثمانية على أراضيهم , فكانت حركة القومية العربية التي إكتسبت طابعآ تقدميآ آنذاك حينما تصدت لسياسة التتريك العثمانية وحينما ناضلت لإثبات الوجود القومي العربي . فالقوميات العربية والتركية والفارسية لها اليوم كل ما يؤيد وجودها القومي من كيانات سياسية وممارسات ثقافية وعلاقات دولية تتعامل من خلالها مع الكيانات السياسية للقوميات والشعوب الأخرى , فلماذا إذن تتنكر القوى الشوفينية المنضوية تحت راية هذه القوميات لهذا الحق الطبيعي للشعب الكوردي الذي يريد ممارسته بنفس الشكل الذي تمارس به القوميات ألأخرى حقوقها القومية كافة ؟

2. لقد جنى الشعب الكوردي بعض ثمار هذا النضال على جزء من أراضي كوردستان , ولذلك دلالات كثيرة لا ينبغي إغفالها . أولها إن هذا النضال كان ويجب أن يبقى ذو توجه ديمقراطي تحرري , إذ أن إنتزاع الحقوق القومية لا يتم إلا عبر ألإلتحام الثوري التحرري لكافة القوى والفصائل المكونة لهذا التوجه القومي وهنا لابد من إستيعاب الدروس من كافة الحركات التحررية القومية والوطنية في العالم أجمع والتي مرت بهذه التجربة النضالية التي مارسها الشعب العراقي من خلال إلتحام قواه التحررية التقدمية مع نضال الشعب الكوردي وإسناد تطلعاته القومية وممارسة حقوقه السياسية والثقافية . فالنظرة إلى هذا النضال إذن ينبغي أن تكون نظرة شمولية في محتواها أممية في مسعاها ديمقراطية تحررية في توجهها , فالقومية التي لا تتعامل مع القوميات الأخرى على أساس الفهم المتبادل , وتنحى منحى العداء الذي تعكسه تصرفات القوى الشوفينية الرجعية لهذه القومية أو تلك , لا تستطيع السير بنضالها نحو تحقيق ما تصبو إليه حتى نهاية المطاف وستتلكأ مسيرتها القومية التحررية الثورية في منتصف الطريق . وثانيها هو شعور القوى الشوفينية الرجعية بالخوف والهلع من جني هذه الثمار التي تحققت لحد ألآن , حيث سوقتها هذه القوى في محافلها ألإعلامية وأجهزتها القمعية وبين البسطاء من مواطنيها وكأنها نواقيس الخطر التي بدأت تدق إيذانآ ببدء النهاية للوحدة الوطنية والسلام والأمن في الوطن الواحد فخرجت بنبرات ألإنفصال وجهزت الجيوش لقتال ما سمتهم بالإنفصاليين ووضعت نفسها في الموضع الذي تنادي منه بالويل والثبور على الوطن المهدد بالتقسيم والشعب الذي سيفقد جزءً كبيرآ من خيراته وكثيرأ من أراضيه . هذه المبررات الهمجية التي تسعى القوى الشوفينية من خلالها إلى التأليب على التوجه القومي التحرري للشعب الكوردي تصب في مجرى تقنين وتبرير ألإستعدادات العسكرية التي تمارسها اليوم الدولة العنصرية التركية لإبراز أنيابها الحيوانية الصفراء بوجه التحرك القومي للشعب الكوردي الذي يقوده حزب العمال الكوردستاني على أراضي كردستان الواقعة ضمن الحدود الجغرافية لهذه الدولة

3. يحتم هذا الوضع المتأزم اليوم على مناطق كوردستان الجنوبية بسبب التحشدات التركية , على كل المخلصين للحركة القومية الكوردية من الكورد وغيرهم أن يعوا الخطر المحدق بهم جميعآ على العموم وبالتوجه القومي التحرري للشعب الكردي بشكل خاص وأن يعملوا بذكاء وفطنة سياسية عالية على إحتواء هذه ألأزمة في الوقت الحاضر وإستنادآ إلى المعطيات الدولية والوطنية والقومية ألآنية بما لا يفسح المجال بأي حال من ألأحوال بالتفريط بأي من الثمار التي جناها الشعب الكوردي طيلة سنين نضاله المرير القاسي من جهة وعدم خذلان الشعب الكوردي في مناطق كوردستان ألأخرى التي ما زالت تخوض نضالها القومي التحرري ضد الشوفينيات ألإقليمية من جهة أخرى . إنها معادلة تبدوا صعبة التحقيق في ظل النظام العالمي الجديد الذي تخطط له سياسة القطب الواحد المتمثلة بالسياسة ألأمريكية ليس في مناطق تواجد الشعب الكوردي فقط , بل وفي جميع أنحاء العالم . وإنطلاقآ من صعوبة هذه المعادلة التي لا يمكن التغلب على فك رموزها دون إستمرار التلاحم الثوري بين الشعب الكوردي في كردستان العراق والقوى الديمقراطية التحررية العراقية ألأخرى التي وقفت ولا زالت تقف دون تردد لدفع حركة التحرر القومي للشعب الكوردي على جميع أراضي كوردستان لتتفاعل مع القوى التحررية الديمقراطية التقدمية ألإقليمية ألأخرى الكوردية منها والعربية والفارسية والقوى التحررية العالمية ألأخرى لمواجهة القوى الشوفينية السوداء والرهان على هذا التحالف المصيري بالدرجة الأولى , لا على المصالح الآنية للسياسة ألأمريكية التي قد تلتقي اليوم مع المصالح القومية للشعب الكوردي إلا أنها قد تفرط بها غدآ إذا ما فرضت السياسة الدولية والأحلاف العسكرية عليها ذلك .

إن التهديد المباشر الذي تتعرض له أراضي كوردستان والمتمثل بالإعتداءات التركية وحشودها العسكرية يتطلب اليقظة والحذر والإستعداد التام لمواجهة هذا الخطر الذي يضع على رأس قائمة أهدافه القضاء على التجربة الديمقراطية الواعدة التي يمارسها الشعب الكوردي على أرض كوردستان الجنوبية اليوم والتي , إن إستمرت بزخم ديمقراطي تحرري لا رجعة فيه , ستكون القبلة التي ينظر إليها الشعب الكوردي في كل أرجاء كوردستان والمحفز الذي يوجه النضال القومي التحرري نحو إنتزاع الحقوق القومية والسياسية والثقافية لهذا الشعب المناضل . إن مواجهة هذا الخطر الشوفيني هي مهمة كل قوى التحرر والديمقراطية في المنطقة وفي العالم أجمع , فالفكر الشوفيني هو عدو الشعوب التي نتشد الحياة الإنسانية الكريمة وشعبنا في العراق الذي عاش تسلط هذا الفكر المتخلف أربعة عقود من عمره أعلم بما جناه الشعب كله والوطن برمته من مآسي وويلات هذا التسلط المقيت .
إن قوى التحرر الوطني الديمقراطي التقدمي تنظر بكل جد واهتمام إلى السياسة التي سيتبناها حزب العمال الكوردستاني والتي يجب أن تصب في مجرى الحركة القومية الكوردية على جميع ربوع كوردستان . إنه ليس بالأمر السهل تبني مثل هذه السياسة في الوقت الذي تتمادى فيه الشوفينيات ألإقليمية العربية والتركية والفارسية وتتسابق على العداء للحقوق القومية للشعب الكوردي والتصدي بكل ما لديها من قوة عسكرية وعلاقات دولية وأحلاف عسكرية لقمع ألقوى التقدمية الكوردية , وحزب العمال الكوردستاني يشكل إحدى هذه القوى التي تتعرض لمثل هذه التوجهات الشوفينية . إن التضامن ألأممي مع قوى التحرر العالمي يجب أن يكون الرد السياسي الذي يواجه به هذا الحزب وقوى التحرر الكوردية الأخرى التحالف العنصري ضد القومية الكوردية وأهدافها التحررية . وليكن الهدف ألإعلامي العالمي في هذه المرحلة من النضال القومي التحرري , جعل تحقيق مبدأ حق ألأمم والشعوب بتقرير مصيرها , على كل لسان في العالم الذي سوف لن تتوانى قوى التحرر والديمقراطية فيه من إسناد نضال الشعب الكوردي على جميع ربوع كوردستان في تحقيق أمانيه القومية مثله في ذلك كمثل شعوب ألأرض كافة .



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق العنصرية التركية
- كاتب وكتاب 22
- كاتب وكتاب 12
- وا حرّ قلباه....ياوطني6
- واحرّ قلباه ...يا وطني 5
- وا حرّ قلباه.....يا وطني 2
- وا حرّ قلباه.....يا وطني 3
- ألمراة في ألكتب المقدسة للأسلام والمسيحية واليهودية
- المرأة في الكتب المقدسة 2
- الدين والدولة وجدل ألإختيار 1
- الدين والدولة وجدل ألإختيار 2
- الإسلام السياسي: مشروع أثبت فشله


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صادق إطيمش - إلى التضامن ألأممي مع الشعب الكوردي