أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صادق إطيمش - هل تجاوز اليسار العراقي دور المخاض...؟ ألشعب ينتظر الوليد الجديد















المزيد.....

هل تجاوز اليسار العراقي دور المخاض...؟ ألشعب ينتظر الوليد الجديد


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 2171 - 2008 / 1 / 25 - 14:53
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الدعوات والنداءات التي تكررت في ألأيام الماضية لجمع شمل اليسار العراقي والبدء فعلآ بوضع المقترحات المطروحة لهذا الجمع موضع التطبيق العملي والخروج بها من طور المكاتب إلى الشارع العراقي الذي ينتظر ذلك منذ أمد ليس بالقصير , تعكس فعلآ ما يشعر به المواطن العراقي الذي ذاق وعاش مآسي أحزاب المحاصصات الطائفية والتكتلات المنطاقية والإنتماءات العشائرية القبلية وأحزاب التعصب القومي الشوفيني العربي والكوردي على حد السواء والتكتلات الرجعية التي سخّرت بقايا البعثفاشية وفسحت لها المجال للإستمرار في جرائمها ضد الشعب والوطن . ولم يخفف من آلام المواطن حتى تلك الكيانات الهزيلة التي إنبثقت عن الإنتخابات التي كان المواطن يأمل بنتائجها خيرآ , فإذا الذين وضعتهم هذه الأحزاب على قوائمها ألإنتخابية والذين شكلوا الغالبية العظمى في البرلمان العراقي ما هم إلا شلة من التجار والسواح والكسالى والمرتشين وحتى المشاركين في أعمال إرهابية ضد الشعب الذي أتى بهم إلى هذا المجلس الذي أصبح موضع النكتة لدى المواطن العراقي . أما المؤسسات الحكومية التي أُبتلي المواطن بإجراءاتها الرسمية الروتينية ألمملة وفي أحيان كثيرة البعثفاشية أيضآ فإنها لا تعكس روح التغيير الذي يريده الشعب العراقي بعد مآسي أربعة عقود من الحكم الدكتاتوري الرهيب البشع . وسوف يطول بنا الحديث لو تتبعنا " ألجر والعر " بالطول والعرض والعمق والإرتفاع الذي تخرج به السياسة العراقية اليومية بين هذه ألأحزاب التي تسمي نفسها دينية , لا يتكلم من ينتمي إليها إلا بعد بسملة طويلة وحوقلة أطول ليقذف ما يحلو له من الكلام الذي لا صلة له بالواقع المُعاش والذي يدور جله حول المصالحات والمحاصصات والمقاولات ومؤتمرات ولقاءت الطوائف والملل والنحل والصحوات والقبائل وكأننا نعيش العهد القبلي من جديد بعد أن كنا نتعلم في مدارسنا منذ عشرات السنين بقضاء الإسلام على العصبيات القبلية والنعرات العشائرية , وبعد أن قضت ثورة الرابع عشر من تموز المباركة على شبه ألإقطاع السائد في العهد الملكي المقبور ونظامه المتمثل بقانون دعاوى العشائر ألذي إقترن بتغييب الدولة عن حكم الريف الذي جعله هذا القانون في متناول يد السراكيل وملاكي ألأراضي وشيوخ العشائر والقبائل . ودولة ألأحزاب الدينية المُغيبَة ألآن أيضآ جعلت العراق ككل , وليس الريف فقط , بيد سراق قوت الشعب , وتجهيزات البطاقة التموينية نوعيآ وكميآ تصرخ منذ أمد طويل بهذه السرقات , ومشايخ الحكومة يرددون : عمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء . وليس هناك من كاشف لهذا السوء لحد الآن , لا بل بعض من جازفوا بكشفه على العلن, قد جازفوا بحياتهم أيضآ وأُغلقت ملفاتهم مذيلة بعبارة : لعدم توفر الأدلة . البطاقة التموينية تمثل جانبآ من المأساة المتعددة الوجوه . وستصيب الإنسان السوي الكآبة الدائمة إذا نظر بجد إلى كل وجه من هذه الوجوه سواءً فيما يتعلق بالخدمات التي تُذكر دائمآ ولا تُرى أو بالبطالة المستشرية والتي تنخر في عظام الإنسان العراقي أوالفساد ألإداري الذي جعل وطننا بفضل المحاصصات الدينية والقومية في المقدمة , وهذا هو المركز الوحيد الذي نحتل فيه المقدمة , لم تسبقنا فيه غير دولة الصومال . فمَن الذي سبب ذلك يا ترى إذا كانت الدولة محكومة من أحزاب تدعي التدين حقآ , يحتل فيها المُبسملين والمُحوقلين ذوي أللحى المُحناة والجباه الموسومة والأصابع المرصعة بالخواتم أغلب , إن لم تكن جميع , مواقع السلطة والتسلط ...؟ فالدولة العراقية اليوم هي ورقة المرور للثراء والإبتزاز والقهر والتسلط لمنتسبي ألأحزاب الدينية الحاكمة من جهة , ورمزآ للحرمان ولإذلال والبطالة والعوز والمآسي اليومية المتكررة للمواطن من جهة أخرى .
إنطلاقآ من كل ذلك ومن الكثير ما خفى أصبح الصراخ للتفتيش عن البديل عاليآ جدآ , تزداد حدته كل يوم يمر ولا تُتخذ فيه الخطوات العملية الواضحة لإيقاف هذه الحالة المزرية التي يمر بها الوطن وأهله . إن النداءات التي تكررت لإيجاد البديل يجب أن تقترن الآن بولادة هذا البديل والإنطلاق به على الشارع العراقي كي يراه المواطن فعلآ ويشعر به وبوجوده وليعيد الثقة إليه بنفسه وبالعملية الديمقراطية برمتها. لا يمكن ألإنتظار لأكثر من هذا الوقت , ولتنطلق الدعوات داخل وخارج الوطن بأوراق عمل واضحة ومواعيد ثابتة لعقد اللقاءات التي تجمع قوى اليسار العراقي الديمقراطي العلماني المتحرر من كل الأفكار التي عملت ولا زالت تعمل على ترسيخها قوى ألإسلام السياسي الحاكم الآن في العراق وقوى المحاصصات بكل أنواعها . وهناك شرط مهم آخر يجب أن يتوفر في التجمع العراقي اليساري التقدمي الجديد ألا وهو خُلّوه من أي إتجاه تّشم منه رائحة البعثفاشية التي تحاول الآن الرقص على جراحات الشعب العراقي لتعيد فكرها الشوفيني ألأسود إلى الحياة . أللقاءات والمؤتمرات اليسارية العلمانية القادمة يجب أن تضع نصب عينها أهدافها المشتركة للمرحلة القادمة فقط , وذلك لأن إستمرار المآسي في العراق على هذه الشاكلة ستجر المواطن إلى خيبات أمل ويأس قد يطول الوقت لتجاوزها أو التخلص منها نهائيآ . لذلك فإن العمل على تحقيق خطط عمل مرحلية عامة هدفها الديمقراطية والفدرالية والعلمانية هي الوسيلة الناجعة والطريق السليم الذي ينبغي أن يدركه اليسار العراقي الآن ويعمل على تحقيقه فعلآ . أما ألأهداف الحزبية الخاصة فهي مصونة ومحترمة يمكن أن يمارسها أي حزب في ظروف الدولة الديمقراطية , دولة القانون وحقوق الإنسان , التي يجب أن تكون الخيمة التي يستظل بها كل من يسكن هذه الأرض الطيبة المعطاء ويعمل لها مهما كان لونه أو دينه أو قوميته أو أصله وفصله . فمتى سيُعقد ألإجتماع التنظيمي ألأول لقوى اليسار العراقي الذي يرغب أن يشارك به , بدون شك, كل من يؤمن بالبديل الديمقراطي العلماني الفدرالي للعراق الجديد , عراق دولة القانون وحقوق ألإنسان . إلا أن مثل هذه المؤتمرات لا تستوعب هذا العدد الضخم من الذين يرغبون خدمة وطنهم وأهلهم من خلالها , لذلك لابد من التفكير بلجان نتسيق تُنظم هذه أللقاءات على ألأصعدة والمستويات المختلفة داخل وخارج الوطن وتنطيم المقترحات وإعداد أوراق العمل لتصب هذه الجهود المشتركة أخيرآ في برنامج يساري تقدمي علماني فيدرالي متكامل يشكل السمة ألأساسية لنظام الحكم القادم في وطننا .






#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هزيمة علماء الشيعة أمام جهلتها
- محنة الدين في فقهاء السلاطين القسم الثالث
- محنة الدين في فقهاء السلاطين القسم الثاني
- يا مراجعنا العظام....هل قتل النساء حلال أم حرام...؟
- محنة الدين في فقهاء السلاطين
- من خزين الفكر الجاهلي...وأد البنات بالأمس....وقتل النساء الي ...
- العثمانيون الجدد يمارسون سياسة التتريك المقبورة
- أكاذيب الشوفينية التركية
- عودة إلى حوار حول العلم العراقي
- رهائن حزب العمال الكوردستاني في سوق المقايضة
- ألنواب والنصاب
- يا مناصري الشعوب المُضطهَدة......تحركوا , فقد شكاكم المهد وا ...
- الحوار المتمدن كميدان للتجمع الديمقراطي العراقي
- ألقومية الكوردية والأصوات النشاز
- إلى التضامن ألأممي مع الشعب الكوردي
- مأزق العنصرية التركية
- كاتب وكتاب 22
- كاتب وكتاب 12
- وا حرّ قلباه....ياوطني6
- واحرّ قلباه ...يا وطني 5


المزيد.....




- فرنسا: القضاء يوجه اتهامات لسبعة أكراد للاشتباه بتمويلهم حزب ...
- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صادق إطيمش - هل تجاوز اليسار العراقي دور المخاض...؟ ألشعب ينتظر الوليد الجديد