أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - موريس عايق - لحد وإعادة الاعتبار















المزيد.....

لحد وإعادة الاعتبار


موريس عايق

الحوار المتمدن-العدد: 2191 - 2008 / 2 / 14 - 11:55
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يعرف الجميع أن التاريخ غير عادل، فإنه كثيرا ما يتجاهل الصانعين الحقيقيين للأحداث ويقوم بنسبتها فقط إلى الذين يملكون قوة كتابة التاريخ، ولهذا يصبح لزاما علينا أحيانا أن نعود لنتذكر من نسيهم التاريخ وخاصة إذا تجاوز النسيان الى حد وضعهم في غير مكانهم، ومن هنا ربما يجدر بنا أن نتذكر أنطوان لحد، هذا الرجل الذي وصم بالخيانة وأصبح اسمه مرادفا لها، لكن الآن علينا ان نستعيد أنطوان لحد مرة اخرى ونتذكره.
لحد الذي كان يوما ما مناضلا من أجل السيادة والاستقلال، كان مناضلا ضد الاستعمار السوري للبنان، اليس هذا هو نفسه الشعار المرفوع الآن من الاخرين؟
الآخرين أنفسهم الذين فتحوا ابوابهم للسوري وحاموا عنه وخونوا من أجله أنطوان لحد، الذي لو صمد سنوات قليلة لوجد على الارجح مكانا له على طاولة 14 آذار، وربما جاوره الياس عطاالله، الذي كان من المحتمل أن يعتذر له عن عملية سهى بشارة ويردها إلى الغمامة التي كانت وقتها على عينيه، قبل أن يسترد صفاء الرؤية وخاصة كما يبدو فيما يتعلق بحال المملكة.
لحد حارب من أجل الحرية ولكنه بالمقابل وصم بالخيانة، لينتزع الحريري منه هذه المكانة، وهو الذي عمل لأكثر من خمسة عشر عاما تحت إمرة السوريين، في الوقت الذي قضى لحد هذه الاعوام وهو يحارب السوريين، ولكن في النهاية أصبح الحريري شهيد الاستقلال(وقد كتبت رندة تقي الدين في ذكرى استشهاده مقالا ينتمي الى "الثقافة النقدية الجديدة" في الحياة 13-02-2008 يشبه بلغته المقالات التي تنشر بصحف تشرين والبعث والثورة عند اقتراب ذكرى الحركة التصحيحة) ، ولكن من يتذكر عقل هاشم صديق ورفيق لحد، هو الآخر استشهد لذات السبب (وهو الذي أكد على أن دور جيش لبنان الجنوبي هو استرجاع السيادة المنقوصة)، والأهم أن من وراء قتل عقل هاشم انفسهم الذين ينسب اليهم قتل الحريري، السوريون وأداته في لبنان حزب الله (العصابة الأصولية ذاتها الكارهة للحياة) والذي ُيسأل عن شاحنة الميتسوبيشي كما يسأل وليد جنبلاط (مضيفا إليها السيارتين اللتين اغتالتا فرانسوا الحاج ووسام عيد)، نسينا عقل هاشم وابتدأنا تاريخ شهداء الاستقلال مع رفيق الحريري، ألم يكن لحد معاديا للفلسطينيين، وحاليا ينال الجيش اللبناني الاوسمة ورز اللبنانيين المنثور على مقدار ما يدمر من مخيمات، اليس جعجع رجلا من رجالات الاستقلال وهو كان من رجال صبرا وشاتيلا؟.
لم يكن لحد ليجد له وحسب مكانا على طاولة 14 آذار، بل ومن المرجح مكانا آخر بين المعتدلين العرب، في مواجهة محور الممانعة، والأسباب لهذا كثيرة، فلحد يستطيع أن يتباه بدوره في مواجهة التمدد الايراني والشيعي وخطر تصدير الثورة الاسلامية في جنوب لبنان عبر مواجهته لحزب الله، ألا يشترك في هذا الهدف مع آل سعود وآل هاشم، الذين يرغبون بالتصدي لمحاولات بناء هلال شيعي؟
ويستطيع المحاججة اكثرفي حقه بالوجود في هذا الحلف المقدس، فهو يستطيع أن يؤكد -وهو محق بهذا- أن لا خلاف بين دورلبنان الجنوبي ودور الأردن بقيادة عبد الله الثاني (ووالده من قبله) بل حتى انه يتطابق مع سياسة الحكومة المصرية ودور الجدار الذي يفصل غزة عن مصر، فالحكومة المصرية وإن سمحت بدخول الغزاويين الى العريش ورفح لشراء حاجاتهم الأساسية، إلا أن هذا يجب أن لا ينسينا دور الحكومة المصرية في إيصال الغزاويين الى هذا الحال، وهي نفسها لم تشأ لنا النسيان وبسرعة أكدت استعدادها لتكسير أرجل الفلسطينيين إن هم اعادوا الكرة من جديد.
إذا فيما يختلف دور لحد ولبنانه الجنوبي عن مصر؟
كذلك يمكن للحد في أن يجادل بأن لاخلاف جدي بينه وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وطاقمه السياسي، عباس الذي يرى في أولمرت، الذي تقصف طائراته الفلسطينيين وتغتالهم و حصاره المدعوم عربيا يجوعهم، شريكا للسلام ويستحق منه عناء السفر الى أنابوليس لملاقاته، في الوقت الذي يصر على رفض محاورة حماس، لأنها سفكت وبكل وقاحة الدم الفلسطيني العزيز جدا عليه، إلا في حال تراجعها عن انقلابها، المسنود للصدفة بإرادة شعبية ونتائج انتخابات اعترف هو نفسه بها وإن حاول مجلسه المنتهية ولايته مصادرتها عبر نقل جل صلاحيات الحكومة الى الرئيس محمود عباس، في الوقت بدل الضائع من حياته إلا أن المحاولة باءت بالفشل ولكن محاولات دحلان باءت بالنجاح.
عباس وفي عز الحصار الاسرائيلي على غزة لم يطالب عزيزه وشريكه أولمرت برفع الحصار، ولم يهدد بايقاف الحوار مع الاسرائيليين أو أي شيء من هذا لاجل غزة ولكنه طالب المصريين مثلا بضبط الحدود وأكد على رفضه لأية اتفاقية لا تعطيه السلطة على المعابر، أما الغزاويون فلهم ربهم، في هذا الحال ما فرق لحد وموقفه من الفلسطينيين عن موقف عباس؟
الموقف من اسرائيل مثلا، ألم يقل سامي الفرج (مستشار الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ولرئيس الوزراء ووزارة الخارجية ومكتب الأمن القومي في الكويت) بأنه (إذا تمكنت إيران من تصنيع قنبلة نووية، فإن الدولة اليهودية قد تكون إحدى الدول، إلى جانب الولايات المتحدة وإيران، التي ستطلب منها دول الخليج العربية توفير مظلة نووية لضمان أمنها) (الأخبار اللبنانية 13-02-2008)
استعادة لحد لا تتوقف على الشرط السياسي، انما ايضا على الشرط الثقافي أيضا، من الضروري أن نتذكر وجها آخرا للحد إنه لحد الحداثي والذي قارع استطالات الثورة الاسلامية (أو للدقة الاسلام الذي يرتدي عباءة الثورة كما حللها داريوش شايغان) فلحد يتبنى بلا وجل قيم الغرب وثقافته وليس كالممانعين او حتى كممركسي الممانعة، ممن يعيدون إنتاج (وشرعنة)الأصولية الدينية تحت عباءات الصراع الطبقي ومقارعة الامبريالية، ويتناسون درس الاستبداد الشرقي| البطريركي، بالتأكيد - لو عدل الزمن- لكان وسام سعادة قادرا على اكتشاف لحد، والأكثر أهمية منه في هذا المجال هو أبو الارز والذي لو عدنا الى ما تركه لنا حزبه من أدبيات وممارسات لما كان هناك من مجال للشك بصدد حداثيته القصوى( وهو في هذا سيكون تلميذا روحيا لماركس أكثر من كل الماركسيين، فهو استوعب درس ماركس الحقيقي الغربي والمعادي حتى النهاية للاستبداد الشرقي والغيبيات، الا تذكرون نصوص ماركس بصدد الهند أو حتى ورسيا) فأبو الآرز كان حداثيا بكل المعايير، علمانيا (وهو الحزب الوحيد ربما من احزاب اليمين اللبناني وقتها الذي كان- وللصراحة- مفتوحا للجميع وبدون تفرقة بين مسيحي أو شيعي ولم يشترط اللبننة فيه إلا قتل فلسطيني ما) وديمقراطيا وقوميا لبنانيا، وربما الأقدر على ممارسة سياسة جدلية تجاه الغرب كما يرغب الآن وسام سعادة.
لحد كان خير دواء في وجه المقاومات التي أخطات زمنها، كما اكتشف لنا جابر حبيب جابر (وربما كان عليه إضافة إيتا)، ألم يكن لحد دوما في مواجهة حبش، الذي لم يكن حكيما إلا في تدميره للعواصم الرجعية التي صعد نجمه فيها، مخلفا وراءه قضية متراجعة سيرة ملآى بأسباب للتعاسة وانحيازات لمعسكر "التصدي للامبريالية والصهيونية" الذي أنجب شخوصا على شاكلة صدام حسين.
ربما هنا يتبادر السؤال التالي، لما أصبح لحد خائنا وأعتقد أن هناك سببين، الأول أن لحد استبق زمنه، فالخونة هم من يخرقون الاجماع الذي يسود عصرهم، فالخائن هو في هذه الحال من تجرأ على كسر المحرمات واجتاز الخطوط الحمراء مبشرا بقيم جديدة ومضادة لما هو سائد، ولحد فعل كل هذا فهو تجرا على ما لم يجرء وقتها عليه أحد، وإن كان كثر اليوم يتمنونه (وأكثر منهم من يمارسنه سرا)، لحد كان سباقا وكثر منا (وهم كذلك بالفعل) هم اللاحقون.
السبب الثاني لخيانة لحد هي مسيحيته ( ولن يختلف الأمر في حال شيعيته مثلا) فهنا تبقي الخيانة كما العروبة حكرا سنيا، وحده السني يستطيع أن يمارس الخيانة دون أن تكون كذلك( ولكم في بندر بن سلطان مثلا، او حتى في الحريري الذي يفتي للشيعي نصر الله، الذي قتل ابنه وهو يحارب اسرائيل عن العرب، فيما إذا كان عربيا أم فارسيا)
إن إعادة الاعتبار للحد ليست مسالة سياسية، انما اولا فكرية، ان نرفض التخوين معناه ان نعتبر أن لحد يمثل رأيا (وعلى كل حال هو رأي عام كما يبدو في غياب أي اجماع على شروط الوطنية) قد نختلف معه، بل يمكن للخلاف أن يصل الى حدود القتل، وأنا لا استهجن العنف السياسي، بل أؤيده في حالات كثيرة( وليس ضد اللحدين وحسب) لكن ما لايمكن قبوله هو مأسسة العنف أخلاقيا، اعطائه مشروعية أخلاقية وقيمية.
لا يمكن تخوين لحد بناء على ممارسة ينتظم فيها اليوم الكثيرون منا دون أن تنسحب الخيانة على أحد منهم، رفض الفكر التخويني ووكذلك رفض مجافاة أسس المنطق البسيطة تقتضي منا اعادة الاعتبار إلى لحد.
في النهاية علينا ان لا ننسى ان في مواجهة الممانعين كان لحد دائما في الخندق الأول، وعلى المرء أن لا ينسى في النهاية اسلافه.



#موريس_عايق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عباس والرحيل الى انابوليس
- فلسطين في كتابين بالألمانية: ما الذي حصل؟
- إشكالية النقد التاريخاني
- عودة إلى كتاب -مقدمة في التاريخ الآخر-: نحو قراءة جديدة في ن ...
- ملاحظات حول النقاش عن العلمانية: إيديولوجيا أم إطار مرجعي؟
- إعاقات الحداثة
- قتل الفلسطيني
- عن وصف الإرهاب
- المبادرة العربية ونظام الشرق الأوسط
- معوقات الدولة - لبنان نموذجا
- عروبتان
- سياسة بدون اقتصاد - سوريا
- مشكلة الاعتدال العربي
- صدمة حزب الله
- بين نصين
- الثوري الاشتراكي والثوري الديمقراطي
- ملاحظات سورية
- بيان ضد الشعب والتاريخ-2
- بيان ضد الشعب والتاريخ
- فرص الدولة بعد الحرب


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - موريس عايق - لحد وإعادة الاعتبار