أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - موريس عايق - إشكالية النقد التاريخاني















المزيد.....

إشكالية النقد التاريخاني


موريس عايق

الحوار المتمدن-العدد: 2076 - 2007 / 10 / 22 - 10:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



تشكلت التاريخانية، مع المحاولة لبناء علم للتاريخ موافق للعلوم الوضعية، خلال القرن التاسع عشر حيث التأثيرات الحاسمة للوضعية وإيديولوجيا التقدم، ومع الهيغيلية- الماركسية(1) ستتبلور التاريخانية بأشد التعبيرات صرامة ووضوحا. فهنا الرغبة ببناء معرفة علمية دقيقة بالتاريخ، علم تفسيري ذو قواعد عامة وكلية، علم تفسير التاريخ، وهذه التاريخانية ستقوم على ايديولوجيا التقدم كلبنة أساسية في بنائها. فالتاريخ العالمي ليس وحسب واحدا في مضمونه، إنما أيضا في وجهته، التاريخ- المسيرة هو معنى التاريخانية، المسيرة التي يمكن للمقاربة العلمية لموضوعها اكتشافها والتنبوء بها.
بالإضافة إلى دور ايديولوجيا التقدم سيلعب التوسع الرأسمالي دورا لا يقل أهمية في تحديد اتجاه التاريخ وترسيخ مفهوم وحدة التاريخ العالمي، حيث ستقوم البرجوازية بخلق العالم على صورتها كما يقول ماركس، أوربا الرأسمالية عندها لن تكون إلا صورة مصغرة للعالم (أو هو صورتها الكبيرة) وتاريخها الخاص هو التاريخ العالمي بأسره.
إن النقاشات التي سادت الأممية الثانية والانشقاق الروسي بين بلاشفة ومناشفة تعكس بشكل بالغ الدلالة مدى هيمنة التاريخانية، فالجدال الذي دار حول نوع الثورة القادمة بني انطلاقا من المعنى المتعالي للتاريخ الذي أسسته التاريخانية الماركسية وقتها، فالمراحل التي تشكل مسيرة التاريخ معروفة سلفا، ككشف موضوعي لمعنى التاريخ، هي التي حددت نقاط الخلاف، هل الثورة القادمة برجوازية أم عمالية بمهام برجوازية؟
إن النقاش بحد ذاته لا معنى له خارج الاتفاق المسبق حول مراحل التاريخ، أولية البرجوازية (وحتميتها) وتالية الاشتراكية (وحتميتها)، خارج المسبق التاريخاني لا يبقى معنى لهذا الجدال، فموضوعه ليس إمكانيات الواقع إنما اكتشافه من حيث مطابقته لمراحل التاريخ وعندها وحسب يمكن تحديد المهمة الواقعية للثورة. إلا أن التاريخانية لم تصل إلى أقصى مدى لها إلا خارج أوربا نفسها، أولا على حدودها المتخلفة (روسيا- ايطاليا) وتاليا في العالم الثالث، فالتاريخ -المسيرة ستحياه أوربا بشكل مباشر ولكنه خارجها سيكون نموذجا يحتذى، فما حصل في أوربا بدون نموذج مسبق وعبر مجموعة من الأحداث المختلطة سيصبح خارجها مخططا متكامل علينا إعادة إنتاجه، أي وقعنة (جعله واقعا) الحدث عبر ممارسة واعية بذاتها. والتاريخ- المسيرة سيكون حكما هو تاريخ أوربا ذاتها.
النسخة العربية من التاريخانية سوف تصاغ سياسيا على يد ياسين الحافظ وفلسفيا على يد عبد الله العروي، وهنا يمكن أن نحدد النقاط الأساسية للتاريخانية.
1- وحدة التاريخ: وحدة القوانين الموضوعية وصلاحيتها بغض النظر عن انتماءات موضوعاتها
2- مطابقة التاريخ العالمي لذاته (وحدة المسيرة)
3- إمكانية اختصار التاريخ (حرق المراحل)
إن 2 و3 هما جوهر التاريخانية وافتراقها بذات الوقت عن التاريخية، فالتاريخانية هي تاريخية متعالية إن جاز القول.
4- الدور المحوري والرسالي للمثقف الطليعي- العضوي والذي سيكون مؤهلا لتحقيق حرق المراحل، عبر وعيه لمكتسبات المرحلة التي سيتم حرقها( تحويلها إلى بنية تحتية لوعيه) وعبر معرفته المسبقة لوجهة التاريخ، ومهمة المثقف بهذا الشكل هي جعل مسيرة التاريخ واقعا بعد أن كانت باطنا.
الوعي المطابق للمثقف الثوري هو مفتاح التغيير، فالمثقف وعبر وعيه المطابق لا يكتفي بوعي بنية واقعه إنما أيضا موقعه على سلم التاريخ والاتجاه الذي عليه أن يسير فيه، وفي النهاية فان الوعي المطابق هو تمثل لوعي التاريخ والذي سيحول الليبرالية (مكتسباتها الفكرية) إلى بنية تحتية دونما الحاجة إلى المرور بالليبرالية ذاتها. إن جذر التاريخانية هو الإحساس بالتأخر| الفوات الحضاري(2) هذا الفوات الذي علينا تجاوزه بأسرع ما يمكن، وكلما كان المجتمع أشد استعصاء أمام محاولات التغيير وكانت قواه الاجتماعية محافظة وتقليدية في وعيها على الرغم من ثوريتها السياسية فإن دور المثقف سيتعزز، أي الأرجحية المتزايدة للعامل الذاتي والوعي المطابق في استعجال التاريخ. هذا الدور الرسالي للمثقف الطليعي سيأخذ بعده الكامل في منظومة الحافظ والتي تحيل بتمامها إلى مسألة تجاوز الفوات عبر النخبة، التي تحمل وعيا مطابقا. الفوات هنا ينحل إلى مسألة إيديولوجية، ونقده هو نقد لفوات الإيديولوجية. إن نموذج هذا النقد الإيديولوجي هو أعمال الحافظ وآخرين بعد هزيمة 67، فالهزيمة لم تكن هزيمة عسكرية إنما حضارية، فالحرب هي جرد حساب يقدم من المجتمع بأكمله، وهكذا فإن هزيمتنا أمام إسرائيل (الفيل أمام الفأر) هي دلالة على إننا متأخرين، أما هم حداثيون وعقلانيون. الهوة التاريخية التي تفصل بيننا هي سبب الهزيمة، وما يمثلها بشكل حاد هي الممارسة غير العقلانية للنخبة السياسية العربية، إيديولوجيتها. إن إيديولوجيا النخبة غير العقلانية هي في الآن ذاته إيديولوجيا مفوتة. ما يعبر عنه محتوى النقد التاريخاني هو الجدال في التاريخ - النموذج.
هناك، كما تفترض التاريخانية، نموذج أولي تقدمه التجارب الناجحة، التي قادتها نخبة امتلكت وعيا مطابقا (تاريخانيا) وعبره قامت بوقعنة التاريخ إراديا. الجدال عندها يكون جدال في صلاحية النموذج وجدواه وصلاحية الوعي المطابق للنخبة التي أنجزته، ومن ثم مقارنته بوعينا المفوت (وان سعى العروي لتقديمه عبر طروحات نفعية في سبيل الحوار مع الآخرين إلا انه يبق ممثلا لجوهر الطرح التاريخاني).فلا يمكن للأدنى الانتصار إلا إذا تمثل على إيديولوجيا (التاريخ- المسيرة يمنحنا طريقا واحدة لتجاوز الفوات) ومن هنا أيضا يبدو الطابع التربوي للوعي التاريخاني ،انجلزيتها كما سماها العروي.
لم يعد اليوم من تأثير كبير للجانب الثوري من التاريخانية وخاصة في جانب مهم منها وهي مسألة حرق المراحل، السمة المميزة لتاريخانيات دول المتأخرة.وهي التي كانت تعود ليس وحسب إلى الإيمان بالدور المحوري للمثقف العضوي، إنما كذلك الإمكانية التي توافرت وقتها لممارسة هذا الدور موضوعيا. فالمدن التي توسعت بسرعة مذهلة بالتزامن من مع تزايد هائل بأعداد المتعلمين وأعداد المدارس وانحلال الأشكال التقليدية (والتي شكا المثقفون من هيمنتها) والدور المركزي للدولة الأداة الثورية لتحويل المجتمع، أي توسع الطبقات الوسطى وبدء فعاليتها السياسية شكل الأرضية المادية لشرط المثقف الثوري. بالمقابل فإن النسخ الحالية للنقد تسير في أفق معاكس تماما، سمته المحورية انحلال الطبقة الوسطى وعودة الأشكال المعتبرة تقليدية للهيمنة، مما أدى إلى إضعاف إيمان المثقف بذاته وتخليه عن موضوعة إرادوية وطموحة مثل حرق المراحل، والتي تتركب في نسق بيداغوغي، وانتهى المثقف حاليا إلى نقدها وتسفيهها.
بالمقابل فإن روح التاريخانية ما تزال ثاوية وراسخة الجذور، فالنقد هو لحرق المراحل وليس لفكرة المراحل نفسها، لتسريع خطى التاريخ وليس لموضوع المسار المحدد له. نقد لا يعيد النظر بمحتوى إيديولوجيا التقدم ولا حتى بآليات تحقيقه فقط بالسرعة التي يتم تحقيقه بها والمحطة الأخيرة، حيث تحل الديمقراطية-الليبرالية محل الاشتراكية. بهذا المعنى فإن النقد الحالي لا يعدو تكرارا لنقد الحافظ وضمن أفقه الفكري- مع التخلي عن ثوريته وحساسيته المرهفة تجاه الشرائح المهمشة والدنيا من المجتمع، هذا الالتزام المسبق الذي سمح له بالربط بين اجتماعية المعرفة التي يحملها المثقف والتزامها مع الوعي التاريخاني(3)، بينما سيحيل النقد الحالي والمحروم من هذه الإمكانية إلى غيبيات من نوع العقل الكلي والضمير الإنساني والحقوق الطبيعية- هزيمتنا ليست إلا تجسيدا لفواتنا الحضاري والنصر لا يمكن انجازه إلا عبر الوقوف على أرضية الحداثة، أي على ذات السوية التاريخية للآخرين.
هذا النقد تعرض إلى أزمات فعلية على مستوى التجارب التي استدعاها لإثبات أحقيته وأيضا على مستوى الأمثلة المضادة، فالأمثلة التي استشهد بها انتهت إلى الانهيار التام (الاتحاد السوفياتي) أو أنها لم تتجاوز مهمة التحرير وفشلت فيما عداها (فيتنام) أو انتهت إلى حالة مشوهة إلى هذا الحد أو ذاك (الصين). هذه الانهيارات تمس صميم التاريخانية وليست مجرد انهيار لتجارب، إنما انهيار النماذج لايدولوجيا تقوم على النمذجة التاريخية، ومن ناحية أخرى أظهرت هذه النهايات إشكالية الاستشهاد التاريخي وحدوده الزمنية، فالاتحاد السوفياتي خلال الستينات كان أنموذجا يحتذى ولكن بعد الانهيار لم يعد كذلك. النقد الجديد يملك مشكلة مضاعفة في نمذجته- أوربا المركز مباشرة ستكون النموذج- وهي انتقائيته والشطط في قولبة التجربة التاريخية الأوربية من ناحية والضعف العام في معرفة التجربة التاريخية الخاصة بنا. لكن العطب الأبرز يتمثل بالمثل المضاد، فهو يتعلق بمعنى الهزيمة ذاتها وتفسيرها. فالمثل المضاد لا يعني إلا أن الأسباب التي قدمتها التاريخانية لا تفسر شيئا، إنها خاطئة بكليتها. من الصحيح انه لا يوجد حتى الآن مثال مضاد فعال حتى النهاية ولكن هذا لا يعني غيابه، فحزب الله وإيران هما المثالان المضادان.
حرب حزب الله الأخيرة كانت -أو يفترض أنها ستكون- صادمة للوعي التاريخاني. حزب بايديولوجيا مفوتة بكليتها (حتى إن مقولتها السياسية الأبرز الإمام-الفقيه هي أسوأ نظريا من مفهوم الحاكمية لله والذي يملك إمكانية تأويله بطرق مختلفة) نجح في أن يقارع الجيش الإسرائيلي وان ينتصر. هذا النصر الذي اعتبر دوما بمثابة الاستحقاق الحداثي اجترحه حزب الله والذي أثبت مقاتله تفوقا حتى على الجندي الإسرائيلي. في ذات الوقت تنجح إيران في انجاز ديمقراطية ،وان لم تكن كذلك بالمعنى التام للكلمة، إلا إنها تتفوق على محيطها بشكل تام وتحظى انتخاباتها باهتمام عالمي ومحلي وتخوض مواجهة مع الولايات المتحدة على موقعها الإقليمي وتملك مشروعا نوويا وصناعا عسكرية تتقدم إلى الأمام. خاصة وأن أيديولوجيا التقدم تجعل من التقدم التقني والعلمي جوهر ومضمون التقدم، فالعقل الذي يصنع السيارة هو عقل حداثي ولكن الآن العقل الذي يدير مشروعا نوويا هو أبعد ما يكون عن هذا التوصيف(4). إن النقد التاريخاني سيكون عاجزا أو مثلوما على أقل تقدير عن تفسير هذه الحالات كما أمام صعود القوى الإسلامية وزيادة فعاليتها السياسية وحصيلة انجازاتها بالمقارنة مع قوى حداثية نسبيا،أو النظر إليها كانحراف عن مسيرة التاريخ.
إن مشكلة التاريخانية لا تتمثل بانحيازها إلى الحداثة والعقلانية، إنما ببنائها لمحتوى متعال للتاريخ والذي عليه أن يتطابق معه، وبالتالي فهي لا تعالج ممكنات واقعية، إنما تطابق التاريخ مع النموذج الذي بنته هي ذاتها. التاريخ لديها ليس إلا رواية، تحقيق لما موجود مسبقا داخله، تحقيق للفكرة المطلقة أو مراحله. لكن عند افتراق التاريخ عن مسيرته وانجازات تحققها قوى مفوتة حضاريا تقف التاريخانية عاجزة عن تفسير أي شيء.
إلا أن التاريخانية ما تزال تستند إلى نقطتها القوية والتي تمثل الشرط المادي لاستمرارها وهي الحضارة الرأسمالية الغربية، والتي خلقت عالما على شاكلتها، فصدرت الدولة كشكل وحيد للفعل السياسي وقوانينها ومواثيقها الحقوقية ونموذجها الاقتصادي كمعبر حتمي وحيد للولوج إلى العالم، بعد أن سحقت كل الأشكال الحضارية المغايرة. فالعالم هو انعكاس لأوربا كما أن التاريخ العالمي هو انعكاس للتاريخ الأوروبي بهذا المعنى يكون تاريخ أوربا هو تاريخ- نموذج ولا يكون تجاوزه ممكنا إلا من داخله، مشروع يجد جذوره في المشاريع الثورية الأوربية نفسها. التاريخانية هي تعبير مكثف عن المركزية الأوربية وانتفاضا عليها.
الرهان هو على السعي لبناء نقد لا يتخلى عن انحيازات التاريخانية للعقلانية أو الحداثة، ولا يقطع مع اليوتوبيا كشرط للفعالية السياسية لكنه في الآن ذاته يتجاوز انحياز التاريخانية للنموذج السبق والمتعالي للتاريخ الذي تفرضه. ليس مستقبلنا هو حاضر أوربا ولسنا ماضيها، إنما على العكس شرط حداثتنا هو استقلالنا - كذات تاريخية- عنها. وربما هنا سنلحظ عندها التقاطعات (والدروس من) مع تاريخ أوربا كما هو أكثر مما نرى مع تاريخ أوربا كما نؤمثله.

********************
1- الهيغلية هي فلسفة مرتبطة بشكل حتمي مع التاريخانية وبعكس الماركسية، التي من الممكن قراءتها بعيدا عن توصيفات التاريخانية بالرغم من أن ماركس نفسه لم يتجه هكذا اتجاه عبر تقديمه لجدله على غنه الجدل الهيغلي مقلوبا، دونما حاجة إلى افتراض للمسيرة الضرورية للتاريخ. أحد أسباب تشديد ماركس وأغلب المدارس الماركسية على التاريخانية يتعلق بالمستوى السياسي. التاريخانية لا تكتفي بإعطاء تبريرا عقلانيا لليوتوبيا إنما تجعلها ضرورة. أي التاريخانية تلعب دور الوعد الخلاصي في العالم المعقلن حاليا، إنها مبدأ الأمل.

2- يلاحظ المرء ابتعاد التاريخانية عن مقولة التخلف (أو استخدامها بمعنى قريب من الفوات) والتي ارتبطت بمدرسة التبعية، والتي هي شكل من الماركسية غير التاريخانية، فالتخلف هنا ليس تأخرا تاريخيا، إنما هو جانب آخر لعملية التقدم ذاتها، أي من ثنائية التقدم-التخلف والتي تشكل لب النظام الرأسمالي العالمي منذ تشكيله. لكن على الرغم من الغنى التحليلي للنسخ المختلفة لمدرسة التبعية و دراساتها الاختبارية إلا أنها تبقى عاطلة سياسيا ولحد بعيد. من ناحية أخرى ليس كل نقد للتخلف هو نقد تاريخاني، فوعي التأخر عند الحافظ مغاير لوعيه عند عبده (الذي يراه ابتعاد عن قيم الإسلام) أو عفلق (تشوه الروح العربية الأصيلة ومفهومه لتاريخ الأمة هو شكل من الدورات المكررة، العود الأبدي) بينما يتقاطع وعي الحافظ التاريخاني للتأخر مع ليبراليي النهضة الأولى ولكن ما يميزه هو والعروي الوعي الحاد للتاريخانية كنقطة تأسيسية، مرتكز واع لهما ولهذا السبب سيكون نقدهما هو السلف ونقطة الانطلاق للنقاد الحديثين.

3- إن منظومة الحافظ مختلفة ولحد بعيد عن المنظومات الفكرية التي يصدر عنها الآخرون وكذلك في انحيازاتها والتزاماتها الأخلاقية ولكن القضية التي تهمنا، أي التاريخانية، مشتركة ولكن مع هذا لا يمكن للنقد الحالي أن يعتبر وراثة لفكر الحافظ فيما عدا هذه النقطة، واختلاف الشرط الموضوعي بين النقدين سيلعب دورا محوري في هذا الافتراق.

4- إن ملاحظة عدم التماثل بين التقدم التقني والتقدم التاريخي يعود إلى تاريخانيين كبار مثل لوكاتش وغرامشي في تعليقاتهما على النازية والفاشية وأيضا بالارتباط مع مراجعة لفكرة تقدم قوى الإنتاج في الماركسية،مما لعب دور في تعقيد العلاقة لديهما بين البنية التحتية والبنية الفوقية. ولكن هذا النقد لم يلعب دورا يذكر في الأدبيات العربية وهذا عائد إلى التأخر التقني الذي نحياه سلفا والعجز المريع بهذا الجانب مما جعل النسخ الأكثر شيوعا من التاريخانية والماركسية الأقوى وجودنا في حالتنا.



#موريس_عايق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة إلى كتاب -مقدمة في التاريخ الآخر-: نحو قراءة جديدة في ن ...
- ملاحظات حول النقاش عن العلمانية: إيديولوجيا أم إطار مرجعي؟
- إعاقات الحداثة
- قتل الفلسطيني
- عن وصف الإرهاب
- المبادرة العربية ونظام الشرق الأوسط
- معوقات الدولة - لبنان نموذجا
- عروبتان
- سياسة بدون اقتصاد - سوريا
- مشكلة الاعتدال العربي
- صدمة حزب الله
- بين نصين
- الثوري الاشتراكي والثوري الديمقراطي
- ملاحظات سورية
- بيان ضد الشعب والتاريخ-2
- بيان ضد الشعب والتاريخ
- فرص الدولة بعد الحرب
- مسألة الدولة
- قليل من الجنون
- عيد وهذر المقال


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - موريس عايق - إشكالية النقد التاريخاني