يوميات وطني

سامان أمين

الحوار المتمدن-العدد: 2188 - 2008 / 2 / 11 - 08:15
المحور: الادب والفن
    

في وطني ...
أعظم الإيمان
قتل الإنسان
وأبخس الأثمان
دم الإنسان
...................................................................
في وطني ...
لا وقت للحب والشجون
أو كتابة القصائد في سحر العيون
حتى لا تبصرك العيون
وتُقتل حدّا ً بين الكفر والمجون
.....................................................................
في وطني ...
لا ندعو من العلّي القدوس
سوى جلطة ً أو ذبحة ً وكتم النفوس
لكي لا نُذبح كالخراف ...وترمى أجسادنا بلا رؤوس
......................................................................
في وطني ...
ابتسامة الأطفال بحساب
سهر العاشقين بحساب
استنشاق الهواء بحساب
والقتل على الهوية ِ ... جاهل ٌ بمنطق الحساب
.....................................................................
في وطني ...
الكبار الكبار ....
يُصلون ويزنون
يُزَكّون ويسرقون
يقولون ويكذبون
وفي نهاية العام يَحجون
كأن شيئاً لم يكن
ويتركوننا غبارا ً نحن المستضعفين
.................................................................
في وطني ...
الصغار الصغار ....
يلعبون ويحلمون
يدرسون ويحلمون
يكبرون ويحلمون
بغد ٍ أجنة ٍ يعودون
حتى لا يروا الكبار وهم ينهشون
في لحمهم ويضحكون
...............................................................
في وطني ...
يضيع الأملُ ... وترمى الكرامة
تُقتل ُ الكلمة ُ... وتحلو الخيانة
والأخلاق ُ نُفيت في صفائح القمامة
..............................................................
في وطني ...
تُنتهك ُ الطفولة مع أذان الفجر
وتُنتهكُ الحرائر عند أذان الظهر
ويُسبحون باسم الرحمن عند العصر
ويُباع ُ العراق ُ ويُشترى بعد الحظر
............................................................
في وطني ...
دجلة غرقت في دمائنا
والفرات مُلئ بأجسادنا
والتراب شبع من قييّنا واسهالنا
والحكومة قطعت ألسنتنا
حتى لا نشكو للسماء جراحنا
.............................................................
في وطني ...
كل سوق ٍ أصبح هدفا
وكل حديقة ٍ أصبحت معتقلا
وكل ساحة ٍ أصبحت للاعدام منصة
وكل جار ٍ أصبح لجاره عدوا
وكل العراق أضحى مشردا ً وغريبا
...........................................................
في وطني ...
يُشتتون الجمع بعد الوئام
ويجمعون شتات الظلام
ويغرسون السم في القلب بعد الهيام
ويقطعون أجنحة الحمام
لأنهم كالخفافيش لا يعشقون سوى القتل والظلام
............................................................
في وطني ...
وطن الدم والصياح
وطن القتل والنواح
كل شيء مباح
كل شيء مباح
كل شيء مباح

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل