أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سعيد مضيه - التعليم قد يؤدي دور أداة التقدم والديمقراطية















المزيد.....

التعليم قد يؤدي دور أداة التقدم والديمقراطية


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 2184 - 2008 / 2 / 7 - 11:26
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


التعليم قد يؤدي دور أداة التقدم والديمقراطية
1من 3
مقدمة
ورد في تقرير للبنك الدولي صدر مؤخرا أن التعليم قد تدهور من عدة جوانب في الأقطار العربية كافة. وتدهور التعليم جزء من حالة تخلف بنيوي للمجتمعات العربية يتجلى فيها التدهور في جوانب الحياة كافة ، الاقتصادية والسياسية والتعليمية – الثقافية والاجتماعية. كان التخلف عامل علاقة التبعية التي انتظمت بين المجتمعات العربية والغرب؛ وكرست التبعية، متجسدة بنظام الكولنيالية ثم الاستعمار الجديد فالعولمة، وقائع التخلف في المجتمعات العربية.
لدى التقاء المجتمعات العربية بالوافد الكولنيالي كانت تفتقر لأبسط المعدات. وحفظ لنا تاريخ الجبرتي أن المصريين ذهلوا لما شاهدوا العربة التي تتحرك على عجلة ويدفعها العامل بذراعين ، تنقل الأتربة وتخدم الأغراض العسكرية. كانت العربة " أعجوبة الزمان وأحاديث الناس في مصر"، كتب الجبرتي. كذلك يحتفظ صنبور الماء باسم " الحنفية" لأن الجمهور المصري عارض مد أنابيب المياه في أحياء القاهرة، باعتبارها بدعة، وكل بدعة ضلالة. قاد عملية الرفض شيوخ المذاهب والفرق الدينية باستثناء أنصار المذهب الحنفي. فاكتسب الصنبور اسمه الشعبي من هذه الموافقة. وسجل الدكتور توفيق كنعان مع مطلع الفرن الماضي كما هائلاً من الفولكلور الفلسطيني ، أظهر فيه مدى تغلغل الخرافة والأسطورة في الوعي.المزارات والتشفع لدى الأولياء طلبا للشفاء من المرض او تجنب الضرر المخبأ في العيب أو جلب المنفعة، كلها تظهر ان الصوفية الدينية قد أعفت الحكام من كل مسئولية عن رفاه الناس ومعاشهم. وهيمن " العلم اللدني" على الوعي الاجتماعي بدل العلم الوضعي . اختفت من الوعي الاجتماعي مكتسبات العلم التجريبي التي أضاءت ظلام العصر الوسيط حقبة زمنية ثم انطفأت.
تزامن شروع محمد علي باشا في تصنيع مصر مع بداية النهضة الصناعية في اليابان. وقد تخلفت مصر بسبب مناهضة دول الغرب الاستعمارية لمشروعها التحديثي. إذ حدث أكثر من مرة أن أجهضت الدول الأوروبية تصنيع مصر. لكن المسئولية الرئيسة لفشل النهضة المصرية تلقى على الأسلوب الذي اتبعه الوالي التركي لتصنيع مصر، والذي أعاق عملية التصنيع. فقد ركز على مركزية الإدارة لكل قطاعات الصناعة، وسلم أمور الصناعة للجهاز البيروقراطي، بينما احتفظت حكومات اليابان بإدارة الصناعة الثقيلة ومنحت الحرية للقطاع الخاص في الصناعة الاستهلاكية. أمدت الحكومة القطاع الخاص بكل أنواع الدعم. اما الغلطة الشنيعة لنهج التصنيع الذي اتبعه محمد علي، بل خطيئته القاتلة، فتمثلت في الاقتصار على استيراد التكنولوجيا. يذكر الدكتور مسعود ضاهر ( النهضة المصرية والنهضة اليابانية/سلسلة عالم المعرفة 252ديسمبر كانون أول 1999) أن " حركة التصنيع في مصر أعطت ثمارا محدودة في تطوير البنى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية لهذا المجتمع، إذ سرعان ما توقف التصنيع الداخلي مع خلفاء محمد علي لصالح استيراد السلع الجاهزة والتكنولوجيا التي استخدمت لتدمير نقاط القوة والتماسك في المجتمع المصري التقليدي، دون ترسيخ مجتمع حديث عصري قادر على رد التحدي الأوروبي." (ص287). وهكذا تجسدت مأساة مصر و المجتمعات العربية والإسلامية كافة في هدم البنى التقليدية ومرتكزات الهوية القومية دون بناء بنى أو مرتكزات حداثية عصرية، فتشكلت بالنتيجة، و بصورة عفوية حضارة رثة زيفت كل معالم التقدم والتحضر والعصرنة.
تحتفظ الوثائق المصرية بمذكرة قدمها أحد كبار المهندسين المصريين جوزيف هيكيكيان، عام 1843، يقول فيها " إن علينا أن نحاول صنع مكائننا بأنفسنا. فالأوروبيون قد دأبوا على إدخال التحسينات ، الأمر الذي يصل بنا إلى طلب المكائن من الخارج باستمرار ـ وهو ما يجب أن نحذره خشية أن لا يكون تقدمنا الآن، وهو لا يتسم بالسرعة إذا ما تصورنا تفاوتنا مع الأوروبيين أكبر مما كان عليه قبل خمسين سنة". حقا فاستيراد المعدات عملية اقتصادية تجارية ولا تنشط الإبداع العلمي أو تنمي النظرة العلمية في المجتمع. استهلاك التكنولوجيا غير معاناة صناعتها. والأخيرة كي تتحقق تحتاج إلى معاهد دراسة وأبحاث وابتكارات وغيرها من عناصر النهضة الصناعية. اما الكتب العلمية فتحتاج إلى العقل العلمي يقرأ ويحسن التعامل. والعلم يتحول إلى تقاني عندما يدخل في الصناعة. وحاليا أخذ الاهتمام يتركز على إنتاج التقاني مباشرة. فلكي يسهم العلم في تنشيط التفكير العلمي ينبغي للمنهاج المدرسي أن يقترب من حاجات المجتمع وبالذات حاجات التصنيع الاقتصادي، وأن يكف نهائيا عن التلقين والاستظهار.
ولما احتلت بريطانيا مصر عام 1982كان أول عمل أقدمت عليه تدمير ثروة مصر من الصناعات. سارعت سلطات الاحتلال فور هزيمة عرابي واستقرار قواتها إلي إغلاق المصانع، المدنية والعسكرية، التي أقامتها الدولة، كمصنع ورق بولاق، والقضاء علي دار صك النقود، وبعدها تولت بريطانيا صك نقود مصر، وبيع المحالج ومغازل القطن ومصانع النسيج، الباقية من عهد محمد علي، ومنع الترسانة من الاستمرار في تصنيع الأسلحة، فتوقف صب المدافع وصنع البنادق والذخائر، ومنحت بواخر النيل لعملائها بأبخس الأسعار، وعطلت الحوض البحري لإصلاح السفن، وبذلك أجهزت علي بقايا القاعدة الصناعية الكبري، التي شيدها محمد علي. ولم يكن هدف هذه التصفية هو القضاء علي الهياكل المادية لهذه الصناعات والمنشآت فحسب، إنما كان الهدف هو الإجهاز علي أي مجال له علاقة بتنمية القدرات العلمية والتقانة والخبرة المتقدمة التي كانت تتمتع بها مصر.
على مشارف القرن العشرين وعى المنورون العرب، ومنهم الفلسطينيون، قيمة العلم، ودعوا إلى إدخال العلوم وفتح المدارس. كتب خليل السكاكيني وإسعاف النشاشيبي حول ضرورة إقامة البنية التحتية للعلم من مدارس وصناعة الكتاب وإصدار المجلات وبعث التراث الأدبي العربي، لكنهما أو غيرهما لم يفطنا لتشكيل البنية التحتية الخاصة بتطوير الصناعة الآلية. عرّفت حركة التنوير العلماء باحثين في قضايا الطبيعة والمجتمع يحدوهم الطموح لتخفيف معاناة البشر ويبدعون ما ينمي الثروة الوطنية. تهبط طائرة في منطقة البقعة بالقدس فيهرع الناس لمشاهدة المنظر العجيب. أضواء العلم بدأت تنير طريق الكتّاب وإبداعاتهم، وتبدع اتجاهات جديدة في الكتابة الإبداعية من قصة وشعر ونقد. كان الأدب، ولم يزل سباقا في التماهي مع منهجية العلم. بات الأدب والنقد الأدبي في نظر المنورين "علم الإنسان اجتماعيا ونفسيا" . و الشخصية في العمل الأدبي نموذج فني يعبر عن شريحة اجتماعية أو طبقة أو المجتمع بأسره. وارتبط تطور الأدب بتطور النماذج الأدبية على غرار النوع والشكل في الطبيعة. وكما يصنف العالم النباتي مظاهر عالم اختصاصه محدداً النواميس التي يخضع لها النوع والشكل، فإن الأديب يرمي دائماً إلى إدراك كنه حقيقة الإنسان عبر تصنيف الأشخاص في نماذج لها ما يشبهها في الواقع المعاش، ثم يردهم إلى أنواع وأشكال بشرية، ويصف النواميس السيكولوجية التي يخضع لها كل من النوع والشكل البشريين. وطبقا لهذا الفهم نشأ النقد الأدبي وتطور.
لم يتعزز دور العلم ومنهجه بنقد البنى والهياكل المحافظة والتقليدية التي يتعارض نشاطها مع إدخال العلم وتطوير الحياة العملية، خاصة نمط الإنتاج. ولم تقترن نهضة المنورين بحراك اجتماعي يدخل الجماهير الشعبية في التنظيم والممارسة الاجتماعية، ولا بثورة في الإنتاج تدخل العلم في الحياة العامة وتحول البحث العلمي إلى ضرورة وتقليد ونمط حياة.
كتب محمد روحي الخالدي، وهو خريج السوربون عام 1898 وعاش ردحا من الزمن قنصلا للحكومة التركية في فرنسا، حول علاقة الأدب بتقدم المجتمع. كما تطرق بتحليل دور الاستبداد السياسي في عرقلة تطور المجتمع وآدابه. وفي كتابه حول الصهيونية أشار إلى الهوة السحيقة بين حال الفلاح الفلسطيني وحال الكيبوتسات اليهودية ، ما ينذر بخطر فادح على وجود العرب في فلسطين. شاركه في التحذير من التخلف على مصير القضية الفلسطينية جميع المنورين العرب. أكد الخالدي في دراسته ضرورة " وضع العلم في خدمة السياسة" متأثراً في ذلك بفلسفة اوغست كونت. ورغم ان الموت اختطف الخالدي في سن مبكرة ولم يشهد وعد بلفور (توفي عام 1913) إلا انه رصد نوايا أوروبا كما الولايات المتحدة إلغاء الشعب العربي الفلسطيني لأن تقدمها الحديث يلغي السلطة العثمانية التي لم تعرف الحداثة. كأن التاريخ لا يتقدم في اتجاه إلا ليقوض التقدم في اتجاه آخر. تجلى" ظلم التاريخ"، في تزامن المزيد من التقدم للغرب مع المزيد من التخريب في الشرق. وهذه حقيقة تبدو اليوم صارخة وجلية. الرأسمالية درجت على بناء نفسها على حساب شعوب الشرق. وكل تقدم تحرزه في المراكز يتم بتوسيع حيز الفقر وتعميقه في الأطراف.
وكذلك الأمر مع نجيب عازوري ، الذي شخص النظام العثماني بشكل ملموس فوجده على ما هو عليه اليوم وما يواجهنا في حاضرنا المترع بالتعاسة. " الرجل المريض" توفي ويقي المرض الفتاك. وما زال ماثلا في المنطقة الوهن الذي يغري الدول على نهب ثرواتها وتصفيد شعوبها بقيود تمنعها من ممارسة أدنى قدر من السيادة وحق تقرير المصير. وها هي تجهر بالخطط الرامية لشرذمة المنطقة إلى دويلات إثنية متنازعة تخضع للهراوة الإسرائيلية. ولا يغفل عازوري جانب التخلف الذاتي الذي اتكأ عليه الصهاينة لتنفيذ مشروعهم في فلسطين. في مقابل الفلاح الفلسطيني المغتصب تقف مزارع يهودية " فيها الآلات والأدوات الزراعية من طراز أوروبي جديد "و ... "مدارس وأطباء وجمعيات صهيونية منظمة، تضع في فم عضو الإدارة( إدارة السلطة العثمانية بفلسطين) قطعة من ذهب، كي يضع جلادوه في فم الفلاح الفلسطيني قبضة من تراب". "لم يكن الفلاح الفلسطيني يعاني من خبرة صهيونية تشتري الباب العالي فقط ، بل كان يعاني أولا من إدارة عثمانية لا تحسن إلا تكثير الخراب". قدمت السلطة العثمانية، بهذا المعنى، دعماً وافياً للمشروع الصهيوني من طريق السلب، أي من طريق تيئيس الشعب العربي، والفلسطيني منه، لأن شعباً فقيراً مريضاً لا يستطيع التعامل مع "حركة أوروبية وافدة" تملك القوة المادية والمعنوية. وتتالت العقود والشعب الفلسطيني محاط بقوالب التخلف والجمود.
بقيت تحذيرات المهندس المصري طي النسيان حقبة طالت لأكثر من قرن ونصف القرن، راوحت خلالها المجتمعات العربية في بيداء التخلف. اتسعت الفحوة بين تكلفة إنتاج المكائن والمعدات وكلفة استيرادها، وظل يرصدها بأسى الغيارى على قضية التحرر والتقدم. وفي الندوة العلمية التي نظمتها اللجنة الاقتصادية لغربي آسيا التابعة للأمم المتحدة بالاشتراك مع اليونيسكو ( باريس 14ـ 18 كانون أول 1981 ) قال أنطوان دحلان " بالمقارنة مع تكاليف مشروع مارشال لتعمير غرب أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، وتقدر بمبلغ 45 مليار دولار ( حسب سعر الدولار عام 1981)، انفق العالم العربي في العقود السابقة ( لذلك التاريخ) ألف مليار دولار، أي أكثر من عشرين ضعفا دون أن تحدث أي أثر، لأنها لم تنفق على تطوير البحث العلمي والتكنولوجي وتطوير مستويات التعليم ونشره على أوسع نطاق في العالم العربي.
ينحصر المجهود التعليمي في الأطر العربية في الحفظ واجترار المعلومات. ويتم التفاعل العلمي في هذه الأوضاع على النقل والتقليد من المصادر الغربية، أو النقل من كتب التراث. وهي خطة تربوية تنطلق من استراتيجية سياسية.
وفقا لتقارير التنمية البشرية الصادرة عن الأمم المتحدة (تقرير1996) يقع ترتيب 15 دولة من الدول العربية العشرين بعد الستين، من بينها 8 فوق المائة من مجموع 174 دولة. وتقع دول السودان وموريتانيا وجيبوتي والصومال بين 171و174. وأيا كان الخطأ في مؤشرات التنمية فإنها تشير إلى تراكم القصور في العملية التربوية.
اتهم الأستاذ حسني عايش، وهو خبير تربوي أردني من مواليد طولكرم ،التعليم العربي بالفشل في تأهيل الطلبة للعمل والعيش في عالم سريع التغير. فالجامعات ليست سوى مدارس ثانوية تمنح الشهادات العلمية العليا. ونعى على المجتمع طلبة جامعيين يستخدمون الهاتف المحمول لتحشيد الفزعات العشائرية وحل الخلافات بالقوة العشائرية داخل الحرم الجامعي. والجامعات تعيد إنتاج ذهنية العصر الوسيط والفكر الغيبي، حيث البيئة التعليمية تجهض التفكير الناقد المبدع.

باتت العملية التربوية الجارية حاليا في العالم العربي موضع نقد لاذع من قبل الأوساط التربوية والسياسية والاقتصادية وشتى الشرائح الاجتماعية.بات موضع شبه إجماع الإقرار بآفة التربية التلقينية والتربية التطبيعية والقولبة لشخصية المتعلم ثم تخلف التربية عن مواكبة المتغيرات والاحتياجات المجتمعية للبقاء والنماء في عصر العولمة وثوراته في مجالات المعرفة والتقاني والاتصالات. كل هذا يظهر دور التربية في التردي المريع في المجتمعات العربية كافة. وخلص الدكتور حامد عمار الخبير التربوي من مصر("مواجهة العولمة في التربية والثقافة" ـ سلسلة كتاب الأسرة، القاهرة 2006) " إلى أن "التربية موضوع صراع اجتماعي، و بنية التخلف بتحيزاته وعلاقاته وتوجهات تفكيره تظل طاغية تطوِّع عملية التربية لصالح المحافظة الاجتماعية. وبذلك تقوم التربية بمهمة تعزيز التخلف، وخدمة النظرة السلفية الملتصقة بالماضي والمرتهنة به، وأداتها في هذا الصدد هي التعليم التلقيني". فمن خلال التلقين والتطبيع يتم صب الأجيال في قالب القصور الذهني الذي تزعمه الدعاية السلفية خاصية بشرية، وتبخيس الإنسان.

ومن تجليات قصور التربية انقطاع المناهج الدراسية عن متطلبات الحياة الاجتماعية، الأمر الذي يبعد الأجيال عن الاهتمام بالقضايا الوطنية ويغرب المتفوقين والنوابغ عن مسئولياتهم الوطنية باعتبارهم العنصر الأساس في الثروة الوطنية، والقوة الدافعة للتقدم والتنمية. بالعكس ، فإننا نلاحظ أن الشباب من خريجي المدرسة العليا والجامعة ينغمسون في قضايا اللهو ولا تستهويهم ـ وبالطبع لا تؤرقهم ـ القضايا والهموم الوطنية. وما أسهل ما يستدرج الشباب إلى ثقافة اللهو والتسلية وإلى الثقافة الشعبوية من غرار المباريات الرياضية والثقافة الهابطة، بينما المشاكل الوطنية تتفاقم وتضعف حصانة الهوية الوطنية والقومية وتتهدد الأمن القومي. من مفارقات واقعنا المأزوم تهيج الشباب لهزيمة ناد رياضي في إسبانيا ، وخروجهم في مظاهرة تملأ الشوارع، بينما يبدون أقصى قدر من اللامبالاة حيال تردي أوضاع المعيشة والتهديد المحدق بالقضية الوطنية. وهذا أحد مظاهر القصور في عملية التربية
ومن نواقص العملية التربوية انعدام الانسجام والتنسيق بين تطوير الإنتاج الوطني ومفرزات التربية. تحققت النهضة في كل البلدان المتقدمة من خلال ربط التربية بحاجات الإنتاج، و تطوير الإنتاج باستمرار لتوفير فرص العمل لمن تقذفهم معاهد العلم إلى سوق العمل كل عام .

ومن النواقص أيضا والتي تصل حد الإعاقة ما كشفت عنه ندوة أقيمت في مكتبة الإسكندرية نظمها التحالف المصري للشفافية ومكافحة الفساد، وهو جمعية أهلية. ومصر نموذج ومثال للمجتمعات العربية كافة. واستشهد الكاتب الصحفي المصري سعد هجرس بنتائج دراسة استطلاعية للدكتور أحمد عبد السلام سليم توصلت إلى أن مؤشر مدركات الفساد فى قطاع التعليم هو 8.25 نقطة(من عشر نقاط). اما الاستنتاجات التي خرجت بها الدراسة فقالت أن83,3 % يشعرون بانفصام ومفارقة بين ما يتعلمونه بالجامعة وما يقرأونه فى الكتب والمواد العلمية التي تدرس لهم، وبين ما يرونه من حولهم من ممارسات وتصرفات وأساليب شائعة فى التعامل والحياة بصفة عامة، وأن50.5% من الطلاب يبيتون النية للغش فى الامتحانات! وأن 70.7% من الطلاب يعتبرون نظام التعليم بصورته الحالية أداة لتعليم الطلاب الخداع والتحايل على المؤسسات التعليمية بدلا من بث قيم النزاهة والشفافية والعدالة والموضوعية فى نفوسهم وممارساتهم. أما الدكتور ياسين سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية فقد كشف "جذراً آخر مهما للفساد الحالي فى التعليم، لا يقل خطورة عن الفساد المالي والإداري، هو الفساد الناجم عن سوء تأويل الدين، واستخدام المدارس كبؤر لزرع التعصب والتزمت وتنشئة أطفالنا على ثقافة الكراهية لمن هم من غير ديننا حتى لو كانوا شركاءنا فى الوطن. فالمفترض أن الدولة هي المعقل الأول لبذر بذور المواطنة، بينما واقع الحال يقول بكل أسف أن كثيراً من مدارسنا – حتى الحكومية منها – أصبحت أوكاراً لأمراء الإرهاب وشيوخ الظلامية والأصولية، إسلامية ومسيحية". فالمدرسة مطالبة بغرس روح المواطنة وكرامة الإنسان، وهذه أمانة في أعناق المدرسين.






#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دلالات سياسية لتقرير فينوغراد
- إسرائيل لا تتازم وخياراتها مفتوحة
- غطاء لجرائم الحرب بتفويض أمريكي
- مشاكل التقدم في المجتمعات التابعة
- حكم الشوكة والأمن القومي
- صوت التوحش المتقحم من أدغال الليبرالية الجديدة
- هل تدشن زيارة بوش مرحلة تفكيك المستوطنات؟
- فهلوة مرتجلة
- جردة حساب عام ينقضي
- بؤرة التخلف الاجتماعي
- العجز عن الارتقاء
- منبرللتنوير والديمقراطية ومناهضة العولمة
- أخلاقية النضال التحرري وتحديث الحياة العربية
- إشهار أخلاقية النضال التحرري وتحديث الحياة العربية
- بعض ظاهرات الإعاقة في الحياة العربية
- إسرائيل : وقائع التاريخ تنقض الإيديولوجيا
- نظام شمولي محكم يسود الولايات المتحدة الأمريكية
- المحافظون الجدد ينتهكون حرمة الحياة الأكاديمية
- تمويه سياسات التوحش بالتبذل الإيديولوجي
- حكم القانون


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سعيد مضيه - التعليم قد يؤدي دور أداة التقدم والديمقراطية