أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - إشهار أخلاقية النضال التحرري وتحديث الحياة العربية















المزيد.....

إشهار أخلاقية النضال التحرري وتحديث الحياة العربية


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 2110 - 2007 / 11 / 25 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إشهار أخلاقية النضال الفلسطيني وتحديث الحياة العربية

وهل العدو هو الفلسطيني الذي في داخل إسرائيل الذي يطالبنا أن نتعامل معه بمساواة كاملة، أم ترى هو اليهودي الذي يريد أن يقيم هنا دولة أبارتهايد؟ - الروائي الإسرائيلي ديفيد غروسمان

ركز المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه في دراسته حول "التطهير العرقي في فلسطين" على لحظة قصيرة لكنها مكتنزة بالدلالات، لحظة هدوء الشارع العربي إثر صدور قرار التقسيم. انتاب القلق النخبة الصهيونية التي اتفقت على خطة المجازر الجماعية وصولا للتطهير العرقي. وقرار التقسيم أجحف بحق الجماهير الفلسطينية، واستفز مشاعرها، فأجج غضبا عاصفا ومشروعا لو أن قضايا الشعوب تقرر بالانفعالات. فقد فرض القرار حلا ضد رغبات الثلثين من سكان البلاد، ومنح الثلث،مالك الستة بالمائة من أراضي فلسطين خمسة وخمسين بالمائة من مساحة أراضيها الفلسطينية؛ بينما أبقى أربعين بالمائة للثلثين، وأقطع القدس وجوارها منطقة دولية. ُصمم قرار التقسيم بحيث يستدرج الجماهير الفلسطينية إلى العنف المسلح الذي تصاعد بسرعة إلى حرب شوارع وأحياء لم يصمد أمامها أسلوب الفزعات العشوائية. مضت آلة المجازر الإسرائيلية تعمل بتسارع ذاتي، وتطارد البشر خارج المدن والقرى، بل خارج الديار. لم يعد بن غوريون بحاجة إلى مبرر أو غطاء كي يوغل في جرائم الحرب، التي أسفرت عن إسرائيل موسعة ونقية من سكانها العرب.
ويؤكد المؤرخ الإسرائيلي أن دول الغرب أبدت موافقة ضمنية على المجازر وعمليات التطهير. تولدت لديها القناعة المسبقة أن دولة تبعث الإرث اليهودي المشترك لا بد أن تكون خالية من السكان العرب الأصليين. وبينما كانت آلة القتل تمعن في الوسط الفلسطيني أهاب بن غوريون بالعالم "المتحضر" إنقاذ الشعب اليهودي من مجزرة مدبرة! أسرفت الدول الغربية وإعلامها في ترويج دور إسرائيل الضحية، وقترت في نشر أخبار المجازرالفعلية وأعمال التهجير. ولم يخف بن غوريون أنها الحرب الأولى والمرحلة الأولى من بناء الدولة.
ومضى الصراع مسرحيات تمثل خلف أقنعة مموهة، جرى إخراجها بحرفية عالية، وامتزج فيها الخيال بالواقع،وفرض عليه الانحسار.
قبل صدور قرار التقسيم برز فصيل فلسطيني واقعي التفكير ويدرك أن الصراعات القومية تحل وفق منطق التوازنات، وليس بمنطق الحق المطلق والدين القويم ضد الدين المزيف. "حذرت عصبة التحرر الوطني منذ عام 1945 من أن تؤدي ’السياسة غير العملية‘ التي تنتهجها القيادة التقليدية العربية تجاه اليهود في فلسطين، إلى تقسيم البلاد وتأمين مستقبل الصهيونية فيها، وجر البلاد إلى المصائب والاضطرابات الداخلية".[انظر ماهر الشريف- البحث عن كيان ، ص 41] إن مواصلة الادعاء باستحالة العيش المشترك بين العرب واليهود يرجح خيار التقسيم ، وهو ما ترمي إليه الحركة الصهيونية. مقابل الخدمة المجانية للصهيونية طرحت العصبة القضية الفلسطينية إحدى قضايا التحرر من العنصرية والاستعمار وإشاعة الديمقراطية في الحياة السياسية،" داعية الوطنية الفلسطينية إلى انتهاج ’سياسة حكيمة‘ تساعد على إضعاف نفوذ الحركة الصهيونية بين صفوفهم، وتعرقل مهمة الصهيونية التي ’ تعلن على رؤوس الأشهاد أن الحركة الوطنية العربية في فلسطين تضمر للسكان اليهود شرا ، وأن الاستقلال الذي تنشده يعني مذبحة لليهود‘."
على المسارح أخرجت إسرائيل تمثيليات الصراع بحيث عرضت النضال ضد سياساتها بأنه مواصلة للمذابح التي حدثت عبر التاريخ؛ وقدم العرب لها مادة غزيرة أضفت على الخيال "واقعية" و "موضوعية" مضللتين. كسبت بعض الزعامات شعبوية محلية وأكسبت إسرائيل العطف الدولي. وحاليا يجري تجريم مجرد انتقاد الممارسات الإسرائيلية كنوع من العداء للسامية. تلك المفارقة شغلت عقل المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد. عبارة سمعها فجّرت خاطرة متأسية، إذ سمعت كلمتين من المناضل نيلسون مانديلا نطقهما في حفل تربوي، إذ قال ان الحملة على سياسة التمييز العنصري (الأبارتهيد) هي "واحدة من أعظم أشكال النضال الأخلاقي" التي "أسرت مخيلة العالم.. وكانت وسيلة لنا كلنا، حتى نؤكد من خلالها إنسانيتنا المشتركة". "لنا كلنا" الكلمتان اللتان جسدتا في إدراك المثقف العالمي "الاشتراك في نضال هدفه الأخير هو التعايش، والتسامح، وإدراك القيم الإنسانية". وأردف يقول، "لقد أصابتني العبارة الأولى بدهشة موحشة، ودفعتني إلى التساؤل: لماذا لم يأسر النضال الفلسطيني (حتى الآن) مخيلة العالم.. ولماذا، بخصوص هذه النقطة بالتحديد، لا يظهر هذا النضال بصورة نضال أخلاقي عظيم يتلقى، على حد تعبير مانديلا فيما يخص تجربة جنوب أفريقيا. .. وببساطة لم نلق الضوء بطريقة إنسانية، متساوقة، على عمليات السلب والتمييز التي تطبقها علينا إسرائيل".
بعد النكبة برزت قوى عديدة في الصف الوطني العربي تناهض التوصل إلى تسوية سلمية للصراع مع إسرائيل. والحقيقة أن إفشال التسوية كلل خطط إسرائيل ومخططاتها: إذ بدافع الحرص على إشغال المجتمعات العربية عن تطلعات الديمقراطية والتنمية والتغيير التقدمي أبقت جذوة العنف متوقدة داخل المنطقة. وظلت تتهرب من السلام والتسوية السلمية كي تبقى على أهبة الاستعداد للمشاركة في الأنشطة العدوانية ضد شعوب المنطقة، وتضمن بذلك إنجاز أطماعها التوسعية. ثابرت دولة إسرائيل على نهج استعداء الشعب الفلسطيني في المقام الأول، وتحدي الطموحات التحررية والديمقراطية للجماهير الشعبية في الدول المجاورة ثانيا. المجازر التي اقترفت في الضفة الغربية إثر طرد القيادة البريطانية للجيش الأردني في عقد الخمسينات، التحرش بسوريا ولبنان ، العدوان على الجيش المصري في غزة ، المشاركة كرأس حربة عدوان التحالف البريطاني – الفرنسي ضد مصر عام 1956، ثم الاشتراك مع دول حلف بغداد في التجييش على الحدود السورية عام 1958... تطاول ذراعها العسكرية على أكثر من بلد عربي ، إعلان مجالها الحيوي من باكستان حتى وسط إفريقيا.. حلقات تجلت من خلالها وظيفة إسرائيل في المنطقة: ضرب حركة التحرر ووأد عملية الديمقراطية والتقدم الاجتماعي في المحيط العربي برمته، وكسر إرادة الشعب الفلسطيني. واصلت إسرائيل تصدير الأزمات داخل المجتمعات العربية، وساندت التداعيات الاجتماعية التي وثقت علاقات التبعية والخضوع للمراكز الرأسمالية وسياسات العولمة.
كشفت هزيمة حزيران 1967 عن تعفن النظام العربي، مثلما كشفت السنوات والعقود التالية عن أصابع وسياسات خارجية، وفي المقدمة منها سياسات إسرائيل، تثابر على تعزيز ظاهرات التخلف والإعاقة داخل المجتمعات العربية. وضعها عداؤها المستحكم في تحالف تكتيكي ، ثم استراتيجي مع دول الامبريالية والهيمنة الكونية. وحرصت إسرائيل على منع المجتمعات العربية المحيطة من الاستقرار والسكينة وولوج درب التنمية والديمقراطية والتقدم.
ورثت القيادة الفلسطينية لما بعد النكبة كامل نهج القيادة التقليدية وعفويتها وابتعادها عن التفكير الاستراتيجي. لم تتعلم شيئا من دروس فترة ما قبل النكبة؛ غفلت عن منطق إنسانية حركة التحرر الوطني، ومكمن قوتها المعنوية بوجه غطرسة القوة وعربدة العنف العنصري المدجج بأرقى تقاني القتل والتدمير. ورثت تقليد التجاوب مع الاستفزازات والتمظهر بالقوة المادية، والتعويل على مناورات الاستهلاك المحلي؛ وما درت أن قوة الجماهير المنظمة والواعية أفتك من"فوهة البندقية ". بينت الانكسارات المتلاحقة أن "كل شيء"، بما في ذلك الهزيمة وإحباطاتها وخيباتها قد يتقرر من فوهة البندقية. رفضت عروض القوى الدولية الصديقة ومقترحاتها للانفتاح على الخيار السلمي. لم تتحول القيادة الفلسطينية إلى بديل التسوية السلمية إلا بعد الانهيار العظيم، واختلال موازين القوى ضد مصلحة التحرر والديمقراطية والتقدم على الصعيد الدولي.
في هذه المرحلة أسفرت الامبريالية عن أطماع الهيمنة الكونية واتباع نهج عولمة الاقتصاد والثقافة والسياسة. أبرزت المرحلة تيار المحافظين الجدد وإيديولوجية " ما قبل الألفية" في الولايات المتحدة، وأدخلت إسرائيل في شراكة عضوية مع الاستراتيجية الجديدة للعولمة في الشرق الأوسط. المحافظون الجدد هم المبادرون لإعلان حق إسرائيل في كامل الأرض الفلسطينية، والداعون لعدم الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة، والداعمون لنهج تحطيم إرادة الشعب الفلسطيني، وإرغامه على الخضوع للمشيئة الإسرائيلية. لم تعد ضرورة للأقنعة ، فقد أسفرت الصهيونية عن جوهرها حركة امبريالية رجعية وعنصرية مناهضة للسلام والتقدم.
استجابت القيادة الفلسطينية لضرورات المرحلة في ظرف غير موات للكفاح المسلح ولا يسمح بانتزاع تنازلات من إسرائيل. في الحقيقة وُضع ياسر عرفات أمام مفارقة لم يحسن سلوك دربه عبر دهاليزها: من جهة عليه كقائد سلطة أن يقيم علاقات تبادل منفعة مع إسرائيل، ويعقد معها اتفاقات؛ ومن جهة مضادة وُضع أمام عدوان متواصل على السيادة الوطنية وتهرب من استحقاقات التسوية السلمية. ورغم تجليات مأثرة الانتفاضة الجماهيرية في زمن الانهيار العظيم ، وبروز شعب الانتفاضة حالة استثنائية مضيئة في ظلام الردة، إلا أن درس نضال اللاعنف لم يستوعب جيدا. أبقي الباب مواربا على العنف المسلح، ومضت إسرائيل شوطا بعيدا في شحن الجمهور الفلسطيني بالخيبة والقهر. مثلاً أعلن نتنياهو عن النفق في القدس كي يستدرج صداما مسلحا شاركت به وحدات من القوة الأمنية التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية. ومن تعليقات نتنياهو آنذاك على الصدامات المسلحة يتضح أنه معنيّ بنسف السلطة الوطنية وإلغاء اتفاق أوسلو . تعمد جيش الاحتلال جر وحدات الأمن الفلسطيني لمواجهات غير متكافئة أوقعها في أوضاع مهينة؛ أفشل مفاوضات طالت بلا طائل لسنوات متلاحقة؛ أمعن خلالها في مصادرة الأراضي وتوسيع المستوطنات وتضييق الحصار على مناطق السلطة؛ وقطع مدينة القدس عن بقية أراضي الضفة الغربية؛ عمل على دهورة الأوضاع المعيشية للجماهير ، بحيث تجلى للجميع أن أوضاعهم في ظل السلطة أسوأ منها في ظل الاحتلال المباشر. عمليا لم تسفر أوسلو عن تخفيف وطأة الاحتلال، ولا أوقفت مشاريعه التوسعية. وأخيرا هيأ الاحتلال ظروف المواجهة المسلحة لإنزال ضربات أليمة بالفصائل الوطنية. كانت فترة " الانتفاضة الثانية" عدوانا مسلحا شنه باراك ثم شارون ضد السلطة الوطنية انتزع منها نويات الدولة العتيدة وصادر بعض مظاهر الإدارة الذاتية الموكلة إليها بموجب أوسلو. ولم ينجم عن الانسحاب وحيد الطرف من غزة سوى تهيئة شروط الانشقاق في الصف الوطني الفلسطيني وإرباك المقاومة الوطنية للاحتلال بصراعات داخلية.
دفع الائتلاف المعادي للشعب الفلسطيني بكل أسلحته إلى المعركة التي استدرج إليها الشعب الفلسطيني في أيلول 2000. جرى تنسيق الجهود المشتركة للقوة العسكرية والميديا الأمريكية والأوروبية والثقافة المعولمة وفعاليات الاقتصاد والضغوط السياسية في حرب ضد الشعب الفلسطيني. تجلى أثر هذا التنسيق في عزلة القائد الوطني ياسر عرفات وانفضاض الجميع عنه. وكبطل تراجيدي مضى ياسر عرفات نحو نهايته الدرامية التي رآها بعينه الثاقبة.. اختار بلا تردد الثبات على الحقوق الوطنية لشعبه المعززة بالشرعية الدولية. إن النهاية المأساوية لياسر عرفات تفضح كذب إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة في تطلعات السلام.

أسفرت موجة العنف المسلح التي استدرج الطرف الفلسطيني إليها عبر " الإفراط في العنف" عن تجميد التحرك الجماهيري الفلسطيني والعربي، انتظارا ل" خلاص" توفره التفجيرات بين المدنيين. وكانت المبرر والغطاء للضربات القاصمة التي أنهكت الفصائل الوطنية وقواها وقلصت حدود إمكاناتها؛ كما وفرت الذريعة لأوساط دولية متنفذة كي تصمت حيال جرائم القتل العشوائي والتدمير الممنهج الذي مارسته إسرائيل خلال زاعمة اقتناعها بأن الصراع في المنطقة إنما هو صراع حضاري.
غير أن التضليل لم يجز على الجميع. ومن جماع العنف العنصري والمزاعم التبريرية الكاذبة توصلت أوساط من الرأي العام العالمي إلى إدراك جوهر الصهيونية وحقيقة مراميها. وكان بالإمكان أن تتسع أكثر حركات التضامن الأممي مع نضال شعبنا وصموده لو لم تحدث تجاوزات الاعتداء على المدنيين. فهذه تتناقض مع أخلاقيات نضال التحرر. ومن خلال تصعيد مقاومة اللاعنف، مقاومة الجماهير الشعبية لمخططات التوسع والضم وتشييد الجدار وفرض الحصار والتجويع يكتسب النضال الوطني عطف الضمائر الحية، ويلغي التناقض بين ضرورات سلطة الحكم وإدارة النضال الوطني. إن النكسات وخيبات الأمل التي مني بها النضال الفلسطيني قد بينت عواقب تجاهل دور حركة الجماهير وإغفالها في مجريات النضال الوطني. قصرت الأحزاب الديمقراطية في مجال حشد الجماهير وتعبئتها وتطوير ثقافتها السياسية وتنظيمها في جمعيات وهيئات أهلية . هناك حركات تضامن مع النضال العادل للشعب الفلسطيني تطمسها دعاية الميديا العولمية المهيمنة. وتتسع في كل أقطار العالم، خاصة داخل الولايات المتحدة وإسرائيل، دائرة السخط على النهج المتبع ضد الشعب الفلسطيني. إن حجب أخبار هذه الحركات والدوائر سياسة منهجية اتبعتها قنوات ميديا العولمة كي تدفع الجماهير الفلسطينية إلى الاستسلام للمشيئة الإسرائيلية. ويتم انتشال الجماهير من هاوية اليأس والإحباط من خلال السعي لإنجاز مشروع الديمقراطية وتحديث المجتمعات العربية. وكما تفاعلت أزمة النضال الفلسطيني بالأزمة العامة للمجتمعات العربية فإن نهوض النضال الفلسطيني لا بد وأن يقترن بنهوض جديد تلهمه النزعة الديمقراطية. تحديث الحياة الاجتماعية في المجتمعات العربية والاندماج بالعصر واستيعاب التجديدات السياسية والعلمية والتقنية والاجتماعية، هي المشروع التاريخي الذي يحدث التحول التاريخي للواقع العربي .

في حوار جرى مؤخرا بمدينة تل أبيب بين اوري أفنيري وأيلان بابيه كشف أفنيري عما يجري تحت السطح وفوق السطح : هنالك شيء يتغير في الدولة. التغيرات في أعماق الرأي العام حيوية في الطريق إلى الحل. وأظن أننا ننتصر، أنا أظن أن التطور التاريخي يقود في اتجاهنا نحن. أنا متفائل استنادًا إلى ما يحدث حقيقةً. أعتقد أننا سنصل إلى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، وأعتقد أن الدولة الفلسطينية سوف تكون دولة قومية (وطنية) فخورة. وختامًا لهذا الجزء: لا أعتقد أن حركة السلام هُزمت. أنا لا أعتقد أنها حتى فشلت. لدينا هنا سيرورة مركّبة، هنالك أمور تحدث على السطح، وهنالك أمور تحدث تحت السطح.
ورد بابيه بالقول: في جميع الأحوال، اليوم في عام 2007 يمكن الاعتراف: لن ترَوا حجرًا واحدًا يمكن منه بناء دولة فلسطينية في ما يسمّونه اليوم الضفة الغربية أو قطاع غزة ... يمكن أننا سنمحوهم من الوعي – وهذه أمور حصلت من قبل – ولكن عندها سوف يمحونا العالم العربي والإسلامي من الوعي، حتى لو استغرقهم ذلك مائتي سنة. يجب أن نفكر في حل للمدى البعيد ليس فقط لإنهاء الاحتلال، وليس فقط لإيجاد حل لليهود والعرب في هذه الدولة، بل لأن مستقبل الشعب اليهودي كله سيكون في خطر إذا نجحت الصهيونية باستكمال مشروعها. والمشروع الصهيوني يُستكمَل فقط إذا كانت هذه الدولة بأغلبية يهودية وبأقل عدد ممكن من الفلسطينيين".
المتحدثان متفقان بصدد ما جرى ويجري، وبصدد مستقبل المشروع الصهيوني. أما بصدد الخلاف فالمستقبل ومساراته رهن أسلوب المقاومة الفلسطينية ونهجها ووسائل كفاحها. المطلوب إشهار أخلاقية النضال الوطني الفلسطيني ، وإبراز طابعه الإنساني بوجع عربدة العنصرية وجنون القوة، إلى جانب تحديث الحياة العربية.






#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض ظاهرات الإعاقة في الحياة العربية
- إسرائيل : وقائع التاريخ تنقض الإيديولوجيا
- نظام شمولي محكم يسود الولايات المتحدة الأمريكية
- المحافظون الجدد ينتهكون حرمة الحياة الأكاديمية
- تمويه سياسات التوحش بالتبذل الإيديولوجي
- حكم القانون
- من المتآمر في تفجيرات نيويورك
- اكتوبر شمس لا تغيب - مبادئ أكتوبر شبكة الإنقاذ من وحشية العو ...
- ثقافة الديمقراطية ـ ديمقراطية الثقافة


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - إشهار أخلاقية النضال التحرري وتحديث الحياة العربية