أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد مضيه - ثقافة الديمقراطية ـ ديمقراطية الثقافة















المزيد.....



ثقافة الديمقراطية ـ ديمقراطية الثقافة


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 188 - 2002 / 7 / 13 - 07:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


التحرر الإنساني أولاً

 

          درجت التقارير المركزية للأحزاب السياسية ، وخاصة أحزاب التحول الديمقراطي ، على تقديم تحليل سياسي وآخر اقتصادي ، ثم تنتقل إلى طرح المهام ، حيث يفرد حيز ضيق للمهام في ميدان الثقافة . يتم إغفال العلاقة الجدلية بين الديمقراطية والثقافة ، ويسقط من الحسبان حقيقة أن تعديل توازن القوى داخل المجتمع المرتبط بحبل سري مع العصر الوسيط ، ومن ثم توسيع القاعدة الاجتماعية للديمقراطية ، إنما تنجز عبر مجهود ثقافي بالدرجة الأولى يحرر الشرائح الشعبية الواسعة من قيم العصر الوسيط وعقده ،وأساسها  الاستلاب ونفسية الانسحاق ، كي يستنهض هممها إلى الحراك السياسي المستقل والتحرر الاجتماعي من خلاله . ولم يخرج برنامج المهمات الذي أقرته اللجنة التحضيرية للتجمع الديمقراطي الفلسطيني عن التقليد إياه . هذا على الرغم من أن الديمقراطية لا تكتسب الجاذبية الاجتماعية ما لم تفك القيود المادية والفكرية التي تشد الجماهير الشعبية إلى تخلف العصر الوسيط وقيمه وعلاقاته الاجتماعية .

 

يتم الخروج من النفق التاريخي للتخلف ، وإنجاز هذه المهمة المحورية من خلال واحد من الأنماط التالية :

 

1 ـ  النمط الكلاسيكي ، حيث قادت البرجوازية ثورة في الإنتاج والعلم والفكر الاجتماعي . وهذا متعذر في ظروفنا نظراً لاندماج البرجوازية العربية في النظام الكولنيالي ثم نظام العولمة . باتت شريكاً في مضاربات  البورصات العالمية.

 

2 ـ ثورة تنسف الأوضاع القائمة . وقد بينت تجارب الثورات والنشاط الثوري طوال القرن العشرين أن التحرر من التخلف ليس بالمهمة اليسيرة . وسرعان ما تحولت الثورات إلى انقلابات ، على غرار ثورات العصر الوسيط ، حيث شكلت الثورات الناجحة أسرة حاكمة جديدة تحتكر بأيديها وسائل الإنتاج لتنفق الخراج على الترف المفرط وتمويل المغامرات الحربية . ولم تشذ انقلابات الجيوش العربية و"الثورة " الجزائرية وباقي الثورات عن المصير إياه .

 

3 ـ ويبقى الخيار الديمقراطي . وما لم تنتشل الجماهير من براثن العصر الوسيط تفقد التعددية السياسية والاقتراع الدوري جوهر قيمتهما ، ويتعذر العبور إلى المهمات المعطلة للتحرر الوطني ـ الاجتماعي . والنشاط السياسي لا يكتسب العطف الشعبي ولا يحظى بالتفاف الجماهير حوله ما لم يتوجه يومياً إلى الجماهير بمهمات تخاطب مصالحها وحاجاتها الحقيقية، ويتم من خلالها تربية الجماهير سياسياً وتطوير وعيها وتطعيمه بالمعرفة وبمعطيات العلم . وعبر تنفيذ المهمات اليومية والنجاح في تحقيق المهمات البسيطة تكتسب الجماهير مزاجاً منشطاً للهمم وثقة ذاتية تحفزها لإنجاز المهام الأعقد ،وإنضاج الشروط السياسية والثقافية للتحول الديمقراطي في بلد ما زال موثوق الرباط بالعصر الوسيط . الديمقراطية لا تتحقق بمرسوم ، بل عبر تنشيط المبادرات الجماهيرية لإنجاز مهمات تتوافق مع حاجاتها ومصالحها الحقيقية مثل مناهضة الاحتلال والدفاع عن الأرض ومكافحة التجاوزات التعسفية للأجهزة والإدارات والاعتداء على المال العام والتصدي للجريمة والانحلال الخلقي وتعزيز المناعة ضد ثقافة العولمة المنحطة ، ومعالجة مشكلة البطالة، وتطوير نظام التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية كافة ، وعشرات المهام الأخرى التي يتناولها النشاط اليومي للفصائل السياسية الديمقراطية .

 

القوى الديمقراطية مدعوة للتوجه ، أولاً، إلى الجماهير الشعبية ، وليس إلى "الوطنيين الديمقراطيين" ، كما ورد في كراس" نحو بناء تجمع ديمقراطي فلسطيني" (ص12).  فالديمقراطي حقاً هو من يعزز صلته بالجماهير ويتغلغل في تلافيف نفسيتها الاجتماعية ، فيتقن فن مخاطبتها ويتعامل معها باحترام وأناة حتى لو توجهت في اتجاه مغاير . فهو توجه مؤقت يتعدل من خلال انخراط الجماهير مع الوطنيين الديمقراطيين وقبولها الطوعي بقيادتهم  في عملية تصفية الجهل والخرافة والاستلاب والقهر ، وانتزاع الحق في الانضمام الحر ، بدون وصاية السلطة السياسية ، إلى التنظيمات الجماهيرية والجمعيات الأهلية التي من خلالها يمارس دوره في عملية التحرر الوطني والتنمية الاجتماعية . التحرر الإنساني ، وتحرير المرأة من منطوياته ، ضرورة تاريخية ، شرط ومقدمة للتحرر الوطني والبناء الجديد . وهو قضية ثقافية ـ سياسية تستنير من خلالها السياسة وتسّيس الثقافة. وهذا يكرس للثقافة مكانة أسمى من تلك التي خصها الكراس .

 

البيئة الاجتماعية للتخلف

 

احتضن النظام الكولنيالي الوافد على الأقطار العربية منذ منتصف القرن التاسع عشر النظم العشيرية وأضفى على علاقاتها المتخلفة مسحة معاصرة وتعهد فكرها بالرعاية من خلال نظم التعليم ووسائل الإعلام .  فبنية الفكر الجامدة والمتكلسة مرتبطة بالعلاقات الاجتماعية الراكدة والمتكلسة . وبتعبير المفكر الماركسي الراحل ، مهدي عامل ، ف "الطبقة الحاكمة في العالم العربي لم تتكون بتناقض تناحري مع طبقة مسيطرة سابقة ، أو بصراع بين طبقتين نقيضين مهيمنتين ،بل بتكيف داخلي للطبقة المسيطرة نفسها بشكل تحولت فيه هذه الطبقة بعناصرها الأساس إلى برجوازية كولنيالية . فكان بالتالي على الفكر السابق أن يتكيف مع هذا التكيف الطبقي ،أي كان عليه أن ينهض بذاته دون أن يكون في نهضته هذه ضرورة القطع مع جذوره الأصلية " [مهدي عامل /أزمة الحضارة أم أزمة البرجوازية العربية / دار الفارابيـ بيروت 1981 ، ص 168 ] .

 

هكذا فالتراث كما يتجلى في وجوده الحاضر ، ومنه تراث التأويل الفقهي للنصوص المقدسة ، ليس السبب في التخلف ،بل هو وليد هذا التخلف ، وأحد معالمه البارزة . كما أن استقرار القيم والأخلاق لا يتوقف على سموها أو نبلها ، بقدر ما يتوقف على نفوذ حاملها الاجتماعي . فقد شهد القرن الثالث الهجري وما تلاه تراجع نفوذ الشرائح الاجتماعية التي تعهدت العلوم والاجتهاد الديني وتطوير الفقه وإشاعة الحوار بين المدارس الفقهية والأدبية والعلمية ، ليتواصل كسل العقل ينأى به عن مخاطر الاجتهاد وعناء البحث والتجريب ، ويقلص مفعوله على فعاليات الإنتاج والإدارة والنظر في المعضلات واستخلاص عبر النجاح والفشل . شهدت المرحلة تمزق الدولة إلى دويلات متحاربة ،ووصل الحكام إلى مراكزهم عن طريق الشوكة ،وهزلت سلطة الخليفة في بغداد وبات رهين القادة العسكريين الأتراك . وفرض هؤلاء ومن تبعهم الانضباط الثقافي بحجة التفرغ للدفاع عن الثغور . وافتُقِد الأمن ، وفي غيابه يتعذر تنمية الإنتاج وازدهار التجارة . وكان نصيب الجماهير المنتجة هو القهر والاستلاب . وعلى هذا البيات تعاقبت القرون حتى أعتاب العصر الحديث . وحتى في خضم الهزائم التي منيت بها جيوش السلطان العثماني تواترت الفتاوى تحكم على " أي نظام جديد مستوحى من القوانين الوضعية الغربية يشكل تقليداً للكفار يستوجب الشجب والإدانة على أساس أنه بدعة وقى الله المسلمين منها " . تناسل الفكر التقليدي ليضع تراث الفقه الإسلامي إطاراً مرجعياُ وحيداً لكل معرفة ولكل قضية اجتماعية أو قومية . وهذا بدوره يقدم المسوغ لإخراج المعرفة بعيداً عن إطار الحياة والحيلولة دون تمثل المعرفة السائدة في نسيج الواقع . الأمر الذي أضعف المناعة أمام تأثيرات ثقافة الكولنيالية ثم العولمة في الوقت الراهن . يفضي تقليد النقل ضد العقل ، وهو ما اتبع منذ العصر الوسيط ، إلى استتباب الأمر للركود والمحافظة في مجالات السياسة والفكر . وعندما تخضع صراعاتنا ومشاكلنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للاجتهادات الدينية تظل مشاكلنا مشبوحة على الأسلاك الشائكة لتأويلات النصوص وللانتقائية في تناول النصوص ، ويتعزز تقليد تبعية المثقف للسلطة .

 

ونتيجة للبيات الطويل  "كانت لأهل الريف شيوخهم وصبيانهم ونسائهم عقلية خاصة فيها سذاجة وتصوف وغفلة . وكان أكبر الأثر في تكوين هذه العقلية شيوخ الطرق " ، والكلام للدكتور طه حسين في رائعته "الأيام" . ورصد الدكتور مسعود ظاهر في دراسته المقارنة " النهضة العربية والنهضة اليابانية "[عالم المعرفة ،252،ص348] ، رصد واقعاً " شكلت الوظيفة السياسية أو العسكرية أو الإدارية منطلقاً مهماً للإثراء غير المشروع على حساب الدولة ،وعلى حساب الطبقات والفئات الشعبية . من جهة أخرى ، كانت الفرق الصوفية وفرق الدراويش وفئات المنجمين وعلوم السحر والشعوذة تنتشر على نطاق واسع في أرجاء السلطنة (العثمانية )، وبتشجيع منها لتشويه الوعي الشعبي".

 

واظب حكام العصر الحديث على تنمية عقد النقص والدونية وترسيخ قيم التخلف لدى الجماهير الشعبية ، خاصة قيمة الإذعان لسطوة الحكم . تستعيض السياسة المحافظة بنظام التعليم وبالإعلام اللذين يروجان للاتكالية والتفاؤل الزائف بهدف إبقاء الجماهير الشعبية خارج الصراع الاجتماعي وللتغطية على عجزها ـ المحافظة السياسية ـ في إدارة شئون التنمية والخدمات وعزوفها عن النقد الذاتي واختبار الفكر في الممارسة العملية . وتتفرع عن هذا المعْلم الأساس للحياة العربية مختلف عوامل العجز . فبالنظر لكون القهر يعطل ملكة التفكير والإبداع ويحول دون الاستيعاب العقلاني للملابسات ،فإن الإنسان المقهور تتولاه حالة نفسية تنتقل به فجأة من حالة الخضوع إلى مزاج متهيج يستمرئ النزق والاندفاع المنفعل والتعدي على  المجتمع ، أي التماهي مع القاهر وتقمص أفعاله وقيمه . وفي هذه القابلية تكمن نوازع الإرهاب . كما يعيش الإنسان المقهور حالة نفسية تدفعه للاستعانة بآليات القهر الاجتماعي وبأنماط السلوك المتخلف كي يحتفظ بثقته بالذات ، مما يكسب مظاهر التخلف وعوامله قوة إضافية على الثبات والاستمرارية . ومن هذه الآليات الجبرية والترفع عن العمل المنتج ومسلكيات التحايل والطفيلية . وفي المرحلة الراهنة يتم تعويض تخلف الإنتاج بالاستهلاكية كمعيار زائف للتقدم وتستفحل الممارسات الاستعراضية لتعويض نقص الإدارة الناجعة للعمليات والأزمات . كما أن الفكر يتخلف ضمن هذه الشروط الاجتماعية . يعاني من قصور الفكر النقدي ويعجز عن الإحاطة بمختلف جوانب الحياة الاجتماعية فيرتمي في أحضان الخرافة والشعوذة . كما أن تجذر التفكير الخرافي في ثنايا الوعي منذ الطفولة يتفاعل مع تسطيح التعليم وعدم تناوله لقضايا الحياة وانقطاع العلم النظري عن التجربة العملية وحاجات التنمية الاجتماعية لتجعل العملية التعليمية عقيمة ، ولتجعل من "التنظير " مادة للسخرية والتهكم . ومع غياب التمييز بين الدين الإسلامي وتأويله المغرض لصالح المحافظة السياسية والاجتماعية والقمع السلطوي ، البيئة الاجتماعية المولدة للعنف السياسي والإرهاب الفكري ، نجد الأنظمة العربية مضطرة لتقديم أوراق اعتمادها من جديد لدى الغرب ، بحيث تطرح الإسلام ديناً يناهض الإرهاب . إن محاولة تلفيق صيغة للدين تغفل عوامل القهر والركود والتجهيل المستنبتة في حقل النظام الكولنيالي، والمسئولة عن التأويل المغرض والمشوه لحقيقة الدين .. إن من شان ذلك التحايل أن يبقي على مصادر العنف والإرهاب ، ويسفر عن استمرار تعريض الدين الإسلامي لهجمات العولمة المتجنية والعنصرية . فمقاومة الإرهاب تظل كلاماً متعفناً ينشر الموات ما لم تستند إلى نهج سياسي ـ اقتصادي ـ ثقافي يستأصل عوامل الإرهاب من التربة الاجتماعية ، وينتشل الإنسان من هوة القهر والاستلاب والانسحاق ويبني الإنسان الحر  الذي يأخذ بعلاقة السببية .

 

ينبغي أن لا يصب التركيز على تخلف العصر الوسيط في الإشادة بليبرالية البرجوازية الغربية . فعلاوة على تصدير النظام الكولنيالي ثابرت البرجوازية الغربية على تزييف الوعي والتلاعب بالعقول وتنظيم حملات العلاقات العامة بهدف تضليل الجماهير وكسب موافقتها على السياسات المضادة لحاجاتها ومصالحها . فهي قد فرضت على العالم حربين مدمرتين ، وأنبتت الحضارة البرجوازية الفاشية الإيطالية والإسبانية والنازية الألمانية والمكارثية الأميركية ، وصدرت إلى البلدان النامية شتى الأنظمة العسكرية الديكتاتورية . الميديا الغربية تفبرك الوقائع بهدف تشويه الوعي الاجتماعي والتأثير في المزاج العام عبر تنقيح الأخبار وتحريف الحقائق والتكتم على أخبار وترويج لأخبار معينة . وقد تتكتم على فضيحة عامة أو على تجاوز للقانون ، ولكن ما أن يتكشف ذلك حتى تتشكل فضيحة سياسية .

 

مهمات الديمقراطية

 

          أولاً ، اجتثاث تبخيس الإنسان وتجهيله من الحياة الاجتماعية

 

ثانياً ، ونظراً لدخول مباديء الدين وقيم التراث العقلانية والإنسانية جزءاً عضوياً في الثقافة الوطنية الديمقراطية ، وحيث أن تعطيل الاجتهاد مرده عوامل اجتماعية بالدرجة الأولى فإن الضرورة الراهنة تفرض إصلاحاً دينياً يواصل الفقه من خلاله الاجتهادات الفقهية طبقاً لنصوص القرآن الكريم وتمثلاً لسيرة فقهاء الرأي والاستحسان العقلي . كما تستدعي الديمقراطية إرساء رؤية مغايرة للتراث ، رؤية تتحاور معه ولا تتناوله كمسلمات ، تقرأه ، ولا تنسخه ، قراءة نقدية تفرز عناصره العقلانية والإنسانية ، وتضمنها ثقافة التحرر الوطني .

 

وثالثاً ، يتبع ذلك نقل وظيفة العملية التعليمية من مهمة إعادة إنتاج العلاقات الاجتماعية المتخلفة إلى تربية التفكير العقلاني والإبداع والنقد والارتباط بالبيئة المحلية . في بيئة كهذه تنشط مراكز البحث العلمي في ميادين الصناعة والزراعة ،وتترسخ قاعدة صلبة للبحث العلمي ولتقليد إجراء الورش الفكرية في شتى أوجه النشاط العملي والحياة الاجتماعية ، والتعامل مع الواقع المحلي المتعين من أجل امتلاكه عن طريق إنتاج المعرفة المتعلقة به وتمييز خصوصيته . ومن خلال تنشيط البحث يتم اكتساب أدوات المعرفة المتقدمة من نقد وتجريب وتحليل وتركيب ، وإنتاج معرفة بالتراث تكشف عن العروق العقلانية والإنسانية المطمورة تحت أكداس القيم التراثية التي طفت على سطح الحياة عبر عصور الظلام وجدب الإبداع . وعبر هذا النهج تتم مقاومة التطبيع وتحصين الثقافة الوطنية ضد الاختراق .

 

ورابعاً،إقامة سلطة القانون وحكم المؤسسات ورفع الحصانة عن البيروقراطية لإخضاعها للمراقبة والمحاسبة تحت سلطة القضاء .  

 

 وخامساَ ، منح المثقفين حرية الإبداع ورفع الوصاية عليهم ، سواء جاءت من السلطة التنفيذية أو سلطة الحزب . وحيث أن المثقفين هم أصحاب الاختصاص ، وخاصة كبار المثقفين والمبدعين ممن سطعت أسماؤهم في سماء الثقافة الوطنية الديمقراطية ، فإن أمور الثقافة في البرامج السياسية لا يجب أن يستأثر بها السياسيون .

 

ويأتي سادساً وأخيراً ، إرساء نظام الحكم على قاعدة احترام الإرادة الشعبية وتصفية العلاقات الاجتماعية كافة من مظاهر القهر وإشاعة مبدأ التمثيل على أساس الاقتراع الحر لإعطاء الجماهير الشعبية فرص تقرير السياسات الوطنية واكتساب الخبرة بشئون السياسة والمجتمع من خلال المساهمة الواعية في أنشطتها .

 

تلك هي متطلبات الديمقراطية الأساس التي يفضي إنجازها إلى عصرنة  الحياة الاجتماعية . إن تكوين الإنسان الحر الواعي لمسئوليته الوطنية من شأنه أن ينشط الحراك الاجتماعي ويعزز التيار الديمقراطي في المجتمع . كما أنه يشكل القاعدة التي تنهض عليها الكرامة الوطنية والقومية وتسند دعائم الهيبة والنفوذ الدوليين ، وتُستقطب مشاعر التعاطف والتضامن مع القضايا الوطنية والقومية ومع البناء الاجتماعي .          

 

صوت الوطن  العدد 84    حزيران 2002

 

 



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد مضيه - ثقافة الديمقراطية ـ ديمقراطية الثقافة