أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم تايه - قصائد














المزيد.....

قصائد


هاشم تايه

الحوار المتمدن-العدد: 2179 - 2008 / 2 / 2 - 08:17
المحور: الادب والفن
    


(1)
أخترعُ
لجسدي
مرضاً لا شفاءَ له ،
بحمّى لا تبرد ،
مرضاً يهذي
على سريرٍ يتصبّبُ عرقاً
سوف يكون
سبباً لحياتي
بين المرضى
في مستشفى الأيام

(2)

أتبعُ المياه الخفيفة
الماشية بلا طريق
تحت الأعشاب
من يصفّق لها
غيرُ هذا الضياء ؟
من يدفعُها
غيرُ محبّتها للجذور ؟
ولأنّها مثل النساء والنّمال ،
لا تنظر إلى الوراء
ولا تستطيع إلاّ أن تتدفّق
مثل قلب العاشق ،
تجد، على الدّوام، طريقها...

(3)

ليستْ كُرةً
ليستْ حصاةً
هذه التي تتقاذفها على الرصيف
الأقدامُ الصغيرةُ التي أضجرتْها البيوت
إنّها
مجرّدُ رأس عصفور
فصلَهُ الأطفال
عن نهار طائر

(4)

في الحانة السوداء
الوحيدة
في سوق الديوك
أجلسُ بلا نديم
على حجر
يقرعُ النادل
مذياعَهُ بنعل
من أجل أغنية
ويقبل عليّ
بكأس فارغة
.....
حين تمضي الأغنية
إلى الرّمق الأخير
ابتلع الكأس
وأنسلّ
إلى
حلبة الديوك...


(5)

حين صرعتْهم الأحلام
تماماً
في تلك الليلة التائهة
وضعتُهم واحداً بعد آخر
في صندوق
يشبه صندوق الله
وبلونه الحزين...
.....
في الصباح
خرجوا من الأحلام،
لكن
لم يكن بوسعهم أن يخرجوا
من الصندوق ،
فقد كان مقفلاً
مثل مكعّب الإله
....
تذكّرتْهم ساعةُ الحائط ،
فأرسلتْ دقّاتِها السبع
إلى دمائهم
واشرأبّت أعشابُ البيت ،
باحثةً عن ندى أقدامهم
وتهدّل الهواء
ضارباً بمناقيره
الفراغ
ووحدها الهباءات سرحتْ
في المرايا...
.....
حين استيقظوا في الصباح
بلا شمس
وبلا تغريد ،
حملْتُهم في صندوقهم
ونزلتْ بهم قدماي
في الطرقات
.........
كان النهر غريقاً
حين أسلمتهم إليه
وكرسالة مقفلة في صندوق من الخشب
تغلغلوا في المياه
وطاروا غائصين
في بيت الأسماك
حتى بلغوا سماء الطين
حينذاك
تنفّس الموت الصُّعداء
فلم تعد تشغله حياتهم
...
كلّ صباح
أمضي إلى المياه
أجلس بين صيّادي الأسماك ،
على دكّةِ صبرهم المحروق
أضع إصبعاً من أصابعي
في سنّارة
وألقي بها
في الماء
فألمسهم
واحداً
واحداً
....
(6)

على تراب أربعٍ وعشرين ساعة
نجلسُ
أو نقوم
لا همّ لنا
إلاّ
التقاط
تراب الساعات
الأربع والعشرين
ورميها
ذرّةً
ذرّةً
بهذه
الزّفرات...

(7)

تمنّت السّكّين
لو تصير
طيراً
فاستجابت الأقدار
ونفختْها بريش
حتّى أضحتْ
طائراً فضيّاً
بجناحيْن ممشوقيْن
وبمنقار رهيف كشوكة
وبحوصلة فتيّة...
- " وماذا صنعت الأقدار
بقلب السّكّين " ؟!
- "........ " ؟!
تقهقر الهواء
حينَ شقّ الطائرُ السّكّــــــــــ.....
طرقات السماء
وتساقطتْ على الأرض
الطيور
برقابٍ دامية...

(8)

الحياة
عطلةُ الموت
يتنزّه خلالها
في حديقة العمر
قاطفاً أيّامنا
وردةً
بعد
وردة

(9)
فمُ الحنفيّة المكسوّ بالنّمش
ظلّ صامتاً ،
الصّمت
الذي تتلقاه
كلّ صباح
راحتاي
....
فجأةً
أرسل الفمُ المنمّش
زفيراً
في دفقة هواء
فانتظرتُ رسول المياه
سقطتْ قطرةٌ
وحطّمتْها قطرتان
- لن تعرف
بأيّ لونٍ تقاتلت
القطراتُ الثلاث –
في الحوض الجليديّ
الذي استقبل
آخر هدايا الحنفيّة :
الجنين الملوّث ،
طفل الأيّام ،
المنسلّ
من حنفيّة

( 10)

أكان
لهذا النّهار
أن يعيش ساعاتِهِ
بيننا ؟
أكنّا قادرين على أن نجد
أضواءه في ثيابنا
لو لم تكن
هذه الطيورُ الصغيرة
قد أخرجته
من الرّحم الأمّ
وغذّتْهُ مناقيرها
التي لا تكلّ
وجعلت كلّ شيء
تحتَ صولجان شمسه العظيمة
حتى إذا
قرّر الرّحيل
حملتْهُ الطيورُ الصغيرة
في قطار سريع
من الموسيقى
إلى عشّه
لينام...
......
البصرة 2007



#هاشم_تايه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل حول قصيدة النثر في بيئة مُسرْطَنة
- سليلة الملائكة
- عصفور آب
- معرض أطفال العراق في حفل زواج
- الشعراء العراقيّون يغزون أمريكا
- كيسُ القُبَل
- نُزهة قاتلة
- على مفرق الحجر
- سياحة عمياء
- بعيداً عن الوحل خذني
- حوار مع الفنان العراقي هاشم تايه
- ميثولوجيا عراقية
- مصالحة في الهواء الطلق
- ذُعْر لا يقوى على حمله الهاتف
- كلاسيك
- المربد ... الصوت والصدى
- ضيف الحجر
- أجراس
- من أجل أمّي
- مَنْ يحلب القيثارة السومريّة في لندن ؟


المزيد.....




- اعلان 2 الأحد ح164.. المؤسس عثمان الحلقة 164 مترجمة على قصة ...
- المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت ...
- -قد تنقذ مسيرته بعد صفعة الأوسكار-.. -مفاجأة- في فيلم ويل سم ...
- -فورين بوليسي-: الناتو يدرس إمكانية استحداث منصب -الممثل الخ ...
- والد الشاب صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب: إحنا ناس صعايده وه ...
- النتيجة هُنا.. رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 ...
- عمرو مصطفى يثير تفاعلا بعبارة على صورته..هل قصد عمرو دياب بع ...
- مصر.. نجيب ساويرس يعلق على فيديو عمرو دياب المثير للجدل (فيد ...
- صدور ديوان كمن يتمرّن على الموت لعفراء بيزوك دار جدار
- ممثل حماس في لبنان: لا نتعامل مع الرواية الإسرائيلية بشأن اس ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم تايه - قصائد