أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم تايه - معرض أطفال العراق في حفل زواج














المزيد.....

معرض أطفال العراق في حفل زواج


هاشم تايه

الحوار المتمدن-العدد: 1921 - 2007 / 5 / 20 - 10:18
المحور: الادب والفن
    


في مبادرة رائعة لم يسبقه إليها أحد، كما أظنّ، أقام الفوتغرافي إحسان الجيزاني المقيم حاليّاً بألمانيا، معرضاً لأعماله الفوتوغرافية في يوم زفافه على الكاتبة والتشكيليّة البحرينيّة كريمة زهير، وفي نفس القاعة التي احتضنت حفل زفافهما، قاعة مرمريز في مملكة البحرين..
المعرض الذي أُقيم تحت عنوان (أطفال العراق) سبق أن عُرضت مادته في عدد من العواصم الأوربيّة.
كرّس الجيزاني معرضه هذا لتصوير الوضع اللاإنساني الذي يعيشه الأطفال العراقيّون المحرومون من أبسط ما يتوفّر لأقرانهم في بلدان أخرى...
أطفال بلا طفولة حقيقيّة.. أطفال أخرجتْهم معاناةُ ذويهم القاسية من فضاء الطفولة الحرّ إلى سجن الواقع الرهيب، حيث يجري تدجينهم فيه لأعباء الحياة الشّاقّة الباهظة، ويتمّ استغلال أجسادهم الطريّة بأعمال الكبار ، بذرائع الحياة وحاجاتها إلى البقاء بأيّ ثمن حتّى لو كان التضحية بطفل بريء يُرغَم على التنازل عن حقّه الطبيعي في التمتّع بأجواء طفولة صحيّة تمدّه بمقوّمات بناء كيانه بصورة سليمة، وتكفل له حاجاته، لينمو ويزدهر ويكون فاعلاً في محيطه الذي يعيش فيه..
غياب الطفولة عن الأطفال العراقيين غدت ظاهرة مؤلمة وعلامة فارقة من علامات الوضع المأساوي لعراق اليوم الذي تتكالب عليه المحن والكوارث...
عدسة الجيزاني اصطادت الأطفال العراقيين في لحظتهم الأليمة خارج حقل الطفولة الذي يُفترض أن يكونوا فيه، وبعيداً عن مقاعد الدراسة، وأجواء اللّعب التي يجب أن ينالوا نصيبهم منها، ولم يكتفِ الفنّان الجيزاني بتسجيل لحظات الطفولة الضائعة تسجيلاً بقصد التوثيق بكاميرا باردة فحسب، وإنّما ذهب أبعد من ذلك، بتجسيده عذاب الطفولة في لقطات ذكيّة حرص على اختيارها بمهارة فنّان محترف، وحذق فوتوغرافي موهوب صاغ مادته بصورة بصَريّة نستطيع خلالها أن نمسك بلحظة يختلط فيها إحساس الطفل بإحساس الفنّان الذي اجتهد في تقديم عمل فنيّ بلغة فوتوغرافية تقترب من التعبيريّة وإن تكن بعناصر واقعية...
أطفال عراقيون في لحظتهم غير السعيدة، اللحظة الكاسرة للظرف الاجتماعيّ الظالم الذي يرغم الإنسان على أن يُخرِج طفله العزيز من عالمه، ويلقي به في معمعان الحياة والضياع لينخرط في أعمال شتّى، فيبيع الطاطلي في الأسواق، أو يعمل أجيراً لدى ميكانيكيّ، أو يركب حماراً ويبيع قناني الغاز، أو يتسوّل المارّة في الطرقات والساحات، لينحرف، أو يقتل على أيدي متعاطي العنف...
وليس أدلّ على صدق إحساس الفنان بمادته من حرصه على دمجها بأحد منعطفات حياته الخاصّة، وباللحظة السعيدة فيها، لحظة إشهار الاقتران بكائن اصطفاه ليقيم معه في شركة الحياة، وكأنّ الجيزانيّ وقد اختار أن يحتفي بأطفال العراق في حفل زفافه على الرغم من أنهم سيظهرون بصورة لا تسرّ أحداً في حفل بهيج، كأنّه أراد أن أن يعلن للإنسانة التي اقترن بها وللآخرين اقترانه بفنّه الذي يريد أن يكرّسه لقضيّة إنسانيّة يدافع عنها بالصورة الفنيّة وشروطها الجماليّة... كأنّه أراد أن يوصل رسالة إلى أطفال العراق المعانين، رسالة تقول لهم: إنني معكم حتّى في هذه اللحظة الخاصّة...
ولابدّ أن يسجّل المرء لهذا الفنّان تجاوزه للإطار التقليديّ بعرضه أعماله خارج الكاليريهات المعتادة، وفي طقس اجتماعي خاصّ... كماّ أنّ قرينته التي استجابت لفكرته قد عبّرت عن وعيها العميق كإنسانة أوّلاً وكفنّانة يهمّها كثيراً المصير الإنسانيّ...

* تنويه من الفنان الجيزاني
أغلق عدد من الكاليريهات العربية أبوابه أمام معرضي (أطفال العراق) فضيّعوا عليّ فرصة نقل ما يعانيه الطفل العراقي من حرمان ومن قتل مجاني الى العالم العربي فاضطررت إلى عرض أعمال معرضي في قاعة مرمريز في البحرين التي شهدت حفل زفافي..



#هاشم_تايه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعراء العراقيّون يغزون أمريكا
- كيسُ القُبَل
- نُزهة قاتلة
- على مفرق الحجر
- سياحة عمياء
- بعيداً عن الوحل خذني
- حوار مع الفنان العراقي هاشم تايه
- ميثولوجيا عراقية
- مصالحة في الهواء الطلق
- ذُعْر لا يقوى على حمله الهاتف
- كلاسيك
- المربد ... الصوت والصدى
- ضيف الحجر
- أجراس
- من أجل أمّي
- مَنْ يحلب القيثارة السومريّة في لندن ؟
- كولاج الألم
- لا أذودُ الطّيرَ عن شَجَرٍ
- صنائع الصحفي
- ديمقراطية تبحث عن مكان


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم تايه - معرض أطفال العراق في حفل زواج