أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد المسعودي - معوقات مجتمع المعرفة في العالم العربي















المزيد.....

معوقات مجتمع المعرفة في العالم العربي


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 2175 - 2008 / 1 / 29 - 10:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعرف المجتمع على انه ذلك النسيج المتنوع في شكله المادي والمعنوي، الذي يعتمد على انساق اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية، تتعدد وتختلف وفقا لطبيعة ذلك المجتمع ومدى تطوره او بقائه ضمن حالة معينة ثابتة، ومجتمع المعرفة هو المجتمع الذي ظهر بعد ان ضعفت الدولة في كونها اداة تفكير وتشويش للمعارف والايديولوجيات بفعل التطور ما بعد الحداثي او ما بعد الصناعي، وصولا الى صيرورة المعرفة كقوة انتاجية تتصارع عليها الدول والمؤسسات من اجل ضمان سيطرة اكثر وتقدم دائم في مجال المستقبل الذي يعد بحق مجتمعا معلوماتيا قائما على سير المعرفة بشكل سلعي افقي متغير بشكل دائم، وهنا نتكلم عن الدول الحديثة التي تمكنت من تحقيق تداول الافكار والمعارف عبر قنوات الاتصال والاعلام والانتقال من بيئة الى اخرى وفقا لطبيعة المعلومة ومدى اهميتها في الازمنة الراهنة.
وبما اننا نتكلم عن ذلك المجال الحيوي لدى الدول والمؤسسات والشركات العابرة للجنسية ألا وهو مجتمع المعرفة نتساءل هنا اين توجد المعرفة لدى مجتمعاتنا العربية وكيف يتم تداولها وماهي معوقات نشوء مجتمع معرفة قادر على بناء الانسان بشكل حديث ومعاصر في عالمنا الراهن المعاش.
ان مجتمع المعرفة في العالم العربي يتحرك ضمن فضاء عقل الدولة اي ان الاخيرة تفكر بدلا عنه وترسم وتخطط لمستقبله وما عليه الا ان يكون متلقيا ومنفعلا والى جانب عقل الدولة هنالك الترحال العمودي داخل معارف “الفوق” اي تلك المعارف التي تقف امام الزمن بشكل ثابت ولا يسعها التغيير او التطور، وذلك التفكير العمودي تحيطه الدولة احيانا والمؤسسة الدينية والثقافية والاجتماعية في العالم العربي احيانا اخرى، على الرغم من تعددية وسائل الاتصال وانتشارها لدى الكثير من المجتمعات، إلا ان الدولة ما تزال كما اسلفنا تتحكم في مصادر الادلجة والتفكير بشكل يقيني مطلق، وهنالك ايضا المؤسسات المنتجة لمعارف تدخل في مجال الاسطورة في شكلها البشري مرتبط بفنون الغناء والسينما والموسيقى.. الخ، وهذه الاخيرة تشبه من حيث تأثيرها على الناس وتحديد مسار حياتهم الفكرية والثقافية ما تفعله اكثر المؤسسات الشمولية المتطرفة في تفكيرها، التي تدعم الانغلاق على كل ماهو حديث وجديد منتج في الازمنة المعاصرة مع الاختلاف بين الاولى انها لا تجعل الفرد منزويا في معارف تبيح الغاء الاخرين ماديا ومعنويا، وما تمارسه لا يتعدى كونها اداة عتمة حقيقية للمعرفة المختلفة والجديدة، بل نقول انها تغيب عنه لغة العارف الذي يستطيع رسم هندسة مستقبلية تخص وجوده الفردي والمجتمعي. ان مجتمع المعرفة في العالم العربي لا يعيش عملية تبادل المعرفة في كونها ثروة بشرية يجب استغلالها بشكل حقيقي على عكس المجتمعات الحديثة التي تتصارع فيما بينها من اجل امتلاك الزمن البشري المعرفي ، وبما انه توجد فواصل زمنية علمية وتكنلوجية تتسع بشكل دائم بين عالمنا المتأخر المتراجع وبين العالم الحديث يبقى استعداد مجتمعاتنا للدخول الى عالم المعرفة الحديث او الى مجتمع المعرفة الحديث بطيئا جدا ويحتاج الى عدة “زحزحات” او تجاوزات ترتبط في ثلاثية متداخلة مع بعضها تارة ومنفصلة عنها تارة اخرى وهي كالتالي:-
1) بعد الدولة: من خلال صيرورتها كجاهز ثقافي يجب تلقينه وتدريبه بشكل قسري يقود الى التماثل الاجتماعي والثقافي، وذلك الامر كثيرا ما ندركه لدى المجتمعات او الدول التي تتحد او تذوب نخبها السياسية في اطار الفرد الذي يمارس العزلة الحقيقية للمجتمع ويعمل على جموده وتأخره.
2) بعد الثقافة او المعرفة: وهنا نشير الى وجود المعرفة او الثقافة الجاهزة التي تبثها ايديولوجيا الدولة او المؤسسات الثقافية التي تجعل الزمن متلاشيا وغير حاضر في مجال التطور والتغيير، فمجتمع المعرفة الحديث تذوب فيه الازمنة وتتحد فيه المعارف داخل عملية صراعية تصل احيانا الى المقاطعة او الاحتراب على صعيد المستقبل كما يتصور ذلك الامر فرانسوا ليوتار (الوضع ما بعد الحداثي .. تقرير عن المعرفة/ جان فرانسوا ليوتار/ دار شرقيات للنشر والتوزيع/ الطبعة الاولى 1994/ القاهرة/ ص 28) وبعد المعرفة في العالم العربي غائب من حيث الاهتمام بثقافة الكتاب او بثقافة استخدام التكنلوجيا بشكل مناسب، وما موجود اليوم لا يتعدى الدخول الى “هامشية” التكنلوجيا من خلال الاجهزة الحديثة للاتصال، اي ان الحداثة الجاهزة تكنلوجيا وصلت الينا بطريقة غير فاعلة في تطوير حياتنا وتغيرها بشكل ايجابي، فالحاسوب “ الكومبيوتر” آلة لتفريغ الكبت والتسلية والمتعة بشكل نسبي الى حد كبير، كذلك الحال مع اجهزة الاتصال والاعلام المرئي عبر القنوات الفضائية وغيرها، لايوجد هنالك ما يساعد اعادة النظر بالمعرفة الجاهزة والتقليدية والدخول معها في حوار واعادة انتاج جديد، كل ذلك نجده في طبيعة المرأة التي ما تزال بعيدة بشكل نسبي الى حد كبير عن مجالات العمل والحركة والحرية، وكذلك التعليم الذي ما يزال مرتبطا بالجاهز الاجتماعي والثقافي الذي تعمل الدولة على تسيسه وربطه بايديولوجيتها.
3) البعد الثالث والمهم متعلق بالمجتمع ذاته وهنا نقول كما اسلفنا ان هذه الابعاد مرتبطة فيما بينها تارة ومنفصلة تارة اخرى، فبعد المجتمع في العالم العربي مكون في عدة اشكال تنتمي الى مجال القبيلة والطائفة والمدينة، وهذه الاشكال تكاد ان تشترك في بعد المعرفة الاقصائي او الرافض للمختلف او الجديد، في الاولى نجد القوقعة داخل قيم القبيلة والعشيرة وعدها بالمطلق الذي يجب تقديسه، منهج المعرفة اكتسابي عن الطريق السلف او الاقدم، وكذلك الحال مع الطائفة التي تفضل خياراتها على بقية الخيارات الاخرى معرفة وثقافة وسلوك، كل ذلك يقود الى الانغلاق ورؤية العالم في صورة واحدة لا غير، واخيرا لدينا المدينة العربية، فهذه ايضا تعاني من هيمنة الشموليات بشكل نسبي مع جميع الرؤى الكبرى والافكار النهائية الى تحد من تطور المعرفة والانسان بشكل عام، عبر جهاز الدولة والمؤسسات الثقافية بشكل نسبي وليس مطلقا.
ان تجاوز هذه الابعاد الثلاثة من شأنه ان يدخلنا نحن العرب او المجتمعات التي تعيش في العالم العربي الى مجتمع المعرفة مع الاخذ بنظر الاعتبار وجود امكانية في رصد المستقبل والتحكم به، وذلك يحتاج الى نخب ثقافية وسياسية واجتماعية تنظر بعين الاعتبار للمعرفة على انها مصلحة بشرية تساهم في تطور المجتمعات يجب التمكن من استغلالها بشكل ايجابي على صعيد الحاضر الى حد بعيد.



#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الاندماج الاجتماعي الفعال في بناء الدولة العراقية
- حرس بوابة الاخبار
- مشروع ديكارت الفلسفي وإعادة ترتيب الوجود
- المجتمع الجماهيري .. عامل محافظة ام تطور
- مفهوم الحرية ركيزة اساسية لتطور المجمتع
- محددات ثقافة الارهاب
- لماذا يفشل المثقف الحر في في انتاج ابداع مختلف (المثقف والمؤ ...
- الاحزاب السياسية والوعي العمالي ( نكوص مجتمعي ام استقلال سيا ...
- المؤسسات الثقافية العراقية ( مصدر ابداع أم تأسيس فراغ معرفي ...
- جذور الغنيمة والانتهازية لدى المثقف العراقي (محاولة في نقد ا ...
- سيميائيات حجاب المرأة
- الكتابة بين نموذجين
- نحو مدينة عراقية ..بلا هوامش واطراف .. بلا عنف واستبداد
- الهويات المغلقة - الهويات المفتوحة
- نقد سلطة المعرفة .. الحداثة والتراث في مقاربة جديدة
- هل يمكننا تجاوز تاريخ الانغلاق في المجتمعات العربية الاسلامي ...
- التعليم وصناعة الخوف لدى الطلبة .. نحو تعليم عراقي جديد
- نحو تكوين فلسفة شعبية عراقية
- لحظة إعدام صدام .. نهاية الاستبداد في العالم العربي ؟
- خصائص تربية الابداع في المؤسسة التربوية العراقية


المزيد.....




- أحدث كتلة لهب هائلة أضاءت الليل.. شاهد لحظة انفجار صاروخ -سب ...
- -مأساة أمريكية“.. بروس سبرينغستين غير منسجم مع الوضع السياسي ...
- مصمم الأزياء رامي العلي: هذه القطعة يجب أن تكون في خزانة كل ...
- وزنه يفوق طنين ومداه يصل إلى 2000 كلم: ما هو صاروخ -سجّيل- ا ...
- مسؤول إيراني يرد بقوة على ترامب: لا أحد يستطيع تهديد طهران و ...
- الحكومة الإيرانية تعلق صور القادة العسكريين القتلى إثر الهجم ...
- بلاغ للنائب العام: وفاة سبعة محتجزين بقسم العمرانية في أقل م ...
- وسط صمت حكومي.. إسرائيل تفرض أمر واقع جديد في الجنوب السوري ...
- رئيس ديوان المستشارية يؤيد ميرتس ويؤكد دعم ألمانيا لإسرائيل ...
- محافظة دمشق ترد على ما يشاع حول الأعمال الإنشائية على سفح جب ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد المسعودي - معوقات مجتمع المعرفة في العالم العربي