مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 2173 - 2008 / 1 / 27 - 09:21
المحور:
الادب والفن
مسؤولية الكتاب و المثقفين
بقلم نعوم تشومسكي
الفصل الثالث من كتاب القوى و الاحتمالات الصادر عام 1996
في أغلب حياتي كنت مساهما عن قرب في مجموعات من دعاة السلام و ذلك بالفعل المباشر و المقاومة , و في مشاريع تعليمية و تنظيمية . قضينا أياما معا في السجن و قد كان من الغريب أنها لم تمتد لسنوات عديدة , كما توقعنا بشكل واقعي منذ 30 عاما ( إنها قصة ممتعة لكنها مختلفة ) . يخلق هذا روابط من الإخلاص و الصداقة لكنه يؤدي أيضا إلى بعض الاختلافات . لذا عندما تتبنى مجموعة أصدقائي و زملائي في إزعاجها لسلطة غير شرعية الشعار القائل "قل الحقيقة للسلطة" فإنني أختلف معهم بشدة . إن الجمهور الذي تتم مخاطبته خاطئ تماما , و هذا الجهد ليس أكثر من شكل للانغماس في الذات . إنه مضيعة للوقت و سعي لا معنى له أن نقول الحقيقة لهنري كيسنجر أو المدير التنفيذي لشركة جنرال موتورز أو أولئك الذين يمارسون السلطة في مؤسسات قائمة على الإكراه – الحقيقة التي يعرفونها جيدا بالفعل في أغلب الأوقات .
مرة أخرى فإن الأهلية هي في النظام . بقدر ما يقوم أشخاص كهؤلاء بفصل أنفسهم عن إطار مؤسساتهم و يصبحوا كائنات بشرية , أخلاقية , عندها ينضمون لكل شخص آخر . لكن في أدوارهم المؤسساتية كأشخاص يمارسون السلطة فإنهم لا يستحقون أن يخاطبوا , ليسوا أكثر من طغاة أو مجرمين , الذين هم أيضا كائنات بشرية مهما كانت أفعالهم رهيبة .
أن تقول الحقيقة للسلطة ليس مهمة نبيلة خصوصا . يجب على المرء أن يبحث عن جمهور يهتم – و أكثر من ذلك ( و هذه أهلية أخرى مهمة ) يجب ألا يرى على أنه جمهور , بل كمجموعة لديها اهتمام مشترك في ما يأمل المرء أن يشارك فيه بشكل بناء . يجب ألا نتحدث إلى بل مع . هذه هي الطبيعة الثانية لأي معلم جيد , و يجب أن تكون كذلك لأي كاتب و مثقف أيضا .
ربما هذا يكفي ليقترح أنه حتى قضية اختيار الجمهور ليست تافهة كلية .
ترجمة : مازن كم الماز
نقلا عن : http://www.zmag.org/chomsky/pp/pp/htm
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟