أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي جورج - أنفلونزا الطيور والخنازير وأشياء أخرى















المزيد.....

أنفلونزا الطيور والخنازير وأشياء أخرى


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 2166 - 2008 / 1 / 20 - 01:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحت عنوان "بسبب أنفلونزا الطيور:قساوسة يوافقون على قتل 350 ألف خنزير ومشايخ يرفضون" كتب حسام أبو طالب مراسل جريدة القدس العربي بالقاهرة اليوم 18 يناير تحقيق بدئه قائلا :في مفارقة غير مسبوقة أعرب قساوسة ورهبان عن موافقتهم على قتل 350 ألف خنزير للاشتباه بنقل فيروس أنفلونزا الطيور بينما رفض مشايخ وعلماء الأزهر التخلص من الحيوان الذي يحرم القران على المسلم تناوله .
وهذا الخبر قد استفزني بشدة واضطرني للتعليق عليه قائلا :
1 هذا الخبر استفزني لأنه ماكان على هذا الصحفي أن يبدء خبره هكذا ويقول:"في مفارقة غير مسبوقة" وكان المسيحيين فى مصر يقدسون هذه الخنازير ويخرجون متظاهرين ومهددين بالويل والثبور وعظائم الأمور كل من يقترب من هذه الخنازير ولكني اعذر هذا الصحفي واعذر القاضي الذي حكم بضم الطفلتين أشرقت وماريا إلى والدهم الذي اسلم نتيجة خوفه من أن تقوم الام بإعطاء الطفلتين لحم الخنزير و اعذر غيره من المسلمين الذين يعيشون في ظل ثقافة وأعلام وكتب صفراء ودعاية تفوق دعاية جوبلز النازي وتصور لهم الأمر وكأن المسيحي في مصر لا يفيق من معاقرة الخمر ويقضى ليله ونهاره بين الزجاجة والكأس وتصور هذه الدعاية المسيحي وكأن مائدته لا تخلو من لحم الخنزير مع أن من يتأمل الأمر جيدا يجد أن الخمر ممنوعة بنص كتابي في الإنجيل ومن ينظر جيدا إلى مكونات مائدة القبطي في مصر يجدها لا تختلف كثيرا عن مائدة المسلم إلا في أوقات الصيام بينما لحم الخنزير رغم عدم تحريمه في المسيحية إلا هناك الملايين من المسيحيين في مصر لم يتذوقوه ليس عن أمر ديني بل بسبب عدم تواجده خارج القاهرة وبعض المدن الكبرى وأنا من هؤلاء الذين لم يتذوقوه إلا عندما تواجد امامى خارج مصر.
2 أن الإنجيل لدينا كمسيحيين لم يحرم لحم الخنزير والسيد المسيح له كل المجد عندما سأله اليهود عن الذي ينجس الإنسان..رد عليهم قائلا:"أن كل ما يدخل الإنسان من خارج لا يقدر إن ينجسه لأنه لا يدخل إلى قلبه بل إلى الجوف ثم يخرج إلى الخلاء وذلك يطهر كل الأطعمة " ثم قال :"أن الذي يخرج من الإنسان ذلك ينجس الإنسان .لأنه من الداخل تخرج الأفكار الشريرة:زنى,فسق,قتل,سرقة,طمع ,خبث,مكر,عهارة,عين شريرة,تجديف,كبرياء,جهل,.جميع هذه الشرور تخرج من الداخل وتنجس الإنسان ".
ورغم عدم تحريم المسيحية تناول الخنزير وتحريم الإسلام واليهودية له وكذلك رغم تقديس الهندوس للابقار أيضا الا ان هذا التحريم من جانب البعض وهذا التقديس من جانب البعض الأخر لبعض الحيوانات لا يلزمنا بشئ ولا يمنعنا احترامنا لهذه الآراء والمعتقدات أن نأكل لحوم هذه الحيوانات طالما أن مسيحيتنا لم تأمرنا بذلك.. وأيضا كما قال الأنبا مرقص أسقف شبرا فى هذا التحقيق المنشور بالقدس العربي انه اذا كانت كل الحيوانات مباح أكلها لفائدة الإنسان فانه أيضا مباح قتلها اذا ما تسببت في ضرره .
3 ان من تبنى هذا الأمر وربط بين انفلونزا الطيور والخنازير هو السيد على لبن النائب بمجلس الشعب عن الأخوان المسلمين حيث تقدم هذا النائب المبجل ببلاغ لمجلس الشعب يتهم فيه الحكومة بالتقصير في علاج المشكلة وأورد فى بيانه ما يشير الى ان الخنازير هي التى ساهمت فى نقل فيروس انفلونزا الطيور للدواجن .
ولا اعرف من اين استقى على لبن هذه المعلومة حيث انه لم يوضح فى بيانه للمجلس على ماذا استند كى يربط بين المسألتين ؟
فلو صدق تحليل السيد لبن لوجدنا فيروس أنفلونزا الطيور ينتشر انتشار النار فى الهشيم فى دول أوربا الغربية التى تنتشر بها بكثافة ظاهرة تربية الخنازير ..
ولو كان هذا الربط صحيح ما لاحظنا اى تواجد لفيروس أنفلونزا الطيور فى دول إسلامية تمنع تربية الخنزير كاندونيسيا وتركيا وبنجلاديش والسعودية وغيرها من الدول الإسلامية ولكن العكس هو الصحيح حيث ان هناك حالات اصابات بهذا الفيروس كثيرة سجلت فى هذه الدول الإسلامية وهناك وفيات متعددة أيضا .
وهنروح بعيد ليه يا عم على تعالى ننظر الى واقع حالنا فى مصر فانك لو دققت جيدا لوجدت ان المحافظات التى تنتشر بها أنفلونزا الطيور مثل المنوفية والشرقية والغربية والقليوبية وقنا وبنى سويف والمنيا والفيوم وسوهاج هى محافظات ابعد ما تكون عن الأماكن التى تتركز بها تربية الخنازير في شبرا الخيمة والمقطم .
أنا ياسيدى اعتقد أن ربطك بين الأمرين لا يعدو ان يكون محاولة للتشويه والتجريح ولربط المسيحيين باى كارثة طبيعية مثلما فعلتم سابقا عندما ربطتم بين زلازل المقطم فى التسعينات وتربية الخنازير هناك .. مع اننا لو فكرنا بنفس فكركم وتسائلنا بنفس منطقكم فهل نستطيع ان نربط بين زلازل إيران الذي أودى بحياة الآلاف او كارثة تسونامى التي ضربت اندونيسيا وبنجلاديش وأودت بحياة عشرات آلاف المسلمين وبين سلوك هؤلاء الضحايا المسلمون او معتقداتهم ام ان ما حدث فى المقطم وفى ايران واندونيسيا لايزيد عن كونه كارثة طبيعية تصيب المسلم كما تصيب المسيحي تصيب المؤمن وغير المؤمن ؟,
ولكن لأنكم غلاظ القلوب فدائما ما تحملون المسيحيون في مصر ما لا يحتمل حتى الكوارث الطبيعية.
4 أن د. امنة نصير قالت في هذا التحقيق:" أن الأمام ابو حنيفة نهى عن قتل الخنزير وأوجب على المسلم الذي يقتله بدفع تعويض لصاحبه" وأنا أقول لها سيدتي شكرا على هذه المكرمة الإسلامية واعتقد ياسيدتى أنكم كفقهاء مسلمون قد شغلتم أنفسكم وشغلتمونا كثيرا بالحديث عن الخنزير وأسباب تحريمه ولجأتم إلى لي عنق الحقائق بالقول أحيانا ان أكله يسبب البرود الجنسي لان ذكر الخنزير لا يغير على أنثاه ويتركها لذكر اخر مع ان معظم الحيوانات تفعل ذلك وقلتم فى أحيان أخرى ان هناك سبب طبى لتحريمه لأنه الحيوان الوحيد الذي يصاب بالدودة الشريطية مع أن العلم قال ان هناك حيوانات أخرى تصاب بنفس الدودة والإسلام لا يحرم أكلها كالأبقار مثلا ولو صدق كلامكم عن هذا السبب فهل الغرب بكل تقدمه وعلمه يرضى لنفسه بهذه المخاطرة الطبية بل ان تدخل العديد من مشتقات الخنزير فى صناعة الادوية ؟
اعتقد انه كان يجب عليك يا دكتورة انتى وكل رجال الدين المسلمون أن تكتفوا بالقول ان هذا التحريم أمر ديني ويجب احترامه لا أكثر ولا اقل بدل من هذه المبررات الخائبة ومهاجمة من لا يسيرون على هواكم ويحرمون لحم الخنزير.
5 كان الأجدر بالأستاذ حسام ابو طالب وبالصحافة المصرية وبأعضاء مجلس الشعب بدل من المطالبة بقتل هذه الخنازير الذي قدرها التحقيق ب350 الف خنزير (لا اعرف من اين جاء بهذه العدد؟)أن يطلب بتسهيل إقامة مزارع تربية الخنازير فى كل مكان بمصر وهذا من منظور اقتصادي بحت حيث ان انتشار تربية هذه الخنازير ربما يساهم في توفير مصدر هام للبروتين الحيواني الذى ارتفعت أسعاره بشدة في مصر (وهذا لا يعنى دعوة للمسلم للتخلي عن تحريمه لتناول لحم الخنزير ) وأظن ان هذا سيعود بالفائدة على المستهلك المصري بمسلميه وأقباطه حيث ان الأقباط كقوة شرائية قد تصل إلى 20 % عندما يجدوا مصدر بديل للبروتين الحيواني فإنهم قد يبتعدوا عن المصادر المعتادة مما سيؤثر بالإيجاب على أسعارها وان لم يساعد هذا الأمر على انخفاضها فسيساعد على ثباتها عند مستواها الحالي وعدم ارتفاعها .




#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حادثة الاعتداء على دير ابوفانا والتغطية الاعلامية له
- على من تتلو مزاميرك يا داود؟
- مأساة أسرة مرسى مطروح -المؤلفة قلوبهم وأسلمة مايكل وأخوته-
- في الذكرى الثامنة لشهدائنا في الكش
- اغتيال فرانسوا الحاج معنى الحدث ودلالاته
- هل الهدف الحفاظ على حرمة أماكن العبادة ام اغتيال صوت الأقباط ...
- الأقباط ومؤتمري المواطنة و منتدى الشرق الأوسط للحريات
- ما هكذا تورد الإبل للمياه يا دكتورة زينب
- تقرير منظمة هيومان رايتس وتش والحرية الدينية فى مصر
- قالوا للارهابى وقع نفرج عنك
- قليل من الذكاء إذا كان الحياد والحياء غير موجودان-خبر وتعليق ...
- المؤتمر القبطي بشيكاغو:المكان والزمان
- رفيق حبيب وبرنامج حزب الأخوان المسلمون
- تونس وتركيا : العلمانية والدين والحجاب والمرأة والسلطة
- ماكس ميشيل يتجمل ويتودد
- الانتفاضة المباركة
- لا نتمنى تغيير على شاكلة تغيير شاوشيسكو ولكن نريده تغيير على ...
- الراعي والرعية في كنيستنا الأرثوذكسية
- الجاني والمجني عليه في اغتيال النائب اللبناني أنطوان غانم
- إشاعة وفاة الرئيس مبارك والتوريث ومنير زخارى وأسماء أخرى


المزيد.....




- فوق السلطة: شيخ عقل يخطئ في القرآن بينما تؤذن مسيحية لبنانية ...
- شيخ الأزهر يدين العدوان على إيران ويحذر من مؤامرة نشر الفوضى ...
- مسيرة مليونية في السبعين باليمن للتضامن مع غزة والجمهورية ال ...
- إسرائيل تعرقل صلاة الجمعة بالأقصى وتمنعها في المسجد الإبراهي ...
- أوقاف الخليل: إسرائيل تمنع الصلاة بالمسجد الإبراهيمي لليوم ا ...
- من -مشروع أجاكس- إلى -الثورة الإسلامية-.. نظرة على جهود أمري ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو الصهيوني يُعاقب.. انه يُعاقب ال ...
- الشرطة الأمريكية تحقق في تهديدات ضد مرشح مسلم لرئاسة بلدية ن ...
- بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـ-أي ...
- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي جورج - أنفلونزا الطيور والخنازير وأشياء أخرى