حادثة الاعتداء على دير ابوفانا والتغطية الاعلامية له

مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 2162 - 2008 / 1 / 16 - 00:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

تعرض دير ابوفانا الاثرى والذى يرجع تاريخه الى القرن الرابع الميلادي الى اعتداء بربرى همجى يوم الاربعاء الماضى 9 يناير 2008 حيث قام عشرات المسلحين بالأسلحة الآلية بمهاجمة الدير وحرق المكتبة وهدم العديد من قلالى الرهبان المتوحدين المتناثرة حول الدير وذلك في هجوم ذكرنا بما قراناه في كتب التاريخ عن هجوم البدو والأعراب على الأديرة المختلفة فى العصر القديم .وقد قامت بعض وسائل الاعلام بتغطية هذه الحادثة المشينة ولكن هذه التغطية اختلفت وتنوعت كالاتى :
أولا وسائل الاعلام القبطية وقد تفضلت مشكورة بنقل هذه الأحداث بالصوت والصورة منذ لحظة وقوعها وأول من نقلها الى الاعلام هو الأستاذ متجلي وموقعه النشرة القبطية وقد قام هذا الرجل بمجهود خرافى يحسد عليه وان كان هذا المجهود الخرافى يمكن ان يأتى بثمر كثير لو تم توظيفه من خلال قناة تلفزيونية تنسق معه فى مثل هذه الاخبار ولذا أتمنى ان نشهد تعاون وتنسيق ما بين الأستاذ متجلي وموقعه وكل الكوادر العاملة معه فى نشرته القبطية ومع قناة كيمي المزمع بدء بثها قريبا.
أيضا من أوائل المواقع التى نقلت لنا تفاصيل الاعتداءات موقع الأقباط الأحرار الذى أصبح مرجع لبعض الصحفيين الجادين كالأستاذ حمدي رزق الصحفى بجريدة المصرى اليوم الذى نقل هذا الخبر بجريدته نقلا عن الأقباط الأحرار .
ولكن أفضل تغطية لهذه الاعتداءات هي التي قام بها موقع الأقباط متحدون فتحية شكر وتقدير للاستاذان نادر شكري وريمون يوسف اللذان انتقلا الى موقع الحدث ناقلين واقع الاعتداءات بالصوت والصورة وهذا النقل بالصوت والصورة يعتبر بمثابة تأريخ لهذه الاعتداءات وتوثيق لها كي تعتمد كمرجع لكل من يحاول العودة اليها مستقبلا ولكن اتمنى ان يستخدما الأستاذان الفاضلان تقنية أفضل في المرات القادمة بحيث يكون الصوت والصورة على درجة نقاء افضل .
ثانيا الصحافة المستقلة ونتوقف هنا عند جريدتين هما :
1 البديل التى كتب فيها الاستاذ سامح حنين منذ يومين قائلا عن الحادث انه بسبب النزاع الطائفى بين بعض المسيحيين والمسلمين على الاراضى المحيطة بالدير وهنا أقول للأستاذ سامح انك أخطأت خطأين بهذا النبأ وهما :
_ انك غالبا اكتفيت بالنقل عن بعض المصادر غير الأمينة ولم تكلف نفسك مشقة الانتقال الى ارض الواقع لتستطيع الكتابة بموضوعية عن الحادث او الاتصال بالرهبان وهم المعتدى عليهم لتسمع منهم ما حدث .
_ الخطأ الاول قادك الى الخطأ الثاني وهو وصفك لما حدث بأنه عبارة عن نزاع على الاراضى المحيطة بالدير بين المسيحيين والمسلمين وانت بذلك تقترب كثيرا من التقارير الرسمية التى تخرج بها الدولة عقب كل اعتداء على الأقباط متناسيا ان ما حدث وما يحدث فى كل حادثة يتعرض لها الأقباط هو عبارة عن اعتداء على ارض مملوكة للكنائس او الأديرة منذ مئات السنين وفى بعض الحالات توجد العديد من الأوراق الثبوتية الدالة على ذلك.. فيا سيد سامح هناك فرق كبير بين ان تكون جالس في بيتك او أرضك المملوكة لك ولأجدادك منذ مئات السنين ويأتي المعتدون كى يخرجوك منها وبين تنازعك مع احدهم على قطعة ارض لا تملكها أنت ولا يملكها غيرك .. وانت تعرف كما يعرف غيرك أن كنيستنا لا تنازع احد فى ملكه أبدا فهي كنيسة مسالمة لا تعرف النزاع او التعدي على حقوق الغير فالرجاء توخى الحذر في استخدام مثل هذه الألفاظ عند الكتابة عن هذه الحوادث(عالج الأستاذ سامح حنين هذا الخطأ لاحقا فى عدد البديل الذى صدر اليوم الاثنين 14 يناير عندما نقل لنا تفاصيل بعض ما حدث على لسان الرهبان أنفسهم واتهامهم للشرطة بتواطئها مع الجناة وتحذيرهم من كشح جديدة) . .
2 المصري اليوم والتي كتب فيها الصحفي الجرئ حمدي رزق عن هذه الحادثة ورغم انه لم ينتقل إلى موقع الحدث إلا انه ذكر النبأ بحذافيره نقلا عن موقع الأقباط الأحرار مضيفا انه ليس كل ما ينقل فى هذه المواقع"يقصد المواقع القبطية" هو محض صراخ بل هناك على حسب قوله مس من الحقيقة فيما تنقله هذه المواقع وقد تسائل حمدي رزق فى تغطيته لهذه الاعتداءات عن الأسباب الكامنة وراء هذه الهجمة البربرية على الدير ولماذا هذا الدير تحديدا ؟
وأنا اقول لك ياسيدى ان السبب فى ذلك هو مجموعة الأحقاد والأطماع ضد الدير ومنشاته من هؤلاء المتطرفين الذين لا يريدون رؤية الاخر المختلف معهم دينيا وأظن كذلك (وليس كل الظن أثم ) أن هذا الاعتداء الذى تم بتواطؤ الشرطة هو تمهيد للموافقة على إصدار قرار ببناء سور للدير والذى يطالب به الدير منذ اربع سنوات ولكن مع اقتطاع الكثير من الاراضى المحيطة بالدير والتي تمثل حرم الدير والمقام عليها قلالى الرهبان المتوحدين وهذه الاراضى لازمة لكل دير حتى تسمح بابتعاد العامة عن هذه الأديرة وتتيح للرهبان العزلة والتوحد الساعين له فهذا الأمر على حسب ظنى تمهيدا لتحجيم هذا الدير الاثرى واقتطاع الكثير من مساحته .
اما عن تساؤلك عن لماذا هذا الدير تحديدا ؟ فأنت تتساءل وكأنك لاتعلم ان هؤلاء المتطرفين فى اعتدائهم على الدير يتخذون الجيش المصرى قدوة حسنة لهم فهو الذى قام بالاعتداء على ديردير مار يوحنا "بطمس" للراهبات الذي يرعى المعاقين ذهنيا وذلك فى يناير 2004 كذلك فقد قامت الدولة بالاعتداء على دير الأنبا انطونيوس بالبحر الاحمر وغير هذا الكثير من الاعتداءات . ولكن رغم كل هذا فأننا بالمقارنة بين موقف حمدي رزق الجرئ ومواقف بعض الصحفيين والكتاب الأقباط نجد أن كلمة واحدة من صحفي او كاتب مسلم مستنير افضل مليون مرة من آلاف اللقاءات والكتابات لبعض الكتاب والصحفيين ومن يقال لها مفكرين اقباط وهم ليسوا الا مجموعة من الذميين الجدد الذين يبررون بمواقفهم وأقوالهم كل الاعتداءات التى يتعرض لها الأقباط ((غير بعيد عن هذا الموقف ما كتبه د.مصطفى الفقى في أهرام الثلاثاء الماضي 8 يناير 2008 تحت عنوان "حوار العصر‏..‏ الكل في واحد" والذي اعترف فيه بكل صراحة بحوادث اختطاف القاصرات من الأقباط مناقضا ما قاله العديد من الذميين الجدد الذين نفوا هذا الأمر فى العديد من البرامج التلفزيونية والعديد من المقالات الصحفية ويأتى على راس هؤلاء جمال اسعد ونبيل لوقا بباوى وغيرهم فهذا الاعتراف من رجل مسلم بحجم مصطفى الفقى تبوء العديد من المناصب الرسمية منها سكرتير الرئيس للمعلومات ورئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشعب وغيرها من المناصب ,هذا الاعتراف يضع كل ذمي وكل متعصب وكل ناكر لمعاناة الأقباط فى حجمه الصحيح)) .
ثالثا الاعلام الرسمي وهو الممثل في الصحف التي يقال عنها قومية والتلفزيون الرسمي وقد تعامل الاعلام الرسمى فى هذه الحادثة كما تعامل من قبل فى كل الاعتداءات السابقة التى تعرض لها الاقباط اما بالتجاهل التام او انتظار اى بيانات رسمية تصدر من الدولة كي يذيعها كما هى وكفى المؤمنين شر القتال .. ومنطق التجاهل للمشاكل القبطية هذا الذي يتعامل به إعلامنا الرسمي والشبيه بتصرف النعام وقت الخطر لن يفيد او ينفع احد فالإخطار تحيط البلاد من كل جانب والنار تحت الرماد ولن يفيدنا أبدا تجاهل هذه الأخطار ودفن رؤؤسنا فى الرمال بل يجب مناقشة مشاكل الأقباط ومعاناتهم واتخاذ الوسائل العاجلة لمعالجتها واهم هذه الوسائل العاجلة هو التعامل بيد من حديد مع كل من تسول له نفسه الاعتداء على الأقباط وعلى ممتلكاتهم وكنائسهم وأديرتهم وبدون هذا الامر وبدون خطوات علاج كثيرة أخرى ستستمر بلادنا فى السقوط فى هوة عميقة هي هوة الطائفية والتشرذم.

#مجدي_جورج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات