على من تتلو مزاميرك يا داود؟

مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 2158 - 2008 / 1 / 12 - 03:39
المحور: كتابات ساخرة
    

شاهدت بالأمس واستمعت إلى الكلمة التي ألقاها د / احمد زويل في جامعة أسيوط وقرأت أيضا بجريدة الشرق الأوسط خبر عن إلقاء د.زويل محاضرة فى جامعة اليمامة بالرياض حول العديد من القضايا العلمية .
وفى حديثه فى أسيوط تحدث عن التقدم العلمي الذي بلغه قدماء المصريين واكتشافهم وتوصلهم الى العديد من الاكتشافات قبل العالم اجمع وتحدث أيضا مخاطبا الحضور بضرورة الاهتمام بالعلم والعلماء وان نفعل مثلما فعلت الصين وأبنائها الذين غزوا العالم وغزوا جامعات أمريكا على حد قوله وتمنى الرجل لمصر كل ازدهار وتقدم.. ولكني اقول له من أين يأتي هذا التقدم وهذا الرقى في مصر فى ظل هذه الحكومة يا دكتور ؟
فنحن فى مصر يا د , زويل أصبحنا الان لا نعرف من العلوم إلا علوم الدين ولا نعرف من العلماء إلا علماء الدين ..العالم كله يهتم وينفق جزء كبير من ميزانيته على علوم الطب والهندسة والفيزياء والكيمياء والهندسة الوراثية وغيرها ونحن نوجه معظم ميزانية التعليم للأنفاق على الأزهر وعلى التعليم الديني وعلى علماء الفقه والشريعة والنحو والصرف والعلاج بالحجامة وبول البعير ..العالم كله من حولنا يكرم ويستضيف في وسائل أعلامه علماء يحدثونه عن أخر إنجازات العلم وأخر تطوراته ونحن نكرم ونحنى رؤؤسنا ونسلم عقولنا لعلماء الدين ورجاله الذين يحدثون الناس ويفتونه فى كل شئ بداية من جواز نقل الأعضاء ونهاية بكيفية جماع الرجل لزوجته او حكم دخوله الحمام بقدمه اليسرى بدل من اليمنى .. العالم كله يرسل مبعوثين كي يتلقوا العلم في جامعات العالم المتقدم ونحن لانهتم إلا بإرسال مبعوثى الأزهر الى معظم دول العالم وعلى نفقة الدولة ومن أموال دافعي الضرائب .
وهل تعرف يا دكتور من السبب فى كل هذا ؟
السبب الرئيسي فى كل هذه الأمور هو النظام وحكومة هذا النظام التي فسدت وأفسدت كل شئ فى بلادنا .. فبلادنا كانت جميلة وكان مستوى معيشة الفرد معقول وحجم البطالة فى حدود معقولة ولم يكن بها تعصب وتخلف مثل الذي تراه الآن ولكن النظام الحالي هو الذى خدر الناس وأغرقهم بالدين ومظاهره كي يليهم عن مشاكلهم الحقيقية من تردى للأوضاع المعيشية إلى البطالة إلى تزايد معدلات الفقر إلى.....
يا دكتور لا تصدق حكومتنا في حديثها حول عزمها الاهتمام بالعلم والعلماء ولا تصدقها عندما تقول انها تعتزم تكوين مجلس علماء يضمك بالإضافة إلى دكتور / مجدي يعقوب وعدد آخرين من العلماء ولا تصدقها عندما تقول أنها حكومة الكترونية أو أنها تقيم في القرية الذكية فهذه الحكومة فهذا النظام وهذه الحكومة هما السبب في التخلف والجهل والتأخر الذي وصلنا إليه .فهى حكومة لاتهتم الا بتاصيل وترسيخ الجهل والتخلف والا بماذا تفسر لى ما يحدث من تناقض بين حديثها السابق وأفعالها وحرصها على الاستمرار فى اغراق الناس فى الدين ومظاهره من خلال وسائل الأعلام التى تملكها وتنفق عليها ؟
فقد كانت الاهتمام بالدين فى وسائل الاعلام فيما سبق فى حدود معقولة ومقبولة وكنت لاتجد في خريطة البث التلفزيوني إلا بعض البرامج الدينية القليلة كحديث الروح الذي لم يتجاوز الخمس دقائق او نور على نور وأحاديث الشيخ الشعراوى بعد صلاة الجمعة بينما الان ستصعق اذا نظرت الى خريطة البث التلفزيونى فالقناة الأولى بلغت ساعات بثها العام الماضي 8166 ساعة و48 دقيقة منها 652 ساعة و31 دقيقة لبرامج دينية صريحة ناهيك عن تداخل الموضوعات الدينية واستضافة رجال دين فى معظم البرامج الأخرى .
والقناة الثانية التي كان البعض يتندر عليها سابقا ويقول أنها لم تعلن إسلامها بعد لعدم إذاعتها الأذان فى مواعيده ولاهتمامها بالأفلام والبرامج الأجنبية الان تحولت بقدرة قادر إلى قناة تقوم ببث 333 ساعة و27 دقيقة برامج دينية صريحة خلال العام الماضي بالإضافة الى استضافة رجال( وسيدات) دين او مناقشة مواضيع دينية فى برامج اخرى مثل برنامج البيت بيتك وغيره .
والقناة الثالثة بثت 557 ساعة و 41 دقيقة برامج دينية صريحة من 6103 ساعة بث خلال العام الماضي هذا بخلاف استضافة رجال دين او مناقشة مواضيع دينية فى برامج أخرى لا تصنف على انها برامج دينية ,
وهكذا الأمر يا دكتور في باقي القنوات التلفزيونية زد على ذلك هناك إذاعة خاصة للقرآن الكريم ينفق عليها من أموال الدولة ولن أزيد همومك وهموم القراء بالحديث عن مجلات وصحف دينية كاللواء الاسلامى وغيرها التي ينفق عليها أيضا من أموال الدولة .
ورغم كل مظاهر التدين ورغم زيادة ساعات البث التلفزيوني للبرامج الدينية على جميع قنوات التلفزيون ورغم كل هذا الاهتمام الاعلامى بالدين ومظاهره ورغم أننا أصبحنا لانفتح أجهزة تلفزيوناتنا إلا ونجد احد رجال الدين او أحدى سيداته تفتينا في كل شئ إلا ان الجريمة والسرقة واغتصاب الحقوق والنصب زادوا عن ذي قبل.
د.زويل العالم كله يتقدم من حولنا لأن لديه علماء حقيقيين, علماء في شتى مجالات الحياة يقدمون ويفكرون ويبتكرون كل ما ينفع الإنسان وكلما زاد هؤلاء العلماء عندهم كلما زادوا تقدماً بينما الأمة العربية كلما زاد علمائها كلما زادت تأخراً وجهلاً وفقراً ولن تتقدم إلا بالتخلص من مثل هؤلاء العلماء المزيفين والاهتمام بالعلماء الحقيقيين من أمثالك أنت ودكتور مجدي يعقوب ود , فاروق الباز ود , رشدي سعيد وغيرهم فأنتم من تنظرون وتفكرون في المستقبل ولكن علمائنا الحاليين لا يفكرون ولا يهتمون إلا بالماضي الذي يريدون أن يعيدونا إليه بصفته الوصفة السحرية لحل جميع مشاكلنا ,
د.زويل شكرا لتشريفك جامعة أسيوط وشكرا لمحاضرتك فى جامعة الدمام بالرياض ولكني اقول لك على من تتلو محاضراتك ولفائدة من تضيع وقتك الثمين ؟
هل كل هذا لفائدة ومصلحة الأمة العربية ؟
أرجوك لا تضيع وقتك الثمين فهذه امة ضحكت من جهلها الأمم ..امة تعيش على المكابرة وعلى النرجسية وتقول لنفسها انها خير امة أخرجت للناس ..امة تستسيغ الخداع وتقول هل من مزيد .. امة يستطيع نصاب بدرجة دكتور ان يخدعها ويقول لها ان كل منجزات الغرب وكل اختراعاته سبق وبشر بها القران..دكتور لاهم له إلا لي عنق الحقائق وتأويل الآيات كي يضحك بها على جهلة هذه الأمة ويقول لهم أن هذا هو الأعجاز العلمي للقران مع أن المفروض في القران ان يكون كتاب دين وهداية وليس كتاب كيمياء او فيزياء كما كتب د.خالد منتصر فى كتابه "وهم الأعجاز العلمي"ولكن ماذا تفعل مع دكتور فشار كاذب ومدعى وجد مجموعة من الجهلة تصدقه وتجزل له العطاء وتطالبه بالمزيد فاستزاد الرجل وكله بحسابه.
د. زويل عد الى معملك والى أبحاثك وقل على هذه الأمة السلامة طالما أن هذا الرجل وأمثاله تفتح له وسائل الأعلام أبوابها وأصبحت كتاباته من المقررات الثابتة المفروضة على القراء.

#مجدي_جورج (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل