أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - موقف المفاوض الفلسطيني الحقيقي من القانون الدولي والشرعية الدولية؟؟















المزيد.....

موقف المفاوض الفلسطيني الحقيقي من القانون الدولي والشرعية الدولية؟؟


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2162 - 2008 / 1 / 16 - 03:16
المحور: القضية الفلسطينية
    


يقع التقدير السياسي والقانوني والأخلاقي لما أقدم عليه الراحل ياسر عرفات من القبول في الدخول في عملية تفاوضية مع إسرائيل في مطلع تسعينيات القرن الماضي ،وبالتحديد منذ مؤتمر مدريد عام 1991 ، دون الاستناد إلى مرجعية واضحة للتفاوض تؤدي إلى الانسحاب الكامل من جميع الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 67، وضمان حق العودة على الأقل من الناحية النظرية من جهة وعدم إتباع قواعد القانون الدولي والإنساني الدولي منه على وجه الخصوص الناص على ضرورة اعتراف الدولة المحتلة أولا بحقوق الشعب الواقع تحت الاحتلال وتنفيذ هذا الاعتراف عملا وواقعا قبل تقديم أي اعتراف سياسي ودبلوماسي أو حتى قانوني لهذه القوة المحتلة ، يقع كل هذا وفقا للتقييم العلمي لنهج الراحل عرفات في التفاوض مع إسرائيل على انه من باب الخطيئة السياسية الكبرى ولا شك . ومن يريد أن يكابر أو يزايد بغير ذلك ، عليه مراجعة مسيرة إسرائيل العملية في سياق مسيرة التفاوض حتى عام 2000 ،على الأقل ، حينما التهمت مساحات واسعة وجوهرية من الضفة والقدس بفعل سياسة الاستيطان المتواصلة والمستمرة ، والتي أجهضت كل حلم في الحديث عن الدولة المستقلة .
وبرغم ما سبق ذكره من تقدير لمسيرة الراحل في نهج مسيرة السلام ، إلا انه كان يضع في اعتباره وفي حساباته هدف تحقيق ذلك الحد الأدنى من حقوق الفلسطينيين المتمثلة بالدولة المستقلة على كامل أراضي ال67 ، وضمان حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة أو ترحيله صراعا للأجيال الفلسطينية ومعها العربية القادمة . وبرأي المتواضع أن التفاوض مع الاحتلال في نظر عرفات كان وسيلة من الوسائل رغم الدمار الهائل الذي جلبته هذه الوسيلة على الشعب والقضية من خلال إفرازاتها ونتائجها على صعيد الأرض الفلسطينية المحتلة أو وحدة شعبها وتحديدا في الضفة والقطاع .

للمرة الألف أبقى اردد في كثير من مقالاتي وكتاباتي العديدة أن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ابتليت بقيادة سياسية وأمنية هي كانت في الأصل الضمانة الأساسية لأوسلو كيلا يحيد عن الهدف والمنطوق الذي رسم له أمريكيا وإسرائيليا . وكان عرفات يدرك ذلك ، ولكنه قبل بهذين المستويين الأمني والسياسي على أمل أن يؤدي أوسلو إلى الدولة المستقلة المنشودة ولكن على كامل الأراضي المحتلة عام 67 .

هذه القيادة لا يجوز لنا أن نقول بشأنها أنها "تؤمن" بالتفاوض كخيار تاريخي واستراتيجي ابدي ، وإنما هي ترى وتعتقد أن التفاوض وفقا لبنيتها "المصلحية" القائمة على الذاتية والفردية هي الوسيلة الأفضل إتباعا ، ولذلك يكون التفاوض لديهم استراتيجي وتاريخي ابدي وربما أزلي . وقد قلنا في أكثر من سياق ومناسبة أن هذا التفاوض الاسمي ( لان الحديث عن قتال المفاوضات لا أساس له) نتائجه متروكة بيد الأمريكيين والإسرائيليين ؛ انه التسليم المطلق بما يقدمه الأمريكيون والإسرائيليون.

وبعيدا عن الدلائل الواضحة لهذا التوجه للمفاوض القادم بعد مرحلة رحيل عرفات ،وبعد محاولات احتواء حماس سياسيا من خلال الانتخابات وحتى التخطيط لإقصائها بالقوة والحسم العسكري ( مشروع دايتون ، الذي أجهضته حماس بالخطوة الاستباقية في حزيران 2005 ) دعونا ننظر إلى دلائل هذه التوجه البائن بالقبول بالرؤية الأمريكية والإسرائيلية للتسوية منذ دعوة بوش الابن للقاء انابوليس وحتى الزيارة الأخيرة له لإسرائيل ورام الله قبل أيام قلائل .
فالرئيس محمود عباس وبطانته في رام الله تتدرجوا شكليا بالهبوط بمحتوى ومضمون الوثيقة التي تحدثوا على الاتفاق عليها مع الحكومة الإسرائيلية، من خلال أكثر من تسعة لقاءات مع أولمرت وأركان حكومته في القدس المحتلة ، إلى أن وصلت إلى بيان مشترك ثلاثي الجهات أمريكية وفلسطينية إسرائيلية تتحدث عن انجاز إطلاق مفاوضات دون قيود أو حدود أو مرجعيات دولية سوى مرجعية خارطة الطريق الوصفة الأكيدة لدولة الجدار وافتعال حرب أهلية داخلية في الأراضي المحتلة، وتبرير جرائم الاحتلال واعتبار تصاعدها ضد المقاومة الفلسطينية أمرا عاديا حتى ولو كان في ظل حديث عن سلام أو عقد لقاءات واجتماعات فلسطينية رسمية مع الاحتلال في القدس المحتلة باعتبار أن ذلك يقع في مشروع مشترك لمحاربة الإرهاب . ولهذا فليس غريبا أن يكرر المفاوض الرسمي في رام الله ذهابه مجددا إلى طاولة المفاوضات ، وهذا ملاحظ للجميع على الأقل في اللقاءات التي سبقت انابوليس وبعده مرورا بمؤتمر باريس وكل اللقاءات التي تلت الأخير انتهاء بمجزرة غزة الأخيرة في حي الزيتون بتاريخ 15 – 1- 2008 ،والتي استشهد فيها حتى لحظة كتابة هذا المقال أكثر من 11 شهيدا وما يربو على الأربعين جريحا بينهم 12 في حالة خطيرة جدا وحرجة . يذكر أن هذه المجزرة سبقها بيوم واحد فقط لقاء تفاوض جمع رئيسي التفاوض الفلسطيني والإسرائيلي احمد قريع وتسيبي لفني في القدس المحتلة ، والمعنى أن ارتكاب تلك المجازر بحق الفلسطينيين في غزة أو الضفة ،بات من مقتضيات ومتطلبات عملية التفاوض الثنائية القائمة أساسا على محاربة المقاومة الفلسطينية، تحت مسمى الإرهاب الذي شرعه ما يسمى بمشروع عملية السلام في مخالفة غريبة وسابقة خطيرة لطبيعة الأمور ومنطقها فلسفيا وتاريخيا ،وما استقر عليه العمل الدولي الحديث في مجال القانون الدولي والعلاقات الإنسانية والدولية على وجه العموم.

والرئيس عباس وبطانته أصروا على انجاز إطلاق مفاوضات والاستمرار فيها رغم أن الاستيطان والتوسع فيه في الضفة والقدس كانت فاتحة لقاءات منجز إطلاق مفاوضات مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي .أما الحديث عن تصاعد جرائم الاحتلال قتلا واغتيالا واجتياحا في غزة ونابلس وقبيل وأثناء وعشية كل اجتماع مع الحكومة الإسرائيلية وحتى عشية زيارة بوش نفسه للمنطقة وما تلاها فعنها الحديث يطول جدا . والمفارقة العجيبة والصارخة ما بين انابوليس وباريس ، كيف أن الأول سياسيا جاء بصفر مكعب للفلسطينيين مع إضافة مع سبق من تكثيف وتصاعد العدوان الإسرائيلي عليهم ، والثاني جاء بزيادة عن ما يطلبه المفاوض الفلسطيني من أموال ، وكأن الفلسطينيين قطعان ماشية تسمن بالعلف ثم تذبح بسكين الاحتلال .هذا إذا كان هذا العلف من نصيبه ، وليس من نصيب أصحاب الاستثمارات والوكالات التجارية والأمنية لقيادة التفاوض الرسمية في رام الله .

يأتي الرئيس الأمريكي دبليو بوش إلى إسرائيل ورام الله ، ويؤكد في افتتاحية هذه الزيارة سواء في إسرائيل أو رام الله على دعم أمريكا لأمن إسرائيل كدولة يهودية وعلى عمق التحالف الاستراتيجي بين الدولتين في مواجهة إيران وحزب الله وحماس وسوريا . ويؤكد الرئيس بوش على رؤيته المفعمة بالأمل لحل القضية الفلسطينية القائمة على شطب حق العودة وبقاء التجمعات الاستيطانية الكبرى التي تشكل 80 – 90 % من المستوطنات والمستوطنين ، ويطمئن الجانب الفلسطيني بوقف توسيع وإزالة بعض البؤر الاستيطانية العشوائية ، وهذا يعني من الناحية القانونية والسياسية أن هذه البؤر العشوائية تقع في دائرة الجدل المفتوح بين ما هو شرعي منها وعدم شرعي ، ليس هذا وحسب بل إن الرئيس الأمريكي أعلنها صراحة هذه المرة في سياق مؤتمره الصحفي مع الرئيس عباس في 10 – 1 – من الشهر الجاري بان الأمم المتحدة قد فشلت سابقا في حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي ، وانه ينظر إلى رؤية جديدة مفعمة بالأمل لحل الصراع ، وهذا يعني بما لا يقبل الشك إزاحة كل القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ومجمل ما يسمى بالشرعية الدولية المتعلقة في هذا الإطار . ويأتي هذا الحذف الأمريكي لتلك القرارات متوافقا مع رؤية بوش لمفهوم الدولة الفلسطينية مرفقا معها رسالة الضمانات المرسلة إلى شارون في عام 2004 ، وهي رؤية تؤدي إلى دولة الكانتونات والباتستونات التي ستؤدي إلى خنق الفلسطينيين فيها ومن ثم ستضطرهم إلى الهجرة إلى الأوطان البديلة في الأردن ودول الجوار أو الشتات .ومع كل هذا نجد أن الرئيس عباس ومعه مفاوضيه يؤكدون في ذات اللحظة أن زيارة بوش تاريخية وأعطت الأمل للفلسطينيين ، فعن أي أمل يتحدثون ؟؟.

إن من العيب والمخجل أن تطالب الطبقة السياسية التفاوضية في رام الله حماس بالالتزام بالشرعية الدولية، وهي نفسها من تتنصل من هذه الشرعية استجابة للشروط والمطالب الإسرائيلية والأمريكية. لكم كان الأمر مخزيا ومحزنا في آن ، أن يطالب الرئيس عباس حماس في اللقاء الصحفي المشترك مع الرئيس الأمريكي جورج بوش بالالتزام بالشرعية الدولية ، كل الشرعية الدولية ، في حين أن نظيره الأمريكي قبل لحظات في هذا اللقاء قد اسقط كليا هذه الشرعية لصالحه رؤيته المفعمة بالأمل!!.
15-1- 2008
باحث حقوقي وسياسي فلسطيني



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يهودية الدولة في قلب حل الدولتين لشعبين
- الخيار الوطني المطلوب من الرئيس عباس
- من المسؤول عن جرائم الحرب في الاراضي المحتلة؟؟
- أنابوليس فرصة اسرائيلية ثمينة لمضاعفة جرائمها ضد الفلسطينيين
- ألا يعرف الرسميون العرب والفلسطينيون حقيقة انابوليس؟؟
- ممنوع اخراج اللاجئين الفلسطينيين خارج النطاق العربي
- سوف لن يرميكم الشعب الفلسطيني بالخيانة جزافا
- غياب الاطار التمثيلي الديمقراطي للاجئين الفلسطينيين
- برنامج الحد الادنى بين فتح وحماس
- ماذا نفهم من ترحيل اللاجئين الفلسطينين الى البرازيل؟
- الاسرى الفلسطينيون في بادرة - حسن النوايا الاسرائيلية-
- الانتهاكات في الضفة الغربية مغيبة عن الرصد الحقوقي والاعلامي
- ماذا يعني فشل مؤتمر الخريف فلسطينيا؟؟
- سوابق خطيرة بحق - حق العودة -
- مؤسسات حقوق الانسان و- التشاطر - على حماس!!
- الضفة الغربية : في سجون السلطة معتقلون سياسيون مغيبون!!
- حماس وحصاد انتخابات كانون ثاني 2006
- فلسطين : لماذا تغلق الجمعيات الاهلية والخيرية؟؟
- مشروع اجتثاث المقاومة
- الجزيرة الغائبة عن ما يجري بالضفة الغربية


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - موقف المفاوض الفلسطيني الحقيقي من القانون الدولي والشرعية الدولية؟؟