أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - أنابوليس فرصة اسرائيلية ثمينة لمضاعفة جرائمها ضد الفلسطينيين















المزيد.....

أنابوليس فرصة اسرائيلية ثمينة لمضاعفة جرائمها ضد الفلسطينيين


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2119 - 2007 / 12 / 4 - 10:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يقتصر الانجاز الإسرائيلي والأمريكي من لقاء انابوليس، على التأكيد على امن دولة الاحتلال ويهوديتها ،وإطلاق مشروع التطبيع مع الدول العربية التي يقال أنها لم تطبع بعد ، وعلى تحقيق الشروط الإسرائيلية في ذلك اللقاء فيما يتعلق بالاتفاق على إطلاق مفاوضات ثنائية من عدم ذكر للقضايا للرئيسية للصراع ولا تحديد سقف زمني يتم خلاله التوصل إلى حل أو اتفاق نهائي ، كما صرح بذلك رئيس وزراء حكومة الاحتلال أيهود أولمرت عندما أشار إلى انه لا يوجد حد زمني بإقامة دولة فلسطينية عام مع نهاية 2008 ،بل إن الانجاز الميداني والعملي للاحتلال من انابوليس كاجتماع دعت إليه الإدارة الأمريكية قبل انعقاده وأثنائه وبعده ،تمثل في زيادة إعطاء جانب الشرعية على جرائم الاحتلال المختلفة ،من اغتيالات واعتقالات واجتياحات وتدمير وتخريب وخنق وحصار،وغيرها من الانتهاكات الصارخة التي تعتبر وفقا للعرف والقانون الدولي جرائم حرب بامتياز .

فمنذ اتخاذ حماس لخطوتها الأمنية في قطاع غزة، في منتصف العام الجاري ،والتي أوضحت أنها اضطرارية في مواجهة إقطاعيات أمنية كان يقوم على الإشراف عليها المنسق الأمريكي دايتون ،والتي يشهد كثير من مراقبين منصفين على أنها كذلك ،اتخذت قيادة السلطة المتواجدة في رام الله كل ذلك سببا وذريعة لإعلان القطيعة النهائية مع حماس ،وان كانت تغطي على ذلك في سياق شروط تعجيزية لا يمكن أن تقبل بحال ،من مثل العودة عن "الانقلاب" وعودة الأمور إلى كانت عليه . واتجهت هذه القيادة في طريقها إلى حد بعيد في التنسيق مع إسرائيل امنيا وادرات الظهر لكل دعوات حوار فلسطينية أو عربية ، بحيث أصبح الحصار والخنق على قطاع غزة مضاعفا ليشمل قطع وتقليص إمدادات الوقود والغاز والغذاء وبالطبع الكهرباء كما في مصادقة المحكمة العليا الاسلرائيلية مؤخرا ،وأما الاغتيال والاجتياح فهو أمر يومي كالمعتاد مع رفع وتيرته بالتأكيد ، وفي الضفة الغربية أصبحت عملية ملاحقة الفلسطينيين وزجهم في السجون وإغلاق وتدمير مؤسساتهم الخيرية والاجتماعية أمرا منسقا تمام التنسيق بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي ، والحجة في كل ذلك محاربة "أعداء الشرعية" ومنع "انقلابهم" مجددا في الضفة الغربية .وأعداء الشرعية هؤلاء تم انتخابهم في انتخابات المجلس التشريعي والمجالس المحلية بالغالبية الساحقة!!.

ومع الدعوة إلى انابوليس ،وبث حديث آمال السلام وتطلعاتها ،رغم أن الأمور واضحة من هكذا دعوة على مستوى الشكل والمضمون: بان لا علاقة لها بأي حل أو تسوية تؤدي إلى تحقيق مطالب الفلسطينيين الدنيا في الدولة المستقلة وضمان حق العودة، بل هو جزء من تكتيك وترتيب أمريكي إسرائيلي يتطلبه مشرعهما المشترك في المنطقة، وبالتحديد في سياق التخطيط والتفكير لمواجهة قادمة تبدأ بغزة وتتدحرج دراماتيكيا حتى تصل لطهران ،وجدت إسرائيل من تهافت قيادة رام الله و(الاعتداليين) العرب على الترحيب بلقاء انابوليس فرصتها للامعان أكثر وأكثر في ملاحقة الفلسطينيين واغتيالهم واعتقالهم وانتهاك حقوقهم الإنسانية وتشديد الحصار عليهم ،لطالما أن هناك تغطية سياسية من قبل بعض الفلسطينيين والرسميين العرب ،إذ لطالما أن الأمر يتعلق بالسلام وجهوده ومحاربة الإرهاب وقمع أدواته ووسائله ،وتحقيق الأمن للكيان المحتل المستهدف من قبل الإرهابيين الفلسطينيين .وهذا ما كانت عليه أوسلو وجاء انابوليس للتأكيد عليه وزيادة هذه المرة .

ومن تابع خطب الافتتاحية لانابوليس وجد أنها فقط تركز على محاربة "الإرهاب" الفلسطيني وعلى ضرورة حفظ امن الاحتلال وشرطه الجديد بالاعتراف ب"يهودية" الدولة ،وبدا كيف هو التناغم بين بوش وأولمرت والرئيس عباس حول واجب القضاء على "الإرهاب" ومحاربة ذرائعه. وبانعقاد انابوليس هذه جاءت مرحلة جديدة ومتطورة عن سابقاتها في شرعنة وتبرير مكافحة المقاومة والنضال الفلسطيني .

وإذا أردنا أن نثبت حقيقة وواقع انتهاز الإسرائيليين لانابوليس وتأييد الرسميين العرب والفلسطينيين له فرصة ثمينة لمضاعفة جرائمها ضد الفلسطينيين ، فما علينا إلا أن نراجع تقارير مؤسسات حقوق الإنسان حول مدى تضاعف تلك الجرائم والانتهاكات بين يدي لقاء انابوليس الذي جرى في 27 11 – 2007 ، وسأستشهد هنا بتقريرين صادرين عن مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان حول الجرائم و الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني لشهر تشرين الثاني من العام الحالي ، ففي تقريرها الشهري لتشرين الثاني والمنشور بتاريخ 1- 12 – 2007 الذي أعده المحامي والباحث أحمد سمير طوباسي من مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان عن عدد الذين تم اعتقالهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في ذلك الشهر ، أشار المحامي الطوباسي إلى انه تم اعتقال أكثر من 600 فلسطيني من بينهم ثلاثة أعضاء في المجلس التشريعي الفلسطيني . وفي التقرير التالي للتضامن الدولي لشهر تشرين الثاني عن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين بتاريخ 2-12- 2007،أكد الباحث احمد طوباسي بان 36 شهيدا قد قضوا نحبهم بفعل آلة الحرب الإسرائيلية من بينهم 19 شهيدا قضوا اغتيالا " خارج نطاق القانون "،بالإضافة إلى ما تضمنه التقرير من حديث عن هدم أكثر من ثلاثين منزلا واعتداءات على المقدسات .

وان دلت المعطيات السابقة على شيء، بالنظر إلى حجم ونوع الاعتداءات الواردة في تلك التقارير ،فإنما يدل على مفارقة عجيبة وصارخة ، بين حديث رسميين فلسطينيين وعرب عن انابوليس كفرصة ثمينة لا تنبغي إضاعتها للسلام ، وبين الحقائق الموجودة في الأراضي المحتلة من تفاقم وتيرة الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ،ويكفي أن نشير في هذا الصدد إلى أن مجموع ما تم اغتياله في قطاع غزة من فلسطينيين مع بداية شهر كانون الأول الجاري قد تجاوز أكثر من عشرة شهداء ،بالإضافة إلى اعتقال أكثر من 86 فلسطينيا، نصفهم تم اعتقالهم ليلة أمس 2-12- 2007 ،واعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية 26 مواطنا فلسطينيا في نفس الليلة معظمهم من قرية عقربا شرق مدينة نابلس.

بالفعل إنها مفارقة عجيبة بين حديث فلسطينيين وعرب عن فرص سلام ثمينة ،ويبن ترجمة هذه الفرص إسرائيليا باعتبارها محطات سانحة تجد تغطية فلسطينية وعربية لمضاعفة الاغتيال والاعتقال والاجتياح ضد الشعب الفلسطيني ، وذلك كله تحت بند محاربة "الإرهاب" الفلسطيني.

* باحث فلسطيني في مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألا يعرف الرسميون العرب والفلسطينيون حقيقة انابوليس؟؟
- ممنوع اخراج اللاجئين الفلسطينيين خارج النطاق العربي
- سوف لن يرميكم الشعب الفلسطيني بالخيانة جزافا
- غياب الاطار التمثيلي الديمقراطي للاجئين الفلسطينيين
- برنامج الحد الادنى بين فتح وحماس
- ماذا نفهم من ترحيل اللاجئين الفلسطينين الى البرازيل؟
- الاسرى الفلسطينيون في بادرة - حسن النوايا الاسرائيلية-
- الانتهاكات في الضفة الغربية مغيبة عن الرصد الحقوقي والاعلامي
- ماذا يعني فشل مؤتمر الخريف فلسطينيا؟؟
- سوابق خطيرة بحق - حق العودة -
- مؤسسات حقوق الانسان و- التشاطر - على حماس!!
- الضفة الغربية : في سجون السلطة معتقلون سياسيون مغيبون!!
- حماس وحصاد انتخابات كانون ثاني 2006
- فلسطين : لماذا تغلق الجمعيات الاهلية والخيرية؟؟
- مشروع اجتثاث المقاومة
- الجزيرة الغائبة عن ما يجري بالضفة الغربية
- اللاجئون الفلسطينيون مستهدفون ولايتحركون
- المفاوض الفلسطيني لايلتزم بالشرعية الدولية!!
- في تفسير رفض الرئيس عباس للحوار مع حماس؟؟
- استهداف غزة...قبل الخريف ام بعده؟؟


المزيد.....




- جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و ...
- -ورقة مساومة-.. الآلاف من المدنيين الأوكرانيين في مراكز احتج ...
- -مخبأة في إرسالية بطاطس-.. السعودية تحبط محاولة تهريب أكثر م ...
- -غزة.. غزة-.. قصيدة ألمانية تستنطق واقع الفلسطينيين وتثير ال ...
- بسبب هجومات سيبرانية.. برلين تستدعي سفيرها في موسكو للتشاور ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- بوتين للحكومة في اجتماعها الأخير: روسيا تغلبت على التحديات ا ...
- مصر.. اتحاد القبائل العربية يحذر من خطورة اجتياح رفح ويوجه ر ...
- تقرير: مصر ترفع مستوى التأهب العسكري في شمال سيناء
- بعد ساعات على استدعاء زميله البريطاني.. الخارجية الروسية تست ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - أنابوليس فرصة اسرائيلية ثمينة لمضاعفة جرائمها ضد الفلسطينيين