من شرب كأس الغربة , عرف طعم الوطن .. !؟

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2160 - 2008 / 1 / 14 - 08:24
المحور: الادب والفن
    

1 - أنا الغربة
أنا القاتلة
أنا الاّثمة
الشريرة الكالحة .
أنا الغربة القاسية .. المالحة
أنا الغربة الفارغة
المانحة
القاهرة
الظافرة .. !؟

كل من شربني
عرف طعم الوطن
عرف معنى الوجود
من عاش معي
عاش العالم في كيانه
في ذاته
في أحاسيسه ومشاعره
عاش فرحاً دائماً
ألم .. وفرح البشرية
ألم .. ساكن في الخلايا الداخلية
ضاق طعم العذاب المحلَى بشذى الوطن !؟

يا لروعة الغربة
كم أهدتنا .. ولم نعط
كم شربنا .. ولم نرتو
من مرَ وعاش فيها
مولود في الأرض كلها
كم شاهدنا وعشنا من رعود وعواصف
كم شاهدنا من اّبار حفرت
لم تخرج الينابيع
لم نجن حصاداً
بل كانت وعوداً .. وأمنيات .. وفسحات وامضات
كم شاهدنا و مريَنا في إلتواءات .. في طيَات العالم
ولم نر انكساراً
الغربة مفتوحة للريح , للإعصار , للبحار
للعقود .. تفرفطها السنين
كندف الثلج .. والقطن .. ولعب الأطفال
و( الرنة ) وبابا نويل - والجياد ..
تركض للبشارة والفرح والمغارة
للهدايا على سهول الأمل
لتقطف نجمة الحق
أو نجمات السلام العادل .. تهديها لكل غريب ومبعد
لكل منتظر وصابر بعيد
عاش صلب الإنتظار ..
هي أعيادنا , دمعتنا , أملنا , نلتقي بالأبناء
والاحفاد
هو الفرح المسجون بالأصفاد
الطغاة الطغاة .. الأشرار الأشرار
هم الفعلة , هم القتلة
هم ذلنا
هم وحوش التبعية
وأزلام الدولار
إلى متى سيبقى هذا العار
على جبين وطني ..؟
.....
حين كان صوت الشارع
صوت الإنسان و الأحرار
يصدح , يعلو للحق
يحارب الأحلاف .. والعدوان
ويتلو الأناشيد .. والأشعار .
كان يومها المجد والغار

2 –
الغربة شراب علقمي
تعلَمنا كيف نتجرَعه
بدمعة الفرح السريَ
والسلام الداخلي
لايستطيع أي إنسان تذوَقه , وشربه
يومياً , وباستمرار
إلا من فرض على نفسه الإماتة
في سبيل النضال .. في سبيل الوطن
الصمود في وجه الطغيان
ضريبة المقاوم , عنيدة , ومتنوعة , ومستمرَة
ليس فيها هروب , أو فرار ..!
هولندا / مريم نجمه

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل