أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008، والدكتورة حنان قصاب حسن أميناً عاماً للاحتفالية!















المزيد.....

دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008، والدكتورة حنان قصاب حسن أميناً عاماً للاحتفالية!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2157 - 2008 / 1 / 11 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بحسرة وألم مواطنة سورية ، بأسى وحرقة مَن ترى دمشقها التاريخية تسمى عاصمة للثقافة العربية، بعد أن أنسوها حضارتها وثقافتها وتراثها...يخلعون عنها كل يوم ثوبا من ثيابها التقليدية القديمة، أو يقصون ذراعاً من أ ذرعتها الحيوية، أو كُمّاً من أكمامِها الدمشقية الأثرية...أو يحصدون حارة من حاراتها الغنية العبقة بعطوراتها وأبخرتها وبهاراتها الشعبية العريقة....فأي حضارة ستقدمون؟ وأي ثقافة تعنون؟.
هل ستستمر الألعاب النارية في قصف الأحياء السكنية القديمة وقضمها مع بساتينها وحرثها، لتقام فوق أسواقها الأثرية مساحات إسمنتية تنتفع منها جيوب المتنفذين من أصحاب السمو الملكي لآل الحكم وبيوت الموالين من أخوال وأعمام وأصهار...وكَتَبة وحَسَبَة ومنافقين وقوادين وتجار لحوم بيضاء ،رقيق شقيق ومحلي ...حشيش ومواخير ووكالات وأبنية من علب السردين بدلا من شارع فيصل وأحياء وبيوت تحمل عبق التراث وتاريخ الشام؟!.

لا يسعني إلا أن أستمر في الكلام...إلا أن أستمر في الصراخ ومن خلال قلمي..طالما بقي في يدي القدرة على الكتابة ، طالما في قلمي حبر وفي شراييني دم سوري العبق ....وتعود جذوري لغسان التاريخ ، فلن تتوقف روحي عن الحركة إلا بتوقفها عن الحياة.

لهذا ....ومن هذا المنبر..

أوجه ندائي وسؤالي لامرأة مثلي لامرأة مثل فداء حوراني السجينة...لامرأة تتبختر في احتفالية دمشق...وأمام فيروز....التي صدحت للشام وغنت لبردى...زمان....للشام قبل أن تمزقها أيدي العبث وتشلها أعمدة الاسمنت وتقتلع غوطتها غابات العلب الكرتونية واللافتات الملونة المزروعة بشكل يشوه كل معالم جمالها وينتهك أنوثتها الطاغية عبر العصور....

ــ ماذا ستقدمين يا سيدة الاحتفال ؟ ماذا ستقدمين من ثقافة يا دكتورة حنان نجاة قصاب حسن؟

عرفتك تنتمين لبيت دمشقي عريق ...عرفتك تحملين ثقافة غير مشوهة....عرفتك زوجة لبعثي شريف وملتزم بأرضه وشعبه ، مؤمن بمثقفي بلده الأشراف، الذين ارتبط معهم بصداقات وفية وعلاقات متينة أساسها محبة الوطن، ابن عائلة تشربت ورضعت الأصالة، فلماذا الصمت؟

ـــ هل طَوَعوك؟....أيسعدك الاحتفال بثقافة التبعيث وتجييش المواطن؟
ــ أتقدمين للمدعوين ثقافة الأسر والاعتقال التعسفي لخيرة مثقفي وطنك؟
ــ أتقيمين الاحتفال وهم يقبعون في غياهب السجون والتخوين، وهم الأصدق منشأً والأكبر والأوسع ثقافة ؟ .
ــ من هم الكتاب الذين سيزخر بهم حفلك الكريم؟ ...
ــ أتعتقدين أن علي عقلة عرسان ومراد وووو...هم فخرك الثقافي ، بينما ميشيل كيلو ...وفايز سارة وعارف دليلة،الأخوين أكرم وأنور البني ، الدكتورة فداء أكرم الحوراني ، كمال البني ووليد البني وفائق المير وغيرهم كُثر ، يزدادون يوماً بعد يوم بفضل التثقيف السياسي الجديد!....طلاب شباب من طلابك في الجامعة...بعمر أولادك...عمر العبداله وأصدقاءه... كلهم .يدفعون ثمن حريتك....نعم حريتك، التي تغلقين دونها الأبواب وترضين الوقوف في ساحة الأمويين أسيرة شعارات الطلائع ...شعارات خلت من محتواها وصارت سوقية رخيصة تباع بالجملة وبأكياس التجييش البعثي...

ــ كيف سيكون موقفك ذات يوم...حين تقع عيناك على فداء أكرم الحوراني؟
ــ أتقولين لها أنك احتفلت بدمشق عاصمة للثقافة أثناء سجنها؟
ــ عن أي ثقافة سيتحدث مثقفو سورية المدعوين للاحتفاء بأشقائهم العرب؟،
ــ عن ثقافة حقوق الإنسان؟...أم عن تزويدهم بفهم جديد لثقافة تدجين المواطن، فتستعرضين أمامهم صورة لتحفة جديدة من تحف موادنا الدستورية في الحرية والاشتراكية وأصول الفهم القومي العربي، وكيف يتم توظيف الشعب كله لخدمة السيد المطلق والحزب القائد محفوراً بالخط الرقعي الدمشقي على طبق فضي لامع يحمل صورة من( المادة الثامنة) لدستورنا حين كرسنا حزب البعث قائدا للدولة والمجتمع؟!
ــ هل ستستقدمين أحد رجال( الأجهزة المختصة) ليحاضر بكيفية تثقيف وتكييف واستنباط طرق جديدة للاحتفاظ بنفس السلطة حتى بعد وفاة سيدها؟، لتصبح جمهورية وراثية يدعمها بأهم الوسائل الإيضاحية المتبعة سورياً ومنذ أربعة عقود، فيدعو الضيوف الكرام لزيارة سياحية لأهم المعالم والمواقع التدريبية في أقبية الشيخ حسن، القلعة، عدرا،صيدنايا وقطنا؟!.
ومختص آخر من سلك التربية والتعليم المهني وغير المهني، يضع أمام الضيوف العرب ، كتباً وأضابير جاهزة ومعدة، منسقة حسب أصول المحاكمات في أعرق المحاكم الاستثنائية النابعة والتابعة لقانون الطواري الأقدم والأطول عمرا وباعاً في التاريخ العالمي، لكنها مواد دستورية يتم الاستناد إليها في توجيه التهم لمن تسول له نفسه اعتراض طريق الثورة، أو تهديد الأمن الوطني عند فتح فمه للكلام أو الحوار أو النطق أو الكتابة بلغة غير لغة السلطة والقيادة، ويقدم لهم نماذج حية من نماذجنا الوطنية المنتمية المؤمنة بالاشتراكية( طريـــــــــقنا)، وبالوحدة العربية (هدفنــــــــا)، ويأتي ببعض التلاميذ والطلبة المدربين على المأمأة والتأتأة، وفتح الفم للأكل والشرب والبلع عند اللزوم .وبهذا تتمكن الدول العربية المشابهة لنا في المواصفات أن تستفيد من خبرتنا في التوريث بفضل أسلوبنا الديمقراطي الشعبي ، ومن خلال الترشيح الفردي الأحادي...
لا يهم اسم الحزب المتسلم لدفة الحكم ، فيمكن لأي حزب حاكم أو سيد مطلق أن يستنسخ طرقنا وبما أن دمشق عاصمة للثقافة العربية ، فمن الفخر أن تكون نموذجاً يحتذى!!.
ــ هل ستدخلين يا دكتورة حنان في برنامجك مجموعة بهلوانية من طلائعنا الثورية، يقوم بتدريبها وتدجينها أخصائيون وخبراء تستقدمينهم من صديقتنا العظيمة وربيبتنا الكريمة ( كوريا الشمالية مثلا )..؟
ــ هل ستقومين ، بدعوة كتاب سوريين مثل ( عماد شيحا، حسيبة عبد الرحمن، مصطفى خليفة...الخ) ليحاضروا عن خبرة ودراية وعن قدرة على الكتابة الواقعية في أدب السجون؟ وهل سيتاح للأفلام السورية ، التي مازالت داخل العلب ، أو لم يرها المواطن السوري ،عرضت في بلدان أخرى وحازت على جوائز عديدة...مثل أفلام عمر أميرلاي وهالة العبدالله وسمير ذكرى، وأسامة محمد..أم أن أمثالهم يسيئون لصورة سورية الديموقراطية ووجهها الحضاري الثقافي منذ اندلاع شرارة الحركة التصحيحية خاصة؟
ــ هل ستقدمين بصفتك امرأة لكل امرأة عربية مشاركة، نسخة من قانون الأحوال الشخصية وقانون العقوبات السوري؟، لتستفيد منها الضيفات العربيات في عمليات التمييز والقتل والذبح من أجل شرف الرجل الرفيع ، دون أن يحاكم أو يلام إلا لأشهر قليلة، لأن المرأة السورية لا قيمة لها في عرف القوانين المصادق عليها في مجلس شعبنا الثوري الموقر، فليتعلمن كيف يتم تشريد الأسر وتمزيقها دون رادع قانوني ، لاسيما وأن مجلس الشعب السوري يحوي عشرات النساء بين أعضائه من نسائنا المناضلات بعثياً، يُتقِن فَنَ التصفيق والتلفيق...ولا يُغَّيرن بقانون عثماني المنشأ ، لأن قبيسياتنا العتيدات وصلن للسلك البرلماني والوزاري أيضا.
ــ وأنصحك يا سيدتي، أن تستعيني بالسيدة وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل( دايالا الحاج)، لتقدم للمدعوين من فنانين ومثقفين وباحثين اجتماعيين، دراسة وافية عن نسبة الفقر في سورية، لأنها تمتلك خبرة وقدرة على تزييف الواقع وتلميعه بخلطة لغوية عجيبة...فبنظرها حال شعبنا السوري ووضعه الاقتصادي يماثل، إن لم يفوق السويد والنرويج !، فحسب ما صدر عنها وبالحرف أنه " في سورية ليس لدينا فقراء، هناك فئات أقل دخلاً"!!!!!.
المشكلة فقط تكمن في جحود ونكران المواطن السوري الذي يستحق القمع والتنكيل والحبس ، طالما أنك يا دكتورة حنان واحدة ممن لا يرى ولا يسمع ولا يقرأ ...ويكتفي بالبروزة في المنصب الموكل إليه ، فلتمتليء المعتقلات بالمثقفات والمثقفين والوطنيين وليُجَوّع السوريون بالجملة ....ولتنخسف الأرض بدمشق وتراثها وأحيائها، ولتبنى مكانها سجون بحجم الوطن....لا يهم... طالما أن واحدة مثل حنان قصاب حسن تصاب بالخرس!.

باريس 10/01/2008




#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نواعير حماة، وفداء حوراني الأسيرة
- كلنا مع معتقلي إعلان دمشق
- المرأة العربية ضحية الإرهاب ومنتجته!
- إلى الحوار المتمدن ...جمرة الحرية ورقم الصحافة الصعب...في عي ...
- كل المفاجآت والمفارقات تأتينا من مصر العربية ودمشق الفيحاء و ...
- اربطوا الأحزمة...لتهبطوا في النعيم السوري!
- هل يحتمل أن نكون شهوداً على انهيار الحلم؟
- نحن السوريون، هل يمكننا التفاؤل؟
- أسئلة موجهة للمعارضة السورية
- بسطة على الرصيف في السوق السياسية السورية الرائجة
- الموسيقى تحتفل بالحرية
- من حق المرء اختيار دينه
- شتان بين رجال دينهم ورجال ديننا!
- توقفي يا سورية عن الزنا في شهر رمضان الكريم!
- هل نحن على أبواب حرب قادمة في الشرق الأوسط؟
- إلى فرح فائق المير!
- طبيعي وطبيعي جدا!!
- ما هي قيمة المواطن العربي؟ ومن يصنع ويصون له قيمته؟
- حُكُم مُبرم بالإعدام على الشعب السوري!
- ما بالك يا شعب سورية تموت صامتاً؟


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008، والدكتورة حنان قصاب حسن أميناً عاماً للاحتفالية!