أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وليد مهدي - وجهة نظر في : جغرافيّة الفكر لريتشارد نيسيت ، ورسالة إلى الليبرالية العربية















المزيد.....

وجهة نظر في : جغرافيّة الفكر لريتشارد نيسيت ، ورسالة إلى الليبرالية العربية


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 2151 - 2008 / 1 / 5 - 10:47
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


هذا الكتاب الهام والمثير ، والصادر بترجمته العربية لشوقي جلال ضمن سلسلة عالم المعرفة الصادرة عن المجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون ، يفتح الباب أمامنا لتساؤلات كثيرة ولعل أهمها :

ماذا نجنيه من فائدة معرفة الإختلافات في التفكير بين سكان الشرق وسكان الغرب ؟

موقع العالم الإسلامي في جغرافيــّـة الفكر

يميل عالمنا الإسلامي العربي إلى أن نسميه بالمجتمع الشرقي مع إنه يختلف قليلا عن الشرق الأقصى الذي تناول الكاتب الفروق بينه وبين الغرب كمجتمع ، رغم ذلك ، فالعالم العربي يشترك بقواسم ثقافية و إجتماعية كثيرة مع الشرق الأقصى ، ومن شأن مناقشتنا لهذا الكتاب أن تجعلنا نسلط الضوء على أهم مشاكل يواجهها المجتمع الإسلامي بما يتعلق بقضية الصراع مع الغرب ورفض التحديث وصعود التيارات الإسلاموية وما نشهده من ظاهرة يطلق عليها الإنبعاث أو الإحياء الإسلامي كما تدعى في الغرب و " الصحوة الإسلامية " كما يسميها المفكرون الإسلامويون في العالم الإسلامي .
وقبل أن نبدأ بمناقشة عامة للكتاب ، لابد أن نوضح المشكلة العامة في الصدام مع الغرب ، فهي تبدأ في القيم الثقافية و الإجتماعية بالتحديد وتنتهي بالفكر السياسي الموجود على ارض الواقع والفكر السياسي الذي يمثل أمل الأمة الإسلامية الذي تـُـنـَـظـِّر له الحركات و الأحزاب الإسلاموية .
فمشروع أميركا في المنطقة ليس بالمشروع الجديد ، و مشاريعها السابقة تصب في نفس الهدف ، تأمين مصالح إستراتيجية بعيدة المدى تخدم النظام و الإيدلوجية الغربية في السيطرة على العالم بقيادة الولايات المتحدة ، فبعد أن تبادل الغرب مع المنظومة الإشتراكية الأدوار في دعم الإنقلابات العسكرية في العالم الإسلامي طيلة الفترة بعد منتصف القرن العشرين ، هاهو الغرب يعود بعد نهاية الحرب الباردة مستبعداً فكرة " الحكومات المستبدة الحليفة " ليحـــل محلها فكرة
( الحكومات المنتخبة ديمقراطيا ً ) والتي تعني الإنفتاح المطلق على الغرب ثقافياً وسياسياً و إقتصادياً في ضوء التنظير لما يسمى بالنظام العالمي " الغربي " الجديد ، أما " نيسيت" في كتابه فهو يدفعنا إلى الرؤية من زاوية ٍ طالما أهملها الفكر الليبرالي العربي ، وهي إن التحديث الذي يدعوا إليه الغرب ، والذي ينتهي بجعل العالم الإسلامي نسخة غربية أو شبه غربية قد لا يكون نافعاً ومثمراً كما هو في الغرب !
يضيء لنا نيسيت مساحة واسعة من الإختلاف الجوهري في طريقة تفكير الفرد في المجتمع الشرقي عنها في الفرد في المجتمع الغربي ، لكن ، دون أن يلمح إلى علاقة هذا الإختلاف بقضية التحديث لأسباب نذكرها لاحقاً ، لكنه ألمح دون قصدٍ منه إلى إن ( الليبرالية) بمعناها الشامل المتعلق بالحرية الفردية والمختصر في مفهوم " الشخصانية أو الفردانية Personality " هي نتاج غربي قديم ، حيث يقول إن الإغريق ، من كونوا أساس الفكر الغربي الحديث ، كانوا يتمتعون بالفعالية الشخصية الفردية ، وكانوا يشعرون إنهم مسؤولون عن حياتهم الشخصية وهذا ما إقترن بالنزعة الفردية ويستشهد بالإلياذة و الأوديسة ويستنتج إن للإغريق تاريخاً عريقاً في الجدل ، أي ، التلميح إلى الأسس التي جعلت الفلسفة الأولى غربية ، فيما كان معاصروا الإغريق من الصينيين يعيشون في ظل حكم فردي مطلق حيث كانت إرادة الملك هي القانون ،وإن للطاوية والكونفوشيوسية والبوذية لاحقاً تاثير ٌ في إنغلاق الفكر الصيني وعدم تسليمه بالجدل كالإغريقي ، فالصينيون لا يميلون للتحكم مثل الامريكيين ويحاولون التوفيق بالحلول الوسطى لدى مواجهتهم للمشاكل ، عكس الأميركان ، الذين يحاولون إثبات وجودهم ويتمسكون بآرائهم ، يرى نيسيت في ضوء ذلك إن الأسباب تعود لــ"نمط" التفكير الذي صنعته البيئة الإجتماعية في الصين ، والذي يرى العالم كوحدة " كلية " متجانسة ، متناغمة ... تسير متحركة متغيرة غير ثابتة ( دينامية) ، عكس الرؤية الإغريقية التي كانت في ذلك الوقت ثابتة ( إستاتية ) قائمة على علاقات محدودة ، حيث إن العلاقات الإجتماعية لدى الإغريق والغربيين الحالييين هي بالدرجة الثانية من الإهتمام عكس المجتمع الشرقي والصيني بالتحديد الذي يجعلها المحل الأول ولتلك ( الفردانية) المحل ُ الثاني ، لا يكتفي الكاتب بهذا العرض العام للفوارق الذهنية الفكرية بين الغرب والشرق وإنما يستشهد بتجارب قام بها مختصون حول أطفال من الشرق وآخرين من الغرب ، وأمهات ٍ من الشرق وأخريات ٍ من الغرب ويبين مثلاً إن الأطفال الشرقيين يتعلمون الأفعال قبل الأسماء فيما الأطفال الغربيين يتعلمون الأسماء قبل الأفعال !
الأمثلة كثيرة في الكتاب ، لكن النتيجة واضحة وواحدة ، وهي إن الذهن " الكلاني" للشرقيين والذي يرى العالم ككل موحد ٍ متناغم حيوي وحركي غير ثابت ، يرى من العالم العلاقات أولا ً وهو الذهن الذي يميل إلى التعرف على المتغيرات أولا ً وهي " الأفعال" قبل الثوابت وهي " الأسماء " التي يتعلمها أطفال الغرب أولاً حيث الذهنية " الفردانية " الإستاتية الثابتة !
فالغرب يبحث في التفاصيل فيما الشرق يبحث في العموميات ، وتستحضرني هنا حالة معروفة في علم النفس عن إختلاف تفكير الرجل عن المرأة ، فالمرأة مثل الغرب تبحث في التفاصيل والرجل مثل الشرق يبحث في العموميات ، وليس من الغريب أن يكون الشرق عالم الرجال ، والغرب هو اليوم عالم ُ المرأة بإمتياز !
وفي ضوء هذا ، نسأل حكومة الولايات المتحدة ومراكز صنع القرار في الغرب ومن بعدهم دعاة التنوير الليبرالي في العالم الإسلامي :
هل الشرق مثل الغرب .. كي يمكن أن تجعلوه ديمقراطياً ليبرالياً " متحرراً" مثله ؟
ولو كتب للغرب النجاح بمبادئ وقيم إخترعها الغرب نفسه ، هل من المعقول إنها ستكون مناسبة لنجاح الشرق ؟
لا نشك بان الساسة والمفكرين الغربيين يدركون بأن المسار التحولي الذي سار به الفكر الغربي لا يزال بعيداً عن الشرق ، في نفس الوقت هم يعتقدون إن المسار التحولي للفكر الغربي ، وهو ما لم يتطرق إليه مؤلف الكتاب ، هو المسار المثالي لتعريف ( الإنسان ) الذي يراه الفكر الإسلاموي بإختصار هو مسار : القوة ، اللذة ، النسبية والممتد منذ أفلاطون مرورا ً بابيقور وحتى ميكافيللي الذي أضاف " الغاية تبرر الوسيلة " مروراً بتوماس هوبز الذي أعاد تأكيد الابيقورية ببعديها ( اللذة و الفردانية) وكذلك أخلاق السوق وصولا ً إلى " نيتشه " الذي عـرّف السوبرمان ، وهو الإنسان القوي الذي يستحق الحياة دون الضعيف ،معلناً موت الله ، مؤكداً حقيقة إلوهية الإنسان ( الذي عـــرّفه هو ) وسيادته على العالم ، وصولاً إلى وليم جيمس وستيوارت مل الذي أضاف النفعية أو ما تعرف " البراكماتية " لهذا المسار حتى رينان الذي إعتبر العرب عرقاً من مرتبة ٍ أدنى ، فالعرق العربي مغلقُ الفكر برأيه بسبب مواريث الصحراء ، بما يشبه رؤية نيسيت عن إنغلاقية الذهنية الشرقية بسبب الرؤية الكلانية المتناغمة المتحولة للعالم !
وبالتالي ، فالمحاولة الغربية لغربنة الشرق westernization of east ما هي إلا محاولة لــ" مسخ " المسار الطبيعي للعقل الشرقي والذي " يتناغم " ويتحد مع المسار الغربي المادي القائم على القوة والثبات في تكوين الوعي البشري " الكلي " الجامع ، والذي ليس بالشرقي ولا بالغربي !
فالرؤية الشرقية للغرب إذن ، بشهادة نيسيت ، هي رؤية تناغم و ألفه ، فالشرق يرى نفسه يكوِّن مع الغرب العالم ، فيما الغرب يرى نفسه هو العالم !
إن الغرب الذي بكى دماً على تدمير تماثيل بوذا في أفغانستان ، هو نفسه الذي يحاول نسف المسار الذي خطه بوذا وطاو و كونفوشيوس في الشرق ، الفرق هو رؤية الغرب للعالم و كما وصفها نيست تماما ً ، يرى الحياة والعالم بمقياس الثوابت (إستاتية) ، فهو يقدس تماثيل بوذا لكنه لا يستطيع رؤية المسار الذي تركه بوذا ويعتبره من بقايا محاولات أولية للحضارة ، ويرى المسار الغربي في شكل تحوله النهائي على يد فوكوياما و هنتغتون ، نهاية الحضارة بالليبرالية الغربية وحتمية الصدام مع الشرق والعالم الإسلامي ، وهذا هو نفس العقل الغربي السوبرماني النيتشوي المتجسد في أفلام رامبو الأمريكية ، حيث للقوة كلمة الفصل !
إن الزاوية الجديدة التي نريد أن نضيفها لنتائج السيد نيسيت ، هي إنه مهما حاول التجرد فهو يميل إلى رؤية العالم " الإستاتية" الثابتة إنطلاقاً من نمطية الثقافة العلمية الغربية التي نشأ عليها ، السيد نيست ربما ينطلق في دراسته لكي يفهم كيف يتم التوفيق بين ثقافات العالم ، إذ أشار إلى فوكوياما و هنتغتون ، وحاول التفاؤل بإمكانية التحول إلى ثقافة جديدة تجمع بين الشرق والغرب بدلا ً من رؤية الغرب في صدام ٍ مع الشرق ، إلا إن غالبية دراسات المفكرين الغربيين تنصب وفق المسار البراكماتي – النيتشوي الطبيعي للغرب في بحث إمكانية السيطرة على الشرق كله وتحويل مساره الفكري إلى مسار جديد ( يتلائم ) مع الطموح والنفعية الغربية ، وربما يعتقد الغربيون إنهم يسدون بالحسنى لأهل الشرق إذا ما جعلوهم متحضرين على طريقتهم ، ولكن ، وهذا ما لم يلاحظه نيسيت وسواه ، إن المسار الغربي الحديث في الفكر ، والحضارة العصرية الغربية ما كانت لتكون لولا لقاح الشرق فيها ، منذ عهودٍ ليست بالقديمة جداً !
حتى لو اقر بعض الباحثين الغربيين اليوم ، وتخلصوا من نرجسية التعالي الغربية بأن الشرق هو الذي قدم الحضارة للغرب ، فإن الذهنية الإستاتية الغربية العامة ، أي ، الوعي الجمعي العام في الغرب ، سيبقى لا يرى إلا " الإستاتية " الثابتة من تأريخ الحضارة ، المشهد أو اللقطة الفوتوغرافية الجامدة ، ولن يعتقد بحضارته إلا كما قال قارون : إنما أوتيته على علم ٍ عندي !
فيما الشرق ، ووفق ما هو مهيأ له ذهنياً عبر مسار تطوره الإجتماعي هو المؤهل لقيادة العالم في القرن الحادي والعشرين ، بشهادة السيد ريتشارد نيست من حيث لا يدري ، فالشرق يقدس العلاقات أكثر من عبوديته للمواجهة والصدام والتحكم المغروسة في الذهنية الإجتماعية الغربية ، ويدرك الشرق أيضاً إنه لا يستطيع أن يحيا إذا لم يكن هناك غرب ، والغرب كذلك ، لكن ، الأخير يحاول الإستئثار والقوة بكل طريقة ويحاول بلا وعي لحقيقة التاريخ مسخ الشرق ، ولو تم للغرب بالفعل مسخ الشرق وتحويله إلى شرق محدث وفق آليات الغرب الفردانية المتحررة ، فإنما يؤذن ذلك بزوال الجنس البشري بعد فترة وجيزة ، لأن تطور البشرية وحركة التاريخ ما كانت لتتم وفق الثباتية ( الإستاتك) الذي يراه الغرب في العالم ، وإنما بفعل حيوية التفاعل بين الغرب والشرق عبر التاريخ ، وهذه المسالة من أهم القضايا التي كانت تنقص كتاب نيسيت ، و في تقييمه للحضارة الصينية القديمة بأنها كانت مبنية على الملاحظة الحسية التبسيطية في حين كان الإغريق يميلون إلى التجريد الجدلي الفكري ، ما جعل الصينيين والشرقيين بعامة في العراق ومصر القديمة يلجئون على التجربة ونتائجها الملاحظة حسياً منذ البداية ، وما لم يتنبه له مؤلف الكتاب ، كيف وصل الغرب إلى الملاحظة الحسية في إعتماد العلوم والمعرفة بعد عصور في عصر النهضة والتنوير ؟
إن هذا بالضبط ما نسميه " إعادة الخلط " في الحضارة ، حيث تتمازج القيم والمفاهيم وحتى طرق التفكير لتدخل ضمن نسق القطبية الثنائية للوعي الجمعي الإنساني ، المتمثلة بكلانية الشرق و فردانية الغرب ، فالملاحظة الحسية قيمة كلانية ، نابعة من طبيعة الترابط الإجتماعي الشرقي و إعتماده على المشاعر والأحاسيس في بناء المجتمع ، وبعد إعتماد الغرب لهذه القيمة ، نتيجة الإحتكاك بالعالم الإسلامي والشرقي بصورة عامة ، تمكن الغرب من بناء المجتمع الغربي الحديث وحول هذه القيمة إلى أساس معرفي وثقافي تعتمده الحضارة الغربية المبنية اليوم على الشك والقلق !
فيما نجد العكس في العالم الإسلامي ، والذي كانت بقاعه في يوم ٍ من الأيام شرقية خالصة ، أيام السومريين والمصريين القدماء ، حيث كانت الحسية قوية ، والترابط الإجتماعي شبيه بما هو عليه الشرق الأقصى اليوم ، نجد إن العالم الإسلامي في بواكير نهضته وبسبب الإحتكاك مع الروم ، وميل ذلك المجتمع للروم كما أشار القرآن ، أخذ عن الغرب التفلسف والتفكير المجرد ، والذي هو اليوم مأساة الجمود في الفكر الجمعي الإسلامي ، فقد قتل َ الغرب ُ أرسطو ، فيما لا يزال العالم الإسلامي يتمنطق بمنطقه من حيث يدري ولا يدري ، ولا عجب أن نجد في التيار السلفي الإسلاموي نزعة إلى نبذ التمنطق و المناطقة و إعتبار التفلسف كفر !
فالإرتداد السلفي نحو التاريخ ، دفع السلفية نحو أعماق الوعي الجمعي الشرق أوسطي ما قبل الإسلامي ، حيث ظهر حجة الإسلام الغزالي في نبذه للفلسفة وكتابه ( إحياء علوم الدين ) و كتاب المشهور (تهافت الفلاسفة ) خير مثال ، وقد عده جورج سارتون في كتابه ( رحلة العلم) أحد أقطاب المعرفة في عصر الرواد ، فالغزالي ، ذو المنشأ الفارسي من الإقليم الإسلامي ، حيث القرب من الشرق ، لم يعر أهمية في أواخر حياته إلا للتصوف ، وكما هو معروف فالعرفان والتصوف يسبق ظهور المسيحية وهو إمتداد للكهانة الحدسية في حضارات الشرق القديمة ، كما وإن الإمام احمد بن حنبل من قبله قد ترك القياس العقلي ، وهو أساس الفكر السلفي المعاصر ، وهذا الموضوع بالتحديد نفرد له دراسة خاصة ، إذا شاء الله ، لكن في هذا الموضع نذكر إن المعرفة و الإكتشاف العلمي لا يقومان على الملاحظة الحسية وحدها ، بل لابد من إعمال العقل والذي يحتاج إلى تأمل وتفكر .. وجدل .. وحتى تفلسف ، أي إن إستمرارية و دينامية التلاقح بين القطب الشرقي الكلاني والقطب الغربي الفرداني هو الضامن لتطور البشر وتخطي الإنسانية للمشاكل والعوائق التي تعترض مسيرتنا في الحياة على هذا الكوكب ، ويخطئ الغرب حين لا يؤمن بإسلام ٍ ناهض وشرق ٍ متقدم ، فالفائدة في النهاية تعم كل البشر وتدفع بالتاريخ نحو عصر مشرق ٍ جديد ، لكن ، الغرب بحاجة إلى تفهم " الكلانية " ودورها العلائقي في تحريك التأريخ ، والحل الوسط الذي سيرتشح في النهاية هو ظهور ديمقراطية شرقية ، أو ديمقراطية إسلامية دون ظهور " ليبرالية " تحررية على غرار ما موجود في الغرب ، ستبقى الليبرالية الفردانية خصيصة تتميز بها الثقافة الغربية إلى ما شاء الله ، وسيتحول الإسلام إلى بناء فكر سياسي تتداول فيه السلطة ودستور يحفظ الموروث القيمي الأخلاقي الإسلامي والذي هو ، كما الفكر الغربي ، يمتلك مساراً تطورياً خاصاً ، على غرار المسار النيتشوي الهنتغتوني الفوكويامي الحديث الممتد الجذور في روما واليونان ، فإن الفكر الإسلاموي ذو المسار السلفي الحنبلي وفكر المذاهب الإسلامية والفكر الشيعي الإمامي هو مسار الثقافة الشرق أوسطية ويضرب بجذوره في العراق ومصر القديمة ، وسيبقى خصيصة " وسطية " بين الشرق الأقصى والغرب إلى ما شاء الله ، حيث وكما سنلاحظ في بحث قادم يتعلق بدراسة مسارات الفكر العالمي و ديناميتها عبر التاريخ إن العالم الإسلامي سيكون صمام الأمان التوافقي الوسطي بين الشرق والغرب ، وسيلعب دور الفاعلية في تنظيم الثقافة العالمية ، ورغم ضيق الأفق لدى الغرب اليوم ، لا يزال يحدونا الأمل أن يظهر فيهم أمثال ريتشارد نيسيت من تكون له القابلية على الرؤية الدينامية المتغيرة ، الفاعلة في رؤية التحولات في الفكر العالمي بدلا ً من الرؤية الإستاتية الجامدة التي تؤطر الذهن السياسي الغربي الحالي .



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعرفة ُ الشرقية (1)
- المعرفة ُ في الشرق ... هل لها مستقبل ؟ ((4))
- المعرفة ُ في الشرق ...هل لها مستقبل ؟ ((3))
- المعرفة ُ في الشرق ... هل لها مستقبل ؟ ((2))
- المعرفة ُ في الشرق ....... هل لها مستقبل ؟ ((1))
- النظرية ُ الإسلامية ِ...سوء ُ تطبيق ٍ ..أم سوءُ تخطيطٍ رباني ...
- المجتمع كما رآه الرسول محمد....العلاقة بين الديمقراطية والعل ...
- صراع الحضارات ، حوار الحضارات، مستقبل الحضارات، هذا العالم.. ...
- الدخول إلى فضاءات النفس الداخلية وفق الطريقة البابلية
- محاكمة صدام....ام محاكمة التاريخ ؟ للمرادي والبعثيين الجدد ب ...
- مرثية ُ بغدادَ لبابل
- سيكولوجية التفكير لدى الفرد البابلي وعلاقتها بالعالم المعاصر ...
- في الطريق الى عقيدة ليبرالية عربية ج1
- سيكولوجية التفكير لدى الفرد البابلي وعلاقتها بالعالم المعاصر ...
- سيكولوجية التفكير لدى الفرد البابلي وعلاقتها بالعالم المعاصر ...
- الديمقراطية والحداثة في العالم العربي
- سيكولوجية التفكير لدى الفرد البابلي وعلاقتها بالعالم المعاصر ...
- سيكولوجية التفكير لدى الفرد البابلي وعلاقتها بالعالم المعاصر ...
- بابلٌ تتحدث...فلتنصتي لها يا صحراء
- سيد الارض المعظم..ليتقدس اسمك..ليات ملكوتك على الارض ايها ال ...


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وليد مهدي - وجهة نظر في : جغرافيّة الفكر لريتشارد نيسيت ، ورسالة إلى الليبرالية العربية