ليس بقتل المرأة يغسل العار ويصان الشرف

عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2142 - 2007 / 12 / 27 - 11:37
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    

الشرف قيمة معنوية اعتبارية تضيف الى المرء احتراما وتقديرا في المجتمع, ومقوماته عديدة والاخلال بها او بعضها يسيء الى السمعة ويهدد الوجود الاجتماعي للمرء وللمجتمع .. منها ممارسة المرأة الجنس خارج حدود الزوجية , ويشتد هذا الامر خطورة في المجتمعات العربية والاسلامية , منذ قديم الزمان ولحد الآن.. وقد اكد عليه الدين الاسلامي كثيرا.
لكن هناك اسباب وظروف عديدة تؤدي بهذه الممارسة ان تصبح ظاهرة اجتماعية يجب معالجتها بشكل صحيح.. فليس بقتل المرأة يغسل العار ويعاد الشرف .. الشرف يحافظ عليه اولا بتوفير مستلزمات العيش الكريم ماديا ومعنويا و توفير العدالة , ثم الارتقاء بمستوى الوعي الثقافي والاجتماعي للمجتمع عموما ومن ضمنه المرأة , وتلبية حقوقها المادية والاعتبارية والاعتراف بوجودها ونديتها للرجل مساوية اياه في الحقوق والواجبات وحسب القابلية البدنية والاهلية العلمية.. وليس سلعة محتكرة للجنس في حدود الزوجية وخادمية بيتية ومربية اطفال منزلية .. المرأة ليست فقط جنس بالنسبة للرجل بل اكثر من ذلك وكذلك هو ايضا أكثر من ذلك .. أي انهما لبعضهما البعض ولأنفسهما منفردين ولغيرهما .. وهكذا الحياة في المجتمع البشري .. تعليم البنات في المدارس يحافظ على الشرف.. اعطاء المرأة الحرية المسؤؤلة ومنحها الثقة يحافظ على شرفها.. عدم اجبارها على فعل شيء هي لا تقتنع به يقوي احساسها بأهمية الشرف .. توفير فرص العمل للنساء جنبا الى جنب مع الرجل يقوم مفهوم الشرف بأن يعرف كل على الآخر ويفهمه في مجالات ليست محصورة في العلاقات العائلية و الزوجية فقط ويسمع كل الى وجهات نظر الاخر ويتولد الاحترام والمحبة على اسس اجتماعية سليمة.
ان الظرف الحالي في العراق ظرف طارىء وغريب في كل شيء , وتتحمل المرأة العراقية اعبائه مضاعفة بكل شجاعة وصبر وشرف .. وما الحالات المفردة هنا وهناك من الاخلال بالسمعة والشرف كما يردد البعض الا نتائج حتمية لهذا الظرف الاستثنائي , الذي يجب ان تتحمله الحكومة اولا وعموم المجتمع ثانيا .. ففي معالجته جذريا نحافظ على قيمة الحياة بكل جوانبها وليس فقط ما يتعلق بممارسة الجنس خارج الحدود المرسومة اجتماعيا وشرعيا .. ايسأل المسؤؤلون في الحكومة انفسهم عن عدد الأرامل والمطلقات واليتيمات وكيف يعشن وما هو مستوى الرعاية الاجتماعية والثقاتفية المتوفرة لهن؟ أحلت مأساة عوائل الشهداء والاسرى والمفقودين للعقود الماضية التي ابتلى بها الشعب العراقي في حروب خاسرة؟ على الحكومة مهمام وواجبات كبيرة ومنها توفير حقوق النساء وحمايتهن من الوقوع في الخطأ من خلال احترام المرأة والاعتراف بها ومنحها الفرصة اللائقة بها للتقدم والتطور ومساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات .. وغسل الشرف لا يتم بالقتل بل بالرعاية وتوفير الحقوق .25-12-2007

#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل