أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - محمد البوزيدي - حوار صحفي مع رئيس وكالة البحر الأبيض المتوسط للتعاون الدولي الأستاذ محمد القاضي















المزيد.....

حوار صحفي مع رئيس وكالة البحر الأبيض المتوسط للتعاون الدولي الأستاذ محمد القاضي


محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2135 - 2007 / 12 / 20 - 11:28
المحور: مقابلات و حوارات
    



1. هل يمكن أن تحدثونا عن المسار الذي قطعتموه قبل أن تصبح وكالة البحر الأبيض المتوسط للتعاون الدولي إطارا قائم الذات وتتوزع على قارات ثلاث؟

ج: إن الحديث عن المسار الذي سبق ميلاد وكالة البحر الأبيض المتوسط للتعاون الدولي، يجرني رغما عن أنفي إلى الوراء، وتحديدا إلى سنة 1997، وهي السنة التي ولجت في مطلعها ميدان الشغل في إحدى المؤسسات العمومية بمدينة فاس، حيث تم وضعي في منصب لا يتناسب لا مع مؤهلاتي المعرفية والعلمية ولا مع مستوى شواهدي، مقابل راتب شهري هزيل جدا لا يكفي حتى لسد نفقات الحاجيات الشخصية البسيطة( مأكل ، ملبس، جرائد ..)، أما التفكير في خلق وتأسيس أسرة يبقى مجرد سراب ووهم.
بعد ستة أشهر من العمل، بدأت استشعر الخطر الذي يهدد مستقبلي الشخصي، وشعوري بهذا الخطر حفزني على التحرك في اتجاه مطالبتي بحقي قبل فوات الآوان، وهو ما قمت بفعله، حيث اتخذت عدة مبادرات ذات طابع نضالي وذات طابع إداري. وفي الوقت الذي كنت أنتظر فيه من الجهة المشغلة والإدارات الحكومية ذات الصلة بالموضوع أن تتفاعل بشكل إيجابي مع مطلبي – وهو مطلب مشروع – كنت أتفاجأ بسلسلة من القنابل العنقودية تستهدفني من كل صوب وحدب، كلها عبارة على شكل استفزازات وتعسفات ومضايقات في أبشع صورها وفضاعتها، إضافة إلى تعرضي لمحاولات يائسة كان يراد من خلالها استئصالي من الوجود ومحاولات الإيقاع بي في أي ورطة قد تقودني إلى حيث كانوا يريدونني أن أكون، دون أن أنسى أنه تم توقيفي عن العمل ثلاث مرات متتالية في محاولة يائسة منهم لإرغامي عن العدول على مطالبتي بحقي الذي تضمنه لي كل دساتر الكون وكل المواثيق الدولية.
تعرضي لهذه الأحداث المأساوية ومعايشتي لها، خلخل منظومتي الفكرية بشكل جدري وغير نمط تفكيري بشكل كلي ايضا.، حيث بدأت أعي جيدا مامعنى ان يتعرض إنسان إلى الظلم لمجرد انه يطالب بحقه أو لمجرد أنه ابن البادية ( مع ان مسقط رأسي هو معقل المقاومة التي أعطت للفرنسيين درسا مهما ). ولا أخفيكم سرا انني أشعر بألم شديد بسبب الظلم الذي يتعرض له الآخرين، وقلبي يعتصر ألما عندما آرى إنسانا ما تحت أي صفة كانت، يصادر حقوق شخص آخر دون وجه حق. إنني أكره الظلم بمختلف أشكاله وألوانه وانماطه وتجلياته.
إن تأثري بهذا الوضع غير مجرى حياتي وقلبها راسا على عقب، حيث بدأت ولأول مرة في حياتي أشعر بأهمية وجودي وأدرك مغزى هذا الوجود ووظيفته التي يجب أن يؤديها لكي يبقى هذا الوجود موجودا. من هنا نضجت فكرة تاسيس جمعية محلية على أساس أن نساهم من خلالها في توعية الساكنة بالقيم الإنسانية النبيلة بغية جعلها قادرة على المساهمة في مسيرة البناء والتطور لمجتمعها. وقد تم تأسيس هذه الجمعية مع مطلع سنة 2000 والتي من خلالها أتيحت لي الفرصة للتعرف أكثر على أدق تفاصيل مفاصيل الحياة العامة اليومية بحكم الاحتكاك اليومي مع كيانات المجتمع ( إدارات، مؤسسات، جمعيات، نقابات ، أحزاب .... وحتى عقلية المواطن ... الخ). إذ أنني عرفت حقيقة ثلاث حقائق أساسية: أدركت جيدا لماذا يتم وصف بلداننا بالعالم الثالث، وعرفت لماذا يتعرض الإنسان إلى الظلم، وأخيرا أدركت لماذا يتم التآمر ضد هويتنا وتراثنا وحضارتنا وإرثنا التاريخي. والسبب بسيط للغاية لأن كل الصراعات التي تحدث بمجتمعاتنا ( العالم الثالث أو غيرها من التسميات) فهي تحدث لسببين لا ثالث لهما : الصراع من أجل المال أو الصراع من أجل كراسي السلطة أو هما معا، والصراع من أجل المال والسلطة هو سبب كل الكوارث الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والتربوية التي تنخر جسم مجتمعاتنا. في حين أن الصراع يجب أن يكون من أجل البناء ، من أجل التطور، من أجل الإنصاف ، من أجل العدالة الاجتماعية، من أجل الاستقرار، من أجل حماية القانون، من أجل كرامة الإنسان ، من أجل المساواة وتكافؤ الفرص ، من أجل تطوير العلوم المعرفية والإنسانية ومن أجل إنسانية الإنسان. أما الذين يخوضون صراعا ، تحت مسميات وتحت غطاءات معينة، من أجل المال والسلطة، لا خير يرجى من ورائهم، لأن كل من يقف في طريقهم سيبيدونه أو سيحاولون إبادته، لأن ما يهمهم هو المال والسلطة ، وبالتالي لا نستغرب من وجود نقط توتر ونزاعات مسلحة تحدث هنا وهناك لأن من يحركها ويشعل فتيلها إما أنه أخذ مقابل ذالك حفنة من الدولارات أو يريد الوصول إلى السلطة أو هما معا، أو أن هذه الاحداث يتم اختلاقها وافتعالها ونسبها للجهة أو الجهات التي يفترض أن تكون منافسة أو يفترض في كونها تهدد مستقبل الجالسين على كراسي السلطة . وهذا ما يفسر لجوء بعض "الزعماء" إلى الاستقواء بالغرب على أبناء عمومتهم وأبناء جلدتهم. وهذا هو سر تخلفنا
استيعابي لهذه الحقائق تمخضت عنه فكرة إحداث إطار دولي يكون هدفه هو المساهمة في تنوير الشباب والمساهمة في خلق بيئة قادرة على إنجاب عقول متنورة وفاعلة في ميدان البناء والتطور الإنساني وقادرة أيضا على إضاءة دروب الظلام التي تعطل مسيرة هذا التطور الإنساني خاصة على مستوى المجتمعات التي غالبا ما يتم نعتها ب"الدول السائرة في طريق النمو". وهكذا ظلت فكرة إحداث هذا الإطار تراوح مكان الاختمار والنضج منذ سنة 2004 إلى أن حل تاريخ ترجمتها إلى واقع ملموس خلال يونيو الماضي بمدينة فاس عاصمة التلاقح الفكري والثقافي. ولا أخفيكم سرا ان الرأسمال الوحيد الذي كنا نملكه كانت تجسده إرادتنا وعزمنا، وإنني بالمناسبة أشكر كل الشباب والقيادات الشبابية العربية التي تحملت عناء السفر للمجيئ إلى المغرب للمشاركة في عملية ولادة هذا الإطار الذي نعتز بوجوده وبظهوره إلى حيز الوجود. ومما لا شك فيه أن كل الشباب المعنيين بهذا الإطار ، يشتغلون ليل نهار وبإمكاناتهم الخاصة من أجل أن تكون هذه الوكالة موجودة على مستوى القارات الخمس وليس ثلاث قارات كما ورد في سؤالكم.

2. لماذا تركز الوكالة على التنمية والإنسان بالضبط ؟
ج: التنمية بالنسبة لنا في الوكالة هي العمل على تطوير وسائل الإنتاج وتحسين مردودية هذا الإنتاج بما يتناسب وحاجيات الإنسان التي تضمن لهذا الأخير ظروفا ملائمة للعيش السعيد وظروفا ملائمة ومحفزة على الابتكار والابداع والاستقرار في محيط نظيف وسليم. والتنمية هي أيضا التطور من الحسن إلى الأحسن في كل الجوانب التي تحصن المجتمع من الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والمعرفية. وباختصار شديد هي الارتقاء بالفكر الإنساني إلى مستوى أنضج، والتدبير الجيد للحياة العامة اليومية والحفاظ على سلامة مكونات المنظومة البيئية التي نعيش في إطارها.
أما الإنسان بالنسبة لنا في الوكالة هو نقطة الانطلاق ونقطة الوصول، وهو أيضا يجسد الفعل والفاعل والمفعول به والمفعول لأجله.
والإنسان هو كل البشر، بغض النظر عن معتقداتهم الدينية والفكرية والمذهبية وبغض النظر عن انتماءاتهم العرقية، نحن بشر نشتغل بسواعد وعقول بشر من أجل مستقبل أفضل للبشر. وهذا هو سر اهتمامنا وتركيزنا على محور التنمية والإنسان.

3. بغض النظر عن المشاريع التي هيئتم والتي دخل بعضها حيز التنفيذ ألا تفكرون في طرح الإشكال القانوني المرتبط ببعض القوانين التي تؤثر على حرية الإنسان كقوانين الهجرة مثلا ؟؟
ج: هذا السؤال يبدو لي أنه سابق لأوانه، على الأقل في الوقت الحالي، خاصة وأن عمر الوكالة لازال فتيا – لم يتجاوز بعد النصف سنة - .
الممارسة العملية والفعلية هي التي ستبين لنا بوضوح مفاصل كل الإشكالات القانونية المفترضة.
أنا لست خبيرا قانونيا لأجيبكم بدقة على تساؤلكم، ولكننا سندرس كل ما بدا لنا أنه يؤثر بشكل سلبي على ممارستنا وعلى وضعية حقوق الإنسان، وذالك بمساعدة رجال القانون وخبراء وأساتذة جامعيين بالتنسيق والتعاون مع حكومات الدول المعنية بهذه الإشكالات بما فيها مشكلة قوانين الهجرة.

4. كيف تتمكنون بحكم تواجدكم في فاس من متابعة تنفيذ باقي البرامج داخل الدول لتي تحتضن المنسقيات المختلفة ؟؟
ج: الوكالة ليست هي شخصية الرئيس، بل الوكالة هي إطار شبابي غير حكومي يضم في صفوفه شباب وشابات من خيرة شباب العالم، وعبد ربه ماهو إلا واحد منهم، وبالتالي فإن عملية متابعة تنفيذ برامج الوكالة، ليست بالضرورة أن تتم من طرفه، لأن الوكالة لها منسقين ومنسق عام ونواب الرئيس وآخرون الذين كلهم أثق في قدراتهم وكفاءاتهم ورزانتهم وحكمتهم في التعاطي مع الأمور بمسؤولية ناضجة.
5. ماهو البرنامج المستقبلي للوكالة ؟؟

ج: برنامجا المستقبلي يسعى إلى المساهمة في استنهاض الشباب العربي من دائرة اللاعطاء إلى دائرة العطاء والابتكار، من دائرة السلبي إلى دائرة الإيجابي، ويسعى أيضا إلى خلق بيئة مجتمعية دولية هادئة لا مكان للحرب فيها من خلال استهدافنا مختلف جوانب الحياة العامة في إطار رؤية شمولية هادفة وفق استراتيجية محكمة ومعقلنة .
ونحن في الوكالة سنتعاطى من خلال برنامجنا بانفتاح وشراكة ومرونة.

6. كلمة أخيرة

ج: في الكلمة الأخيرة أدعو كل إنسان يشعر ويحس بأنه إنسان، ويعي معنى الإنسان، أن يتجند ويجند الآخرين من أجل خدمة الإنسان وإنسانيته كإنسان، وأن يتعبأ ويعبئ الآخرين من أجل الحفاظ على استمرارية الإنسان في الوجود والارتقاء به إلى المكانة التي تليق به كإنسان. ونحن نتأسف كثيرا لوجود أصناف من البشر تسمح لنفسها بالاقتتات والعيش على حساب مآسي وفقر وتجويع جماهير عريضة من البشر. وهذا السلوك يعتبر من أبرز تجليات التجني على الإنسان في حقوقه المدنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمعرفية وحتى الطبيعية.
علينا إذن أن نساهم في إعادة رد الاعتبار للإنسان، والإنسان في اعتقادنا هو نحن البشر: إنسان الماضي وإنسان الحاضر وإنسان المستقبل. وفي ختام هذه الكلمة أشكركم جزيلا على إتاحتكم لي الفرصة للإعراب عما يخالج صدورنا وللإفصاح عن هوية وجهة نظرنا التي نعتقد أنها صائبة. فشكرا لكم ألف شكر ودمتم أوفياء لما فيه الخير للعباد والأرض.



#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هروب
- الفريق
- رسالة مفتوحة إلي السيد :النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطن ...
- دعاء
- حفريات الذاكرة من خلال رواية *رجال وكلاب *للروائي مصطفى الغت ...
- يا بحريي هيلا هيلا
- الانتخابات المغربية: دروس وعبر
- الأمن والمواطنة
- كرامة ضائعة
- أحزان بلا حدود
- عتبات -في انتظار الصباح-
- يورتريه الشهيد مهدي عامل
- الشباب والراهن :أية علاقة ؟
- ذكريات معلمة في الخليج كتاب يرصد التعليم بمدينة صحار بسلطنة ...
- فاس
- ربيع الصيف
- الهجرة في * موسم الهجرة إلى أي مكان* للمبدع محمد سعيد الريحا ...
- علي الصحراء
- علي و الصحراء
- البحر


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - محمد البوزيدي - حوار صحفي مع رئيس وكالة البحر الأبيض المتوسط للتعاون الدولي الأستاذ محمد القاضي