أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - واصف شنون - Teddy bear في السودان..!!!














المزيد.....

Teddy bear في السودان..!!!


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 2127 - 2007 / 12 / 12 - 11:31
المحور: حقوق الانسان
    


ماذا تفعل امرأة غربية مسيحية في بلدان مسلمة ؟

في السابق كانت ُتعلم النساء كيف يلدنَّ الأطفال بلا موت ولا ألم مثل الست الدكتورة (لنده ) أي لندا في الناصرية جنوبي العراق ، بل وكانت الست لنده توزع على النساء الأميات نصائحها العلمية البسيطة بكيفية الاهتمام بالرضع من الأطفال ،وتتجاوز أحيانا لتضرب بعض أفخاذ و مؤخرات النساء العفنات اللواتي لا يعرفن ماهي النظافة، وأبناء الناصرية القدامى يعرفون الست لنده ،لكنهم ولعل البعض لا يعرفون الخدمات التي أدتها لإمهاتم المتعبات في الطلق والولادة وكذلك أساليب النكاح ..!!،وطالما أعياني التأمل وأنا أقف مخمورا ً أمام عيادة ست لنده القديمة التي تقع في أعلى بناية عتيقة من طابقين ،وأهتف في داخلي ست لنده ( وين ) و(الحبربش ) وين ...

ماذا تفعل امرأة غربية ليست من زمن الدكتورة لندا وأمثالها في السودان ،مثل معلمة التلاميذ جوليان جبسون ،العقل القومي العربي الإسلامي سابقا ً وقبل عصر التكنولوجيا يذهب ليقول إنها جاسوسة صهيونية ، لكن العقل العربي الإسلامي السوداوي السوداني قال إنها ُتسيء لـ(محمد) مؤسس الإسلام ، ومنذ الاتهام الذي ُرميت به المعلمة البريطانية حتى أصبح آلاف من السودانيين الفقراء عبارة عن قريش جديدة ،وكل منهم أبي جهل حي وعنيف ،ويقودهم أكثر من أبي سفيان واحد ،يأخذون أوامرهم من دار الندوة التي تسكن رؤوسهم .

وحين نعود لبحث في تفاصيل صغيرة عن سيرة المعلمة المذكورة ،فلا نجد سوى إنها إمرأة بسيطة حصلت على وظيفة لتعليم اللغة الإنكليزية في بلد متخلف براتب محترم ، وظيفة كمعلمة لغة إنكليزية لطلاب هم جميعا أبناء نخبة غنية متسلطة تلد الحكام والسلطات وتمسخها وتكررها ، فأختلط فيها وحسب الفوضى القائمة ابن الوزير والإمام والشيخ والضابط ... الخ ،حتى تمت الوشاية بالمعلمة لأنها سمحت لتلميذ مدلل أن يسمي لعبته المدللة محمد ، فقام رجال في السودان تدفعهم الشيم والقيم وأصول الدين بالتظاهر والاحتجاج لكي يتم معاقبة المسؤول (التربوي) عن التلميذ الذي قام بفعل (التسمية ) والله أكبر ..وظهرت السيوف اللامعة .

ولم تصدق الفضائيات الخبر ،حتى كان لمعدي الأخبار والبرامج الغربية والعربية على الخصوص موضوعا ً دسما ً ُيثير النفاق والعنصرية بين خفاياه ويعزز التعصب ،فأصبحت المعلمة جبسون عدوة لمسلمي الأرض جماعيا ً،لأنها سمحت لتلميذها بأن يسمي لعبته المدللة محمد،فعلى التلميذ الشاطر أن يسمي ألعابه ليس كما يريد بل كما يريد الأب الطاغي والأم العاطلة ،والإمام والشيخ والقائد ،و عليه أن يعيش في شوارع لاتحمل سوى مسميات قادة الفتح مثل خالد وعمرو وطارق ..أو قادة الهزيمة مثل عبد الحكيم عامر وعبد الناصر وصدام وعرفات والنميري والأسد والقذافي ...أو أسماء مدن مثل غزة والقدس وبغداد وبيروت ..الخ .

ما بال هؤلاء السودانيون الفقراء وهم يحتجون ويطالبون بقتل إمرأة تعلم أبناء الجائرين عليهم، العلم والسواء والنبل والإنسانية، ليرحموا بعد حين ،ما بالهم ومنهم محمد يزني ،ومحمد يقتل ،ومحمد يسرق ،ومحمد يرتشي ،محمد يقامر ،محمد يرتكب المجازر ،محمد جائر..،وكم من الذين تسموا بمحمد هم ضحايا ،وكم من المجرمين وقد تسموا باسم محمد جناة .

اللهم أفق هذه الأمة السوداء .



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المال والبنون : ثقافة السرقة
- مستعرب أو مستكرد ..!!
- شرف قومي ..ودكتاتورية
- حوار مقدس
- شعوب تمتهن التصفيق
- سالي فيلد ..
- وليمة في زمن فاسد
- الثقب المقدس
- قائد شرطة عراقي
- ستربتيز كيفن راد
- عود شخّاط
- الحروفي والخروفي ومابين النقطة
- العراق : يا حريمة ويا حسافة
- أمّنا الأرض مريضة ..
- المسرح العراقي في سيدني :المنطقة الصفراء تحاكي المنطقة الخضر ...
- لماذا دائما ً فلسطين ولبنان والعراق ؟
- مابين فوزي كريم وسعدي يوسف
- زمان حزب الدعوة العميل !!
- هجرة الرسول وهجرة العراق
- هوشيار زيباري في أستراليا


المزيد.....




- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - واصف شنون - Teddy bear في السودان..!!!