أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عصام عبدالله - الحكمة الجماعية














المزيد.....

الحكمة الجماعية


عصام عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2125 - 2007 / 12 / 10 - 11:06
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


مع بداية عصر العولمة لم يعد ثمة وجود لاقتصاد قومي محض، ولا ثقافة قومية خالصة أو قانون قومي أو إعلام قومي … إلخ، وحدها مازالت تحتفظ بطابعها القومي «السلطة السياسية الفاعلة في إطار الدولة القومية»، ولابد أن تخلي مكانها قريبا ، فأية شركة من الشركات العابرة للقوميات تتحكم اليوم برقم أعمال يزيد على الناتج القومي لدولة صغيرة مثل «الدنمارك» وقد لا يقل عن الناتج القومي لدولة متوسطة الحجم مثل «أسبانيا».
وهناك من يرى أن العولمة في السياسة هي فوقية «الشرعية الدولية» وإعادة تعريف لسيادة الدولة لتتم بواسطة قوى العولمة و «التعاون» الدولي ، ولينسخ مفهوم الدولة كتعبير عن الإرادة الجماعية لسكان أي إقليم معروفين - أي السكان والإقليم - أنها عولمة Globolization ووحدة التكوين فيها هي «الكوكب» - Globe وهي ليست «تدويل» Internationalization حيث «الأمة» Nation هي وحدة التكوين.
مما يعني أن الدولة لن تختفي وإنما - ستنكمش حجمًا وتتحول كيفًا - على الأرجح - من بنيان هرمي إلى هريم قوي فاعل يعمل كعقدة من عقد التفاعل الشبكي في عصر المعلومات والمعرفة، إذ أن كفاءة هريم الدولة هذا في بث واستقبال المعلومات هي ما سيحكم في النهاية مبررات وجود أو اختفاء هذه الدولة أو تلك، وهكذا أصبحت «المعرفة» هي أهم مقوم من مقومات وجود الدولة واستمرارها في عصر العولمة ، ومقومات نهضة الشعوب وثرائها .

" أن المعرفة وتكنولوجيا المعلومات صديق حميم، شديد المباطنة، عظيم الهيمنة تماماً، ليس من خارجنا، وإنما من تحت جلد بشريتنا، منذ بروميثيوس وحتى اليوم، وغداً"
وإذا كانت المعلومات منذ قرن مضي تنتقل بنفس سرعة مرافقيها من البشر، فإن المعلومات اليوم ترقي إلى مليار فقرة في الثانية الواحدة، بما يند عن أن يحاط به، حيث إن فقرة واحدة تنتقل بسرعة الضوء، ووفقا لما يقوله "لاكى" - Luky المدير التنفيذي في معامل ومختبرات At and Bell، فإن لدينا حلماً قديماً جديداً على الدوام، في أن نكون شيئاً آخر غير ما نحن عليه، ويتساءل لاكي " عما إذا كان بوسعنا أن نرتبط مع أترابنا بوسائل مبتكرة وخلاقة الكترونياً من أجل تحقيق نوع من (الحكمة الجماعية)، تفوق الحكمة الفردية وتعلو عليها" .
وهو حلم قديم راود الفيلسوف العربي " ابن رشد " قبل ثمانية قرون حين نادي بوحدة العقول ومشاعية المعرفة للوصول إلي هذه " الحكمة الجماعية " .
إن حقبة الإنتاج والاستهلاك الفاوستي والبروميثي ( وربما الأوديبي) تحل محلها حقبة " بروتينية من الشبكات، حقبة نرجسية بالغة التنوع، وتتسم بكثرة العلاقات والاتصالات والتلامس والاستجابة والتداخل العام الذي يقترن بعالم الاتصالات. وبفضل الصور التليفزيونية تصبح أجسامنا والكون المحيط بنا بأكمله بمثابة شاشة تحكم".
طور الناقد الأمريكي المصري الأصل (إيهاب حسن) نظريته الخاصة بالمدينة ما بعد الحديثة ، وقال ب" القرية الكوكبية" التي ستنشأ عن تطور تكنولوجيا الاتصالات، فالتكنولوجيا خاطفة السرعة ستحل محل التكنولوجيا التقليدية وسيصبح الكمبيوتر بديلا (للوعي) أو كامتداد للوعي الإنساني.
ولخص "حسن" ثقافة ما بعد الحداثة بأنها: " تيار يعتمد على تجاوز الصبغة الإنسانية للحياة الأرضية بصورة عنيفة، بحيث تتجاذب فيها قوي الرعب والمذاهب الشمولية، والتفتت والتوحد، والفقر والسلطة وربما أدى ذلك في آخر المطاف إلى بداية ( عهد وحدة كوكب الأرض) "عهد جديد" يتحد فيه الواحد مع الكثير، ذلك لأن تيار ما بعد الحداثة ينبع من الاتساع الهائل للوعي من خلال منجزات التكنولوجيا التي أصبحت بمثابة حجر الأساس في " المعرفة الروحية" في القرن الحادي والعشرين نتيجة لذلك أصبح الوعي ينظر إليه على أنه " معلومات والتاريخ على أنه "حدوث".
إن الانتقال من مجتمع الصناعة إلى مجتمع ما بعد الصناعة ( أو المعلومات) قد ولد نوعاً جديداً من " الوعي" يمكن أن نطلق عليه " الوعي الكوني" الذي يتجاوز كل أنواع الوعي السابقة: الوعي الوطني بكل تعريفاته من وعي اجتماعي، ووعي طبقي، ووعي قومي؛ هذا الوعي الكوني سيفرز قيماً إنسانية عامة فـ الكونية Globalism هي روح القرن الحادي والعشرين، ومما يؤكد ذلك أن تنمية شبكات المعلومات الكونية باستخدام الكمبيوتر وكذلك الأقمار الصناعية ستعمق التواصل والتفاهم بين الشعوب المختلفة، مما من شأنه أن يتجاوز المصالح القومية، والمصالح الأخرى المتباينة. من ناحية أخرى فإن الأزمات الكونية المتعلقة بنقص موارد الطبيعة وتدمير البيئة الطبيعية والانفجار السكاني والفجوات الاقتصادية العميقة في العالم، ستولد حلولاً جماعية، إذ لا تستطيع دولة بمفردها أو مجموعة دول مهما عظم شأنها أن تتصدى وحدها للمشكلات الكونية.
ان مشاعية المعرفة والديمقراطية والحرية، هي حلم البشرية ، " يوتوبيا " الألفية الثالثة والعولمة.



#عصام_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرطة الدينية
- أرض الأحلام
- باقة ورد إلي الحوار المتمدن
- أصل الدستور الأمريكي
- في اليوم العالمي للفلسفة ..
- أحذر الديموقراطية القادمة !
- هل الحداثة إرادة سياسية ؟
- ضبط الكلمات .. العولمة نموذجا
- كيف أصبحت الإمارات رمزا للتسامح ؟
- الدولة القمعية
- شعار التنوير
- الأسس الفلسفية لليبرالية
- مسائل تخص العقل والإيمان
- أليست فكرة جديرة بالتمثل ؟
- ماذا بقي من الدولة ؟
- آخر .. ما بعد الحداثة
- دين حقوق الإنسان
- العنف والحق الطبيعي (3)
- العنف والحق الطبيعي (2)
- العنف والحق الطبيعي (1)


المزيد.....




- وزير الدفاع الإسرائيلي ردا على تصريحات بايدن: لا يمكن إخضاعن ...
- مطالبات بالتحقيق في واقعة الجدة نايفة
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينتج برامج تلفزيونية ناجحة في ال ...
- سويسرا: الحوار بدل القمع... الجامعات تتخذ نهجًا مختلفًا في ا ...
- ردًا على بايدن وفي رسالة إلى -الأعداء والأصدقاء-.. غالانت: س ...
- ألمانيا ـ تنديد بدعم أساتذة محاضرين لاحتجاجات طلابية ضد حرب ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة هندسية إسرائيلية في رفح (فيد ...
- موسكو: مسار واشنطن والغرب التصعيدي يدفع روسيا لتعزيز قدراتها ...
- مخاطر تناول الأطعمة النيئة وغير المطبوخة جيدا
- بوتين: نعمل لمنع وقوع صدام عالمي


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عصام عبدالله - الحكمة الجماعية