أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عيسى طه - المؤتمر الخريفي في انابوليس (التوقيت والجدوى)















المزيد.....

المؤتمر الخريفي في انابوليس (التوقيت والجدوى)


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 2117 - 2007 / 12 / 2 - 11:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليس هناك شئ ياتي من فراغ!!
وليس هناك جهد دون مصلحة ونفع!!
وليس هناك وقت يضاع دون عطاء ودون ثمن!!
وليس البلد الراعي لهذا المؤتمر (امريكا) لا تملك اكثر من هدف وفائدة من جراء عَقده!!
قد يستطيع المرء ان يقدر الجهد المبذول في جمع ثمان واربعين دولة من رؤوساء ووزراء خارجية وكأنهم سرب من طيور ملونة مختلفة يحومون طيراناً في زرقة سماء صافية أتوا وكل منهم يحمل ارادتين ووجهين لمصالحه .. هذه الطيور جميعها يقودهم نسر كبير مُدرب اجنحته اقوى من اي جناح في هذا السرب بطول ريشه وبعدد خفقات جناحه السريعة يقودهم باقتدار مبني على طرحين، الترهيب والترغيب.. التهديد بالمقاطعة والمحاصرة وفق البند السابع من هيئة الامم المتحدة ، البند الذي ينفذ قراراته بقوة السلاح.
هذه الفترة وصلت الوفود الى انابوليس في ميرلاند الامريكية.. وتاريخ هذه المدينة بخلاصة انها مدينة كانت محطة لقاء قادة زعماء فيدراليات ومكونات مختلفة تتقاتل مع بعضها وذهاب الاف الضحايا نتيجة هذا الاقتتال.
بالتاكيد انه لولا وجود الرئيس بوش لم يحصل هذا التجمع على هذا العدد من الدول وخاصة الدول التي لها دور فاعل ومؤثر بالقضية المركزية الفلسطينية وهم مواكبون تجاوزات الاسرائيليون على حدود المعقول في الاحتلال وخاصة في غزة ،وضعوا السكان في سجن كبير ويحاولون حرمانهم من ابسط حقوقهم الحياتية بما في ذلك الكهرباء.
أجعلونا نفكر معاً لماذا هذا الاجتماع ؟ وماهي مصلحة كل مشترك ودوره خاصة الدور الامريكي الرئيسي ؟ سنضع جدولتها في ادناه بشكل عفوي.
ونبدأ بالولايات المتحدة الامريكية:
هذه الدولة ورئيسها هي التي كونت فكرة الاجتماع بعد ان شعر رئيسها بوش ان فشله وفشل سياسته في العراق وافغانستان والشرق الاوسط اصبحت واضحة وشعر الرئيس بان رئاسته لم تكن فيها نجاحاً متواصلاً وان قرب انهاء الولاية اخذ في تنازل زمني وتساقط عمودي لعدم احترام مصداقية الولايات المتحدة الامريكية ، لذا ابتكر الرئيس فكرة انعقاد هذا المؤتمر في محاولة لتحسين سمعة السياسة الخارجية الامريكية وتحسين سمعة الحزب الذي ينتمي اليه وهو الحزب الجمهوري.
والحزب الجمهوري بحاجة الى من يعينه الى كسب المقاعد في مجلس الشيوخ التي خسرها وفقدانه اغلبية زمام القرارات التي كانت بيده،الثابت ان قناعة بوش انه اذا نجح في ترتيب صلحاً بين العرب والاسرائيليين قد يغطي هذا النجاح فشله الواضح في قضايا اخرى لذا وبالمقياس العادل ان لامريكا مصلحة لا تقل عن 90% في ترتيب هذا المؤتمر والعمل من اجل نجاحه.

اسرائيل:
اسرائيل فوجئت بالموقف الامريكي ومااخذت تسمعه ماوراء الكواليس من وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزارايس ووجدت انها على مسرح واسع فيه الفلسطينيون (قطاع غزة) أصبحوا قليلوا الصبر على ماتتعامل به اسرائيل مع شعبهم واستمرار عنجهيتهم وقسوتهم لفترة اربعين سنة.
رئيس وزراء اسرائيل (اولمرت) لا يحسد على موقفه السياسي في الوقت الحاضر بعد ان خسر الحرب مع حزب الله في لبنان وان الجيش الاسرائيلي لا يستطيع اطلاقاً ان يسير في اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يُقهر لذا نجد ان الوضع الداخلي في اسرائيل وحاجتها الى الدعم العالمي وخاصة الدعم الامريكي لا مناص لها من الحضور وقد لعب الرئيس بوش بتثبيت ركائز النجاح على ثلاثة ركائز:-
1- استطاع بنفوذه ان يقنع اسرائيل بمفاوضات مباشرة بينها وبين محمود عباس (رئيس فلسطين).
2- الاسرائيليين وافقوا على وضع سقف زمني لا يتجاوز السنة فقط بضمان امريكي على الانتهاء من المفاوضات وعلى كل النقاط المطروحة على الساحة وانهاء حالة الحرب وقيام دولة فلسطينية تملك وسائل الحياة المستمرة ورغم ان هذه القرارات هي قرارات مؤلمة بالنسبة لليهود المتزمتين الذين يشعرون ان كتاب الله المقدس (التوراة) اعطاهم الحق بالاستيلاء على فلسطين واعتبار فلسطين ارض الميعاد والقدس عاصمة ابدية لهم ولكن للضرورة احكام فالتاريخ لا يمكن ان يرتد الى الوراء وسياسة upper hand (ابرهاند) لن تستمر في القرن الواحد والعشرين فهذا النوع من الاحتلال انتهى بانتهاء الطبقة البيضاء في افريقيا الجنوبية.
هل اسرائيل تكسب من هذا الحضور بعد ان وافقت على اعطاء حقوق للفلسطينيين وفق القرارات الشرعية للولايات المتحدة وخاصة القرار 242 ؟! والقرارات الاخرى التي نصت على ضمان حقوق الفلسطينيين بما فيها الحقوق في القدس وعودة اللاجئين.
برأي انه لو استطاعت امريكا ان تفرض ارادتها على فريقي الخصام فأن ذلك في مصلحة اسرائيل على المدى البعيد وعليهم ان يفهموا ان لا تعايش سلمي بقوة السلاح ومن هذا المنطلق ان مصلحة اسرائيل نقدرها بحوالي 80%.
دولة فلسطين:
بقناعتي ان دولة فلسطين يوم اتخذت من المعتدلين راياً وطريقاً لاجل السلام وعدم الرضوخ للاءات الفلسطينية التي تتبناها منظمة حماس والتحرير وسرايا القدس فان هذا نعم الاختيار وذلك لقناعاتي التالية:-
أ‌- وسع التجمع والذي بلغ 48 دولة في هذا الاجتماع العلني.
ب‌- تبني الولايات المتحدة الامريكية هذه الفكرة والتزامها بتطبيق مايُطرح من نقاط ويصل الفريقين الى اتفاق فيه وتتعهد الضمان بتنفيذه خلال سنة.
ت‌- ان مرجعية هذه المفاوضات المفتوحة وتركيزها على القرارات الشرعية فيه كسب واضح للفلسطينيين وان قبول القضية الفلسطينية بهذا الشكل الواسع ودخول اللجنة الرباعية برئاسة وزارء بريطانيا السابق (توني بلير) هو كسب تاريخي لما قد يحصل عليه الفلسطينيين سيما بعد ان حصل الاتفاق بان تبدا المفاوضات من يوم الاربعاء المصادف 28/11/2007 ، ويجب ان ينتهي خلال سنة بالوصول الى الاتفاق وبضمان وحماية امريكا والدول الاخرى المشتركة ومعنى هذا اذا التزمت اسرائيل بخارطة الطريق فانه عليها ان ترفع الحصار عن غزة والحواجز من كل البلاد وتسمح للفلسطينيين العمل في اسرائيل واشياء اخرى يمكن للفلسطينيين ان يرجعوا الى خط الحياة المثمر.
ان مؤتمر انابوليس الذي عقد هذه الايام وفيه اكثر من 48 دولة سيركز على اعمار البنية التحتية للدولة الفلسطينية القادمة وهذه خطوة ممتازة انا من الذين لا يلومون الشارع الفلسطيني في غيلانه وهذا الغليان سببه انه ليس هناك مصداقية في وعود اسرائيل او امريكا ولكن اليوم بهذا التجمع هناك التزام ادبي وقانوني وستثبت الايام للمتظاهرين وهم بمئات الالاف في غزة والضفة بان الصبر ضروري في ان يطبق مااتفق عليه المجتمعون في اول جلسة.
اما الدول الغير رئيسية التي تنحصر في سردنا هذا هم:-
1- ايران: ليس لايران اي فائدة من هذا الاجتماع سوى ان استقلال فلسطين يوازي الشعارات التي اطلقت في زمن خميني وكيف ابدل السفارة الاسرائيلية بمقر لحركة فتح.
2- سوريا: ان بشار الاسد الرئيس السوري يعتبر من السياسيين العرب المتميزين وذو مكانة مرموقة في قلوب الشعوب وهو محق في تصريحه بان لا سلام بين سوريا وبين اسرائيل الا بعد انسحابها من كل الاراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان، وباعتقادي ان ليس لاسرائيل الكثير من الخيارات الا ارضاء المد الثوري للشعوب العربية والرضوخ للواقع.
3- لبنان: لبنان الان في صراع على السلطة والرئاسة وهو يدخل ضمنياً في نتائج هذا المؤتمر سيما وانه يملك قضية مهمة وهي مزارع شبعا.
4- العراق: فقراره بعدم المشاركة لا يعتبر مهماً بالنسبة للعدد الكبير من المشاركين من الدول ولكن في كل الحلول العراق الان يقدر خطر تغلغل النفوذ الاجنبي (الاحتلال) في بلده والوصول الى حلول سلمية تخفف عن العراق اعباء النضال الطويل.
الكل يقرّ ان الارداة والهدف والتعامل ياتي من المصالح سواء اكانت على مصلحة دولة او خاصة وان مصلحة امريكا في الوقت الحاضر وكذلك كل الدول المشاركة لها في هذا الحضور بعض المكتسبات والفائدة .
نحن مع الاعتدال ونحن مع المؤتمر خاصة اذا تمسك عباس بالثوابت الفلسطينية وليس لنا الا الله ونضال الشعوب.



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الانسان ماهي مفاهيم الاحتلال القانونية في الاغتصاب والت ...
- خطورة استخدام المرتزقة في قوة الجيش الأمريكي
- الفيزياء السياسية وخلط الاوراق!!وعراق موحد
- آه ... لو تبصرت القيادات الكوردية امام الواقع الجديد!!!
- آن اوان غربلة قوانين الاحتلال..في سبيل ديمقراطية واضحة!!
- العراق .. ظلم وظلامة وظلام
- فكرة جديدة تطيح بالمالكي الانقلاب البرلماني
- الواقع يفرض علينا تفعيل الحوار مع الاحتلال!! وما ضير ذلك على ...
- لماذا يتخوف بعضهم من اجراء انتخابات حاضراً...!
- سد التآخي العربي الكردي هو حضن دافئ لامن المنطقة
- نأمل ان يكون التشريع الأمريكي للمحاكم العراقية منفذا يؤدي ال ...
- على الأقتصاد العراقي آثار قانون الأستثمار الأجنبي رقم (39) ل ...
- ضرورة اعادة النظر في تشريعات امريكية لا تلائم مصلحة العراق ا ...
- قانون العقوبات الذي اصدره بول بريمر يحتاج الى نظرة موضوعية
- مستجدات واحداث وقضايا يشارك... رئيس منظمة محامين بلا حدود ال ...
- الموقف الصحيح مع كردستان تعني المواطنة المطلوبة
- لنا في الهوية العراقية .... الهدف والطموح
- وعينا الوطني يدفعنا لمنع نفوذ الغير على الاعلام
- حرمان حكومة العراق من المساس بأي تشريع صادر في زمن الاحتلال
- تركيا تلعب بالنار باصرارها على اجتياح العراق..!


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عيسى طه - المؤتمر الخريفي في انابوليس (التوقيت والجدوى)