أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - العراق .. ظلم وظلامة وظلام















المزيد.....

العراق .. ظلم وظلامة وظلام


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 2105 - 2007 / 11 / 20 - 10:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الظلم
العراق الوليد يحشرج على سرير الموت في غرفة الانعاش واهله الوطنيون يقدمون ارواحهم لايادي قتلة محترفون قادمون الى العراق من اجل القتل حسب قوائم معدة ومنظمة وهم تميزوا بقسوة فضائحهم الاجرامية .. هم مرتزقة مدفوعي الأجر لاعمال مسبقة الاتفاق للقضاء على شعب ووطن بل وامة عن طريق النظرية الامريكية الجديدة الفوضى الخلاقة.
تاريخ العراق معروف سواء أكان تاريخا معاصرا ام تاريخا غير معاصر قديم وهذا التاريخ سُجل فيه ان العراق اجتازه الغزاة واستباحوا أرضه لغزوهم وتدميرهم وكان عدد الغزوات خمسة وعشرون غزوة واحتلال وكل غزوة هي اتعس من قبلها والعن من اتى بعدها.
والتاريخ ايضا دَّون ان كل هذه الاحتلالات لم تستطع ان تنال من العراق روحه رغم تركه له مدمرا وكأنه جثة هامدة لا رجعة لروح يتواصل بها مع الحياة والعيش ولكن على عكس ذلك وجدنا ان العراق اشبه بالعنقاء .. العنقاء التي تنهض من رمادها اشد قوة وهو ايضا يشبه مستخرجات الثروات البركانية فاذا تكرر ثورة بركان واحد عدة مرات نجد ان مايقذفه مادة تفوق قوتها عن أي معدن اخر اسمها العلمي لافا lava .
هذا هو العراق يخرج من رماده عنقاء قوية معافية من هذا الغزو وذاك الاحتلال مهما كان بربريا ويفوق بقسوته القسوة ويصاحبه ظلم يفوق الظلم المعتاد وهذا الظلم جاء مسجلا بالتاريخ عندما احتل البرابرة المغول بقيادة هولاكو وجنكيز خان في تاريخ امتنا السحيق حيث قضى كما يذكر التاريخ على معظم الرجال ولم يبقي الا الصبية ودون الصبية بقليل وجعل عالي البلاد سافلها وجعل من دجلة الخير من ماء عذب شفاف الى ماء يتموج بين الاحمر وهي دماء العراقيين ولون اسود لون احبار الكتب التي رميت في هذا النهر واصبحت كما يذكر التاريخ بنهرها وبكثرة الجثث المرمية في النهر كاد المشاة يعبرون على هذه الجثث من الكرخ الى الرصافة جاعلين منها جسرا هكذا دون المؤرخون ماجرى للعراق .
اليوم في زمن هذا التاريخ تاريخ اذار 2003 جاءوا غزاة يحملون اعلى درجات الغلو والقسوة وطرق الدمار يزيد بكثير عن الغزاة السابقين منهم هولاكو والفرق برأي ان الغزاة الجدد استعملوا بدل المنجنيق مدافع البوارج واستعملوا الطائرات تقذف حمم الموت لكل كائن حي يدب على ارض بغداد وتجعل من الحواضر والبناء تتساوى مع الارض دون حرمة ودون تفرقة بين هدف عسكري وهدف مدني .
دخل الجيش الامريكي لبغداد عن طريق الكويت وقبل ان تصل جحافله الى بغداد انزل جنوده في مطار بغداد وفي كلا الطريقين نرى كان عدد من راقصي الاستعداء الخونة وللاسف ان هؤلاء هم الذين باعوا العراق واهل العراق وسموا الاحتلال بسقوط بغداد هم يرجعون بانسابهم الى اشهر العائلات وبعضهم يحمل اعلى الشهادات العلمية منهم الافندي (المودرن) وبين المعمم وياللاسف ان عمائم بعضهم تعود لاولاد مرجعيات دينية معروفة محترمة من العراقيين سواء اكانت عمائمهم سوداء او بيضاء او خضراء .
ان الاحتلال ركز في تثبيت تواجده في العراق على بعض العمائم السوداء حتى ان بعض هذه العمائم وان كانت سوداء ولكنها غير عربية واعلنت انها عمامة فارسية وترفض الجنسية العراقية وهذا واضح للكل ومعلوم لدى الجميع هكذا تجمع الشر بدعم بعضهم البعض الاحتلال يحتاج الى ارهاب وقسوة وتدمير البنية التحتية اذ لم يترك مدينة او محلة الا واقدم على ظلمها احلك ظلم واقسى معاملة بقذف طائراته وتوزيع جثث الشهداء المغدورين لترى ان شوارع بغداد مليئة بهذه الجثث .
الاحتلال وقوى الشر والدمار استظلوا بمظلة واسعة من قوى عسكرية ضاربة تستعمل الرصاص الحي من بنادق مختلفة في المصدر اكثريتها من الاحتلال وطائراته ومدافع اسطوله في الخليج واخرى من مليشيات جاءت الى العراق من شرق البلاد (ايران) التي لا تعرف الا العربية المكسرة ولا شئ يقف امامها وقد فقد العراق اعز من يحميه وهو الجيش الوطني السابق ايكون هناك ظلما لحق بنا يفوق هذا الظلم الذي حل بالعراق .
الظلامية
والظلامية تعني القسوة في الظلم وتاريخ هذه الفترة التي عاش بها المواطنون العراقيون وكيف تعامل احتلال معهم وكيف تلذذت المليشيات والشركات الامنية مثل بلاك ووتر في قتلهم وكأنهم اسراب طيور في غابة يتسلى بها من يهوى الصيد ويبغي المتعة وكما ان الطيور لا تعرف مذهب او طائفة فنجد ان هؤلاء يغضون النظر عن الفروقات المذهبية وعن اعمارهم ودرجاتهم الاجتماعية فقد كانت هذه الظلامة (القسوة) تفوق كل عرف وتجربة مر بتاريخ العراق المعاصر سواء اكانت بالحروب الحقيقية ايام حرب العراق مع الانكليز في 41 او بحروب داخلية ومن أي حكومة او نظام جاء بها الزمان والاحتلال من تاريخ الثلاثينيات عهد الانتداء وحتى قبله عهد الاحتلال العثماني بل وعلى طول فترة التاريخ الحديث في القرنين القرن 19-20 فاي ظلم اكثر من هذا واي ظلامة بهذا العمق في التلذذ بقسوة البشر على البشر هكذا مر على العراق ولا زال يمر وهذا هو واقعنا وعلينا ان نجد حلا لهذه الظلامة وان نوقف القسوة.
الظلام
الظلام في العراق متعمد من قبل الاحتلال وهو هدف استراتيجي ان يرجع العراق الى العصر الحجري اذ ان أي مهندس كهربائي بسيط لو اعطي صلاحية اعادة اعمال ماخربه الاحتلال في أي اذار 2003 ، ان الامر يحتاج اكثر من اشهر لارجاع العراق كما كان عليه على الاقل كما كان في عهد صدام فهناك مجال لتصليح ماخرب وهناك مجال لاستيراد على وجه السرعة المضخات العملاقة وهناك مجال استيراد الكهرباء من الخارج سواء من الشمال من تركيا وسد اتاترك او من الشرق من ايران وطاقتها العالية من الكهرباء او من السعودية ولكن الاحتلال تعمد في ابقاء العراق في ظلام دامس ظلام العيش وظلام الحرية وظلام السجون ان الاحتلال لا يستطيع ان يبرر تأخره عن اعادة الكهرباء الى العراقيين الا بالاعتراف انه يخطط الى فوضى خلاقة واتخاذ الخطوات الى هذه الفوضى ومنها عدم تصليح الكهرباء...عدم توفير الماء الصالح للشرب .. القتل على الهوية والطائفة .. تهجير العلماء وقتل كل من اشترك في حرب العراقية الإيرانية ضابط كان او مدني والعمل بهمة عالية على افراغ العراق من علماء واطباء والأكاديميين الذين جعلوا العراق في عهد صدام ان يقلصوا نسبة الامية الى 4% ويجعلوا نسبة التعلم والقراءة والكتابة الى 96% والان الامية مستشرية بشكل مطلق فاولادنا انصرفوا عن الدراسة اما خوفا او طلبا للرزق هذه هي الكوابيس الثلاثة التي يمر بها شعبنا المقهور على امره الظلم وقسوة الظلم الظلامة والظلام في الكهرباء والظلامة في النور والحرية والعدل .



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فكرة جديدة تطيح بالمالكي الانقلاب البرلماني
- الواقع يفرض علينا تفعيل الحوار مع الاحتلال!! وما ضير ذلك على ...
- لماذا يتخوف بعضهم من اجراء انتخابات حاضراً...!
- سد التآخي العربي الكردي هو حضن دافئ لامن المنطقة
- نأمل ان يكون التشريع الأمريكي للمحاكم العراقية منفذا يؤدي ال ...
- على الأقتصاد العراقي آثار قانون الأستثمار الأجنبي رقم (39) ل ...
- ضرورة اعادة النظر في تشريعات امريكية لا تلائم مصلحة العراق ا ...
- قانون العقوبات الذي اصدره بول بريمر يحتاج الى نظرة موضوعية
- مستجدات واحداث وقضايا يشارك... رئيس منظمة محامين بلا حدود ال ...
- الموقف الصحيح مع كردستان تعني المواطنة المطلوبة
- لنا في الهوية العراقية .... الهدف والطموح
- وعينا الوطني يدفعنا لمنع نفوذ الغير على الاعلام
- حرمان حكومة العراق من المساس بأي تشريع صادر في زمن الاحتلال
- تركيا تلعب بالنار باصرارها على اجتياح العراق..!
- العراقيون الغيارى في خضم صراعهم السياسي ...أمس...اليوم... وغ ...
- الارهاب: بين قوة التحدي وقوة الاحتجاج
- الوطن فوق القومية الكوردية الوطن أعلا من الطائفية
- صياغة دستور لا يضمن الديمقراطية .. بل اليد التي تطبقه هي الت ...
- كلنا فداء للوطن .. والفداء لايأت عن طريق تفجير السيارات وأعم ...
- اذا استصرخ الكردستانيون اخوان لهم من العرب طالبين العون ضد ا ...


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - العراق .. ظلم وظلامة وظلام