أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل قبلان - ألانتصار المطلوب














المزيد.....

ألانتصار المطلوب


سهيل قبلان

الحوار المتمدن-العدد: 2111 - 2007 / 11 / 26 - 11:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تدق ساعة الميلاد معلنة وجودنا، مؤكدة ذلك انتصار الحياة على آلام المخاض ومجمل اخطار عملية الولادة ، ونسير على دروب الحياة كل واحد ميمّما الشطر الذي يريد. والحياة كامنة في وجود كل واحد منا والسؤال: كيف والى اين تنطلق هذه الحياة ؟ وعندما يقف الانسان لحظات مع نفسه ويتساءل: لماذا هذا الواقع القائم وكيف تكون ، فانه سيصل بتساؤله الى انه ليس منزلا وانما هو من صنع الانسان ، والتسليم المطلق بانه قضاء وقدر كما يقول عدد من الناس هو بمثابة نقص كبير في نفوذ الناس الذين بامكانهم تغيير هذا الواقع من مأساوي لا يخدمهم الى واقع جميل يخدمهم وخاصة حقهم الاولي والاساسي في حياة حرة باحترام وكرامة وسلام عادل ودون قلق على المستقبل. وهذا الواقع الملموس والمتميز بماساويته في المجالات كافة ، جاء نتيجة انتصار عسكري اسرائيلي كانت قمته في حرب حزيران العدوانية في عام (1967 )، وما تطلبه من مواد ووسائل وما رافقه ولا يزال من احقاد وتحريض واستعلاء عنصري على العرب، وهذا الانتصار ليس انتصار حق وليس انتصار قيم الحياة الجميلة، انما هو وبناء على الواقع المستمر والقائم منذ عشرات السنين ، اغتصاب حقوق الغير والدوس عليها والذي يغتصب حقوق الغير يعيش العمر خائفا مهما عربد وبدا قويا لا يقهر!!
ان الظروف السلمية توفر الامكانيات والآفاق امام استمرار التقدم والازدهار وتقارب البشر يتطلب وضع مصالحهم الحياتية في رأس سلم الاولويات، وانتصار سياسة التعايش السلمي هو الضمانة الاكيدة مئة بالمئة ، للخروج من جحيم المصاعب والفقر واخطار الحروب وهي التي تتجاوب مع المصالح الجذرية للبشرية بأسرها، والانتصار المطلوب هو لفصل الفرح الابدي في الحياة وهذا يتطلب الغناء للحياة وقدسيتها وقيمها الجميلة لتنتصر بالتالي على الحقد والموت ، والغناء للحياة هو غناء لبقائنا في وطننا الذي لا وطن لنا سواه، وهذا البقاء الابدي في وطننا هو بمثابة انتصار على مروّجي الترانسفير والترحيل الجسدي والروحي وتهويد الزيتون والتين والصبار والمحاولات الوهمية المستمرة لتأكيد يهودية الدولة وانها بمثابة ارض بلا شعب لشعب بلا ارض ، ولكن البروة على سبيل المثال لا الحصر، واحدة من القرى التي هجر حكام اسرائيل اهاليها بالقوة في عام (1948 )، لا تزال بزيتونها وتينها وصبارها الدليل القاطع المؤكد انه لا يمكن هضم حق شعب من حقه بالحياة السعيدة باحترام واستقلالية وكرامة وسعادة، وقرر بالتالي العيش باستقلالية واحترام وكرامة ودفع ويدفع وسيدفع الثمن المطلوب لذلك الانتصار القادم لا محالة ومعه ضمانات وضع حد للمأساة المستمرة . والمطلوب اولا وقبل كل شيء وضع حد وباسرع ما يمكن للخلافات والمذابح الداخلية ، فلقد انتزع شعبنا الحياة من المذابح التي تعرض لها على مدى عشرات السنين، فكيف يسمح لنفسه بمذابح يجب ان يوجهها ليس الى البشر انما لحالة التشرذم والانقسامات والخلافات الداخلية والمواقف الخاطئة التي تضر بحقه المقدس في التحرر وكنس الاحتلال؟ تضر بمطالبه العادلة للعيش باحترام وكرامة في دولة مستقلة الى جانب اسرائيل.
لقد قررت الديانة البوذية انه لا يعتبر بوذيا من يكسب رزقه من صنع السموم والسلاح، فلماذا لا نأخذ بذلك الآن ولا نعتبر من يصنع السلاح ويسعى لاشعال الحروب غير آبه للنتائج الماساوية المترتبة عن ذلك، ويدوس الحقوق الاولية والاساسية للفلسطينيين، شريفا ومكانه ليس في سدة الحكم؟ فحكام اسرائيل يصرون وعلانية على التورط في حرب وباوامر من سيدهم الامريكي، ضد ايران وسوريا، ففي صالح من ذلك؟
للفضيلة قيمتها وحقيقتها وانتصار الفضيلة وسيلة لتحقيق السعادة ، فزوال الاحتلال في اعتقادي هو فضيلة كبيرة لها قيمها العديدة المتميزة بجماليتها وخدمتها للتعايش الانساني، وبزواله تتطلع الجماهير الى يوم غد بدون خوف وهي تحلم بالحرية والاستقلال الحقيقي والمساواة والتآخي في ظل السلام العادل، وبالذات العادل والذي له متطلباته، وهو الامل للبقاء لانه مبني على الاقتناع ولا خوف عليه ، والسلام العادل هو لصالح اليهود كما هو لصالح العرب، لان من يستعبد شعبا اخر لا يكون نفسه حرا، والواقع القائم يزرع التشاؤم في نفوس الكثيرين، خاصة في تشرذم العرب والاقتتال والخلافات والانشقاقات داخل الفلسطينيين، فمن يتامل الكون ويرى السحب الداكنة تغطي السماء ولا يرى ما وراءها من سماء زرقاء صافية ونقية ، يصاب بالتشاؤم، ومن ينظر الى الواقع ويرى فقط قوة اسرائيل وحليفها وراء المحيط وتفكك العرب، يصاب بالتشاؤم، ومثلما انه توجد سماء زرقاء ثابتة وراء السحب، وان السحب هي الزائلة، يوجد قول انساني للسيد المسيح من شأن تحقيقه ان يضمن السعادة للبشر، وهو"وفي الناس المسرة وعلى الارض السلام"، ولضمان قول السيد المسيح وتوفير المسرة والسلام ورسوخهما بين بني البشر، ولهم جميعا، يتطلب انتصار مبادئ وافكار ضمان ذلك الانتصار، هي الافكار والمبادئ الشيوعية، فبانتصارها تتوفر امام البشرية امكانية واقعية للعيش باحترام وكرامة وسعادة واستقرار ومحبة وبدون استغلال وتمييز واضطهاد وفقر وجوع وظلم، ولنتصور فترة يجري فيها تكريس كل شيء لرفع مستوى المعيشة وتطوير المجتمع لصالح الجميع وتعميق المحبة بين الجميع والعمل المشترك لنبذ كل ما من شأنه تشويه انسانية الانسان ومشاعره الانسانية ، لذا فان الانتصار المطلوب هو الحياة وجماليتها على الموت، والحب لجمالية الحياة والانسان وتعميقها على الكراهية، وهذا يتطلب الكفاح الدائم والمشدد في صفوف الحزب الشيوعي اليهودي العربي الاممي وتوسيع صفوفه. هذا الانتصار المطلوب يفرض علينا لاي صوت علينا الاصغاء له، للبلبل ام للغراب، للحمام الزاجل ام لفحيح الافعى ، للحب ام للاحقاد، للعصافير ام للمدافع، وصوت الشيوعيين اليهود والعرب والذي لم ولا ولن يتوقف، هو اصوات الحمام والعصافير والبلابل وقدسية الحياة وجمالية الانسانية الحقيقية، فاصغوا اليه وتبنّوه.




#سهيل_قبلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعادة البشرية منوطة بانتصار الشيوعية
- سجلّهم أسود ومكانهم ليس في سدة الحكم!
- الزهرة والشيوعية وجمالية الحياة الانسانية!!
- ألشجرة والانسان والشيوعية!!
- يستعدون للحرب القادمة وليس للسلام، لماذا؟!
- ألماضي يتغذى بالدقائق الحاضرة فلماذا لا تكون جميلة؟
- الرأسمالية جعلت الانسان جزارا لاخيه الانسان!!
- سعادة وكرامة البشرية في انتصار الشيوعية!
- حكام اسرائيل يتكلمون بألسنة لا تحب الحياة!!
- برنامج الحزب الشيوعي ممر مضمون للسلام
- الى متى استمرار الاستهتار بالجماهير وبالحياة؟
- ألسوط السلطوي والصوت الشيوعي
- ألشيوعية ويوم الطفل العالمي
- ألشيوعية تعزّز جماليّة النفس الانسانيّة
- آن للفرح أن يزغرد
- ألأرصاد الجوية والأرصاد الشيوعية!
- ألشيوعيون أصدقاء الحياة
- ألمرأة إنسان كامل متكامل
- غرائز حكام اسرائيل الوحشية واقع ملموس!!
- ألحزب الشيوعي هو العنوان لولوج طريق جنة الحياة


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل قبلان - ألانتصار المطلوب