أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جواد كاظم اسماعيل - المرأة العراقية بين الغياب والتهميش ..!!!














المزيد.....

المرأة العراقية بين الغياب والتهميش ..!!!


جواد كاظم اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2110 - 2007 / 11 / 25 - 11:45
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عندما نتحدث عن المرأة العراقية فإننا نتحدث عن كائن حي مشارك في صنع الحياة الكريمة ، فقبل قرنين ونصف من الزمان كانت المرأة (الأسطورة)
فدعة التي شغلت الناس بسرعة البديهة وباستباق القول قبلما ينطق به صاحبه، ومنهن من شاركن الرجال في حصار الشعيبة الشهير ضد الإنكليز حيث كن يهزجن ويشجعن الرجال على الإقدام وعدم التهاون والتخاذل

فالمراة قديما لم تهمش أو تُغيب على الرغم من الواقع المتخلف الذي كان يعيشه المجتمع آنذاك, ولكنها في العقود الأخيرة أهملت تماما ونُظر إليها كمخلوق خلق لمتعة الرجل لا غير وليس كركن من أركان صناعة الحياة والتاريخ وحتى وان اسند لها دور ما في العقود الماضية فهو فقط للدعاية الإعلامية لا غير وقد تحملت المرأة العراقية الكثير من المصاعب والمحن والهموم نتيجة الظروف التي مر بها البلد منذ تأسيس الدولة الحديثة للعراق في عشرينيات القرن الماضي حتى يومنا هذا حتى أنها تحملت المسؤوليتين في أن واحد مسؤولية الرجل ومسؤوليتها كون الرجل كان مشغولا بحروب داخلية وخارجية وهي كثيرة وقد ضربت هذه الأنسانة الخرافية أروع الأمثلة في بناء الأسرة والصبر والتحدي والكفاح من أجل التواصل مع الحياة وهنا أستطيع أن أقول جازما بأنها كانت المتفردة والمتميزة عن قريناتها من شقيقاتها العربيات في مجال صبرها وصمودها وكذلك معاناتها والأوزار العديدة التي وقعت على رأسها فهي تحملت الفاقة والخوف والرعب وفقدان الزوج والابن وفقدان العزيز رغم ذلك كانت هي الثكلى والمربية والمنتجة وهي الصبورة الصبوحة المضحية وهي وهي وهي.. لكن كل ذلك لم ينظر له الرجل بعين التقدير وعين الأنصاف بل بخس حقها معتبرا أن ما قامت به هو جزء من واجباتها فكانت هذه هي نظرة المجتمع لها أما الحكام فكانوا ينظرون لها كأداة لتحقيق أهدافهم من خلال مشاريعهم التعبوية التي زُجت بها المرأة قسرا ونتيجة لهذه السياسات والنظرة الدونية بقت المرأة مغيبة ومهمشة ومقصية عن دورها الإنساني رغم بعض المحاولات من بعض النسوة لتحديد هوية المرأة لكن كل هذه المحاولات والتحركات كانت محاولات خجولة و لا تتعدى قاعة اجتماع أو مؤتمر يُعقد هنا أو هناك وإذا أردنا أن نكون منصفين في تحديد أسباب تراجع وتهميش دور المرأة لابد أن نذكر بأن المجتمع كان هو المصدر الأساس في تسليط سيفه عليها وتحجيمه إياها متذرعا بأن المرأة لا تصلح إلاّ للمنزل فقط وهو محلها الأول والأخير والحكومات المتعاقبة كان لها الدور الثاني في تغييب المرأة عن ميادين الحياة المتشعبة كونها لم تسن قوانين تصون فيها كرامة المرأة وحقوقها ويأتي كذلك الدور الثالث في ذلك هو المرأة ذاتها كونها استسلمت لمجتمعها ولحكوماتها وخنعت لكل هذه التوجهات التي عطلت فيها كل قوى الإنتاج وعلى مختلف الصعد لذلك نجدها اليوم بعد التغير الذي شهدته البلاد تسعى جاهدة لرسم صورة جديدة لها تختلف عن الصورة القديمة المؤطرة فيها اجتماعيا وثقافيا وسياسيا تبعا للمنظور الاجتماعي والديني الذي يشهده المجتمع العراقي فهي تحاول اليوم أن تجد لها صوتا ووجودا باعتبارها جزءا من حركة المجتمع وهي نصف المجتمع أن لم نقل ( كل كياته) لكننا نجد هذا الصوت خجولا وضعيفا جراء ضيق اليد وقلة الحيلة فهي مازالت تخرج من معطف الرجل حتى وأن كان لها وجود في البرلمان أو في مؤسسات الدولة الأخرى كونها رشحت من قبل أحزاب كبيرة ومعروفة فهي غير قادرة على التحرر من بودقة السلطة الرجولية , ولكي يكون للمرأة دورٌ حقيقيٌ في العهد الجديد لابد ان تتوفر لها الحرية ولعل شعورها بالأمن والأمان في مجتمع يقترن تحوله الديموقراطي بأصوات القتل والتفخيخ والعبوات الناسفة بالأضافة الى وجود ثقافة يؤمن بها المجتمع بأن المرأة حالها حال الرجل في البناء والحياه والرأي والطاقة والعطاء وأن تغييبها وتهميشها ينبغي أن يعالج بنصوص دستورية وأن كانت هي جزء من هذا الغياب لابد أن تكون هناك نظرة جدية وصادقة من أجل تعويضها ومنحها دورها الأنساني الشامل الذي تستحقه . أن أستمرار غيابها لايمكن أن يخلق لنا حياة سياسية وأجتماعية مستقرة بل سيصيب الجميع الوهن والفشل ومن المؤكد جراء هذا التعمد على تغييبها ستكون عملية بناء المجتمع الجديد عرجاء لانها تسير على رجل واحدة وليس على اثنتين سليمتين .



#جواد_كاظم_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدار العراقية ... ليست عراقية .!!
- عورة المرأة والرجل ما الأختلاف..؟؟
- الناصرية غافية بحضن الخلود..!!
- قصة قصيرة_ الزائدة الدودية
- الأديبة العراقية عالية طالب: أخترت الأبتعاد عن الوطن كي أستط ...
- صور من صباح العيد..!!
- دعوة للتظاهر ضد عزرائيل في طريق الموت..!!
- شكرا للحكومة لأنها جعلتني أكتشف مواهب زوجتي...!!
- غريب في وطن ....!!!
- عيدكم مبارك ياحكومة...!!!
- شوارع الناصرية وشوارع أفغانستان..!!
- وزارتي التخطيط والأسكان تقتلان أبناء الجنوب علنا مع سبق الأص ...
- لماذا نكتب..؟؟
- قرون السلطان...!!
- طريق جبايش _ مدينة .. طريق موت من صنف أخر..!!
- دعوة لتأسيس رابطة للدفاع عن المثقفين العراقيين..!
- كربلاء لازلتِ كرباً وبلاء...!!!
- ثمين الفهد ليس أخر الضحايا الصحفية في العراق..!!
- التقديس يقتل الأبداع..!!
- أليك أيها الساكن في منافي الحلم ..!!


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جواد كاظم اسماعيل - المرأة العراقية بين الغياب والتهميش ..!!!