أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام النجفي - من يتحمل وزر سرقة الأثار العراقية














المزيد.....

من يتحمل وزر سرقة الأثار العراقية


وسام النجفي

الحوار المتمدن-العدد: 2106 - 2007 / 11 / 21 - 11:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن الأثار والتحف والمخطوطات مجرد أحجار وطين وخرائب بقدر ما تكون مادة تاريخية حية تحاكي الأزمنة والعصوروتتفاخر بها الشعوبوالدول كرمز لرقي ثقافتها ولعل العراق هو أحد أكثر الدول في العالم يحتفظ بمواقع أثرية أكتشف بعضها والبعض الأخر لم يتم التنقيب عنه حيث يقدر عدد المواقع الأثرية في العراق بـ 12000موقع أثري وهذا ما دفع الكثير من المافيات والمتاجرين بالقطع الأثرية بالطمع في سرقتها ، ومن يعتقد إن سرقة الأثار العراقية بدأت بعد 9/4 /2003 فهو مخطىء فلقد تورطت حكومة البعث والبعض من شخوصها بسرقة الأثار والمتاجرة بها حيث ثبت سابقاً تورط المدعو أرشد ياسين أحد اقارب الصنم بصفقات بيع قطع اثرية تم سرقتها من المتحف العراقي واخرى من مواقع التنقيب المنتشرة في البلد لكن القضية اخذت طابع الكتمان في وقتها نظراً لحسساسية إنتماء الشخص لرأس النظام وهذا مايشير الى وجود الكثير من الصفقات لأشخاص أخرين ذو نفوذ قد تورطوا بهذه الجريمة في حين إنلقانون الأثار واضح حيث تشير المادة 41 – اولاً من قانون الأثار ( يعاقب بالإعدام من اخرج عمداً من العراق مادة اثرية أو شرع في أخراجها ) إنتهى النص القانوني الذي يعدها جريمة بمصاف الجرائم التي تهدد أمن البلد لتبدأ بعدها المرحلة الأكثر خطورة وهي دخول الأمريكان بغداد وفتح باب المتحف العراقي على مصراعيه للسراق إضافة الى هجوم البعض الأخر الى المواقع الأثرية وحفرها وسرقة محتوياتها وتهريبها الى الخارج ( محافظة ذي قار نموذجاً ) وهذه العملية هي عملية نسف تاريخ بلد والقضاء على أقدم حضارة شهدتها المعمورة فمن يتحمل وزر هذه الجريمة الحكومة العراقية خصوصاً إذا ماعرفنا ان عملية التهريب مستمرة على قدم وساق أم القوات الأمريكية التي كان من ضمن واجبها كدولة غازية حماية الأماكن الحضارية والدينية على حدٍ سواء أم المواطن الذي أضاع بوصلة مواطنته ليقف صامتاً امام منظر سرقة بلده وتراثه أم دول الجوار التي تراخت في ضبط حدودها بقصد ليمرر تاريخ الحضارة السومرية والبابلية عبر أراضيها مهرباً الى اوربا ، إن مشكلة سرقة الأثار العراقية هي اكثر المشاكل التي سيدفع العراق ثمناً باهضاً عليها في المستقبل فكل شيء ممكن تعويضه النفط المباني الماء لكن ارثنا الحضاري الذي بات يباع في أزقة برلين وسكك لندن فهذا هو المؤلم نحن كبلد من حقنا ان نفتخر بحضارتنا كأي دول العالم لكن يبدوا ذلك كثيراً على العراق الذي جرد من كل شيء فيه وبالتالي من يتحمل هذه الجريمة بالتأكيد الجميع يتحملها ولكن ضررها يقع على العراق والعراقيين بالرغم من المساعي البسيطة والحقيقية في نفس الوقت من قبل بعض أجهزة الدولة فلقد ضبطت وزارة الدفاع مجموعة مختصة بتهريب الأثار وإيضاً أعادت هيئة النزاهة ما يقدربـ 210 قطعة أثرية وتم تسليمها للجهات المختصة لكن هذا لا يتوافق مع حجم المسروق فلابد للحكومة من وقفة جادة وسريعة فيبدوا إن وزارة الدولة لشؤون السياحة والأثار غير مفعلة فلابد من دعمها ولابد أن نضع جيوش من الحماية للمواقع الأثرية وهذه دعوة للإهتمام بأمن الموارد المادية بقدر الإهتمام بأمن الموارد البشرية خدمة لحضارة تمتد لألاف السنين ولتاريخ بلد لعبت به الأقدار السياسية دوراً تحطيمياً كبيرفهذه المدن الطينية القديمة هي نتاج لمجتمعات سكنة ارض وادي الرافدين يوم كانت شعلة الحياة هنا في العراق فلابد لنا ان نكمل مسيرتنا الحضارية بالمحافظة عليها وجعلها تحاكي أجيالنا بلغة العصر الموضوع غاية في الخطورة لابد من تحرك سريع وعلى الأصعدة كافة ( الإعلامي ، الأمني ، الدولي ، إجتماعي ، سياسي ) لإنقاذ حضارة وادي الرافدين .



#وسام_النجفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طائر القصب... محنة كريم منصور نموذجاً لإهمال الفنان في العرا ...
- الشعر الشعبي العراقي جبل من النضال والتمرد
- تقسيم العراق رؤيا من الداخل
- لماذا اللكنة الجنوبية بالخصوص
- حرب الفساد الباردة
- ثلاث بطاقات دعوة مزركشة بدم عراقي
- البعث من الفرقة الحزبية الى دور العبادة
- بوصلة حسن العلوي الثورية
- الكوميديا بين أصالة الماضي ومهزلة الحاضر
- هل كانت مسرحية
- الحسين يقصف مرتين
- السياسي الأخير في البرلمان العراقي
- دموع فييرا التي صنعت التاريخ
- نزاهة منتخب .. نزاهة حكومة
- الجواهري شاعر الوطن و المنفى
- الرسم بالكلمات
- بين 14 تموز الزعيم والفقراء


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام النجفي - من يتحمل وزر سرقة الأثار العراقية