أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بدرالدين حسن قربي - خطاب حزب الله التمزيقي















المزيد.....

خطاب حزب الله التمزيقي


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 2103 - 2007 / 11 / 18 - 11:24
المحور: كتابات ساخرة
    


يستحضر عامة الناس من أهل الشام وأحياناً مثقفوهم بعض الكلمات العامية اللطيفة والتعبيرات المثيرة والوجيزة التي تعبر حقيقةً عن مقاصد في حديثهم ووصفهم قد نفتقدها في فصيح الكلام لسبب ما. فمن ذلك اختصارهم لوصف الرجل الشجاع والشهم والقبضاي بكلمة عنتر، وللسائق الماهر والحرفي بأنه (شوفير مرّ)، ولرجل السلطة الكبير المتنفذ والنهاب ( هامور أو حوت كبير)، ووصفهم للخطيب المفوه والبارع بكلمات ملفته في معناها لاسيما يوم يأخذهم الحماس فيوجزون الوصف بقولهم: هو خطيب ( بمزّق تمزيق). قد يكون الكثير من الكلمات السابقة وغيرها مما لم نذكره مفهوماً من سياقه العام في الكلام وماتحمله الذاكرة من مخزوناتها في استخدام هذه الكلمة. ولكني كنت كلما سمعت هذا التوصيف عن الخطيب البارع أتساءل لماذا يقولون: (بمزّق تمزيق) وماعلاقة التمزيق بالخطابة، ولايقولون: (برقّع ترقيع)، إلى أن سمعت خطاب حسن نصرالله الأخير في يوم الشهيد فزالت إشكالية المصطلح.
فكلما تفاءل اللبنانييون قليلاً ومعهم محبوهم في أنحاء الأرض وهم كثير كثير، وشمّوا قليلاً من هواء، والتقطوا بعضاً من أنفاسهم مع اقتراب اكتمال رقعة الثوب اللبناني، نزلت عليهم صاعقة حديث أو تصريح أو خطبة جاهزة ومجهزة وعن سبق إصرار يلتحف صاحبها مصلحة لبنان وكرامته واستعادة أسراه وماتبقى من أرضٍ محتلة، فترفع الحرارة في البلد وتُسخّن الجو فتشعل الأراضي والغابات في الشمال والجنوب والسهل والجبل، ويتسع الخرق على الراقع وحاله يقول: كلما رقعتها تمزقت.
في كل مرةٍ يتكلم فيها السيد حسن نصرالله يضع الناس والمعنيين بالشأن اللبناني أمام امتحان تعجيزي جديد حتى قبل أن ينتهوا من طلباته التي قبْلها، ليتأكد للمتابعين لمقولاته وخطاباته والمعنيين في تصريحاته أن القضية ليست فيما يقوله السيد من النصوص وإنما فيما وراءها من النفوس. وربكم أعلم بما في نفوسـكم.
لايبدو أن الأفرقاء اللبنانيين موالاة ومعارضة اتفقوا على اسم رئيس الجمهورية العتيد بعد رغم اقتراب القيامة اللبنانية ولاسيما أن المعارضة مرونةً منها ووفاقاً قدمت مرشحها الوحيد العماد عون كمرشح أول واحتياطي، ومرشح حل وتوافق، ومرشح إنقاذ وقيامة، وإما هو أو الطوفان وغير هيك مافي، أعجبكم أم لم يعجبكم مستحضرين كلاماً من مثل (اللي مابعجبه يطق راسه في الحيط) على طريقة الجارة السورية. وهم مع كل هذا وذاك والحق يقال، لاينسون أن يؤكدوا في كل مقالاتهم وطروحاتهم أنهم يريدون رئيساً توافقياً يكون رئيس حلّ أيضاً.
طرح حسن نصرالله في خطابه الأخير مواصفات للرئيس المطلوب ليست موجودة حتى في الجنرال عون وغير متوفرة فيما نعتقد إلا في اثنين لاثالث لهما أحدهما العماد إميل لحود والثاني الرئيس السوري، ووضع الناس مجدداً في طريق مسدودة ليس لها من دون الله كاشفة. فهم إمّا يتحايلون على الدستور فيمدّدون ثانيةً للرئيس لحود أو يقبلون بالرئيس السوري رئيساً لهم هذا إذا قبل أحدهما التعاون والتوافق ليكون رئيس حلّ لبلد ووطن اسمه لبنان، ولتتجدد معاناة الناس ومشاكلهم في وطن حلّته ثلاثون عاماً من حكم القمع والاستبداد.
تساءل سماحة السيد في خطبته التمزيقية محمّساً جماهيره، كيف ينام أهل الجنوب وأهل القرى الحدودية وفي جوارهم خمسون ألف ضابط وجندي مع كامل الفرق المدرعة والمؤللة على الجانب الآخر للحدود. وجواب تساؤله فيما نعتقد عند حلفائه الصامدين والممانعين من جهة الجولان لو أراد، ليعلم كيف ناموا لأكثر من أربعين عاماً وجوارهم أليف وديع ومسالم، وعاصمتهم أقرب من حبل الوريد إلى من يتحدث عن جوارهم.
ثم تساءل ماذا فعلت الحكومة اللبنانية بعد حرب آب/ أغسطس 2006 في ملف مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وسامحها مشكوراً عن ملف الأسرى لأنه في عهدته. نعم سأل حكومةً تعهّد مع حلفائه بألا يقر لهم قرار حتى زوال هالحكومة العاطلة، وهم من أجل هذا يواصلون اعتصامهم ويصفونها دائماً بالبتراء واللاشرعية وحكومة اللصوص والقتلة.
نعم..!! سألها عما فعلت خلال أشهر معلومات في مزارع وتلال أضاعها والجولان معاً جاره وحليفه النظام السوري يوم كانت لديه أمانةً، ولم يخطر ببالهم أن يسألوه كيف أضاعها ومافعل من أجلها خلال أكثر من أربعين عاماً. كان أولى بسماحته أن يسأل عنها النظام الذي ضيعها إلا إذا كان يعتقد أن على حكومة القتلة واللصوص البتراء خلال هالأشهر القليلة استرجاع أراضٍ أضاعتها حكومات الصمود والممانعة الحليفة عند النظام الجار منذ عشرات السنين. مالكم كيف تسألون بل مالكم كيف تحكمون..!!؟
قال حسن نصر الله في خطابه التمزيقي ماقال عن الحكومة اللبنانية، ووجه نداءه إلى الرئيس لحود ليتصرف تجاهها قبل تركه قصر بعبدا بما يمليه عليه الواجب الوطني والدستوري. وفي نفس اليوم وجه رئيس اللقاء الوطني الرئيس عمر كرامي ومن معه في لقائه من جبهة العمل الإسلامي وغيرهم نداءً مماثلاً. وهي بلاشك خطابات ونداءات لها أهدافها ومراميها التمزيقية فيما نعتقد، وإلا لماذا أمضت هذه المعارضة أكثر من تسعة شهور عقب استقالة الوزراء الشيعة من الحكومة واعتبارهم لها حكومة فاقدة للشرعية وأطلقوا عليها اسم الحكومة البتراء وفيه مافيه من الإيحاءات التي لاتفوتهم مما يعرف بالخطبة البتراء المشهورة، وباتوا لايعترفون بقراراتها ولامايصدر عنها وهو أمر في غاية الخطورة على لبنان. لماذا أمضوا كل هالفترة ولم يشكلوا حكومة شرعية وتركوا البلد من دون حكومة، وهو أمر فيه مافيه من المسؤولية على الرئيس لحود خصوصاً وغيره لأنهم تركوا البلد سايبة ولم يعملوا لتشكيل حكومة إنقاذ أو حكومة نهضة أو حكومة وطنية على طريقتهم، والأهم أنهم تركوا هذا الأمر لأيام لحود الأخيرة. وهم في هذا يكررون قصة مزارع شبعا التي بلعوا (زلط) من أضاعها منذ أربعين عاماً ولم يحتملوا أشهراً حتى يتهموا حكومة السنيورة بما يتهمونها لأنها لم ترجع بعد ماأضاعه الرفاق الصامدون واتهامها بالتقصير والقتل والعمالة، وكأنها من أعطت شبعا لليهود.
هنالك لاشك جهود تبذل على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والعربية والدولية لامثيل لها في العصر الحديث لمواجهة الاستحقاقات اللبنانية والعمل على ترقيع ثوب هذا الوطن الجميل الذي عمل فيه وجود النظام السوري الأسدي الأب والابن (عمايله) خلال ثلاثين عاماً القادم بعدها أدهى وأمرّ.
قال لي: هل تعلم أن حال الأرجيلة في لبنان قد تغيّر، وبات مدخنوها يضعون الفحم عليها كما هو ودون أن يشعلوه..!؟
قلت: غير معقول، نفس الأرجيلة لن يعمل، وإلا كيف..!؟
قال: النظام السوري فعل أفاعيله في هواء لبنان وحرارة جوه حتى وصل الأمر أن الأشجار والغابات باتت تشتعل من تلقاء نفسها لمجرد مرور الهواء عليها من ارتفاع حرارته، فصار الهواء بجهودهم يحرق حرقاً وصارت الخطابات الإلهية تمزق تمزيقاً، (فأطفئ إن كنّك بتطّفي، ورقّع إن كنّك بترقع، وهات ياتقشيط)، فحسبي الله ونعم الوكيل.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من لطائف القراصنة والمستبدين الجدد
- كلمة وردّ غطاها
- ساعة من نهار على ضفاف نهر البارد
- لماذا استثنت الوزيرة بثينة شعبان النظام السوري..!؟
- للمرة الثانية - بروستات - مواطن خَطَر على أمن الدولة..!؟
- اكتشافات أثرية سورية خطيرة في تدمر
- هكذا تكلم الرئيس في خطاب القسم...!! 3/3
- يومَ هوى حصان الدكتور/محمد حبش
- يومَ هوى حصان الدكتور محمد حبش
- هكذا تكلم الرئيس في خطاب القسم...!! 2/3
- هكذا تكلم الرئيس...!! 1/3
- النظام السوري بين مدينه حماة ومخيم نهر البارد
- النظام السوري.. تمديد أم استفتاء..!؟
- تغيير ولكن بطريقةٍ غير متخلفة
- توهين عزم الأمة وإضعافها في سورية
- حِبَال النظام السوري قصيرة
- الحاضر والمستقبل والنظام السوري
- عملية الاختطاف سورية والفدية بالعملة الأوروبية
- هذه التصريحات الإسرائيلية.... لماذا الآن؟
- إلغاء حالة الطوارئ في دولة الطوارئ


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بدرالدين حسن قربي - خطاب حزب الله التمزيقي