أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رمضان عبد الرحمن علي - طغاة ونساء














المزيد.....

طغاة ونساء


رمضان عبد الرحمن علي

الحوار المتمدن-العدد: 2104 - 2007 / 11 / 19 - 01:24
المحور: كتابات ساخرة
    


يبدو أن الضمير حين يعطل عند الإنسان يصبح فاقد لكل شيء، حتى وإن كان هذا الشيء ممكن أن يؤدي به إلى جهنم في الآخرة فيبقى مستكبر على نفسه وعلى غيره، ولا يقبل النصيحة ولا يرى إلى نفسه في هذا الكون، ويظل يسعى طيلة حياته يقترف الذنوب من أجل أولاده أو شخصه وسواء كانت الذنوب اقتراف أموال دون وجه حق أو ظلم الآخرين، في النهاية هو الذي سوف يدفع الفاتورة في جهنم، ولا ينفعه بعد ذلك مال أو عيال، وهنا يكون دخل الإنسان في عداء مع نفسه من أجل غيره، وتذهب حياته هباءً منثورا، وكأنه جاء إلى الحياة الدنيا لكي يحمل بالذنوب، ثم يفاجأ بملك الموت فيقول ربي لولا أخرتني، كما يقول سبحانه وتعالى:
((وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ)) سورة المنافقون آية 10.

ونلاحظ من هذه الآية الكريمة أنها تتحدث عن أناس كانوا يعلمون الحق ويعرفون الحرام والحلال وإنما اتبعوا الحرام بمحض إرادتهم، فليس لهم في الآخرة إلا النار كما قال الله عز وجل لهؤلاء الذين يريدون الحياة الدنيا، يقول تعالى عن هؤلاء:
((مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ))
سورة هود آية 15.

ونلاحظ أيضاً من هذه الآيات العظيمة أنها تخاطب كل من يريد زينة الحياة الدنيا ولم يفكر في العواقب بعد ذلك، وهنا يتضح لنا أن الآيات لم تذكر صنف بعينه من الناس وإنما تخاطب كل من يريد زينة الدنيا سواء كان من الكافرين أو من عصاة المسلمين، لماذا؟!.. لأن الآية التالية تقول:
((أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ))
سورة هود آية 16.

أي كان لهم أعمال يعتقدون أنها أعمال خير، ولكن أحبطها الله، لأنها لا تساوي شيئاً مقابل ما اقترفوه من ذنوب وطغيان بغير حق بسبب عطل الضمير عند هؤلاء، ويبدو أن هذا الجزء عند الإنسان إذا حدث فيه خلل يصبح آفة من البشر، يدمر نفسه ومن حوله، وهل الحياة وكل ما فيها من متع وخلافه تساوي لحظة في جهنم؟!... وأعتقد ونحن في هذه الحياة الدنيا أن القوانين التي وضعها البشر لو وضعوا فيها عقاب بالنار وكان يوجد فدية مالية مثلاً لا يتردد أي شخص أن ينقذ غيره حتى لو ضحى بمال الأرض من أجل أن ينقذ من وقع عليه الحكم بالنار على سبيل المثال، ولكن في الآخرة الوضع يختلف، يقول تعالى:
((يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ)) سورة المعارج آية 11.

وهنا الفرق بين الدنيا والآخرة، لا يستطيع أي إنسان أن يرى ابنه أن يلقى في النار في الدنيا، وإنما يوم القيام يريد أن يفتدي بكل شيء مقابل أن ينجو من النار، وهو يتمنى ذلك، ولكن دون جدوى، لأنه كان يسعى من أجل الدنيا، وترك يوماً ثقيلاً، قال تعالى:
((إِنَّ هَؤُلَاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً)) سورة الإنسان آية 27.

ثم أن الله يقول عن يوم القيامة لكل البشر:
((يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ)) سورة الانفطار آية 19.

وأعتقد أنه لا يوجد مثل ما كان فيه فرعون من هيلمان وصولجان وقد ظلم نفسه ومن حوله بالعلو في الأرض بغير الحق والفساد وظلم وقهر الضعفاء، وكان يوجد من أقرب الناس له وكانت لا تهتم بما يملك فرعون وإنما تسعى إلى أن ينجيها الله من هذا الظالم، وقد ضرب الله فيها مثلاً، قال تعالى:
((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)) سورة التحريم آية 11.

وهذا يعني أن المرأة مثل الرجل تجاه العقيدة، وكان لامرأة فرعون أيضاً دوراً في المجتمع، حين قالت لفرعون (لا تقتله) وذلك بما يخص موسى عليه السلام، فأين نساء هذا العصر تجاه طغاة عصرنا هذا، الذي أصبح فيه مئات الفراعنة في دول تقول قال الله وقال الرسول.



#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساقية جحا
- العدد في الليمون
- من أجل الأقباط والأقليات
- ما أكثر الديانات والمذاهب في هذا العصر
- شرع القرآن وشرع الإخوان
- ما هو الوطن
- أين أمن الدولة من تجار المخدرات؟
- مصر وفساد المسؤولين
- أمن الدولة يأتي من أمن الشعب أولاً
- بطانة السوء وتظليل الحكام والشعوب
- على الحكومة أن تعتقل كل الشعب
- مين فينا العميل؟
- الفقر في الضمير وليس في الموارد
- غياب العقل والدجالين
- حكومة بلطجية أم حكومة مؤسسات
- طز في التعليم
- الأميين
- حقوق الإنسان
- حكومة أم وحش كاسر
- مواساة الشعوب في بلادنا


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رمضان عبد الرحمن علي - طغاة ونساء