|
حول تهديدات تركيا الاخيرة بالهجوم العسكري على كردستان العراق حوار ”الشيوعية العمالية“ مع سامان كريم ومؤيد احمد
مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)
الحوار المتمدن-العدد: 2099 - 2007 / 11 / 14 - 10:56
المحور:
مقابلات و حوارات
سؤال: ما هو موقف الحزب الشيوعي العمالي العراقي (حشعا) الرسمي من تهديدات تركيا؟, ما هي سياسة الحزب لتعبئة الجماهير في كردستان العراق بوجه هذه التهديدات؟ لماذا تحال امر هذه الاعمال الى الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني، الذي هو في طور التكوين، ولا يقوم حشعا بالوقوف بوجه هذه الهجمات المحتملة وفضح سياسات الحزبين الحاكمين في كردستان في ادامة هذا الوضع؟
سامان كريم: موقف حزبنا بوجه التهديدات التركية واضحة وصدرنا البيان الرسمي حول هذه التهديدات في يوم 17/10... نحن ندين أدانة شديدة هذه التهديدات والهجمات التي بدأت فعلا من خلال القصف بالمدافع والطائرات و ارغموا الجماهير في المناطق الحدودية على النزوح قسرا.. أننا في بياننا هذا وجهنا نداءنا لجماهير كردستان لالتفافهم حول سياسة الحزب وتوجهاته، وهي بوجه التهديدات التركية بالتحديد المقاومة بالمعنى الواسع للكلمة: اي سواء كانت مقاومة جماهيرية من خلال اعتراضات الجماهير في كردستان والخارج بوجه سياسة التهديد، والتي بدأنا بها فعلا و شاركنا في النضالات والاعتراضات الجماهيرية في كردستان وشارك قياديو حزبنا في هذه الاحتجاجات سواء كانت في مدينة السليمانية او كركوك او اربيل وبنظري في الخارج سجلنا نقطة جديدة بوجه هذه التهديدات حيث قاد الحزب وبصورة مباشرة من خلال لجانها وكوادرها الحزبية عدة تظاهرات جماهيرية كبيرة الى حد ما.. في يوتوبورى في السويد و في نتنكهام في بريطانيا و في اوسلوا في نرويج و في هلسنكي في فنلندا.. برز الحزب وكوادره القيادية ولجانه في الخارج حيث ان صورة احتجاجات التي قادتها الحزب في الخارج اصبحت صورا ومانشيتات لكافة الاعتراضات الاخرى التي تلت أعتراضات الحزب بوجه هذه التهديدات وهذا مكسب جيد لحزبنا... نحن نستمر بقيادة وتوجيه الاحتجاجات الجماهيرية.. ولكن حين يبدا الهجوم الواسع من قبل تركيا حينئذ يبقى هامش صغير للعمل الجماهيري الاعتراضي وتتجه الانظار كلها الى المقاومة المسلحة و هذه هي سياستنا في هذه الحالة. علينا ان نعد عدتنا لهذه الحالة ايضا. اما بخصوص الشطر الثاني من سؤالك اي لماذا يحال امر هذه الاعمال الى الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني.. الذي هو في طور التكوين.. أنا ليس لدي خبر حول هذا الامر، بالعكس انا لدي ملاحظات جدية حول عدم التحرك الكافي من قبل لجنة بناء الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني، أزاء هذه الاوضاع الحساسة و هذه التهديدات الخطيرة من قبل تركيا. بامكان هذه اللجنة ان تتدخل بقوة بوجه هذه التهديدات و تبرز قياداتها في هذه القضية كقيادات جماهيرية، وهذا لصالح بناء الحزب في كردستان ويدفع بهذه العملية خطوات كبيرة الى الامام، ولكن مع الاسف لحد الان لم نرى ذلك التوجه من قبلهم.
سؤال: هل ان هذه التهديدات التركية هي بسبب الاعمال المسلحة لـ ب ك ك وكون كردستان العراق غير مستقلة ام انها بسبب كون العراق متشتت بسبب الاحتلال الامريكي وفشل ستراتيجيتها في العراق وبالتالي بسبب مساعي تركيا لايجاد موقع لها في الترتيبات ما بعد الاحتلال الامريكي؟ كيف تفسر هذا الواقع الثنائي والمتشابك وارتباطه بتهديدات تركيا الحالية؟
مؤيد احمد :من الطبيعي ان يكون سبب هذه التهديدات واحتمالات الهجوم العسكري التركي على العراق هو كلاهما، الوضع "الانتقالي " السياسي والحقوقي لكردستان اي بقائها داخل العراق بشكل "فيدرالية" صورية ومسالة الاوضاع الحالية التي يمر بها العراق فيما بعد فشل امريكا وازمتها فيه. ان هذان الواقعان متشابكان حاليا ولكن طرح المسالة بهذا الشكل والحديث عن العوامل السياسية والستراتيجية المحددة للتهديدات التركية الحالية بهذه الصورة غير دقيق. ان اسباب تهديدات تركيا الحالية ليست مرتبطة بالهجمات العسكرية الاخيرة للحزب العمالي الكردستان( ب ك ك) على الجيش التركي ومسالة الانفصال النسبي لكردستان العراق بقدرارتباطها باللاوضاع السياسية والعسكرية الجديدة في العراق فيما بعد فشل استراتيجية امريكا فيه. لقد كانت هناك عبر السنوات الـ 16 الماضية مسالة حساسية تركيا تجاه الوضع الشبه "مستقل" لكردستان العراق وتكررت ولعشرات المرات الهجمات العسكرية لتركيا على كردستان العراق بحجة متابعة القوات المسلحة ألـ "بيشمركة" لـ ب ك ك. ولكن، ما يجعل من تهديدات تركيا الحالية امرا مختلفا ويعطيها معنى سياسيا وبعدا ستراتيجيا اخرا هو الاوضاع الجارية في العراق ومسالة فشل سياسة واسراتيجية امريكا فيه. ان الاستعدادات والتهديدات الاخيرة التركية هي مساعي تركيا وردها على الاوضاع الجديدة ومعادلات القوى التي ستتمخض عن العراق ما بعد خروج القوات الامريكية. تعرف تركيا بان العراق يمر بحالة انتقالية وان امكانية تقسيم العراق وظهور مزيد من الازمات وغرقه في اتون صراع المصالح الاقليمية لدول المجاورة للعراق مستمر الان. فكل هذه الامور تجعل منها ان تفكر جديا بما يجري في العراق وتتخذ الاجراءات تجاهه. ان موافقة البرلمان التركي على التدخل والاقرار على تحويل الصلاحية القانونية للحكومة لشن الهجوم في اي وقت تشاء وخلال سنة كاملة، وحشد قوة من مئة الف جندي على الحدود والاستعداد للهجوم، يوضح بان المسالة ليست هي هجوم عسكري مؤقت على كردستان العراق بل بقائها كقوة في كردستان العراق وكجزء من اعادة ترتيبات القوى فيما بعد خروج امركيا من العرا ق. واضح بان من مصلحة الحكومة التركية والمؤسسة الحاكمة والجيش في تركيا استغلال كل ظرف سياسي معقد وكل ازمة واوضاع جديدة في العراق لغرض تقليص مديات الاستقلال النسبي لكردستان العراق وضرب قوات الـ ب ك ك وكسب مواقع اكثرملائمة في الاستمرار بسياستها القمعية والشوفينية ضد الجماهير في كردستان تركيا والعراق ايضا. غير ان البعد الاستراتيجي والدوافع الاساسية لهذه الحملة الجديدة لا تكمن هنا فقط، بل تكمن اساسا في سعيها لايجاد مكان لها في معادلات القوى والترتيبات الامنية التي ستتمخض عن اوضاع ما بعد سحب القوات الامريكية من العراق. ففي كل الاحوال ليس هناك من مبرر وطريق للتدخل العسكري التركي في العراق عدا ذرائع خاصة بمسالة ب ك ك والاستقلال النسبي لكردستان العراق فهذا الطريق هو الشكل الوحيد المطروح بالنسبة لتركيا كي تتدخل في امور العراق ايضا وان تدخل من خلالها الساحة السياسية وميدان لعبة الهيمنة والنفوذ داخل العراق.
سؤال: مهما كانت الدوافع الاستراتيجية لتهديدات تركيا بالهجوم فالنتيجة ستكون واحدة اذا تحققت تلك التهديدات و التي هي احتلال كردستان العراق من قبل تركيا وتحقق سياسة شوفينية قومية تجاه الجماهير فيها. ومن هنا وبالتالي سيتصدر امرحسم مسالة الاحتلال العسكري التركي و حسم الوضع السياسي لكردستان العراق ونضال الجماهير من اجل حسمهما المشهد السياسي في كردستان العراق من جديد وبقوة. ما هو تعليقك على ذلك ؟
مؤيد احمد : صحيح انه من الناحية العملية، ومهما تكن دوافع تركيا الاستراتيجية، سيكون الهجوم العسكري على كردستان العراق احتلالا وتجسما للسياسة الشوفينية لتركيا قبال الجماهير في كردستان. اذا وضعنا مسائل اخرى عالمية جانبا ، سيكون احتلال تركيا لكردستان العراق امرا مشابها الى حد ما ، لما حدث في العراق على يد امريكا اثرالحرب على العراق سنة 2003 . انه من المعروف بان الدوافع الاستراتيجية لامريكا في احتلالها والحرب على العراق كانت دوافع وسياسة نابعة من ضرورات عالمية. ولكن، مهما كانت الدوافع الاستراتيجية العالمية لامريكا في الهجوم على العراق والحرب في العراق فانها ومن الناحية الفعلية تلك الاستراتيجية نفذت عن طريق الاحتلال وبالتالي اصبحنا نواجه واقعا قائما الا وهو احتلال العراق ومسالة مقاومة الاحتلال بشكل موضوعي والحرب والارهاب. وبالتالي اصبح للتواجد الامريكي في العراق معنا واحدا وهو احتلال العراق وتنفيذ سياسة امبريالية وشوفينية ظالمة بوجه الجماهير في هذا البلد. وهذا ينطبق ايضا، الى حد ما وبشكل ما، واذا وضعنا جانبا الامور الاخرى، على مسالة احتلال تركيا لكردستان العراق. فمهما تكن دوافع تركيا فان الهجوم على كردستان العراق لا يعني غير احتلال كردستان وليس الا تحقيق سياسة شوفينية قومية تجاهها وخاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار ستراتيجية وسياسات تركيا المناوئة للجماهير في كردستان العراق وتركيا وشوفينتها القومية القديمة قدم تاسيس الدولة التركية الحديثة. فمن الناحية السياسة العملية بالنسبة لنا كحزب سياسي وكحركة شيوعية عمالية وهو المعنى العملي السياسي للهجوم التركي على كردستان العراق ومسالة انهاء الوضع "الانتقالي" السياسي لكردستان العراق. انه امر واقع باننا سنواجه أثار وتاثيرات الهجوم العسكري من هذه الناحية ومن هذا الجانب بشكل ملموس . وهذا ما يجب ان يتوضح وان يكون موقفنا التحريضي السياسي العملي محددا وسياساتنا واستراتيجتنا تجاهها واضحة ونعبى قوى الجماهير حولها. ان الهجوم العسكري ومن الناحية الواقعية وبالنسبة للملايين من سكان كردستان العراق لا يعني شيئا الا سلب امانهم وتدمير حياتهم المعيشية وسلب حرياتهم واخضاعهم بالقوة العسكرية واحتلال اجزاء من كردستان ، ولا يعني غير الاستياء من الوضع الحالي المعلق الذي كان قد فتح المجال لتركيا بان تطبق تهديداتها وتنفذها ولا يعني شيئا غير الاعتراض بوجه من سبب وادى الى تحقيق تلك التهديدات بما فيها حكم الحزبين الكرديين الحاكمين في كردستان. وبالاخير سوف يكون هناك مقاومة سياسية وعسكرية بوجه هذا الاحتلال وسيضع مسالة تحقيق الحقوق السياسية لكردستان كبلد مسالة مهمة من مسائل المجتمع. ان مقاومة الاحتلال التركي لا يؤدي بشكل اتوماتيكي الى خلق ارتباط مباشر بمسالة تحقيق استقلال كردستان ولكن بالتاكيد سيكون هناك اعتراض جماهيري واسع بوجه "الفيدرالية" والوضع الانتقالي الحالي لكردستان . انها من مصلحة الجماهير بان لا يتم اي هجوم عسكري وان تفشل مساعي تركيا، كما وان احسن الطرق لتحقيق ذلك هو مقاومة تلك التهديدات وافشالها من قبل جماهير العمال والتحررين في كردستان وتركيا. ففي كل الاحوال، فرض التراجع على تركيا للكف عن تلك السياسة امر مهم وحياتي الان بالنسبة للجماهير في كردستان العراق وتركيا ايضا. كما وتتطلب الاوضاع الان من ان تتقوى الحركة الداعية الى اخراج مجتمع كردستان من دوامته الحالية والمشروع "الفيدرالي" القومي الحالي باتجاه كسب الصفة الحقوقية السياسية كبلد، كما وفي حالة وقوع الهجوم التركي فيجب ان تكون هناك سياسية واضحة عملية ضدها وتنظيم وقيادة اعتراض الجماهير بوجه الاحتلال ولعب دور جدي في انهائها لصالح الاقتدار السياسي للجماهير والشيوعية العمالية واليسار في كردستان وباتجاه تقليص نفوذ وهيمنة وحكم القوميين الاكراد على الجماهير. ان قوة شيوعية منظمة ومقتدرة وذات افق سياسي شيوعي وانساني باستطاعتها اخراج مجتمع كردستان من دوامة الوضع السياسي الحالي وانهاء حكم القوميين الاكراد على اكمل الوجه و باقل الطرق خسارة فان اي عمل سياسي ومقاومة بوجه الاحتلال التركي يجب ان يكون لها هدف تحديد القوى الميلشية للحزبين الحاكمين ايضا. ان احدى السياسات الاساسية لتركيا تجاه العراق منذ بداية التسعينات اي منذ حرب الخليج الثانية سنة 1991 هو الحد من اي تطور سياسي في العراق باتجاه انفصال كردستان العراق عن العراق واعاقة تحول الامر الواقع الحالي الى شكل دولة مستقلة لكردستان. فلا تهم لتركيا من يحكم كردستان العراق، قوميين اكراد كانوا كما يحكمون الان او شيوعيون عماليون ويساريون والطبقة العاملة. فلو كانت هناك حكومة اشتراكية وعمالية في الحكم في كردستان العراق لتبنت برجوازية تركيا ومؤسساتها الحاكمة القومية نفس السياسة الشوفينية القومية والمغرقة في الرجعية فيما يخص كردستان العراق. كما لو كانت هناك استقرار نسبي على صعيد العراق لما غير من شئ فيما يخص سياسة تركيا قبال وجود استقلال نسبي لكردستان العراق عن العراق.
سؤال : واضح بان تعليق وضع كردستان وعدم وجود دولة مستقلة فيها امر اساسي في ادامة و تكرار هذه التهديدات من جانب تركيا.كما ولانهاء هذا الوضع المعلق نحتاج الى خوض نضال مثابر ومؤثر ورفع راية سياسية تلتف حولها الجماهير للخلاص من الوضع الحالي، هذا و نحتاج الى تنظيم عمل سياسي واسع بين الجماهير و الارتقاء بمبادراتها كي تتحول الى قوة سياسية مؤثرة في تحقيق استقلال كردستان. فكيف يمكن ربط مسالة سياسية مهمة و حياتية بالنسبة لجماهير كردستان، وهي تحديد المصير الحقوقي السياسي لكردستان، مع الوقوف بوجه اعمال هجوم عسكري محتمل من قبل تركيا ومقاومته والنضال من اجل افشال تهدياتها؟
سامان كريم: برأيى إن النضال في سبيل إستقلال وبناء دولة مستقلة في كردستان، امر اساسي و محوري لانهاء الهجمات والصولات المتكررة على كردستان من قبل دول المنطقة بما فيها تركيا. ليس هناك طريقة اخرى او بديل اخر في هذه المرحلة على الاقل. أن نضال الجماهير المحتجة بوجه الفوضى السياسية بصورة عامة اي بوجه الوضع المعلق السياسي و سياسة الانتظار التي تتبناها الحركة القومية الكردية و احزابها منذ نشوئها ولحد الان، والتي سيطرت على ذهنية الجماهير، من جانب و النضال الفوري والمباشر بوجه التهديدات التركية او اية دولة اخرى في المنطقة التي ربما تفكر بالهجوم على كردستان، هي نضال في اتجاه واحد حسب وجهة نظرنا. أن تنظيم الجماهير و توجيهها وقيادتها صوب الاحتجاجات الجماهيرية ضد التدخل التركي او صوب المقاومة المسلحة الجماهيرية اذا هاجمت تركيا، هي توجه سياسي لصالح اعادة القرار والاعتبار لإرادة الجماهير. بنظري هذه هي الحلقة الموصلة لربط الحلقتان السياسيتان، اي ربط النضال ضد التدخل التركي، بالنضال في سبيل إستقلال كردستان. ان المسالة الجوهرية هي تفعيل دور الجماهير و تدخلها لصالح اهدافها الانسانية، اي اعادة القرار السياسي لها. ان الحركة القومية الكردية واحزابها نشأت وترعرت و كبرت على أساس إبعاد الجماهير في كردستان عن القرار السياسي و تقرير مصيرها السياسي وهذا هو دورها لحد الان، كما برهنت تجارب حكمها لمدة 16 سنة مضت في كردستان العراق و تجاربها في الجبال ايضا. أن اية درجة من تنظيم حركة جماهيرية شاملة بوجه التهديدات والهجوم التركي، حول سياسات الشيوعية العمالية و وأهدافها، اي حول تطلعات و امال الجماهير في كردستان، تشكل بالقدر نفسه تنظيما لقيادة حركة في سبيل تحقيق اهداف الجماهير في كردستان التي تتمحور حول أنفصال كردستان و بناء دولة مستقلة من خلال إستفتاء شعبي عام وحر.. من الطبيعي نحن نتطلع ونناضل في سبيل بناء دولة علمانية وغير قومية. ان المسالة مرتبطة بالأفق و السياسة التي التفت حولها الجماهير، بوجه التهديدات التركية، إذا التفت الجماهير حول سياسات الشيوعية العمالية وحزبها حينئذ أنا اقول أن حركتها ومقاومتها بوجه تهديدات تركيا هي جزء وحلقة في بناء حركة سياسة جماهيرية شاملة لتقرير مصيرها السياسي. وإذا التفت الجماهير حول الاحزاب القومية الكردية و سياساتها حينئذ انا اقول ان حركتها ستكون لصالح الاحزاب القومية التي تلعب دوما بمصالح الجماهير في سبيل بقائها على رأس حركة الجماهير في كردستان، او بقائها على راس هرم السلطة في كردستان العراق الحالي. سؤال : ان ب ك ك حزب قومي كردي لا يربطه شئ بمصالح جماهير العمال و الكادحين والتحررين ومحبي الحرية والمساواة في كردستان تركيا. كيف يمكن تحرر الجماهير من سيطرة هذا الحزب على حياتهم ؟ ان حل المسالة القومية الكردية في تركيا حلا عادلا وانسانيا، وفي غياب قوة سياسية تحررية قوية في كردستان تركيا، ستؤدي الى تقوية سيطرة ب ك ك على مصير جماهير كردستان. فكيف ترى هذه التناقضات؟
سامان كريم: نحن كحزب ماركسي –حكمتي نستنتج سياستنا من خلال نظرتنا ورؤيتنا للقضايا الموجودة وليس من خلال القوى المسيطرة على هذه القضية او تلك. القضية الكردية هي القضية التي تواجهنا على صعيد المنطقة.. ونحن لدينا اطروحاتنا وسياستنا حول هذه القضية بالتحديد كما جاء في برنامج الحزب "عالم افضل" أيضا. نحن نقول ان من حق الجماهير في كردستان تركيا ان تقرر مصيرها من خلال إستفتاء شعبي عام وحر..هذه هي توجهنا وسياستنا لحد هذه المرحلة قبال القضية الكردية في كردستان تركيا. وفي الوقت نفسه ندين الاتفاقات الفوقية التي تعقد بين الاطراف القومية الكردية والحكومة التركية والتي تتم دون العودة الى أراء الجماهير، ونعتبرها اجراءات غير قانونية غير شرعية... كما جاءت في برنامجنا ايضا. بالنسبة لنا ان حل هذه القضية بصورة عادلة و أنسانية كما تقول في سؤالك... هي خطوة ايجابية وجيدة بغض النظر عن من هو المسيطر!! ولكن أنا اقول هل بامكان حل هذه القضية في الوقت الذي تمارس الحكومة التركية اقصى انواع الفاشية بحق الجماهير في كردستان تركيا من جانب وتمارس سياسة قومية شوفينية الى حد لا معقول ومن جانب اخر سيطرت على حركة الجماهير المضطهدة في كردستان تركيا الاحزاب القوموية الكردية مثل ب ك ك؟! بنظري لا... في حال غياب حركتنا في الصراع السياسي في بلدان مثل تركيا علينا ان نؤيد اي حلول ايجابية لصالح حل هذه القضية، مثل ما نؤيد تشكيل دولة فلسطيننة على الرغم من سيطرة القوميين والاسلاميين على حركة الجماهير في فلسطين. أن حل قضية كردستان في تركيا مثلا : ونفرض أذا اتخذوا اجراءات ضرورية لاستفتاء شعبي عام وحر في تلك الاوقات وحتى أذا سيطرت تصورات وسياسات ب ك ك مثلا.. بنظري ان جماهير تركيا بصورة عامة و الجماهير في كردستان تركيا والمنطقة ككل تتخلص اوتتجاوز احدى قضاياها العصيبة وأحدى مشاكلها القديمة وهذا يفسح المجال لان يطرح ويبرز الصراع الطبقي في تركيا على العموم وفي كردستان تركيا بالتحديد بصورة اوضح و اكثر شفافية ضمن دولة واحدة. وهذه الظاهرة لصالح قضيتنا الطبقية، ومن هذا نحن نستفيد، حيث سيواجه العامل في كردستان تركيا بصورة شفافة الراسمالي في كردستان، ولا تبقى قضية اخرى مثل الأضطهاد القومي تعيق التفكير بحالته الطبقية، وهذا امر ايجابي في الوقت الراهن اذ ليس لدينا حزب شيوعي عمالي في تركيا. اذن ليس هناك تناقض ما في هذه المسالة. المشكلة تكمن في عدم حضور حركتا في الميدان السياسي الطبقي في تركيا، علينا كحزب ان نمارس دورا على هذا الصعيد ايضا اي تقوية حركتنا والارتقاء بها لحين تشكيل الحزب الشيوعي العمالي في تركيا... وبنظري ان اي خطوة عظيمة نحو بناء حزب سياسى من قبل حزبنا في العراق ستساعد حتما على تقوية حركتنا في تركيا او اي بقعة اخرى في العالم وخصوصا في المنطقة.
سؤال: تسود شوفينية قومية داخل المؤسسة الحاكمة والمؤسسة العسكرية في تركيا وتشكل تلك الشوفينية عقلية التيارات الاجتماعية البرجوازية التركية الاساسية ، كما وان الظلم القومي على الجماهير في كردستان تركيا امر تعاني منها تلك الجماهير بشكل يومي ومأسوي . ان المسالة القومية الكردية في كردستان تركيا بحاجة الى الحل فكيف ترى حل لهذه المسالة؟ كيف يمكن حل هذه المسالة والقوميين الاتراك هم شوفينيون لا يقبلون بحل كهذا ؟ ما هو الموقف الاممي قبال هذه الهجمات المحتملة لتركيا ؟
مؤيد احمد: ان البنيان القومي الشوفيني والايديولوجيا القومية لدولة تركيا هي احدى الادوات الاساسية لاضفاء ما يسمى "الشرعية" على حكم الطبقة البرجوازية التركية وتياراتها الاجتماعية وسيادتها، ووسيلة لتبرير ادامة النظام السياسي البرجوازي القومي الحالي فيها. انها وسيلة ليست فقط لخنق الجماهير الناطقة بالكردية في تركيا والاقليات القومية الاخرى بل وسيلة لخنق الطبقة العاملة والجماهير التحررية الناطقة بالتركية في تركيا ايضا وخنق نضالهما التحرري. ان البرجوازية التركية قد استطاعت ان تحول مسالة الحفاظ على وحدة الدولة التركية القومية والايديولوجيا القومية التركية للدولة الى امر "مقدس"لا يمكن "مسه" واستطاعت ان تبرر بها مظالمها في ادغام والحاق واسكات الجماهير الاخرى الغير الناطقة بالتركية داخل اطار الدولة. انها قد سلبت الحقوق والحريات السياسية والمدنية من الجماهير في كردستان تركيا بعنف وبقوة قوانين واساليب بوليسية قومية شوفينية بائدة ومستبدة. انها فرضت التمييز والقمع "القومي" الدموي وتمارس العنصرية بافضح اشكالها على عشرات الملايين من الناطقين بالكردية وغيرها من الاقليات. آخذا كل ما ذكر اعلاه بنظر الاعتبار ومع ماسي حرب الجيش التركي على الجماهير في كردستان تركيا وكذلك ماسي العمليات المسلحة من قبل ب ك ك قد خلقت الارضية لتاجيج التعصب القومي داخل قسم من صفوف الطبقة العاملة والجماهير في تركيا. هذا، وان وهم بالدولة القومية التركية "المقدسة" وآثار الترويج لتلك الدولة، بشكل مداوم، من قبل الاحزاب البرجوازية السائدة قد خلقت نوعا من عدم المبالاة لدى اقساما من الطبقة العاملة في تركيا تجاه استمرار تلك المظالم القومية التي تمارس ضد الجماهير الناطقة بالكردية في تركيا وبالتالي عدم ابداء المبادرة لخوض النضال في حسم هذه المسالة كامر وكمسالة تهم جماهير العمال في تركيا ايضا. ليست هناك مسالة سياسية لا تمس العمال وقضية نضالها الاشتراكي التحرري وقضية الجماهير التحررية لكسب حياة افضل. ان احد شروط تحقق التقدم الاجتماعي في تركيا هو التحرك باتجاه الخلاص من سيادة افق البرجوازي القومي وتحقيق شعار فصل القومية عن الدولة بشكل كامل وارساء بنيان نظام سياسي مبني على اساس المواطنة الكاملة والغاء ايديولوجيا القومية لدولة تركيا وحل المسالة القومية الكردية في تركيا حلا انسانيا وعادلا. ان المسالة الكردية في كردستان تركيا شانها شان المسالة الكردية في كردستان العراق بحاجة الى حل جذري وانساني واعطاء الحق للجماهير في كردستان تركيا من ان تمارس حقها في الادلاء باصواتها في استفتاء عام في البقاء داخل تركيا على اساس مواطنة المتساوية او الانفصال عن تركيا. ان الاميتازات القومية والفيدرالية والحكم الذاتي القومي ليست هي الرد على تلك المسالة وحل لها بالنسبة للملايين من الجماهير التي تعاني من ابعاد الظلم القومي. ان تجربة كردستان العراق واستمرار الحكم الميليشي للاحزاب القومية الكردية فيها، من خلال الادامة ببتلك المشاريع القومية قد بينت مدى تضرر الجماهير من وراء الانصياع لمصالح القوميين الاكراد وانصاف حلولهم " القومية" الفيدرالية. ان تركيا ليست دولة استبدادية مطلقة مثل النظام البعثي السابق. فهناك مجالا معينا لحرية التعبير وحرية النشاط السياسي فمن الممكن ان يشكل التحريض السياسي ضد الظلم القومي في تركيا احد اركان اي نشاط سياسي تقدمي واممي عمالي في تركيا. يجب ان ينتهي عهد خنق النشاط السياسي في كردستان وان يفتح المجال الواسع للدفاع عن الحقوق والحريات المدنية والسياسية للجماهير في كردستان تركيا. يجب خوض النضال السياسي الواسع لارغام دولة تركيا على حل المسالة القومية حلا انسانيا وعادلا. ان القوميين في تركيا لا يريدون هذا الحل ولكن الحركة العمالية واليسار والتحررين في تركيا يستطعون ان يفرضوا اردتهم على المؤسسة الحاكمة. ان قضية الاطالة بوضع كردستان العراق السياسي الحالي قد اعطت الفرصة لتركيا بان تصر على الادامة بالظلم القومي على اكراد كردستان تركيا ايضا. فحل المسالة القومية في كردستان العراق هو ضربة للمؤسسة الحاكمة القومية في تركيا وامر يساعد الحركة العمالية و اليسارهناك للضغط باتجاه حل القضية الكردية في تركيا ايضا.
#مؤيد_احمد (هاشتاغ)
Muayad_Ahmed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
افشال تهديدات تركيا بالهجوم على كردستان العراق مهمة للجماهير
...
-
مرة اخرى في الدفاع عن اتحاد المجالس والنقابات العمالية... رد
...
-
في الدفاع عن اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق..ادا
...
-
اية بربرية تلك التي تقتل دعاء بهذا الشكل؟
-
فشل امريكا في العراق ومهام جسام امام الشيوعية العمالية والحز
...
-
الاول من آيار يوم طبقة العمال العالمي واقتدارهاوتضامنها
-
آفاق جديدة امام الحركة العمالية في العراق، اتحاد المجالس و ا
...
-
فشل ستراتيجية بوش، تحويله الى مكسب للبشرية مرهون بتصعيد نضال
...
-
تيارات الاسلام السياسي مستمرة في تصعيد مجازرها ضد العمال في
...
-
اربع سنوات بعد قرار الحرب على العراق والحل هو تحقيق البديل ا
...
-
حرب البارزاني حول العلم لعبة تستهدف اعتراض الجماهير وتهرب من
...
-
انتهت الحرب في لبنان مؤقتا ولكن دوافعها لا تزال تهدد سكان ال
...
-
بصدد مظاهرات جماهير كردستان الحالية ضد الحزبين القوميين الكر
...
-
الاول من ايار يوم الاقتدار والتضامن الطبقي للعمال
-
تأسيس الحكومة ام تعميم وترسيخ الطائفية الاسلامية والقومية
-
بعد ثلاث سنوات من الدمار لا زال التغيير مرهونا بمبادراتنا ال
...
-
الثامن من ذار يوم المراة العالمي
-
لا يفيدنا الترقب اننا في مازق دمار حياتنا المدنية فيجب التصد
...
-
يجب التصدي للخنق البعثي للحريات في كردستان على ايدي الحزبيين
...
-
التصويت لحماس تراجع مؤقت لآمال الجماهير التحررية في فلسطين
المزيد.....
-
مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
-
من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين
...
-
بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين
...
-
الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب
...
-
استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
-
لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
-
روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
-
-حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|