أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - التمزيق المجحف للهوية العراقية ( 3 ) ...















المزيد.....

التمزيق المجحف للهوية العراقية ( 3 ) ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2098 - 2007 / 11 / 13 - 08:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فـي مقالتين سابقتين بتاريخ 04 / 11 / و 06 / 11 /2007 وتحت العنوان ذاتـه تطرقت فيهمـا الـى ازمـة الهـوية الوطنية لأهـل العراق واسباب ضعفهـا ومحاولات تهميشهـا والغائهـا ومخاطـر ضمورهـا واضمحلالهـا الى جانب صمودها وكفاحهـا مـن اجل وجودهـا واستحالـة اجتثاثهـا نهاءيـاً مـن واقـع ووجدان وذاكـرة المجتمع العراقي المميز بجغرافيته وبيئتـه وحضارتـه وجذور ثقافاتـه وارثـه الأجتماعـي’ تطرقت ايضـاً الى القوى التي تستهدفهـا والأخرى التي كان مفروضـاً ان تدافـع عنهـا وتضحـي من اجل ديمومتهـا ’ والى التاريخ الطبيعـي للعـراق وكذلك حاضـره المصطنـع وقوة المحاولات ومدى الأضـرار التي الحقتهـا بالهويـة الوطنيـة التاريخيـة لأهـل العراق عبر هستيرية وجنون ممارسات الأنفلـة والأبادة والأجتثاث لمكوناته الطبيعيــة .
يكثـر الحديث الآن وبلجاجـة مفتعلـة وضغـط اعلامي غيـر عادي حـول شيعــة العـراق ومناطق نفوذهـم وسنته ومناطق نفوذهـم يرافقهـا عمليـة تهجيـر متبادل ’ وكذلك عمليـة تطهيـر وابادات واجتثاث فـي مناطق النفوذ الطائفـي المذهبـي العنصـري لمـا تبقـى مـن المكونات التاريخيـة للعراق مـن مسيحيين وكـرد فيليـة وصابئـة مندائيين وايزيديين ويهـود وغيرهـا ’ ومـع الأسف تجـد احيانـاً روائـح كريهـة تنضحهـا سطور كتابات بعـض المثقفين العراقيين وضمنهـم بعض الوطنيين وتصرفاتهـم ومحاضراتهـم وتصريحاتهـم وندواتهـم وبطريقـة قـد تكون عفويـة او غير عفويـة .
لقـد مرت على العراق عبر تاريخـه الطويل الكثيـر مـن الغزوات العسكريـة والثقافيـة واللغويـة ’ استطاعت ومنهـا الجانب العسكري ان تسحقـه وتسبب لـه جروحـاً بليغـة فـي هويـة اهلـه وانتماءهـم ’ لكنهـا فـي النهايـة انسحقت عليـه ولم تتركت الا بصماتهـا التي استطاعت الهويـة العراقيـة التاريخيـة ان تمتصهـا وتهضمهـا وتضيفها عافيـة الى شخصيتهـا الحضاريـة ’ آخـر تلك الموجات هـي التي ابتداءت مـع الفتـح العربي الأسلامي كموجات التعريب والتفريس والعثمنـة التـي اتخذت الأسلام وبعد ان افرغتـه تماماً مـن روحـه واجهـة وذريعـة ومبرراًلغزواتهـا واستئطانهـا واطماعهـا ’ لكـن ورغم همجيـة كل تلك الموجات’ سنرى ان الهويـة الوطنيـة التاريخيـة لأهـل العراق ابتداءت تستعيـد ذاتهـا وتحقق قدراً كبيراً مـن خصوصيتهـا وحتـى فـي مجالات اللغـة والفنون ذاتهـا ’ فلو عرضنـا قصيدة لشاعر عراقي وآخـرى لموريتاني مثلاً ’ لأدركنـا فـي الحال على ان تلك القصيدة لشاعر عراقي والآخرى لغير عراقي ’ وكذلك ان ظاهـرة الشعـر الشعبـي وقـوة تأثيره وخاصـة في الجنوب والوسط العراقي ’ والذي اصبح لغـة الفنون فـي المسرح والغناء وحـوار المثقفين ’ ولو نظرنـا الى روائـع مظفـر النواب وكاظم اسماعيل الكاطع وعريان السيد حلف ولميعـة عباس عماره وغيرهـم فـي الشعر الشعبي مـع انهـم اكاديميون وخريجي كليات في الأداب والتربيتة واللغات ومتمكنين مـن ناصيـة الفصحـى ’ ثـم تطويره عمقاً وجماليـة وثقافـة يوميـة سائدة فـي الشارع العراقـي لأدركنـا ان الأمـر يشكل فـي جوهره واتجاهـه عـودة الأنسان العراقـي وخاصـة على جغرافيـة الجنوب والوسط الى ذاتـه العراقيـة انتصاراً الى هويتـه الوطنيـة التاريخيـة .
بعـد التسلط البعثي العروبي على مقدرات العراق بدايـة الستينيات مـن القرن الماضي وامتلاكـه ماكنـه المال والسلطـة مدعومـاً بالأطماع العروبيـة بغيـة انجاز مشروعـة القومي العنصـري الطائفي فـي تعريب وعنصـرة المجتمـع العراقي ومحاولـة تمزيق وحـرق الهويـة الوطنيـة المشتركة لمكوناتـه الطبيعيـة عبـرعمليات الأنفلـة والأبادات الجماعية والأجتثاث الوحشي للشعوب والمكونات العراقية ’ يرافقهـا عمليـة استيراد وتوطين الغرباء والوافدين مـن عرب مصر والسودان وفلسطين والمغرب وموريتانيـا وغيرهـا الى جانب سرقـة ثروات اهـل العراق وتهريبهـا للمفترضين مـن الأشقاء علـى حساب عوز وجوع وتغريب المجتمع العراقي .
صحيـح انـه الحق اضرار فادحـة وتشويهات مروعـة فـي الهويـة العراقيـة ’ لكنـه لن يستطيع فـي النهايـة ان يحشر العراق جغرافيـة وبيئـة وانسان وحضارات وثقافات عريقـة فـي سلـة العروبيين ’ وبقـى العراق بهويـتـه الرافدينيـة جذوراً راسخـة فـي جغرافيـة وتاريـخ مابين وعلى ضفاف النهرين العظيمين دجلـة والفرات .
لـو نظرنا الى رعونة وسذاجـة المحاولات الغبيـة الأخيرة فـي مسخ العراق الطبيعـي طائفيـاً ومذهبياً وعنصرياً وكذلك محاولات استبدال هويتـه التاريخيـة والأنتماء الوطني لأهلـه واختزال حضارته العريقـة وتكوينـه الثقافي الراسـخ على امتداد الآف السنين ’ والذي كان وسيبقى نسيجـاً لجميع المكونات التاريخيـة للعراق ’ فـي مذاهب وطوائف واعراق عنصرية متطرفـة لا تتعـدى جذورها عواطف العراقيين ونوبات ضمائرهم وسطح وجدانهـم فـي مراحـل غياب او تغييب الوعـي الجمعـي وغيبوبتـه .
رغـم جميع محاولات تشويـه الهويـة والثقافـة الوطنيتين ومحاولات تغييب الوعي وتدميره ومسعوريـة تعريـة المدن العراقيـة مـن تاريخهـا وتراثهـا وهويتهـا وكينونتهـا وانتزاع جلدهـا الحضاري ومحاولـة استبدالهـا بعباءة التطرف الطائفي المذهبـي ’ استمرت تلك المدن عراقيـة فـي بيئتهـا وذاكـرة اهلهـا وتقاليدهـم ورسوخ وتراثهـم الشعبي’ واستمر النخيل نخيلاً والأهوار كمـا هـي والمزارع والبساتين كما كانت وحقيقتهـم التاريخيـة تعبر عن ذاتهـا بتحـد وكبرياء رغـم محاولات تغليف تلك الحقيقـة بأسماء وجداريات موسميـة لا علاقـة لهـا بتاريخ تلك المدن وتراثها ’ ومثلما رحل صدام وبعثة وعنصريته وجداريات عروبيتـه وعفلقيتـه ’ سترحـل حتمـاً جداريات فـورة التطرف الطائفي المذهبي للعـوائل والرموز الواهمـة قفـزاً على حقيقة حجمهـا ووزنها ’ومهما بلغ هـوس التجاوز على هويـة المدن العراقيـة وتواريـخ مواليدهـا وتشويـه وجههـا التاريخي ’ ومثلما خلعت عنهـا الثوب المعيب للبعث العروبي ستخلع عنها بالتأكيد ما فرض عليها واجبرت عليـه مـن الأشياء التي لا تناسبهـا ’ وليس بالأمكان اطلاقـاً اجثاث روحهـا وتدمير ذاتهـا وقلع جذورهـا مـن تربـة ذاكـرة ووجدان اهلهـا مثلمـا ليس بالأمكان ومن المستحيل ان تصبـح يـوماً ( مـد ما بين الصدرين مثلاً ’ بديلاً عـن ما بين النهرين ) .
ان الهويـة الوطنيـة التاريخيـة ابتداءت تجمـع اجزاءهـا وتعيـد خياطتهـا وستكتمـل ليرتديهـا اهلهـا فخورين فرحين بعودتهـا
12 / 11 / 2007



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجع عراقي يسمى ايران ...
- التمزيق المجحف للهوية العراقية ...
- التمزيق المجحف للهوية العراقية ( 1 )
- الوجه الآخر لأزمة العدوان التركي ...
- عود اليه ...
- فدرالية الجنوب والوسط الى اين ... ؟
- هجينية التهديدات والتدخلات التركية ...
- امنيات غير ممكنة ...
- مجزرة الوعي العراقي ...
- يا عيد مية هله ....
- الكرد الفيلية : استغاثة في دموع ام رشدي ...
- اقتسموا العراق ويتباكون على وحدته ...
- الوهابية : مشروع ابادة جماعية ...
- يا هلي ...
- الأستقلالية : موس في بلعوم المستقلين ...
- تكنوقراط خراب البصرة ....
- مغتصبة ....
- كانت يوماً معارضة ... ؟
- راح بوش ... وجانه بوش ...
- ايها القائد شكراً ..


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - التمزيق المجحف للهوية العراقية ( 3 ) ...