أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجيب المدفعي - رجل الأمن و حدود سلطته














المزيد.....

رجل الأمن و حدود سلطته


نجيب المدفعي

الحوار المتمدن-العدد: 2087 - 2007 / 11 / 2 - 07:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حادثتان، قد يواجه العديد منا مثلهما يوميا، رُويت لي أولاهما و شهدتُ أخراهما. و هما على بساطتهما إلا أن لهما دلالة. الأولى تتعلق بسيدة من أقاربي تقود سيارتها بنفسها. إذ عند مرورها بإحدى نقاط التفتيش المنتشرة في بغداد، يبدو أنها عبرت عن امتعاضها لرجل الأمن القائم بالتفتيش. فكان جوابه "ضعي حجابا على رأسك قبل أن تتكلمي". فالسيدة غير محجبة و رجل الأمن غير مستعد لسماعها لأنها "سافرة".

الحادثة الثانية، و التي شهدتها، كانت عند إحدى نقاط التفتيش في الأسبوع الأول من شهر رمضان. كان رجال الأمن يفتشون السيارات الواحدة تلو الأخرى تفتيشا دقيقا، مما أحدث زحاما شديدا. و لا أكتمكم سرا، كنت مسرورا لدقة التفتيش رغم التأخير الشديد الذي أحدثه. فقد جعلني أشعر بدرجة أعلى من الثقة برجال قواتنا المسلحة، و أعطاني جرعة إضافية من الإحساس بالأمان.

عند وصول الدور في التفتيش إلى السيارة التي تسبقني، سأل أحد ركابها الجنود عن ماء للشرب، فخاطبت الجندي القريب مني ممازحا "يبدو أن الجماعة ليسوا صائمين". هنا انتفض الجندي، و أشار بيده إلى صندوق من الكارتون ملقى على الرصيف و قد ظهرت بعضا من محتوياته، التي لم أتبينها جيدا، و قال " لا بأس أن يطلب هؤلاء ماءً، و لكن ما قولك في هذا !" فسألته " ما الذي تقصده؟" أجابني " إنه كارتون مشروبات كحولية. عثرت عليه في الصندوق الخلفي لإحدى السيارات التي مرت من هنا، فقمت بمصادرته و إتلاف محتوياته". لم أعقب، فالحديث كان عابرا و تمّ أثناء تفتيش سيارتي.

الحادثتان تثيران سؤالا: ما هي حدود سلطة رجل الأمن؟ فرجل الأمن يمثل مؤسسة، أهم واجباتها تطبيق القانون من خلال أوامر و تعليمات تصدر لمنتسبيها. و مما نسمع، أن قوى الأمن العراقية الجديدة يتم تدريبها على احترام حقوق الإنسان، و منها الحريات الفردية. و طالما لا يوجد نص قانوني يمنع المرأة من "السفور" أو أخر يمنع حيازة المشروبات الكحولية، فليس من حق رجل الأمن أو أي موظف في مؤسسات الدولة أن يقرر من خلال اجتهاد شخصي ما هو المسموح و ما هو الممنوع.

لكل منا خلفيته الاجتماعية و الدينية و السياسية، لكن ليس من حقنا فرض رؤانا على الآخرين. إن من يعمل في مؤسسة ما، عليه التمسك بأنظمة و سياقات عمل هذه المؤسسة حتى و إن اختلفت مع بعض قناعاته، و إلا آلت الأمور إلى الفوضى. و المسؤولية في رفع مستوى أداء مؤسساتنا الأمنية يقع على عاتق الرؤساء الأعلى الذين يتوجب عليهم التأكيد على مرؤوسيهم بضرورة احترام المواطن مهما كان "تافها" أو "متعجرفا" في نظر رجل الأمن.

رجل الأمن يجب أن يتمتع بقدرات مهنية عالية، تتيح له التعامل مع مختلف أنواع الناس و مختلف المواقف. و ما أحداث الزيارة الشعبانية في كربلاء إلا مثال على الحاجة لرفع مستوى إعداد رجال الأمن في واحد من أكثر الأماكن التي تتعرض على مدار الساعة لحركة جموع كبيرة من الناس تتطلب قدرات فنية عالية للتعامل معها. و هذه القدرات لا تتأتى إلا من خلال التدريب المستمر و مراقبة أداء هذه القوات.

قوات الأمن مطلوب منها كسب المواطن من خلال احترامه، لا بل تحمل و تفهم كل ما يصدر من بعض المواطنين الذين قد ينفعلون وتبدر منهم سلوكيات استفزازية. فرجل الأمن محترف و يتعامل مع المواطنين بمختلف مشاربهم. نريد من رجال أمننا أن يرسخوا في عقل كل مواطن، أنهم الضامن الوحيد لأمنه و سلامته.





#نجيب_المدفعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصلحة إيران...عراقيا
- التيه العراقي، إلى أين؟
- بين التشخيص و العلاج:هل سيباشر المسلمون الحركة للأمام
- محاولة لتوصيف العنف في العراق
- شريط الزرقاوي..ما الجديد؟
- تصريحات مبارك...مقدمات أم نتائج
- تقييم الجيش العراقي بين التقديس والتجريح
- تقرير ميليس: ما الذي أحتواه ليثير كل هذه الضجة؟
- نماذج من الضمير العروبي المعاصر
- أي دستور نريد؟
- اتقوا الله في العراقيين
- تحية لجمعيتنا الوطنية المنتخبة
- أحداث جامعة البصرة، خطوة نحو الأستبداد
- 14 تموز و تقييم التاريخ
- فقط اجعله سعيدا
- المرأة العراقية و الفرصة التاريخية
- محاولة لقراءة نتائج الأنتخابات العراقية
- نريد مشاركة المرأة بقوة
- رسائل إنتخابية
- أنا أنتخب..إذا أنا موجود


المزيد.....




- رئيس الأرجنتين يتهم مراسلا بضربه عمدا بعد ارتطام ميكروفون بأ ...
- فوز رئيس بلدية بوخارست الليبرالي برئاسة رومانيا متوفقاً على ...
- ابتكار طريقة تحسن عملية التنبؤ باستخراج النفط
- روسيا.. إنشاء منصة لاختبار محركات الطائرات الهجينة المستقبلي ...
- إلى ماذا يشير تدلي الجفون وكيف يعالج؟
- تأثير قراءة الكتب على الدماغ
- العلماء يبددون نظرية تقسيم الوظائف بين نصفي الدماغ
- لماذا اتخذ ترامب قرارا فرديا مفاجئا بخصوص العقوبات على سوريا ...
- مراسلنا بغزة: الجرافات الإسرائيلية تهدم سور المستشفى الإندون ...
- بولندا تتأرجح بين رئيس مؤيد لأوروبا وآخر قومي في الجولة الثا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجيب المدفعي - رجل الأمن و حدود سلطته