أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجيب المدفعي - اتقوا الله في العراقيين














المزيد.....

اتقوا الله في العراقيين


نجيب المدفعي

الحوار المتمدن-العدد: 1196 - 2005 / 5 / 13 - 10:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بدأت مجموعة من عقلاء و وجهاء شريحة من الشعب العراقي بالتحرك بالاتجاه الصحيح و محاولة اللحاق بركب العملية السياسية. و هذه الشريحة الكبيرة من العراقيين كانت قد أقصت نفسها عن العملية السياسية، و ربما تكون قد أُقصيت بسبب اختطاف خطابها السياسي و الديني من قبل جهات لسنا بصدد الحديث عنها.

و ظهرت، في صفوف المجموعة المفاوضة عن هذه الشريحة، شخصية دينية- سياسية. و الرجل عضو في أحدى الهيئات الدينية-السياسية و حاصل على درجة أكاديمية مرموقة. و يبدو أن تغيرا كبيرا قد طرأ على توجهاته السياسية، و هو أمر حسنٌ جدا. و قد كان يطل علينا من خلال المنابر الإعلامية منددا بالعملية السياسية الجارية في العراق، عادّا إياها غير شرعية كونها تجري في ظل الاحتلال. و يذهب إلى أبعد من ذلك فهو لا يعترف بدولة اسمها العراق، ناحيا باللائمة على اتفاقية سايكس- بيكو التي أوجدت هذا الكيان الجيوسياسي.

و من حق الرجل أن يتبنى فكرة ما و يقتنع بها فهو حرٌ في قناعاته و معتقداته، طالما كانت تعتمد مبدأ مقارعة الفكر بالفكر. إلا أنه كان يطرح ما هو أبعد من ذلك فيسوغ ـ مثلا ـ اعتلاء أسطح منازل المواطنين الآمنين و اتخاذها مواقعا لإطلاق النار على القوات الأجنبية، و يعدّه أمرا شرعيا لا ضير فيه حتى و إن جرّ الويلات على أصحاب تلك المنازل.

و مع شدة تطرف طرح الرجل إلا أنه يمكن أن يُعد موقفا يعبر عن وجهة نظر ما. لكن ما يثير الانتباه هو انقلابه في توجهاته بمقدار 180 درجة و توجهه للمشاركة في العملية السياسية الجارية. و مرة أخرى هو أمر ممتاز ينمّ ُ عن إعادة نظر و تبصر و محاسبة للنفس و تصحيح ما يُعتقد أنه خطأ.

المهم في كل ما تقدم هو الخطاب المتشنج الذي كان يستخدمه الرجل في عرض أفكاره، و الذي لا أستبعد أنه، أي الخطاب، قد حرّض الكثيرين و استفزهم لحمل السلاح و الانخراط في العمليات المسلحة. و بعد أن تورط هؤلاء في خط لا يمكنهم التراجع عنه، و لأسباب معروفة، و تلطخت أيدي الكثير منهم بدماء أبناء شعبهم، يطل علينا هذا الرجل في عداد وفد المفاوضين. فما ذنب (ولد الخايبات) الذين يُقتلون أو أولئك الذين يورطون في عمليات قتل الناس تحت مُسمى الجهاد.

و السؤال: هل هو شخص مدفوع للقيام بذلك؟ لا نريد ان نتهمه، فما يزكي النفوس إلا الله. و لكن يجب أن نأخذ العبرة و الدرس من تقلب المواقف هذا. فأولا على المتصدين للعمل السياسي و الديني أن لا يزينوا للناس مسألة القتل و الذبح، خاصة و أنها قضية يحرّمها الإسلام و كل القيم السماوية و الوضعية، و هم في غدٍ يقفون بين يدي الله الذي حرّم قتل النفس. كما يتوجب عليهم عدم استخدام الخطاب المتشنج في المنابر الإعلامية، و أن يشجبوا عمليات القتل و استباحة الدم تحت أية ذريعة، و عدم الإيحاء بوجود استثناءات.

كما يجب عدم استخدام مفهوم الخنادق و التخندق و ما إلى ذلك. و إن كانت هناك خنادق ـ حسب رأيهم ـ فليخرجوا من خنادقهم و يدخلوا خنادق الطرف الآخر كضيوف و محاورين أو دعوتهم للخروج من خنادقهم إلى أرض مشتركة تـُبنى عليها أسس المشاركة في الوطن، فالبركة في الحركة.

عبرة و درس أخر على الناس أن تعيه، يقول أن ليس كل خطيب مفوّه، عذب المنطق، هو على حق و يجب تمحيص القول و فهم دوافعه. فمن يدعو إلى ـ أو يلمّح بجواز ـ إيذاء العراق و العراقيين، إما أن يكون مأجورا أو أحمق.



#نجيب_المدفعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية لجمعيتنا الوطنية المنتخبة
- أحداث جامعة البصرة، خطوة نحو الأستبداد
- 14 تموز و تقييم التاريخ
- فقط اجعله سعيدا
- المرأة العراقية و الفرصة التاريخية
- محاولة لقراءة نتائج الأنتخابات العراقية
- نريد مشاركة المرأة بقوة
- رسائل إنتخابية
- أنا أنتخب..إذا أنا موجود
- لا يهمني مَـن يكتب الدستور
- النابلسي و العرب و العراق
- عباس المستعجل
- رأس الدولة والقانون..حكاية من العهد الملكي
- انطباعات حول جلسة التحقيق الأولى مع صدام
- أعطوا الناس فرصة...ثم احكموا


المزيد.....




- قيادي بحماس لـCNN: وفد الحركة يتوجه إلى القاهرة الاثنين لهذا ...
- مصر.. النائب العام يأمر بالتحقيق العاجل في بلاغ ضد إحدى شركا ...
- زيارة متوقعة لبلينكن إلى غلاف غزة
- شاهد: -منازل سويت بالأرض-.. أعاصير تضرب الغرب الأوسط الأمريك ...
- الدوري الألماني ـ كين يتطلع لتحطيم الرقم القياسي لليفاندوفسك ...
- غرفة صلاة للمسلمين بمشفى ألماني ـ مكان للسَّكينة فما خصوصيته ...
- محور أفدييفكا.. تحرير المزيد من البلدات
- خبير ألماني: بوتين كان على حق
- فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب والواحد
- فرنسا تتهم زوجة -داعشي- سابقة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجيب المدفعي - اتقوا الله في العراقيين