نجيب المدفعي
الحوار المتمدن-العدد: 985 - 2004 / 10 / 13 - 07:16
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
الجلسة الأولى للتحقيق مع صدام حسين أخذت أبعادا متعددة على الصعيد المحلي و العربي والدولي، و كلٌ صار يبدي رأيا نابعا من خلفية الصورة التي يرسمها لصدام حسين. و كما الآخرين شكلت هذه الدقائق التي بُـثت لهذه الجلسة لديّ انطباعات معينة.
أولها أن لا وعي صدام ـ في ما يبدوـ ما زال يرفض أن يصدّق كل مجريات الأحداث. و سواء كان مدركا أم غير مدرك، فقد أستطاع أن يتصرف بطريقة ماكرة كعهدنا به. فمظهره و طريقة حديثه تخاطب اللاوعي لدى شريحة واسعة من الناس.
فلحيته التي لم يحلقها و عدم اعتناءه بمظهره تثير تعاطف فئة من هذه الشريحة. وأسلوب حديثه عن الكويت يخاطب فئة أخرى، و أدبه (الجم) في مخاطبة القاضي يخاطب فئة ثالثة.
قد يكون صدام حسين واع ٍ لسلوكه و كلامه و قد لا يكون كذلك. و لا أرجح أي ٍ من وجهتي النظر. فصدام حسين يعيش، منذ نعومة أظفاره، تحت ضغط نفسي و تهديد مادي، و هي الحالة الاعتيادية لحياته. لذا فهو يمتلك القدرة على التفكير و العمل تحت تأثير هذين العاملين. و ربما كان سلوكه في جلسة التحقيق الأولى يندرج تحت هذا التصنيف.
أما وجهة النظر الثانية و هي كونه غير واع ٍ لسلوكه و كلامه فهي تشي بضحالة هذه الشخصية و التي ـ للأسف ـ تسلطت على رقاب العراقيين خمسة و ثلاثين عاما في غفلة من الزمن. فصدام ما زال يعتبر نفسه أكبر من العراق و أن ما قام به من أفعال هي الصواب بعينه. و صدام في أعماقه هو ذلك الشخص ذو المفاهيم القبلية الذي أراد أن يطبق فكرة شيخ العشيرة على نظام إدارة الدولة والعلاقات الدولية.
#نجيب_المدفعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟