أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم اسماعيل - قصة قصيرة_ الزائدة الدودية














المزيد.....

قصة قصيرة_ الزائدة الدودية


جواد كاظم اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2084 - 2007 / 10 / 30 - 06:28
المحور: الادب والفن
    


كانت قد تعودت الاستيقاظ مع الخيط الأول للفجر..وبعد دقائق تنبعث في البيت رائحة الشاي الممزوج برغيف الخبز الحار من تنور الطين, الكل في سكون تام الأ هي في حركة دوؤبة.. هكذا هي في كل صباح تغالب النعاس وتمارس عملها بحيوية نادرة يحسدها عليها أهل القرية وبناتهن , وفيما الظلال الرمادية مازالت تداعب عذرية الانبلاجة أحست بألم شديد ومفاجيء.. حاولت ان تداري الألم بصبر خرافي لكنها في النهاية صرخت بصوت حاد لتستيقظ الأم على صراخ ابنتها المدوي الذي مزق سكون البيت , وحاولت ان تبدو متماسكة لتخفف من الرعب الشاهق في وجه أمها وتغالب اوجاعها لكن الألم سرعان ما عاودها وهذه المرة كان أشد شراسة مما جعلها لا تقوى على الحراك .
وبدا وجه الام خائفا وهي لا تفهم ما يجري حولها فيتحول كل شيء حولها إلى موج متلاطم .. فيما اختلطت على محياها الالوان لتشكل قلقا غير مفهوم ... احتضنت جسد وحيدتها المسجاة وغاصت بها الافكار الى مدايات لا قرار لها يملؤها الخوف والقلق لاشيء يغسل عنها هذه الوساوس وهذا التوجس الأ الإسراع لأيقاظ زوجها واولادها الأربعة جاء الكل يهرول الى مكان أبنتهم فوجدوا الألم يزداد عندها والصراخ يعلوا مما اضطر الأب ان يوجه أبناءه بضرورة الذهاب الى المركز الصحي اليتيم في القرية التي سكنوها منذ عقود من الزمن
عرضوا حالتها على الطبيب الخفر .. عاينها و شاهدها ..
حاول أن يتلمس جسدها ويحدد مكان الالم جوبه بمعارضة شديدة من الأهل فحينها لم يتمكن الطبيب من تشخيص حالتها بشكل دقيق . توالت الاعتراضات بعدم لمسها وبدا الطبيب ملولا من كل ذلك الصراخ الذي يطوقه لذلك خطر ببال هذا الطبيب أن ينتقم لذاته في ان يشعرهم بأن ابنتهم قد تكون حاملا , أندهش الاب والإخوة وإلام ... حاااامل ؟؟ .... كيف ؟؟
ياللعار .. ياللفضيحة...
نقلت الى البيت مرة اخرى ... وهناك اجتمع الاخوة بأبيهم ... وحدث للفتاة ما كانت تخشاه؟؟
بدأ الضرب المبرح ينهال عليها وهي مستسلمة لالام اخرى لا تجعلها تقوى الدفاع عن نفسها .
تعالت الصرخات :
- لقد أتت لنا بالعار و الفضيحة
- أين نحن من كلام الناس وهي دنست سمعتنا وسمعة عائلتنا ،
هذا ما فكر به الجميع بأستثناء الأم المدهوشة والمذبوحة أمام هذا المشهد المرعب ..كيف لا وأن أبنتها الوحيدة أمامها يفعل بها هكذا وهي لا تملك أجوبة للدفاع عن أبنتها فيما أستمربكاء البنت وصراخها المدوي ويدها لا تفارق موقع ألمها الذي شغلها عن صد الضربات المتتالية عليها .
وتمتمت بصوت ضعيف لم افعل شيئ .. والله لم افعل شيئ ..
ألى أن ضعفت وخارت قواها ..
وتوجهت بعينيها الى أبوها وهمست
(( بوية والله ما فعلت شيئ وانا بريئة وانتم ظلمتوني ))
وبعد أن فرغت من هذه الكلمات فقدت الوعي حتى أعتقد الجميع أنها فارقت الحياة.. الأب ينظر الى زوجته وهي مذهولة تأخذ ساحة البيت ذهابا وأ يابا .. فيما شوهت اظافرها معالم خديها .. وناثرة شعرها مولولة حزينة منكسرة .. هذه الصورة حركت مشاعر الأب طالبا من أولاده أن ينقلوا أختهم الى المستشفى في مركز المحافظة عل هناك تستكشف الحقيقة وتبان .. نقلوها للمستشفى .. وادخلت العناية المركزة ..
وجاءهم الجواب كالصاعقة
انها تعاني من مرض عادي لكنه تفاقم كونه مضى عليه وقت طويل ياللعجب .. ياللهول ..
لقد اثبتت الفحوصات ان البنت كانت تشتكي من الزائدة الدودية وليس من ألم الحمل كما صور لهم طبيب القرية ذلك..
وحين طبع الأب قبلة العرفان على جبين أبنته المدمى صدمته برودته التي ما حفلت بأن تستلم جوابا من الاب على عبارة بقيت ترن في رأسه .
- لست مذنبة صدقني .



#جواد_كاظم_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأديبة العراقية عالية طالب: أخترت الأبتعاد عن الوطن كي أستط ...
- صور من صباح العيد..!!
- دعوة للتظاهر ضد عزرائيل في طريق الموت..!!
- شكرا للحكومة لأنها جعلتني أكتشف مواهب زوجتي...!!
- غريب في وطن ....!!!
- عيدكم مبارك ياحكومة...!!!
- شوارع الناصرية وشوارع أفغانستان..!!
- وزارتي التخطيط والأسكان تقتلان أبناء الجنوب علنا مع سبق الأص ...
- لماذا نكتب..؟؟
- قرون السلطان...!!
- طريق جبايش _ مدينة .. طريق موت من صنف أخر..!!
- دعوة لتأسيس رابطة للدفاع عن المثقفين العراقيين..!
- كربلاء لازلتِ كرباً وبلاء...!!!
- ثمين الفهد ليس أخر الضحايا الصحفية في العراق..!!
- التقديس يقتل الأبداع..!!
- أليك أيها الساكن في منافي الحلم ..!!
- ذبحوا الديمقراطية من الوريد الى الوريد..!!
- `ذبحوا الديمقراطية من الوريد الى الوريد...!!
- عندما كنت متهما..!!
- مصرف الرافدين مسيرة طويلة من النجاح ومحطات من النكوص..!!!


المزيد.....




- مستقبل السعودية..فنانة تتخيل بصور الذكاء الاصطناعي شكل الممل ...
- عمرو دياب في ضيافة ميقاتي.. ما كواليس اللقاء؟
- في عيد الأضحى.. شريف منير -يذبح بطيخة- ليذكر بألوان علم فلسط ...
- ممثل مصري يشارك في مسلسل مع إسرائيليين.. وتعليق من نقيب المم ...
- فنانة مصرية تبكي على الهواء في أول لقاء يجمعها بشقيقتها
- فيلم -Inside Out 2- يتصدر شباك التذاكر في أمريكا الشمالية مح ...
- أحدث المسلسلات والأفلام على المنصات الإلكترونية في العيد
- السعودية: الوصول لـ20 مليون مستفيد ومستمع لترجمة خطبة عيد ال ...
- ولاد رزق 3 وقاضية أفشة يتصدر إرادات شباك التذاكر وعصابة الما ...
- -معطف الريح لم يعمل-!.. إعلام عبري يقدم رواية جديدة عن مقتل ...


المزيد.....

- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم اسماعيل - قصة قصيرة_ الزائدة الدودية