التيار الصدري وكذبة الانتماء العروبي

نبيل الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2079 - 2007 / 10 / 25 - 05:18
المحور: كتابات ساخرة
    

التيار الصدري وكذبة الانتماء العروبي
لايحتاج المرء أو الفئة أو الحزب إلى التكرار والتأكيد في المسائل البديهية التي لاتستوجب النقاش والجدل , إلا في حالة الشك أو التمويه , واصطناع ماليس له فيه أساس , لتمشية تجارة بائرة في سوق النزاهة , ورائجة ومنتشرة في سوق التخلف والدجل والشعوذة .
يعاودون الحديث ألف مرة , حتى من دون طلب أو مسائلة , عن أصولهم العربية النقية والثابتة قيادة وقواعد , معممين ومتسربلين بالاربي جي والكلاشنكوف , وذلك يعني إن منافسيهم ومناوئيهم من داخل الطائفة هم حكما والقيادات بالدرجة الأولى من غير الأصل العربي , وبالتالي يستهدفون سليل قحطان وعدنان والمهدي المنتظر الصدر العربي الثالث والواعد , وفي المقدمة من الأعداء , الحكيم وصحبه من البدريين وأنصارهم بالدرجة الأولى . تليهم وبعدهم بدرجات كافة اللوان الطيف الطائفي الشيعي من دعوة إلى فضيلة إلى صرخي خفاجي , إلى جند سماء أحرقتهم يوما غضبة رب السماء . وباقي تشكيلات وتنظيمات المخابرات الإيرانية .
ولكن لماذا يحتاج الصدر يون بشدة هذا الادعاء ويكررونه علما أنهم يعلمون بان بعض(العشائر ولائها للدفاتر ) من دولارات العدو المحتل ثم لايهم من تكون اليد الكريمة المانحة , مادامت بترو دولاريه سعودية أو إيرانية , بدرية أو صدرية أو حتى قاعدية أو شيخ ضارية وهذه اختص بها التيار الخالصي كما يبدو ويقال .
نعود إلى ال لماذا يحتاج مدعوا تيار إسلامي رسالي مهدوي يقيم مراجعهم العظام كالحائري وغيره في إيران , ويتبعون في عقيدتهم ولاية الفقيه التي أصلها انتظار عودة الإمام المهدي , تماما كما يروج له احمدي نجاد , والتبعية حتى ذلك الحين لنائبه المتواجد حيا وهو الآن آية الله علي الخامنئي , هل ينكرون ذلك ليعلنوها صراحة , وليخلعوه وينصبوا بدله العربي القح السيد القائد مقتدى الصدر , فلا يعودوا بحاجة بعدها للتكرار المزيف .
قد تصبح المشكلة عندها منع دخوله إلى إيران كلما أراد الترويح عن النفس أو هربا من الأمريكي المحتل بعد كل مكسورة تنسب لإتباعه .
وهذا الانتماء الخالص الكامل لولاية الفقيه الإيراني , لاعلاقة له بأصل الفرد أو التيار العربي أو الفارسي أو حتى التركي والكردي وصولا إلى البحريني والحوثي اليمني , ولنا في مثال حزب الله اللبناني الخالص عروبة واصلا و الولاء للخامنئي حتى ولو كان ذلك فوق أشلاء لبنان , وتدعم إيمانه وتقويه مئات ملايين الدولارات النفطية ( الشريفة) كما يسميها السيد حسن نصر الله .
نذهب بعيدا وهمنا هو عراقي , وميدانه استغلال الفطرة العربية السليمة لملايين البسطاء من أهل العراق وجعلهم يصدقون أن عائلة الصدر عربية مثلهم عكس عائلة الحكيم الإيرانية , وفي ذلك ضحك على ذقون البسطاء , لحقيقة يعرفها القدماء والمحدثين , وأولهم الداهية احمد الجلبي , وما يصرح به لخاصته السيد محمد الشبوط المشرف على جريدة الصباح , ومن المهتمين من أهل العراق وحتى لبنان والقاطنين في الكاظمية والنجف اللذين يعرفون إن عائلة الصدر ارتحلت من إيران إلى العراق وليس في ذلك عيب أو شائنة , ولكن العيب كل العيب في الإنكار والإصرار عليه ومن جاوروا المرحوم محمد صادق الصدر لاحظوا تماما ولحد وفاته عربيته (المكسرة) ولم ينكرونها عليه , ليتنكر السلف الصالح اليوم ولأسباب سياسية الأصول , ويتناسوا ابسط مبادئ الإسلام الذي يدعونه في غلبة المبادئ على الأصول , ويتنكروا للتشيع نفسه الذي عاب على قريش وأمية عصبيتهما العنصرية القومية لمصلحة الإنسان, و الشعوب والنحل والملل , من أهل العقيدة والإسلام ,
يقوم التيار الصدري( العروبي الكلام) اليوم شاء أم أبى بدور الممثل الحقيقي والرئيسي للمصالح والسياسات الإيرانية في العراق , من البصرة مرورا بكل المحافظات الجنوبية وصولا إلى بغداد وكركوك , وهو الورقة التي تلعب دوما فوق الطاولة , وما خفي كان أعظم , لاستغلال الرعاع والمغفلين ولملمة المستفيدين واستخدامهم كعصي توضع باستمرار في دواليب مسيرة العراق الموحد نحو الاستقلال الحقيقي والرفاهية والتمسك بمصادر ثرواته المنهوبة والمتحولة تهريبا بواسطة جيش المهدي وغيره نحو الحدود الشرقية , ثم يجري الحديث عن محاربة الاحتلال الذي معناه كما يبدو استبدال الأمريكان بأتباع ولاية الفقيه , ويتحول هؤلاء الأتباع إلى السيطرة على منابع النفط يوزعونه بالقسط والعدل بعد أن كان يسرق ظلما وجورا .
ختاما أيها العروبيون الجدد من أتباع الخط الصدري اللذين يملئون ارض العراق زرعا بالعبوات الناسفة الإيرانية , وعقول النشء الجديد بأفكار ولاية الفقيه الخامنئية , أقول اتقوا الله .

#نبيل_الحسن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل