أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نبيل الحسن - حجارة ايران وبحارة جلالة الملكة















المزيد.....

حجارة ايران وبحارة جلالة الملكة


نبيل الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 1869 - 2007 / 3 / 29 - 04:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لأقل من هذا الخطف والاحتجاز , نزلت القوات البريطانية في قرون مضت فوق البر الصيني لتسجل لنفسها حقوق ومطالبات وأوامر, ولكن الزمن الرائع تغير , والظروف اختلفت على الأسد العجوز وقلت حيلته وتساقطت أسنانه وضعفت حماسته (لتجرؤ) طهران !! وفي ضربة محكمة تملؤها المقامرة بلا شك بإدخال يدها في فم الأسد, وسحب قاربي جنود بريطانيين إلى داخل الأراضي الإيرانية , وتصريحها الأول يشير إلى تجاوزهم القانون الدولي ودخولهم المياه الاقليميةالايرانية , وبأنتظار الآتي من الأحداث والمواقف قالت السلطات الإيرانية ان البحارة(اعترفوا ) بالقبض عليهم داخل مياهها الإقليمية , مع إشارات غير صريحة لحد اللحظة رسميا بممارستهم التجسس من على هذين القاربين .
الحجر الإيراني قد رمي ليصيب بالجملة , او على الأقل ليراه الآخرون يتقافز على سطح مياه الخليج ويبدأ فصل جديد في لعبة المصالح والتجاذبات المتشابكة والمتعارضة للدول المطلة والقريبة والمهتمة بما يدور ويتفاعل في هذه المنطقة المهمة من العالم .
عربيا , القمة ستعقد في السعودية والورقة الإيرانية متواجدة بقوة , ومتحركة بامتياز فمن الهم المزمن المتمثل باحتلال الجزر الإماراتية الثلاث , إلى محاولة احتواء وتأطير الشيعة أينما وجدوا في الدول العربية لتغليب الانتماء المذهبي على الوطني بحجج شتى واستغلال المظلومية وحسب الدولة . , لبنان والاحتلال الإسرائيلي السابق وفقر الشيعة ودفعهم بواسطة حزب الله لاستمرار التقاتل مع اسرائيل على حساب دمار البلد .
اليمن وتحويل الزيدي الى شيعي تحت راية الحوثي يقاتل باقي اليمن ويقتله باقي اليمن وهو يهتف ضد أمريكا وإسرائيل !؟ .
ارض العراق وما تراه إيران من شيعة أشقاء جالسين فوق احتياطي بترولي يفوق كل مالدى إيران وقد يتساوى مع ماعند الإخوة المؤجلة صفحتهم في الإحساء والقطيف , ناهيك عن تواجد مراقد اغلب الأئمة الأطهار على نفس الأرض والذهاب الجماعي يوما إليها تلبية لنداء ظهور الإمام المهدي (عج) قبل انتهاء سورة النفط على اية حال ؟ .
كل هذا وغيره متواجد أمام القادة العرب عند فتح الملف الإيراني وخروج حاوي كالإخطبوط آخر ذراع له يمسك فيها بخمسة عشر بحارا من عصافيرالامبراطورية القديمة , يريهم لدول عربية منقسمة على حالها لاتربط إحداها بالأخرى غير مصالح الأنظمة مع حصان طروادة السوري المغطي لكل تدخل إيراني .
دوليا بعد صدور قرار مجلس الأمن الداعي لتشديد العقوبات وعدم ذهاب الرئيس الإيراني لحضور جلسة المناقشة , واختياره حديث القوة الذي ترجمه للمجتمع الدولي باحتجاز البحارة بدل حديث الدبلوماسية الذي لايجيده ولا بإمكان سحر بيانه تغيير ماتوصل إليه أعضاء مجلس الأمن .
داخليا , على خطى صدام حسين وتوريط المجتمع المدني الإيراني في لعبة الحرب و(الكروالفر) المقيتة والمهزلة المأساة التي لايجيد غيرها هكذا قادة أنظمة وتفلس جعبتهم من إيجاد البدائل التي تحفظ للشعب والبلد أسسه ومكتسباته المادية بدل التناطح الخيالي مع القوى الأكثر تسلحا وقدرة اقتصادية في العالم ( وقد يرون في صبر الصين عشرات السنين لضم هونك كونك ولاحقا تايوان بالإصرار والطرق السلمية تخاذلا وانهزامية ) ليسلموا فقيرهم المطحون بندقية وفكر انتحاري وآمال كبيرة بتدمير الشيطان الأكبر والأصغر حالما ينتهي التصنيع النووي وبرامجه التي رماها الغرب خلفه منذ 50 عاما .
أمريكيا وهي الرسالة الأهم , واستطرادا لما يعتقد النظام انه يلاحظه من تراجع وانحسار البرنامج الأمريكي في العراق فعليه أي النظام ان يرتدي بدله شاه إيران وقفازه وأفكاره القديمة مع ركوب موجة العداء للشيطان الأكبر ثم المساومة معه على مايمتلكه الطرفان من أوراق فجنود الحليف البريطاني في قبضة اليد وشمس الغرب في أفول وأسد كسرى يزأر , وبيدكم ورقة مجاهدي خلق , ورجال المخابرات الإيرانية الملقى القبض عليهم في العراق , والأتباع من مجاهدي العراق , والاهم التساهل أمام البرنامج النووي , والرأس بالرأس , ولننتظر ماانتم له فاعلون .
عراقيا , المأساة والمهزلة
بدأ من صمت الحكومة المركزية المنتخبة ( ومسألة وزنها الشعبي الانتخابي لايستطيع إلا الجاحد نكرانه) ولكن الضعيفة والداخلة في معمعة خطة فرض القانون في التعامل مع وحوش يكتب لاحدهم أن يذبح المئات من العراقيين ثم يخرج لعدم كفاية الأدلة وبركات الفساد المعشعش داخلها , والاختراق الذي يمهد الطريق للإرهاب ليصلا متكاتفين الى أعلى المراكز .
من رئيس حسن النوايا مريض قليل الصلاحيات , إلى وزير أول مهادن فعليا في وقت يتطلب الشدة , وربما هذه قدرته وحدوده ودرجة وفائه وعقوقه لمن ساهم في إيصاله للمنصب وبقائه فيه , إلى جهاز تنفيذي لامركزية فيه , وبرلمان تشريعي على أساس القائمة يحسب اغلب أعضائه الأيام بين السفرة والأخرى والراتب والمخصصات كبدل أتعاب لقاء الرعب الدائم الذي دخلوا بوابته غير مؤهلين .
عراقيا مرة أخرى , ما أصل المشكلة ولأي دولة تعود المياه الإقليمية ؟ .
لنبدأ من تهريب النفط العراقي المستمر والدائم إلى الجارة إيران منذ عهد عدوهم ألبعثي إلى زمن حبيبهم الشيعي , وما يجلبه التهريب من إرباح خيالية للأحزاب الطائفية الدينية في البصرة والجنوب عموما بدل الاستجداء لأموال شريفة من الربيب الإيراني كما يفعل حزب الله في لبنان. والانكماش الملحوظ لتحركات القوة البريطانية المسئولة قانونا عن امن البصرة وإيثارها السلامة وعدم الاشتباك في غابة النخيل البصراوية وأشواكها الدامية , فمع ماتبقى من مخلفات النظام السابق من قوى بعثية لاتتنفس ولا تعيش إلا على آمال العودة إلى الكرسي والسلطة تناطحها وتقاطعها وربما أحيانا تتعاون معها أدواة إيرانية تمتص قدرة الحياة من رحيق التشيع ودماء أبنائه تنامت وتعاظمت قوتها تحت الأنظار البريطانية , بالتوالد والانشطار والتسلح والقتل لتمسك بتلابيب أهل البصرة , وتتفنن في تطبيق ماتراه مناسبا لاستمراريتها من تعاليم الشريعة الإسلامية لتنتج في الجوهر فاشية متجددة اشد قسوة من سابقتها البعثية , وأكثر سلبا للحريات .
وتزداد حيرة بلير الزئبقي وعينه على شعبه وبرلمانه والمستقبل السياسي لحزبه لا مستقبل العراق وسيادته وأرضه وديمقراطيته , وتعرف طهران جيدا او هذا ماتراه في الواقع انه لايريد التورط أكثر ولا إعطاء خسائر في الأرواح , لتسيطر هي أي طهران عمليا في غالبية جنوب البلاد على المستويين الحكومي الرسمي او الشعبي فاسحة المجال لأقزامها في الاقتتال على مراكز النفوذ والثروة والاستنجاد بها كحكم عند الحاجة كما يحصل الآن بين التيار الصدري والفضيلة .
ولو ناقشنا الحدث بتجرد ومن ملاحظات مباشرة ومبسطة وهي أين كان الزورقان لحظة الإمساك يهما وهل يعقل ان (تتجسس) حكومة جلالة الملكة على المياه والساحل الإيراني بأسلوب قراصنة القرون الوسطى ؟ زوارق صغيرة وبشر ونواظير للرؤيا البعيدة (تستكشف ماخفي من قوة وكيل ولي العصر ) ! وكأن الغرب لايملك التكنولوجيا والأقمار الصناعية ووسائل إيصال المعلومات وحاملات الطائرات التي تستطيع استطلاع اصغر بقعة فوق أو تحت سطح المعمورة , فهل يجب ان يتخلى البريطانيون عن حشر أنوفهم في تجارة التهريب المزدهرة وأموالها الشريفة؟ .
لماذا اختلاف الإطراف إذن في كونها مياه إقليمية عراقية او إيرانية ؟
هل يتوجب العودة الى خرائط معاهدات حزب البعث وما وهبه صدام للإيرانيين في اتفاقية الجزائر من حقوق مكتسبة في شط العرب من خلال اعتماد خط الثالوك كقياس حدودي بين البلدين وهل (مدد) الإيرانيون (حقوقهم ) الى داخل ماتبقى للعراق من مياه إقليمية في شمال الخليج ؟ بعد ان وهبت اتفاقية أخرى لحزب البعث وهو في الحكم وبأشراف الأمم المتحدة أجزاء أخرى عراقية من الأرض قرب صفوان وأم قصر وفي المياه عند خور عبد الله ومحيط جزيرة بوبيان .
تمارس إيران ربما منذ قرن مضى عند الأراضي الحدودية والمياه العراقية سياسة الاقتطاع والقضم والمطالبة بالمزيد , والاستغلال الأمثل لكل ضعف عراقي داخلي واختلاف مكونات المجتمع العراقي , وانقطاع الصلة في سياسة وتفكير وتثبيت مصلحة الوطن عند اعتلاء حكوماته المتعاقبة سدة الحكم التي ينحصر تفكيرها في الانتقام ممن سبقهم وحساب عائدات النفط .
ازداد النفوذ الإيراني في الفترة الأخيرة لدرجة فرض عملاء عاديون هم ملكيون أكثر من الملك , وإيرانيون في تصريحاتهم أكثر حتى من أستاذ إيراني من جامعة طهران حاول أن يكون وطنيا ومنصفا عندما صرح لإذاعة ألبي بي سي الانكليزية بأن الجنود احتجزوا وهم يبحرون في منطقة متنازع عليها بين البلدين (جزاه الله خيرا !!) فبماذا صرح قبله وفي نفس يوم الاحتجاز ناطق عراقي في البصرة العميد حكيم جاسم الذي عرف بأنه المسئول المشرف على المياه الإقليمية العراقية نقلا كما قال عن صيادين عراقيين سارعوا إليه وكأنهم يعرفون كراهيته الشديدة (للمحتل ) أي كان ولا يقبل بالتعدي والتهريب واخبروه إن احتجاز البحارة تم في المياه الإقليمية الإيرانية ؟!
ووهب الملك مالا يملك , وما علينا ختاما سوى رفع القبعة تقديرا لجهود اطلاعات والبكاء على ارض ومياه وسيادة وطن اسمه العراق .



#نبيل_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية المواطن العراقي زياد الكربولي
- متى ينزل العلمانيون الى الشارع ؟ .
- متى سيحرق نصرالله (الرايخشتاغ؟)
- ماركسيوا العروبة واللعبة القديمة
- الظواهري يتحدث بالفارسية
- الافيال الايرانية الطائرة
- عودة الى موضوعة وحدة اليسار
- عادل عبد المهدي وعودة الروح
- الناس والسلطة في العراق
- تي72
- محاكمة صدام والنمور في يومها العاشر
- عاشوراء اللبناني استشهاد الحسين ام تتويج الملك نصر الله
- زناجيل عاشوراء


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نبيل الحسن - حجارة ايران وبحارة جلالة الملكة