هل خلق الانسان من طين ام عجين ؟!

فيليب عطية

الحوار المتمدن-العدد: 2080 - 2007 / 10 / 26 - 05:23
المحور: كتابات ساخرة
    

لو اقتصر الدين علي نشر الفضيلة واسس المجتمع الصالح ماكان في الامر مشكلة ، فترويض حيوان يطلق عليه الآن علميا اسم الانسان العاقل (هومو سابينس ) ليس بالامر السهل فهو يجمع بين ضراوة الذئاب ومكر الثعالب ، لهذا جاءت كل الديانات مسلحة بأهوال يوم الحشر ورعب الفشر لتجعل من هذا الحيوان كائنا وديعا مسالما علي الاقل لمن حوله ، لكن تاريخ العالم يثبت ان ذلك كان محض اوهام وعلي من يريد ان يتأكد من ذلك ان يراجع فظائع هولاكو والمغول أو هتلر وموسوليني أو حتي السفاح الذي كان يتسلي بقطع الرقاب وهو يقزقز لب ، لكن الامر لم يقتصر علي ذلك فقد اراد الدين ومنذ البداية ان يقدم صورة كاملة متكاملة للكون الذي تدور فيه تلك المسرحية الهزلية وهكذا رأينا النجوم مجرد قناديل تلمع في سماء الليل البائس ، ورأينا العجول والتيوس لتكون في خدمة الانسان اما الذئاب والضواري فكي تؤنس وحدته وانظروا انا خلقنا كل شئ بحسبان وملعون ابو الزلازل والبراكين والحمم والفيضانات والميكروبات وكل ما من شأنه ان يحيل الحياة الي جحيم لولا ان الانسان استخدم بقية من عقله وراح يبحث عن العلل والاسباب فيما سمي هذا الاسم المنحوس : العلم والبحث العلمي .
وكان جديرا بنا بعد الواقعة المشهودة لجاليليو مع حفظة الكلام المقدس من اساقفة واغوات أن ننأي باي قضية علمية عن التوراة والانجيل والقرآن ،فالعلم لم يعد صغيرا يحبو يلتمس البركات والدعوات بل اصبح ابن جنية غاص في قلب الذرة وصنع قنابل ذرية وهيدروجينية ، وساح في فضاء الكون وقدم لنا صورة مخالفة تماما عما اعتقدناه من ان الارض مركز الكون والشمس الكلوب المضئ لها والكسوف والخسوف من الاعيب الشيطان الرجيم اما الشهب والنيازك فهي فضلات هذا المأفون الحاقد علي جنس البشر ....الي آخر هذا الكلام المعسول الذي نخر عقول ملايين البشر فأحبوه وآمنوا به ولامانع لديهم ان يحرقوا نيوتن واينشتين ....بس محدش يقرب علي الدش والكمبيوتر لانه يسلينا ولاعلاقة له باي عالم كافر زنيم !
المهم ان نضع علي الكمبيوتر كلمات الله التامات عن خلق الكون والانسان ، وكيف بعث هذا الرهبوت جبرائيل رسوله الامين ليأتيه بقطعة من طين الارض فيعجنها ويخبزها ويخرج منها بديع خلقه ..ذلك الانسان ... وانا خلقناه في احسن تقويم ثم انزلناه اسفل سافلين ليعلم الذين كفروا اي منقلب ينقلبون !
الظريف في الموضوع ان بعض البحاثة الفهامة بحثوا في مراجع الفيزياء والكيمياء فوجدوا اسما علميا ( السليكات ) هو في الحقيقة التركيب الكيميائي للرمل ، ولكن ماالفرق بين الرمل والطين : اهو كله طين ! المهم ان يصرخ الجميع عندما يسمعون هذا الاسم الرنان : الله اكبر....بارك الله فيك ياشيخ سيليكات ، ها نحن ننطق لغة الفطاحل ، ولما لا :الم نضع اسس الفيزياء والكيمياء والذي منه ....ابدا لن يلحق بنا هذا الغرب الكافر !
لست ادري لماذا كان الطين المادة المفضلة لصنع الانسان في معظم اساطير العالم القديم ؟ سيقول قائل : لأنه عند موته يتحول الي تراب ....لكن هذا الجواب نوع من الاستغفال فالانسان عند موته يتحول الي طعام للديدان ، والاجدر بنا ان نعترف بالحقيقة : ان حياة هذا الانسان في هذا الشرق البائس طين في طين !

#فيليب_عطية (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات