أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فيليب عطية - نوح واللغو المفضوح














المزيد.....

نوح واللغو المفضوح


فيليب عطية

الحوار المتمدن-العدد: 1978 - 2007 / 7 / 16 - 07:10
المحور: كتابات ساخرة
    


في كتابه الشهير "الفولكلور في العهد القديم "يقدم لنا السير جيمس فريزر ،وهو يتناول قصة الطوفان ،عشرات القصص والاساطير من تراث الشعوب المختلفة تمتد مابين هنود امريكا الي الصين واليابان ،ومن استراليا الي قبائل افريقيا ،التي تتحدث عن طوفان او كارثة كونية نتيجة غضب الاله ولم ينقذ البشرية غير حكيم بار اصطفاه الاله فأخفاه او ارشده الي الطريقة التي يخرج بها من المأزق ليعود ويواصل مهمة الحرث والنسل وهكذا يستمر البشر وهم يحسبون حسابا للتقوي والورع
يهلل اصحاب الايمان التوراتي بأن هذا دليل علي صدق الرواية التوراتية ،وان الكارثة الكونية عاشت في وجدان الشعوب رغم تشتتها وتباعدها وظهرت في اساطيرهم الموروثة ، لكن ينسي هؤلاء الحمقي ان الفيضانات كانت موجودة اينما وجدت الانهار ،وان السيول الجارفة تحدث كلما انهمرت الامطار ،ومن المؤكد ايضا ان التسونامي كان يحدث كلما ضربت الزلازل قيعان البحارِ....اذا فهي ليست كارثة واحدة مشتركة المت بالانسانية جمعاء وانما هو رد فعل طبيعي مشترك يقوم به الانسان تجاه الاحداث التي لايفهم طبيعتها واسبابها فينسبها الي الاله ،فان كانت مرضية فهي نعمة وان كانت قاسية فهي نقمة ويجب علي الانسان ان يسرع الي مراضاة الاله بأن يسدد الي نوابه علي الارض الزكاة والعشور وغيرها من صنوف البر المستور
ولاتوجد في التوراة قصة هي نقل بالمسطرة لاساطير شعوب اخري كما هي قصة الطوفان فهي نقل عن الملحمة البابلية الشهيرة "جلجامش"وان تحولت علي يد الكاتب اليهودي الي مسخرة فهي لاتهتم بالموت والخلود وانما بوضع اليهودي في العالم باعتباره منقذا ومخلصا ،ولهذا لاعجب ان تتبع قصة الطوفان مباشرة قصة ابناء نوح الثلاثة :سام وحام ويافث ،وهي الاسماء التي سيطرت علي علم السلالات البشرية حتي عهد قريب ،وتنطلق لعنات نوح يمينا ويسارا فتلعن حام بالثلاثة وتجعل من كنعان عبد العبيد لأخوته ،وهي لعنات لم تذهب مع الريح فقد استمرت ومازالت تمارس سحرها ....يكفي ان نعلم انه خلال حركة تحرير العبيد في امريكا ،خرجت خرجت جماعة بروتستانتية لتقول ان لون هؤلاء الزنوج الاسود انما هو انعكاس لخطيئة ابيهم الملعون "حام"لهذا يجب ان يظلوا عبيدا
ماعلينا....نعود الي قصة الطوفان ،فكاتب سفر التكوين التوراتي ينهمك في شرح كل التفاصيل ،ونوح يعمل طبقا لارشادات الوهيم ،ويذكر لنا ابعاد الفلك ولاينسي بالطبع طبقة القار التي طلي بها حتي لاتتسرب المياه ،وينسي هذا الجهبذ ان يذكر لنا كيف يمكن ان تصمد سفينة امام موجات الماء المتلاطمة ،كما ينسي ان يقول لنا هل كانت سفينة ام غواصة تلك التي تفلت من سيول الماء المنهمرة ؟! اما ماهو اكثر فكاهة -وهو مااجادت هوليوود تصويره - فهواسراب الحيوانات والطيور التي وقفت امام نوح البار ليختار من كل نوع ذكرا وانثي فقط لاغير
وكل من لديه المام بعلوم البيولوجيا يتسائل بدهشة :ماهي تلك السفينة التي تحمل من الانواع مايزيد علي المليون نوع ؟ واين وضعوا مؤونة الغذاء التي تكفيهم ؟ وهل كانوا يأكلون بعضهم بعضا ؟ والاهم من الغذاء ....الماء ...هل كانوا يشربون بولهم ويلحسون عرقهم ؟ اما ماهو اهم من هذا وذاك فهو الهواء ،وكيف يمكن لحيز مغلق ان يحوي كمية من الاكسجين تكفي هذا القطيع الهائل مائة وخمسون يوما منها اربعون يوما وليلة من الطوفان ،لاسيما ان نوح او الهه لم يكن لديه بالطبع ادني فكرة عن دورات العناصر في الطبيعة ،ولم يأخذ بالطبع كمية من النباتات تكفي لتحقيق التوازن المفقود
المهم ....مرت الازمة بسلام ، ورست السفينة علي جبل أرارات ،ويقسم رجال البحوث والحفريات المأجورة ان السفينة مازالت هناك ،ولعلها تتحول يوما الي عجيبة من عجائب الدنيا السبع ،ولايهمنا من القطيع الذي هبط منها غير عائلة نوح الكريمة ،فهي التي عمرت الارض ،واستمرت في قصصها ونوادرها




#فيليب_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سليمان وملوك الجان
- بين اوزيريس والمسيح
- سيف الله ام سيف الجريمة ؟
- ابتعدوا عن عبد الناصر
- الديانات الذكورية ،والديانات الانثوية
- الوثنية وحكاية السلطانية
- علي الله ان يثبت ذاته
- حركات الزعابيط وآخرة التنطيط
- ساركوزي وحلف الكوز.....ي
- الزمبليطة والطبقة القليطة
- الشيخ شحتوت والضرب بالنبوت
- المعمل الخلفي للديانات والافكار
- اكان حرق مكتبة ام كان حرق عقل باكمله ؟
- هل تكون اعادة رسم الخريطة هي الحل ؟
- هل كانت المرأة قديما تبيض ولاتلد !!؟
- سلامة موسي وقطعة البسبوسة
- المصالحة والتعايش في مجتمعات العراق ....ابحث عن الافعي
- عندما ينفتح الجحيم
- العراق...بين المجتمع المدني والمجتمع الهمجي
- عن الميلاد والموت ولغز الكون الغامض


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فيليب عطية - نوح واللغو المفضوح