أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فيليب عطية - شمشوم ولعبة كل يوم














المزيد.....

شمشوم ولعبة كل يوم


فيليب عطية

الحوار المتمدن-العدد: 2003 - 2007 / 8 / 10 - 07:33
المحور: كتابات ساخرة
    


استقر اليهود الآن في ارض كنعان ، التي اسموها ارض الميعاد (علي ايه ....جتهم نيلة ) ،وهم قد حسموا موقفهم من الامم التي لم يستطيعوا مس شعرة منها فأنهالوا علي البابليين بلعنات داوود ، وقصموا ظهر المصريين بضربات موسي !! لكنهم الآن ليسوا بحاجة الي النمط المدروش او المخربش ، فهم امام الفلسطينيين بحاجة الي النمط العتويل المدندش ،وهكذا يأتي شمشون الجبار الذي تحتار في وصفه الاخبار فالحاخامات لم يكتفوا بأوصافه التي وردت في سفر القضاة بل وزادوا عليها بقدرة البطل الهمام علي حمل جبلين ...جبل علي كل يد وضربهما بالكوع والخد
يحلو للبعض تشبيه تلك الشخصية بهرقل اليوناني ، ولكن شتان بين شمشون وهرقل ، فالاله الاغريقي كما نجد قصصه في "انساب الآلهة " لهزيود ،وغيرها من الملاحم الاغريقية يتصرف طبقا لنبل وسمو الآلهة ، اما شمشون فهو اقرب الي تلك الشخصية التي اصطلحت كل الشعوب المتمدينة علي تسميتها بالبلطجي ،وسوف نري في سياق قصة شمشون مايبرر تلك التسمية ، فعندما يلجأ شخص الي جمع عددا وافرا من الكلاب او الذئاب ويشعل النار في ذيولها ثم يطلقها علي البيوت الآمنة فهو ليس بالبطل المقدام بل بالبلطجي الملئام .....ولكن دعونا نبدأ القصة من اولها
كان اليهود علي مايبدو قد اغضبوا الوهيم فدفعهم الي ايدي الفلسطينيين اربعين سنة ،ويعني هذا بكل وضوح ان القبائل الكنعانية الاصلية كانت لها اليد الطولي علي ارضها رغم التسلل اليهودي ، لكن الوهيم الرحمن الرحيم لاترضيه ابدا تلك المذلة اليهودية فيرسل ملاكه الي رجل من قبيلة "دان" اليهودية ليبشره بأن امرأته ستحبل وتلد مخلص اليهود ....فقط عليها ان تمتنع عن الخمر واللحم الدنس (لقد اسقمنا هؤلاء القوم بالههم اللعوب الغضوب ومخلصيهم وخمرهم ولحمهم الدنس )
وهكذا أتي شمشون ( أد الكف ويقتل ميه والف ) لكنه لن يبدأ عمله بتجميع اليهود وتنظيمهم في جيش مثلا ،وانما سيبدأ عمله بالزواج من الفلسطينيين (ياعيني ! لو كان هؤلاء الحمقي من اليهود قد فعلوا مايمليه المنطق السليم من التآلف والاختلاط بالاقوام المجاورة ، ماوجدنا الآن قضية تتصل باليهود وصداع التلمود ) ، وهكذا يخرج شمشون ليخطب المرأة من مضارب الفلسطينيين وفي طريقه يلتقي بأسد يقتله علي الماشي ، وبعد ان ينتهي من مهمته يعود ليجد النحل قد اقام عشه داخل جثة الاسد ،بل وانتج عسلا ( ياصلاة النبي ) فيأكل شمشون ويشبع ، ويتحول ذلك الحدث الفكاهي الي فزورة يضعها امام الفلسطينيين ليحلوها ( من الآكل خرج اكلا ، ومن الجافي خرجت حلاوة ) ولن يحتار الفلسطينيون كثيرا امام اللغز ، فأمامهم زوجة شمشون التي ترشدهم الي الحل ، وهنا يثور غضب الاسد الغضنفر فيخرج ليقتل ويحرق ماشاء من الفلسطينيين ، وبفك حمار يصارع جيشا من ثلاثين الف رجل ويهزمه
هنا يبدأ الفلسطينيون في البحث عن سر قوة هذا الرجل الجبار ابو فك حمار ، وهنا تظهر "دليلة" وعيون دليلة ومكر دليلة ،فتسأله عن سر قوته ثلاث مرات ، ومن المضحكات المبكيات انه يقول لها عن سبب وهمي ويجد نفسه في اليوم التالي مزنوقا بما قاله غير انه يبوح في النهاية بالسبب الحقيقي : قوته تكمن في شعره غير المقصوص واذا قص شعره ضاعت قوته . لن نتوقف هنا لنقول ان تلك الازاحة سمة سحرية تمتاز بها كل الاقوام البدائية في اساطيرها السحرية ، وان تلك القصة وغيرها من اقاصيص اليهود تؤكد الطابع البدائي السحري لهؤلاء القوم ، فالمهم ان شمشون نام تلك الليلة والمقص تحت رأسه
وهكذا ضاعت قوة شمشوم وهيبة شمشوم وعظمة شمشوم ، ووجدها الفلسطينيون فرصة ليقتلعوا عينه ويجعلوه عبدا من عبيدهم ، ولكن الدهن في العتاقي كما يقولون ...يمر الزمن وينمو شعر شمشوم فيشعر بعودة قوته ، وفي هذه المرة يتصرف بمنطق (عل..ايا وعلي اعدائي يارب ) فينتهز فرصة احتفال الفلسطينيين بالههم ويتسلل الي المعبد ليهدمه فوق رؤوس الجميع ...ولاعزاء للسيدات
مات شمشوم لكن اسطورته لم تمت ( في اذهان اليهود علي الاقل ) ..يكفي ان نعلم ان البرنامج النووي الاسرائيلي يطلق عليه برنامج شمشون ، وكان الرمز المفضل للحركة الصهيونية هو شمشون ، واصدر "جابوتنسكي " احد زعماء تلك الحركة قصته "شمشون" يصور فيها البطل الهمام كرمز للتحرر اليهودي
ولكن لاشئ يصدق في وصف شمشوم والصهيونية غير قول "نعوم تشومسكي " : ان اسرائيل تتصرف الآن بعقدة شمشون ، وهي عقدة كفيلة بالقضاء عليها



#فيليب_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضربات العشر وحدود الفشر
- ابرام ومائدة اللئام (2
- نوح واللغو المفضوح
- سليمان وملوك الجان
- بين اوزيريس والمسيح
- سيف الله ام سيف الجريمة ؟
- ابتعدوا عن عبد الناصر
- الديانات الذكورية ،والديانات الانثوية
- الوثنية وحكاية السلطانية
- علي الله ان يثبت ذاته
- حركات الزعابيط وآخرة التنطيط
- ساركوزي وحلف الكوز.....ي
- الزمبليطة والطبقة القليطة
- الشيخ شحتوت والضرب بالنبوت
- المعمل الخلفي للديانات والافكار
- اكان حرق مكتبة ام كان حرق عقل باكمله ؟
- هل تكون اعادة رسم الخريطة هي الحل ؟
- هل كانت المرأة قديما تبيض ولاتلد !!؟
- سلامة موسي وقطعة البسبوسة
- المصالحة والتعايش في مجتمعات العراق ....ابحث عن الافعي


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فيليب عطية - شمشوم ولعبة كل يوم